مدارس التفسير
المؤلف:
الدكتور عبد الرسول الغفار
المصدر:
الميسر في علوم القرآن
الجزء والصفحة:
ص42- 44
2025-06-22
577
أولا: مذاهب المفسرين:
1 - المحدثون: اعتمدوا في تفسيرهم للقرآن الكريم الرواية عن السلف واهتموا بالمأثور ووقفوا عما سواه. أما روايتهم عن السلف نخص بالذكر منهم المفسرون الأوائل نذكر على سبيل المثال: أمير المؤمنين (عليه السلام) وابن عباس وأبي وابن مسعود وعبد الله بن الزبير ومن التابعين مجاهد وقتادة وابن ليلى والشعبي والسدي بالإضافة إلى ما تقدم في الصفحات السابقة.
2 - المتكلمون: الذين خلطوا التفسير بمباحث كلامية وآراء قوامها البحث والمناظرة منهم المعتزلة ومن أبرز كتبهم (الكشاف للزمخشري) اعتمدوا في تفسيرهم الأخذ بما يوافق مذهبهم كما أنهم جنحوا في الاستدلال على صدق مدعاهم بظواهر الآيات وما خالف مذهبهم جنحوا إلى التأويل بما يسمح لهم المذهب.
3- الفلاسفة: تلافيا لما أحدثه المتكلمون - المفسرون - من تورطهم في تأويل الآيات التي تخالف في ظاهرها مسلمات الفلاسفة بالمعنى الأعم، حيث أنهم تأولوا الآيات الواردة في حقائق ما وراء الطبيعة وآيات الخلق وحدوث السماوات والأرض والبرزخ والمعاد، حتى أنهم خرجوا عن الفرضيات والأصول الموضوعة التي نجدها في العلم الطبيعي.
4- المتصوفة: اقتصر هذا الفريق على التأويل لأنهم اشتغلوا بالسير في باطن الخلق واعتنائهم بشأن الآيات الأنفسية دون علم الظاهر كما رفضوا التنزيل واستشهدوا بالشعر واشتغلوا في تفسير الآيات بحساب الجمل والأعداد والحروف متخذين من علم الجفر والرمل والزيجات تفسيرا لبعض الظواهر الطبيعية التي تحدث أو تحسباً لما سيحدث في المستقبل.
5 – المتأخرون: وهم أتباع الطريقة الحسية أو التجربة وهم الذين مالوا إلى مذهب الحسنين من فلاسفة أوروبا الذين بنوا فرضياتهم وطبقوها على أساس الحس والتجربة والأحصاء وكان ذلك إثر توغلهم في العلوم الطبيعية حيث أكدوا على مبدأ رفعوه وشعار اتخذوه لهم وهو أن لا أصالة في الوجود إلا للمادة وخواصها المحسوسة فما أخبره الدين في أمور كالكرسي والعرش والقلم واللوح - يجب تأويله - وما يتصل بالوحي والشيطان والنبوة والرسالة والإمامة هي أمور روحية وما زالوا يعرضون عن الروايات لأنهم ادعوا فيها الخليط، ففيها الصحيح والزائف. فهي لا تصلح ولا يمكن الاعتماد عليها.
6 - التفسير الإرشادي [1]: وهو الذي تؤول به الآيات على غير ظاهرها مثل تفسير الألوسي (روح المعاني). هذه أهم المدارس عند المفسرين إلا أنك تجد مع هذه النزعة العقائدية عند المفسرين سواء كان قديما أو حديثا تجد أيضا الأساليب عندهم مختلفة في انتزاع الدليل من الآية الكريمة لنصرة هذا المذهب أو ذاك.
ثانيا: الأساليب المتبعة في التفسيريمكن تصنيف تلك الأساليب إلى ما يلي:
1- إتباع الأسلوب الأدبي والتصوير الفني والاهتمام بالجانب اللفظي لفك العبارة وتفسير مفردات الآية الكريمة وإعراب القرآن وذلك أمثال البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي. ت 745 هـ.
2- إتباع الأسلوب الأدبي من حيث الاهتمام بالجانب البلاغي للآية الكريمة كتفسير الزمخشري.
3- الاهتمام بالحديث الشريف وتفسير النص القرآني بالمأثور عن المعصومين عليهم السلام أو بالمأثورعن الصحابة والتابعين. كتفسير العياشي والقمي ومجمع البيان للطبرسي.
4 - اتخاذ العقل أداة فاعلة لتوضيح النص القرآني وفهم كتاب الله سبحانه من خلال الترجيحات العقلية أو ما يفهمه العقل، أمثال تفسير الرازي.
5 - الاهتمام بالمعنى من خلال التبادر العرفي لفهم معاني المفردات.
6 - وهناك أسلوب آخر قد يعتمده المفسر في تفسيره للآيات وهو أن يجعل القرآن منقاداً لأسس مذهبية مسبقة وهذا ما نسميه بالتفسير المتحيز وما عداه غير المتحيز الذي يحاول أن يستنطق القرآن الكريم ويطبق الرأي على القرآن.
7- تفسير القرآن جريا مع الحضارة وتطور الزمن وربط النصوص القرآنية بالعلوم البحتة والمظاهر الكونية أمثال الجواهر في تفسير القرآن للطنطاوي الجوهري وتفسير المنار لمحمد رشيد رضا.
8- تفسير القرآن بالقرآن وهذا ما جنح إليه العلامة محمد حسين الطباطبائي.
9 - تفسير القرآن بمنظار فلسفي أو كلامي كتفسير ملا صدرا الشيرازي ت 1031هـ.
[1] مباحث في علوم القرآن صبحي الصالح 296
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علوم القرآن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة