أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2016
4100
التاريخ: 3-12-2015
2129
التاريخ: 23-09-2014
2862
التاريخ: 2023-11-21
1084
|
لا بد للنبي من إيتاء المعجز لكي يثبت دعواه، وإنْ كانوا عدولا صادقين في اقوامهم؛ إذ ان المتابعة للنبي لا تكون الا بعد ان يثقوا به ، وهذه الثقة لا تحصل بمجرد الادعاء ، بل تثبت بمجموعة من الأمور والمعجزة من هذه الأمور فضلا عن الكمالات الأخرى التي يمنحها الله تعالى للنبي (صلى الله عليه واله وسلم)؛ لأنَّ الناس لا يمكن أن يسلموا لهكذا أمور من دون دليل وبرهان على صدقه ولا سيما أمرا كهذا؛ إذ به تتحدد السعادة أو الشقاء ، فبات إقامة البرهان على هكذا أمور من المسلمات بين الناس ؛ لدفع احتمال الكذب .
وجاءت سنة الله عز وجل جريا على هذا الامر ببعث الأنبياء بالمعجزات حتى يصدق بهم الناس ويشهد لهم بأنَّهم موفدون من السماء ، وانهم قائمون على السفارة الالهية ، اذ هذه السفارة في عهدنا تحتاج الى ما يؤيدها من اوراق ووثائق تؤكد صحة الانتماء والسفارة عن تلك الدولة وهذا من الأمور العقلية التي جبل عليها الناس . وبهذا صـرح القرآن نفسه بقوله تعالى: {بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُون}[1]. أي علامة على صدق دعواه كما في العصى واليد وابراء الاكمه والابرص وغيرها، فارسال الأنبياء بالآيات كانت سنة جارية في الخلق.
هنا يبيّن الامام الصادق (عليه السلام) علة ارسال الأنبياء بالمعجزات، فعَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: (قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام): لِأَيِّ عِلَّةٍ أَعْطَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ وَأَعْطَاكُمُ الْـمُعْجِزَةَ ؟ فَقَالَ (عليه السلام): لِيَكُونَ دَلِيلًا عَلَى صِدْقِ مَنْ أَتَى بِهِ وَالْـمُعْجِزَةُ عَلَامَةٌ للهِ لَا يُعْطِيهَا إِلَّا أَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ وَحُجَجَهُ لِيُعْرَفَ بِهِ صِدْقُ الصَّادِقِ مِنْ كَذِبِ الْكَاذِبِ)[2].
فظاهر النص ان ثبوت النبوة أو الامامة متوقف على دليل وهذا الدليل هو المعجزة ، فمن ادعى انه نبي طولب بالعلامة والدليل على صدق دعواه، وعرّج الحديث على مسألة أخرى وهي ان المعجزة بيد الله عز وجل لا تعطى لكاذب وعلل في ذيل الحديث على ذلك.
وفي حديث آخر عَنْ هِشَامِ بْنِ الْـحَكَمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام): (أَنَّهُ قَالَ لِلزِّنْدِيقِ الَّذِي سَأَلَهُ مِنْ أَيْنَ أَثْبَتَّ الرُّسُلَ وَ الْأَنْبِيَاءَ؟ فَقَالَ: إِنَّا لَمَّا أَثْبَتْنَا أَنَّ لَنَا خَالِقاً صَانِعاً مُتَعَالِياً عَنَّا وَ عَنْ جَمِيعِ مَا خَلَقَ وَ كَانَ ذَلِكَ الصَّانِعُ حَكِيماً مُتَعَالِياً لَمْ يَجُزْ أَنْ يُشَاهِدَهُ خَلْقُهُ وَ يُلَامِسُوهُ وَ يُبَاشـرهُمْ وَ يُبَاشـروهُ وَ يُحَاجَّهُمْ وَ يُحَاجُّوهُ ثَبَتَ أَنَّ لَهُ سُفَرَاءَ فِي خَلْقِهِ يُعَبِّرُونَ عَنْهُ إِلَى خَلْقِهِ وَ عِبَادِهِ وَ يَدُلُّونَهُمْ عَلَى مَصَالِحِهِمْ وَ مَنَافِعِهِمْ وَ مَا بِهِ بَقَاؤُهُمْ وَ فِي تَرْكِهِ فَنَاؤُهُمْ فَثَبَتَ الْآمِرُونَ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْـحَكِيمِ الْعَلِيمِ فِي خَلْقِهِ وَ الْـمُعَبِّرُونَ عَنْهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَ صَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ حُكَمَاءُ مُؤَدَّبُونَ بِالْحِكْمَةِ مَبْعُوثُونَ بِهَا غَيْرَ مُشَارِكِينَ لِلنَّاسِ فِي شَيْءٍ مِنْ أَحْوَالِهِمْ مُؤَيَّدِينَ مِنْ عِنْدِ الْـحَكِيمِ الْعَلِيمِ بِالْحِكْمَةِ ثُمَّ ثَبَتَ ذَلِكَ فِي كُلِّ دَهْرٍ وَ زَمَانٍ مَا أَتَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَ الْأَنْبِيَاءُ مِنَ الدَّلَائِلِ وَ الْبَرَاهِينِ لِكَيْلَا تَخْلُوَ أَرْضُ اللهِ مِنْ حُجَّةٍ يَكُونُ مَعَهُ عِلْمٌ عَلَى صِدْقِ مَقَالَتِهِ وَ جَوَازِ عَدَالَتِهِ)[3].
في هذا النص بيَّن الامام (عليه السلام) سنّة الله عز وجل في خلقه من بعث الأنبياء، وأنَّ هذا العبث مقرون دائما بالدلائل والبراهين على صدق دعواهم، وانزال الحجة ملزمة بأنَّهم سفراء عن الله عز وجل.
وقد بيَّنَ السيد الخوئي (1413) في تعريفه للمعجزة فائدة المعجزة وضـرورتها بقوله: ( أن يأتي المدعي لمنصب من المناصب الإلهية بما يخرق نواميس الطبيعة ويعجز عنه غيره شاهدا على صدق دعواه . وإنما يكون المعجز شاهدا على صدق ذلك المدعي إذا أمكن أن يكون صادقا في تلك الدعوى)[4].
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|