واجبات الناس تجاه القرآن الكريم
المؤلف:
السيد بدري عباس محمد الاعرجي
المصدر:
كيف تدخل الى تفسير القران
الجزء والصفحة:
ص34 - 45
2025-05-06
2221
على جميع الناس واجبات إتجاه القرآن الكريم هي:
1- التوقير والتعظيم: قال تعالى: {وَإِنَّهُۥ فِيٓ أُمِّ ٱلۡكِتَٰبِ لَدَيۡنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 4] وقال تعالى: {فِي صُحُفٖ مُّكَرَّمَةٖ 13 مَّرۡفُوعَةٖ مُّطَهَّرَةِۭ} [عبس: 13-14]

وعن النبي :(القرآن أفضل من كل شيء دون الله فمن وقر القرآن فقد وقر الله ومن لم يوقر القرآن فقد استخف بحق الله وحرمة القرآن كحرمة الوالد على ولده وحملة القرآن المحففون برحمة الله الملبسون نور الله) [1].
2- التلاوة: على جميع الناس أن يقرأوا ما تيسر منه قال تعالى: {فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ} [المزمل: 20]
3- التعقل: على جميع الناس أن يتعلقوا وينظروا ما في القرآن قال تعالى: {لَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ كِتَٰبٗا فِيهِ ذِكۡرُكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} [الأنبياء: 10]
سؤال/ ما هو تأثير الإيمان بيوم القيامة على تربية الانسان؟
الجواب/ عن الإمام الصادق عليه السلام: (إن يوم القيامة يذكر الانسان دائما. فما من لحظة ولا كلمة ولا نقلة قدم ولا شيء فعله إلا ذكر في صحيفة أعماله وكأنه فعله في تلك الساعة ولذلك يقول مرتكبوا المعاصي في ذلك اليوم كما تحدث القرآن في قوله تعالى: {يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا } [الكهف: 49]
فلا يجمع الانسان بين المعاصي وبين إيمانه ويقينه بيوم القيامه.
4- التفكر: على جميع الناس أن يتفكروا بما في القرآن الكريم قال تعالى: {كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ} [البقرة: 219] وقال تعالى: {أَوَلَمۡ يَتَفَكَّرُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۗ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَأَجَلٖ مُّسَمّٗىۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآيِٕ رَبِّهِمۡ لَكَٰفِرُونَ} [الروم: 8]
وقال تعالى: {وَكَأَيِّن مِّنۡ ءَايَةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ يَمُرُّونَ عَلَيۡهَا وَهُمۡ عَنۡهَا مُعۡرِضُونَ} [يوسف: 105]
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
{لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ} [التين: 4]

بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
{سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ } [فصلت: 53]

بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
5- التدبر: قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا} [النساء: 82] وقال تعالى: {كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} [ص: 29]
والتدبر يأتي بعد التعقل والتفكر وهو مأخوذ من رؤية دبر الشيء.
{لَخَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ أَكۡبَرُ مِنۡ خَلۡقِ ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} [غافر: 57]

6- الشكر: على جميع الناس أن يشكروا الله تعالى على نعمة القرآن من بين النعم التي أنعم بها عليهم قال تعالى: {كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} [المائدة: 89] .
وقال تعالى: {وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} [الروم: 46]

وقال تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ} [يونس: 60] .
7- التمسك: وهو الأخذ بقوة قال تعالى: {وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُصۡلِحِينَ} [الأعراف: 170] وقال تعالى: {خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةٖ وَٱذۡكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} [البقرة: 63]
وعن الإمام الصادق عليه السلام عندما سئل عن هذه الآية أبقوة الأبدان أم بقوة القلوب؟ قال عليه السلام (بهما جميعا) [2]. وهذا الأمر الإلهي يشمل جميع أتباع الديانات السماوية في كل زمان ومكان ويوجب على الناس أن يستعدوا لذلك بالقوة المادية والمعنوية للحفاظ على خط التوحيد وإقامة حكم الله تعالى في الأرض.
8- التدارس والتدريس: قال تعالى: {ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا} [الأحزاب: 39] وقال تعالى: {لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ} [آل عمران: 187] .
وقال رسول الله ﷺ: إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبة الله عزوجل ما استطعتم فإنه النور المبين والشفاء النافع فتعلموه فإن الله تعالى يشرفكم بتعلمه [3] وقال الامام علي عليه السلام: ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا [4]
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
{وَكَأَيِّن مِّنۡ ءَايَةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ يَمُرُّونَ عَلَيۡهَا وَهُمۡ عَنۡهَا مُعۡرِضُونَ} [يوسف: 105]

9- الاتباع: على جميع الناس إتباع ما جاء في آيات القرآن الكريم قال تعالى: {وَهَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ مُبَارَكٞ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} [الأنعام: 155]
حيث إن هجران القرآن واتخاذ المبادئ المنحرفة الشرقية والغربية أحد العوامل المهمة في تأخر المسلمين وما أروع حديث الإمام علي عليه السلام عندما يقول: (واعلموا أن ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ولا لأحد قبل القرآن من غنى). وما أشد مصيبتنا في غربتنا عن القرآن ومعرفة الغرباء به. ومن المؤلم أن تكون وسيلة السعادة في دارنا ونحن نبحث عنها في دور الناس وأعظم مصاب عندما نكون الى جنب نبع ماء الحياة ونحن عطاشى من الظمأ أو نركض في الصحاري حفاة ورآء السرآب. اللهم ارزقنا العقل والهداية والايمان حتى لا نفقد وسيلة السعادة وهذه هي من ثمار تضحية النبي والأئمة عليهم السلام وخلص المسلمين. اللهم الطف علينا بالجد والاجتهاد حتى نعلم ضالتنا في هذا الكتاب العظيم ولا نمد أيدينا الى الآخرين.
10- إقامة الكتاب والسعي لتطبيق أحكامه في جميع ميادين الحياة: علينا جميعا أن نطبق ما جاء في القرآن قدر إستطاعتنا فقد تكون آية واحدة من آياته تحتاج الى إمكانيات كبيرة لتطبيقها قال تعالى: {وَلَوۡ أَنَّهُمۡ أَقَامُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِم مِّن رَّبِّهِمۡ لَأَكَلُواْ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۚ مِّنۡهُمۡ أُمَّةٞ مُّقۡتَصِدَةٞۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ سَآءَ مَا يَعۡمَلُونَ} [المائدة: 66] وقال تعالى: {وَقُلِ ٱعۡمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ} [التوبة: 105]
11- إتخاذه إماما: قال تعالى: {وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَٰبُ مُوسَىٰٓ إِمَامٗا وَرَحۡمَةٗۚ وَهَٰذَا كِتَٰبٞ مُّصَدِّقٞ لِّسَانًا عَرَبِيّٗا لِّيُنذِرَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُحۡسِنِينَ } [الأحقاف: 12]
[1] بحار الانوار: ج89 ص290
[2] مجمع البيان/ العياشي.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علوم القرآن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة