المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16642 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تتويج «حور محب» في طيبة.
2024-06-26
تعيين حور محب نائبا للملك.
2024-06-26
حور محب و تعيينه في الوظيفة.
2024-06-26
حور محب في شبابه.
2024-06-26
حور محب على عرش الملك.
2024-06-26
الملك آي.
2024-06-26

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


احكام تتعلق بالصلاة  
  
147   11:46 صباحاً   التاريخ: 2024-06-18
المؤلف : محمد بن علي الاسترابادي
الكتاب أو المصدر : آيات الاحكام
الجزء والصفحة : ص303 - 315
القسم : القرآن الكريم وعلومه / آيات الأحكام / العبادات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-11 774
التاريخ: 2023-03-27 1437
التاريخ: 2023-09-04 780
التاريخ: 2023-09-13 799

 احكام تتعلق بالصلاة

 

يقول تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 190 - 194] أى إنّ في إيجادهما بما فيهما من العجائب والبدائع ، وفي اختلاف الليل والنهار باعتبار الخواصّ والأحوال ، بل اختلاف كلّ بنفسه باعتبار الطول والقصر ، والحرارة والبرودة والشدة والضعف في ذلك ، والتفاوت بين أجزائه وأحوالها ، لأدلّة واضحة على وجود الصانع وكمال علمه وعظيم قدرته وباهر حكمته وغير ذلك من صفاته العلي الثبوتيّة والسلبيّة لذوي البصائر والعقول.

اللب العقل [1] سمّي به لأنه خير ما في الإنسان ، واللبّ من كلّ شيء خيره وخالصة ، وفي ذلك ترغيب في علم الكلام والهيئة ، بل النجوم على بعض الوجوه.

(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ.)

أي مضطجعين ، و «الذين» في محلّ الجرّ بأنه صفة أو عطف بيان لاولي ، وقيل أو تأكيد له ، ويمكن كونه مرفوعا أو منصوبا على المدح ، وهو إشارة إلى أن «اولي الألباب» هم الّذين يذكرون الله دائما وعلى كل حال.

في المجمع : لان أحوال المكلّفين لا تخلو من هذه الثلاثة ، وقد أمروا بذكر الله في جميعها.

وفي الكشاف ذكرا دائبا على أيّ حال كانوا من قيام أو قعود أو اضطجاع لا ـ يخلون بالذكر في غالب أحوالهم.

وعلي التقديرين كانّ فيه إشعارا بأن من لم يكن ذاكرا لله كذلك كأنه خال عن اللبّ والعقل ، فكيف من كان غافلا في غالب الأحوال ، وفي ذلك من الترغيب في ذكر الله على جميع الأحوال ما لا يخفى ، كما في الحديث القدسيّ إنّ ذكري حسن على كلّ حال.

وقيل معناه يصلّون في هذه الأحوال على حسب استطاعتهم فالصحيح يصلّي قائماً ، والمريض جالسا وعلى جنبه أي مضطجعا ، في المجمع : رواه علي بن إبراهيم [2] في تفسيره ولا تنافي بين التفسيرين ، لأنه غير ممتنع وصفهم بالذكر في هذه الأحوال وهم في الصلاة وهو قول ابن جريج وقتادة.

وفي الكافي [3] عن علي عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه‌ السلام) في قول الله عزوجل (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً). قال : الصحيح يصلي قائماً (وَقُعُوداً) المريض يصلي جالسا (وَعَلى جُنُوبِهِمْ) الذي يكون أضعف من المريض الذي يصلّي جالسا ، وفي ذلك ردّ على أبي حنيفة حيث قال بأنه يستلقي ، وأما الشافعيّ فعلى ما ذهب إليه أصحابنا.

(وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)

عطف على (يَذْكُرُونَ) فيدلّ على أن من كمال العقل وحسن البصيرة التفكّر في خلقهما.

والاستدلال به من جهة اختراع هذه الأجرام العظام ، وإبداع صنعتها وأوضاعها ، وما دبّر فيها مما تكلّ الافهام عن إدراك بعض عجائبه كما يعين عليه علم الهيئة والنجوم ، على عظم شأن الصانع وكبرياء سلطانه ، وجلال صفاته ، وكمال قدرته ، وعظيم حكمته قائلين :

(رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا) إشارة إلى السموات والأرض ، لأنها في معنى المخلوق كأنه قيل : ما خلقت هذا المخلوق العجيب باطلا وفي هذا ضرب من التعظيم ، أو إلى الخلق على أنّ المراد به المخلوق.

(باطِلاً) عبثا بغير حكمة ومصلحة (سُبْحانَكَ) تنزيها لك عن الباطل والعبث وجميع النقائص بل فيه حكم عظيمة ومصالح جليلة منها أن تجعلها مبدءا لوجود الإنسان بل أصناف الحيوان وسببا لمعاشهم ومساكن لهم وأدلّة للمكلفين علي حكمتك ووجوب طاعتك واجتناب معصيتك ، تعريضا إياهم للثواب بدلا من العقاب ولذلك وصل به قوله (فَقِنا عَذابَ النَّارِ).

فالفاء للدلالة على أنّ علمهم بما لأجله خلقت السموات والأرض حملهم على الاستعاذة ويشعر بأنّ المكلف بما تقدم له من العلم والايمان بأنه لم يفعل عبثا وما استلزمه حتى أدّاه إلى الاستعاذة ، أهل للطلب والمغفرة والله أعلم.

وفي الآية دلالة على أنّ الكفر والضلال والقبائح ليست خلقا لله تعالى ، لأنها باطلة بلا خلاف ، وقد نفى الله سبحانه ذلك بحكايته عن اولى الألباب الّذين رضي أقوالهم ، فيجب بذلك القطع على أنّ القبائح غير مضافة إليه سبحانه وتعالى عمّا يقول الظالمون علوا كبيرا.

وفيها إشارة إلى أنّ العلم بوجود فائدة يدلّ على عودها إلى الخلق ، وذلك يدلّ على استحقاق العبادة وحسن التكليف وكونه لازما واستحقاق الثواب على الطاعة والعقاب على العصيان ، وأنّ له المغفرة والعفو على جهة التفضّل ، وأنه لا قبح فيه ، وهو قادر عليه مختار فيه ، وكان ذلك يستلزم كون الحسن والقبح عقليين.

ولا يخفى ما في ذلك أيضا من الدلالة على عظم شأن علم أصول الدين وفضل أهله وشرف التفكّر والتدبّر في الخلق ، والاستدلال والاعتبار به ، حيث جعل كذكر الله من لوازم العقل.

عنه (صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله) : لا عبادة كالتفكّر [4] وعنه (صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله) أيضا : بينما رجل مستلق على فراشه إذ رفع رأسه فنظر إلى النجوم وإلى السماء فقال : أشهد ان لك ربا وخالقا اللهمّ اغفر لي فنظر الله إليه فغفر له.

 

وروى الثعلبيّ [5] بإسناده عن محمّد بن الحنفيّة عن عليّ بن أبي طالب أنّ رسول الله (صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله) كان إذا قام من الليل سوّك ثمّ ينظر إلى السماء ثمّ يقول (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ) إلى قوله (فَقِنا عَذابَ النَّارِ).

(رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ) أي فقد أبلغت في إخزائه ، وهو نظير قوله (فَقَدْ فازَ) ومن كلامهم نحو من سبق فلانا فقد سبق ، والجملة استئناف في مقام التعليل للطلب المتقدّم على جهة التأكيد والإلحاح فيه بتهويل المستعاذ منه وإظهار شدّة الخوف والعجز عن احتمال ذلك تعرضا لرحمته الواسعة ، أو على جهة الاستشفاع بسعة رحمته ووفور كرمه لقبول ما تقدّم من معرفة الله تعالى والايمان به وتنزيهه عمّا لا يليق به ، والدعاء له والاستعاذة به ، فلا يبلغ في إخزائه الغاية بل يدركه بالعناية الكاملة الّتي يقبل بها القليل ويعطي الجزيل.

فكأنّ ذلك بالنظر إلى مزيد عنايته باثابة خلقه وتعلّق إرادته بتعريضهم لثوابه بدلا عن عقابه ، يناسب أن لا يكون بالنسبة إلى أهل معرفته والمتعوّذين بجلال رحمته ، بل إنّما يناسب المستغرقين في ظلم نفوسهم بجهل جلاله والتمرّد عن كبرياء سلطانه فلذلك قال (وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ)

في الكشاف اللام إشارة إلى من يدخل النار وإعلام بأن من يدخل النار فلا ناصر له بشفاعة ولا غيرها ، وكأنّ ذلك بالنظر إلى أنّ من لم يخلد فيها كأنّه لم يبلغ في إخزائه الغاية ، وإن كان الخزي حاصلا في الحالين ، وقيل : الخزي إنّما هو بالخلود في النار.

وفي تفسير القاضي [6] : أراد بهم المدخلين ، ووضع المظهر مقام المضمر للدلالة على أنّ ظلمهم تسبّب لإدخالهم النار ؛ وانقطاع النصرة عنهم في الخلاص ، ولا يلزم من نفي النصرة نفي الشفاعة لأن النصرة دفع بقهر وعلى هذا ينبغي أن يحمل إبلاغ الخزي على المبالغة والشدّة بالنسبة إلى الخزي بغير دخول النار.

ويمكن أن يكون مراد القاضي بيان مدلول لفظ الناصر فلا مانع من لزوم نفي الشفيع بدليل آخر ، كما يمكن أن يكون مراد الكشاف بيان ما يستفاد ولو بإعانة دليل من خارج ، فتأمل فيه.

وأما ثبوت الشفاعة لأهل الكبائر وخروج آخرين بشفاعة أو بغيرها فالأخبار فيه من طريق الخاصّة والعامة أكثر من أن تحصى ، وها هي الآية الآتية صريحة في العفو عن مرتكب الكبيرة.

(رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ) أوقع الفعل على المسمع وحذف المسموع لدلالة وصفه عليه ، وفي تنكير المنادي وإطلاقه أولا ثمّ تقييده بالايمان ثانيا تفخيما وتعظيما لشأنه وهو الرسول (صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله) وقيل القرآن والدعاء والنداء ونحوهما يعدّى بالى واللام ، لتضمّنها معنى الاختصاص والانتهاء.

(أَنْ آمِنُوا) أي آمنوا أو بأن آمنوا. (بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا)

لا يبعد أن يراد بالسيّئات الصغائر كما في قوله (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) فيخص الذنوب بالكبائر فيمكن كونه على سبيل التوبة وطلب مغفرة الذنوب بها وأن يلحقهم بذلك بمجتنب الكبائر في تكفير السيّئات وما قيل من أنّ المراد غفران الذنوب بلا توبة وتكفير السيئات إن تبنا ، أو اغفر لنا بالتوبة وكفّر عنا باجتناب الكبائر ، فلا يخفى ما فيه.

(وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ) مخصوصين بصحبتهم معدودين في جملتهم والأبرار جمع برّ أو بارّ كأرباب وأصحاب.

(رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ) أي على تصديق رسلك أو محمولا على رسلك أو منزلا عليهم أو على ألسنة رسلك والموعود هو الثواب والإفضال.

وهذا السؤال ليس خوفا من خلف الوعد ، كيف وهو محال عليه؟ بل مخافة أن لا يكون من الموعودين بسوء عاقبة أو قصور في الامتثال ، فهو طلب التوفيق في تكميل ما يكونون به من الموعودين وما يحفظ عليهم أسباب إنجاز الوعد أو هو باب من اللجإ والتضرع إلى الله والخضوع والتعبّد له كما كان الأنبياء وأكابر الأولياء يستغفرون ويبكون ويظهر منهم الخوف العظيم من العقاب مع عدم ذنب وتقصير بل يقصدون بذلك التذلّل والتضرّع واللّجإ الذي هو سيماء العبوديّة.

وقيل : إن الكلام وإن خرج مخرج المسئلة ، لكن المراد به الخبر أى توفّنا مع الأبرار لتؤتينا ما وعدتنا به على رسلك ، ولا تخزينا يوم القيمة لأنهم علموا أن ما وعد الله به حق ، ولا بد أن ينجزه ، وقيل الموعود النصر على الأعداء وانما سألوا تعجيله.

(وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي لا تفضحنا فيه بوجه بأن تعصمنا مما يقتضيه وتوفّقنا لما يبعدنا عنه ، أو أن تعفو فلا تفعل.

(إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) باثابة المؤمن وعدم خزيه وإجابة الداعي ، والجملة استئناف في مقام التعليل لما تقدم ، أي تفعل بنا ذلك لأنك وعدتنا وأنت لا تخلف الميعاد ، وقيل يمكن كونه خبرا بمعنى الدعاء فيكون تأكيدا لما تقدم ، وعن ابن عباس الميعاد البعث بعد الموت.

وفي المجمع : وقد اشتهرت الرواية عن النبيّ (صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله) أنه لما نزلت هذه الآيات قال : ويل لمن لاكها بين فكّيه ولم يتأمّل ما فيها ، وورد عن الأئمّة من آل محمّد ـ (عليهم‌ السلام) الأمر بقراءة هذه الآيات الخمس وقت القيام بالليل للصلاة ، وفي الضجعة بعد ركعتي الفجر.

وروى محمّد بن علي بن محبوب عن العبّاس بن المعروف عن عبد الله بن المغيرة عن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبد الله (عليه‌ السلام) وذكر صلاة النبيّ (صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله) قال : كان يأتي بطهور فيخمّر عند رأسه ، ويوضع سواكه تحت فراشه ، ثمّ ينام ما شاء الله ، فاذا استيقظ جلس ثمّ قلب بصره في السماء ثم تلا الآيات من آل عمران (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ) الآيات ثمّ يستنّ ويتطهّر ثمّ يقوم إلى المسجد فيركع أربع ركعات على قدر قراءته ركوعه ، وسجوده على قدر ركوعه : يركع حتّى يقال متى يرفع رأسه؟ ويسجد حتّى يقال متى يرفع رأسه؟ ثمّ يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله.

ثمّ يستيقظ فيجلس فيتلو الآيات من آل عمران ، ويقلب بصره في السماء ، ثمّ يستنّ ويتطهّر ، ويقوم الى المسجد فيصلّي أربع ركعات كما ركع قبل ذلك ثمّ يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الآيات من آل عمران ويقلب بصره في السماء ثم يستنّ ويتطهّر ويقوم إلى المسجد فيوتر ويصلي الركعتين ثمّ يخرج إلى الصلاة [7].

واعلم أنّ تكرير «ربّنا» من باب الابتهال والمبالغة فيه والدلالة على استقلال المطالب وعلوّ شأنها ، وإعلام بما يقتضي حسن الإجابة ، وفي الكشاف وروي عن جعفر الصادق (عليه‌ السلام) «من حزبه أمر فقال خمس مرات «ربّنا» أنجاه الله مما يخاف وأعطاه ما أراد» وقرء هذه الآية.

{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران: 195]

وعن الحسن حكى الله عنهم أنّهم قالوا خمس مرات «ربّنا» ثمّ أخبر أنه استجاب لهم ، وفي المجمع : هذه تتضمّن الحثّ على مواظبة الأدعية في الآيات المتقدّمة ، والإشارة إلى أنها مما تعبد الله بها لأنها تتضمن الإجابة لمن دعا بها.

(بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) معترضة بيّنت بها شركة النساء مع الرجال فيما وعد الله به عباده العاملين ، فلعلّ المراد وصلة الإسلام. في المجمع : في الدّين والنصرة والموالاة فحكمي في جميعكم واحد انتهى ، وعلى هذا يستفاد أحكام كثيرة فتأمّل.

(فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً) في موضع المصدر المؤكّد بمعنى أثابه أو تثويبا ، لأن قوله (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ) في معنى لأثيبنّهم.

(مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ) أى يختصّ به وبقدرته لا يثيبه غيره ، ولا يقدر عليه ، وفيه من الترغيب العظيم على المهاجرة في سبيل الله واحتمال الأذى والإخراج عن الدّيار والأهل ، والقتل والقتال في طاعة الله ما لا يخفى.

وكذا دلالتها على أنّ الذنوب يكفّرها العمل الصالح كقوله {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] ومثلها كثيرة ولا ينافيها {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] فتأمّل. قيل : وفيها دلالة أيضا على أنّ العمل لا يقع شكرا بل عليه أجر وعوض تأمل فيه.

وفي الآيات تعليم من الله كيف يدعى وكيف يبتهل إليه ، ويتضرّع ، وإعلام بما يوجب حسن الإجابة وحسن الإثابة من احتمال المشاقّ في دين الله ، والصبر على صعوبة تكاليفه ، وقطع لأطماع الكسالى المتمنّين عليه ، وتسجيل على من لا يرى الثواب موصولا إليه بالعمل بالجهل والغباوة.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا) على دينكم واثبتوا عليه (وَصابِرُوا) الكفّار (وَرابِطُوا) هم في سبيل الله عن الحسن وقتادة والضّحاك ، وقيل : فمعناه اصبروا على طاعة الله وعن معاصيه وقاتلوا العدوّ فاصبروا على قتالهم في الحق كما يصبرون على قتالكم في الباطل ، وأعدّوا لهم من الخيل ما يعدّونه لكم كقوله سبحانه {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [الأنفال: 60] ويقرب منه ما روي عن أبي جعفر الباقر (عليه‌ السلام) أنّه قال : معناه اصبروا على المصائب ، وصابروا على عدوّكم ، ورابطوا عدوّكم.

وفي الكشاف : اصبروا على الدّين وتكاليفه ، وصابروا الكفّار أي وغالبوهم في الصبر على شدائد الحرب لا تكونوا أقلّ صبرا منهم وثباتا ، والمصابرة باب من الصبر ذكر بعد الصبر على ما يجب الصبر عليه تخصيصا لشدّته وصعوبته ، ورابطوا وأقيموا في الثغور رابطين خيلكم فيها مترصّدين مستعدّين للغزو ، وقال الله تعالى (وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ).

وعن النبيّ (صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله) [8] من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان كعدل صيام شهر وقيامه لا يفطر ولا ينفتل عن صلاته إلّا لحاجة.

وعلى هذا فيمكن الاستدلال على وجوب المرابطة المصطلحة مع الضرورة واستحبابها بدونها حملا للأمر على الرجحان لعدم صحّة الوجوب والاستحباب مطلقا مع الإجماع على الوجوب مع الضرورة فتأمّل.

وقيل : إنّ معنى رابطوا رابطوا الصلاة وانتظروها واحدة بعد واحدة ، لأن المرابطة لم يكن حينئذ ، روي ذلك عن علىّ (عليه‌ السلام) وعن جابر بن عبد الله وأبي سلمة بن عبد الرحمن وروي عن النبيّ (صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله) [9] أنّه سئل عن أفضل الأعمال فقال إسباغ الوضوء في السبرات ، ونقل الاقدام إلى الجماعات ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط.

(وَاتَّقُوا اللهَ) أن تخالفوه فيما يأمركم وينهاكم ، أو عذابه بلزوم أوامره واجتناب نواهيه (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) لكي تظفروا وتفوزوا بنيل المنية. ودرك البغية في المجمع : هذه الآية تتضمّن جماع ما يتناوله التكليف ، لأن قوله (اصْبِرُوا) يتناول لزوم العبادات وتجنّب المحرمات (وَصابِرُوا) يتناول ما يتّصل بالغير كمجاهدة الجنّ والانس وما هو أعظم منها من جهاد النفس (وَرابِطُوا) يدخل فيه الدفاع عن المسلمين والذبّ عن الدّين و (اتَّقُوا اللهَ) يتناول الانتهاء عن جميع النواهي والزواجر ، والايتمار بجميع الأوامر ، ثمّ تبع جميع ذلك الفلاح والنجاح وبالله التوفيق.

{أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58]

(أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا) من الأمم قوم (إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا) فحذف لدلالة الكلام عليه عن أبى مسلم ، روي [10] عن علىّ بن الحسين (عليه‌ السلام) أنّه قال نحن عنينا بها ، وقيل : بل المراد الأنبياء الّذين تقدم ذكرهم ، فيحتمل العطف على من «الأول» والثانية [11]. ثمّ إن جعلت «الّذين» فيما قبل خبرا لأولئك كان (إِذا تُتْلى) كلاما مستأنفا ، وإن جعلته صفة له كان خبرا ، فكأنه سبحانه بيّن أنهم مع جلالة قدرهم كانوا يسجدون ويبكون عند تلاوة آيات الله عليهم ، وهؤلاء العصاة ساهون لاعبون مع إحاطة السيّئات بهم ، وفيه من الترغيب في السجود والبكاء حينئذ ما لا يخفى ، خصوصا بالنسبة إلى هذه الآية ، لاشتمالها على هذا الترغيب والتحريص ، فلا يبعد فهم تأكيد استحباب السجدة عندها كما هو المشهور والمأثور وأما للتّالى والسامع مطلقا فإما لعدم الفرق أو المؤثر إذ الغرض التعظيم أو للإجماع أو الاخبار [12] والله اعلم.

{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]

(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) خلفه إذا عقبه ، ثمّ قيل في عقب الخير خلف بالفتح ، وفي عقب السوء ، خلف بالسكون كما قالوا وعد في ضمان الخير ، ووعيد في ضمان الشرّ ، قيل : هم اليهود ومن تبعهم ، وقيل : من هذه الأمة عند قيام الساعة عن مجاهد وقتادة.

(أَضاعُوا الصَّلاةَ) عن ابن عبّاس [13] هم اليهود تركوا الصلاة المفروضة وشربوا الخمر واستحلّوا نكاح الأخت من الأب ، وقيل : أضاعوا بتأخيرها عن مواقيتها من غير أن يتركوها أصلا عن ابن مسعود وجماعة. في المجمع وهو المرويّ [14] عن أبى عبد الله (عليه‌ السلام) وفي الكشاف [15] وينصر الأول قوله (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ) يعني الكفار فليتأمّل.

(وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ) فيما حرم عليهم. في المجمع : وعن علىّ (عليه‌ السلام) من بنى المشيد ، وركب المنظور ولبس المشهور (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) أي شرّا ، فان كلّ شر عند العرب غىّ ، وكل خير رشاد ، أو مجازاة الغي لقوله {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 68] أي مجازاة أثام أو غيّا عن طريق الجنّة ، وقيل واد في جهنّم تستعيذ منه أوديتها وفيه دلالة على تحريم إضاعة الصلاة واتّباع الشهوات.

{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} [مريم: 60] يدلّ على قبول التوبة مع الايمان والعمل الصالح ، وعلى الخروج من الايمان بما تقدّم من الإضاعة واتّباع الشهوات.

 


[1] قال في المقاييس ج 5 ص 199 اللام والباء أصل صحيح يدل على لزوم وثبات وخلوص وجودة فالأول ألب بالمكان الى ان قال والمعنى الآخر اللب معروف من كل شيء وهو خالصة وما ينتقى منه ولذلك سمى العقل لبا ورجل لبيب اى عاقل وقد لب يلب وخالص كل شيء لبابه انتهى ما أردنا نقله.

[2] المجمع ج 1 ص 556.

[3] الوسائل ج 4 ص 689 المسلسل 7115 الباب 1 من أبواب القيام.

[4] انظر اخبار فضيلة التفكر في الباب 5 من أبواب جهاد النفس في الوسائل ج 11 ص 153 وص 154 ومستدرك الوسائل ج 2 ص 281 وص 282 والدر المنثور ج 2 ص 110 وص 111.

[5] المجمع ج 1 ص 554.

[6] البيضاوي 2 / 61.

[7] مجمع البيان 1 / 554.

[8] انظر مضمون الحديث في الدر المنثور ج 2 ص 113 وص 114 وكنز العمال ج 4 من ص 195 الى ص 201 ومستدرك الوسائل ج 2 ص 246 ولفظ المصنف مروي في مستدرك الوسائل عن غوالي اللئالى والكشاف عند تفسير آخر سورة آل عمران وفي النسائي ج 6 ص 39 والبيهقي ج 9 ص 38 ومستدرك الحاكم ج 2 ص 8.

[9] لم أظفر الى الان على الحديث بالوجه الذي نقله المصنف ففي اخبار الشيعة كون الثلاثة من الكفارات وليس فيها ذكر كونها من الرباط إلا في المروي عن دعائم الإسلام وهو في ط مصر 1383 ج 1 ص 100 ونقله في المستدرك ج 1 ص 51 وليس في واحد من اخبارهم كونها أفضل الأعمال نعم في دعائم الإسلام كونها مما اختصم فيه الملإ الأعلى انظر في ذلك جامع أحاديث الشيعة ج 1 من ص 92 الى ص 93.

واما اخبار أهل السنة ففيها أيضا كون الثلاثة من الكفارات وفي مجمع الزوائد ج 1 ص 237 انها مما اختصم فيه الملاء الأعلى وفي أكثرها كونها من الرباط ليس فيها ذكر كونها من أفضل الأعمال انظر في ذلك شرح النووي على صحيح مسلم ج 3 ص 141 وسنن البيهقي ج 1 ص 82 وسنن ابن ماجة ص 138 وسنن الدارمي ج 1 ص 177 وتفسير الخازن ج 1 ص 312 وتفسير ابن كثير ج 1 ص 444 تفسير الطبري ج 4 ص 222 والدر المنثور ج 2 ص 114.

ثم اللفظ في أكثر أخبار الشيعة إسباغ الوضوء في السبرات وفي اخبار أهل السنة إسباغ الوضوء في المكاره أو على المكاره إلا في الرقم 3472 من الجامع الصغير ج 3 ص 307 فيض القدير ففيه إسباغ الوضوء في السبرات وكذا في مجمع الزوائد ج 1 ص 237 والسبرات جمع سبرة بسكون الموحدة وهي شدة البرد كسجدة وسجدات.

[10] المجمع ج 3 ص 519.

[11] قال المؤلف ره في الهامش : في الكشاف : عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اتلوا القرآن وابكوا فان لم تبكوا فتباكوا وعن صالح المري قال : قرأت القرآن على رسول الله فقال لي : يا صالح هذه القراءة فأين البكاء؟ أقول : راجع الكشاف ج 3 ص 25.

[12] انظر الوسائل الباب 1 من أبواب المواقيت ج 3 من ص 78 الى ص 84 والباب 9 من أبواب المواقيت في تأكد كراهة تأخير العصر ج 3 من ص 111 الى ص 114 ومستدرك الوسائل ج 1 ص 184 وص 187 ترى الأحاديث بهذه المضامين كثيرة.

[13] الكشاف ج 3 ص 26.

[14] المجمع ج 3 ص 519.

[15] الكشاف ج 3 ص 26.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .