كلام الله سبحانه
المؤلف:
الدكتور عبد الرسول الغفار
المصدر:
الميسر في علوم القرآن
الجزء والصفحة:
ص9 -10
2025-06-21
484
لكل شيء تسمية توافق أبعاد المسمى لتشخصه في الخارج ضمن أبعاده الخاصة ليكون المسمى فيما بعد معرفا كاسم العلم الذي يعرف به الشخص.
وقد اختار سبحانه وتعالى لوحيه أسماء عديدة وألقابا تحمل أسرارا عميقة وبعدا خاصا ومن أبرز تلك الأسماء: القرآن الكتاب الفرقان الذكر التنزيل.
أما القرآن فهو مصدر القراءة وقد وصلنا مسندا متواترا من جانبين الجانب الأول كونه مكتوبا في الصحف والجرائد وعسبد النخيل وجلود الحيوانات وأكتاف الإبل وغيرها... كما أنه وصلنا مسندا متواترا محفوظا في الصدور. وقد وافق الكتابة المحفوظ فلم يدخله في نقص أو تحريف.
ثم إن القرآن الذي هو بمعنى القراءة يعود هذا المعنى الى الأصل الآرامي فهناك القراءة يراد بها التلاوة. لقد أنكر الشافعي أن يكون القرآن مأخوذا من قرأت ولو أخذ من قرآن لكان كل ما قرىء قرآنا بل جعل اسما مرتجلا لكلام الله المنزل على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) . أما الفراء فيقول إنه مشتق من القرائن جمعه قرينة لأن آياته يشبه بعضها بعضا فكأن بعضها قرينة على بعض.
ما المراد بكلمة القرآن:
القرآن لغة له عدة معان منها:
1- يراد به المقروء [1] المكتوب وذلك قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 17، 18] والأقرأ بمعنى الأفصح.
2- قد يراد به الجمع لأنه يجمع السور فيضمها وهذا ما يذهب إليه الفراء [2] وكذا سمي قرآنا لأنه يجمع القصص والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها الى بعض.
3- قد يطلق الاسم لكتاب الله سبحانه وهو ما نزل على الرسول الكريم من آيات وسور فيجمعها ويألفها هذا الاسم كالذي نزل على موسى وعيسى وداود فما نزل على موسى عليه السلام من كتاب اسمه التوراة وما نزل على عيسى عليه السلام من كتاب اسمه الانجيل وما نزل على داود من كتاب اسمه الزبور وهذا ما يذهب إليه الشافعي [3].
4- قال بعض الحكماء سمي القرآن قرآنا لكونه جامعا لثمرة كتبه سبحانه بل لجمعه ثمرة جميع العلوم كما أشار سبحانه في كتابه العزيز {وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ} [يوسف: 111] وقوله سبحانه: {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ } [النحل: 89]
القرآن اصطلاحا: هو وحي الله المنزل على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لفظا ومعنى وأسلوبا المكتوب في المصاحف المنقول عن النبي بالتواتر. إذا عرفنا معنى كلمة القرآن لغة واصطلاحا أنه كلام الله سبحانه فلعلنا نقف على بقية الأسماء لكلام الله سبحانه وتعالى والتي جاء ذكرها في القرآن الكريم
[2] انظر تاريخ بغداد/ 2/ 62
[3] لقد أشار بلاشير في كتابه (القرآن نزوله.....) قال: ففي بعض المقاطع القرآنية وردت كلمة (قرآن) بمعنى التلاوة ويمكن أن تكون هذه الكلمة مأخوذة عن اللغة السريانية التي يراد فيها لفظ مشابه جدا هذا المعنى ص23.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علوم القرآن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة