{من ذا الذي يقرض اللـه قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة واللـه يقبض ويبصط و اليه ترجعون} |
907
10:43 صباحاً
التاريخ: 2024-04-06
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-05
958
التاريخ: 18-11-2014
2072
التاريخ: 2024-03-02
1055
التاريخ: 2024-02-12
1320
|
{مَنْ ذَا الَّذي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثيرَةً وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
قَالَ اللهُ تَعَالَى: {مَنْ ذَا الَّذي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضاً حَسَناً} إِقرَاضُ اللَّـهِ مَثَلٌ لِتَقَدُّمِ العَمَلِ الَّذِي یُطلَبُ ثَوَابُهُ، وَهوَ تَلَطُّفٌ لِلدًّعَاءِ إِلَى فِعلِهِ، وَتَأَکِیدٌ لِلجَزَاءِ عَلَیهِ.
وَالقَرضُ الحَسَنُ: إِمَّا الـمُجَاهَدَةُ بِنَفسِهَا، وَإِمَّا النَّفَقَةُ فِي سَبِیلِ اللَّـهِ، فَیُضَاعِفَهُ أَضعَافَاً کَثِیرَةً، لَا یَعلَمُ کُنهُهَا إِلَّا هُوَ، وَقِیلَ: هُوَ إِنَّ الوَاحِدُ بِسَبعِمَائةٍ [1].
{وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ} الرِّزقَ؛ أَي یُقَتِّرُ عَلَیکُم وَیُوَسِّعُ، فَلَا تَبخَلُوا عَلَیهِ بِمَا وَسَّعَ عَلَیکُم حَتَّى لَا یُبدِلَنَّکُم الضِّیقَ بِالسَّعَةِ [2].
وَقَرَأ أَبُو بَکرٍ: یَبصِطُ، بِالصَّادِ [3].
قَالَ رَسُولُ اللَّـهِ: (مَن تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَلَهُ مِثلَاهَا فِي الجَنَّةِ) [4].
فَقَالَ أَبُو الدَحدَاحِ الأَنْصَارِيُّ، وَاسمُهُ عَمرُو بنُ الدَّحدَاحِ [5]: يَا رَسُولَ
اللَّـهِ، إِنَّ لِي حَدِيقَتَينِ إِن تَصَدَّقتُ بِإِحدَيهُمَا فَإِنَّ لِي مِثلَيهَا فِي الجَنَّةِ؟
قَالَ: (نَعَم).
قَالَ: وَأُمُّ الدَّحدَاحِ مَعِي؟
قَالَ: (نَعَم).
قَالَ: الصِّبِيةُ مَعِي؟
قَالَ: (نَعَم).
فَتَصَدَّقَ بِأَفضَلِ حَدِيقَتِيهِ فَدَفَعَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّـهِ فَنَزَلَتِ الْآيَةُ، فَضَاعَفَ اللهُ صَدَقَتَهُ أَلفَي أَلفٍ، وَذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَى: }أَضْعافاً كَثِيرَةً{ [6].
قَالَ: فَرَجَعَ أَبُو الدَّحدَاحِ، فَوَجَدَ أُمَّ الدَّحدَاحِ وَالصِّبِيَةُ فِي الحَدِيقَةِ الَّتِي جَعَلَهَا صَدَقَتَهُ، فَقَامَ عَلَى بَابِ الحَدِيقَةِ، وَتَحَرَّجَ أَن يَدخُلَهَا، فَنَادَى: يَا أُمَّ الدَّحدَاحِ، فَقَالَت: لَبَّيكَ يَا أَبَا الدَّحدَاحِ.
قَالَ: إِنِّي قَد جَعَلتُ حَدِيقَتِي هَذِهِ صَدَقَةً، وَاشتَرَيتُ مِثلَيهَا فِي الجَنَّةِ وَأُمُّ الدَّحدَاحِ مَعِي وَالصِّبِيَةُ مَعِي، قَالَت: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيمَا شَرَيتَ وَفِيمَا اشتَرَيتَ.
فَخَرَجُوا مِنهَا، وَأَسلَمُوا الحَدِيقَةَ إِلَى النَّبِيِ فَقَالَ النَّبِيُ:
(كَم مِن نَخلٍ مُتَدَلٍّ عُذُوقُهَا لِأَبِيالدَّحدَاحِ فِي الجَنَّةِ) [7].
العِذقُ: الکَبَّاسَةُ، وَهوَ: جَامِعُ الشَّمَارِيخُ، وَالجَمعُ: أَعذَاقٌ، مِثلُ حِملٌ وَأَحمَالٌ، وَالعِذقُ مِثَالُ فِلس: النَّخلَةُ نَفسُهَا، وَیُطلَقُ العِذقُ عَلَى أَنوَاعٍ مِنَ التَّمرِ، وَمِنهُ: عِذقُ ابنُ الحَبِيقِ، وَعِذقُ ابنُ طَاب، وَعِذقُ ابنُ زَید، قَالَهُ أَبو حَاتِم في الـمَصبَاحُ الـمُنِیر [8] .
والشِّمرَاخُ: مَا یَکُونُ فِیهِ الرَّطَبُ، وَالشَّمرُوخ: وَزَان عُصفُور، لُغَةٌ فِیهِ، وَجَمعُهَا شَمَارِیخٌ، وَمِثلُهُ: عِثکَالٌ وَعِثکُولٌ، وَعِنقَادٌ وَعُنقُودٌ [9] .
[1] زبدة التفاسير، الكاشاني: 1/387، تفسير البيضاوي: 1/538
[2] جوامع الجامع، الطبرسي: 1/227.
[3] بل هي قراءة نافع، تفسير السمرقندي: 1/187.
[4] جامع أحاديث الشيعة، البروجردي: 8/347ح 999.
[5] هكذا في الأصل، والصحيح أنه ثابت بن الدحداح، صحابي أنصاري، ينظر ترجمته في: قاموس الرجال، التستري: 11/317، الاستيعاب، ابن عبد البر: 1/303، أسد الغابة، ابن الأثير: 1/221، الإصابة، ابن حجر: 1/503.
[6] البقرة: 245.
[7] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 1/387.
[8] المصباح المنير، الفيومي، مادة (عذق) 2/399.
[9] المصباح المنير، الفيومي، مادة (شمراخ) 1/322.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|