المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تعدد الزوجات  
  
805   09:37 صباحاً   التاريخ: 2024-03-13
المؤلف : سهيل أحمد بركات العاملي
الكتاب أو المصدر : آداب المعاشرة الزوجية
الجزء والصفحة : ص 203 ــ 207
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-19 265
التاريخ: 14-1-2016 2480
التاريخ: 2024-03-03 856
التاريخ: 15-4-2018 3222

- إن مسألة تعدد الزوجات حساسة جداً، خاصة أنها تمس النساء بشكل مباشر وكذلك الرجال لكن النساء أكثر. والقائل أن تعدد الزوجات أمر ومظهر متخلف وغير حضاري ويتنافى مع حقوق المرأة، قد أساء الظن بالله تعالى وكأن الباري جل وعلا شرع أمرا فيه مفسدة للناس والعياذ بالله.

{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة: 79].

قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} [النساء: 3].

جرت العادة أن الزواج هو من واحدة (هذا المشهور لدى العرف) باعتبار أن الله تعالى جعل الحياة الزوجية سكناً وهدوءاً وحركة إنسانية مطمئنة وجعل كلاً من الزوجين لباساً للآخر وستراً له {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187]، لكن الإسلام شرع وسمح لمن يريد المزيد من الزوجات بأربعة نساء شرط العدل بينهن وله أن يعقد في المنقطع على ما يشاء. والتعدد في الزوجات لم يكن الإسلام أول من طرحه، فقد كانت هذه العادة سائدة في المجتمعات الماضية، وينقل أحد المؤرخين: أن عدداً من الفلاسفة الرومان كانوا يتعرضون للأذى من قبل المسيحيين، ولم يكونوا يرغبون الدخول إلى المسيحية، فاضطروا لمغادرة بلاد الروم واللجوء إلى كسرى، وكان الشيء الذي أدهشهم تعدد الزوجات. وعليه فالإسلام لم يخترع أو يبتكر شيئاً جديداً، إنما جاء بالقوانين والأنظمة الضابطة لتلك العادات السائدة بين الناس، يقول الشهيد مطهري (رضي): (يقول ويل ديورانت) في كتابه (تاريخ الحضارة): (كان علماء الدين في القرون الوسطى يتصورون أن تعدد الزوجات من ابتكار الإسلام والحال أنه لم يكن كذلك، فقد كان تعدد الزوجات موجوداً في المجتمعات البدائية وكانت أسباب هذا التعدد واضحة ومشهودة، من جملتها:

إن الرجال وبحكم انشغالهم بأمور الحرب والصيد، كانت حياتهم عرضة للخطر، لهذا فإنهم كانوا يهلكون أكثر من النساء، وأدى ازدياد نسبة النساء على الرجال إلى رواج تعدد الزوجات بين الأمم التي كان الموت فيها كثيراً، ولم يكن من اللائق أن تبقى مجموعة من النساء مجردات ولا يقمن بالإشتراك في عملية إكثار النسل). وعلى كل حال كل من يهاجم الإسلام ويقول بظلمه للمرأة، نقول له: إن الإسلام لم ولن يظلم المرأة قط، بدليل أنه راعى النساء العفيفات اللواتي يقضين أعمارهن دون زواج فشرع للرجل الزواج من أربعة نساء والعقد المنقطع بشكل مطلق ولكن من ظلم المرأة هم أولئك الذين منعوا الزواج بأكثر من واحدة، والذين يتبجحون بتلك الأنظمة الموضوعة من قبل بعض الأنظمة الفاسدة وكأن الإنسان بات يرجح حكمه على حكم الله تعالى، أعاذنا الله من ذلك.

وهؤلاء، مما لا شك فيه أنهم سيعاقبون ويحاسبون على اختراعاتهم هذه وسوف لن تغني عنهم آراؤهم الفاسدة وخطبهم وكتبهم المنحطة وكما قال تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [العنكبوت: 13] - هذا عدا عن عقابهم في الدنيا -.

ونقول: إذا كان بعض المسلمين يطبق أحكام الإسلام شكل خاطئ، فالإسلام لا يشوبه شيء، فالنساء المسلمات والعائلات المسلمة ترفض الزواج من الرجل المتزوج (أحيانا) وكل المبررات التي يعرضونها هي صور عن تلك الحقيقة الدفينة وهي عدم الإلتزام الصحيح بما شرعه النبي (صلى الله عليه وآله) ونقص في النفوس التي آمنت ببعض الكتاب وكفرت ببعضه الآخر، وقد نجد من يقول إنه يؤمن بتعدد الزوجات لكنه لا يرضى بتزويج ابنته من رجل متزوج لأنه آمن نظرياً وهذا الإيمان ناقص حتماً وعليه إعادة النظر في إيمانه. وقد يتذرع البعض لمحاربة تعدد الزوجات بآية: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 129].

يقول السيد سامي خضرة في (كتيبه) تعدد الزوجات، هذا الإستنتاج، من أعظم العجب، فهل إباحة الله سبحانه للتعدد: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 3] عبث وهرطقة؟!.

ويتابع، إن بعض من شم رائحة الدين أو انتظم ولو صدفة في صفوف المتدينين، أصبح مفسراً، ومشرعاً وفقيهاً ... وبتبسيط شديد نقول: - العدل - هو الوسط بين الإفراط والتفريط، وهذا الوسط لا يتحقق بدقة لأننا لسنا معصومين، والميل القلبي والمؤانسة ليس في اختيارنا غالباً، تماماً كالشعور تجاه أولادنا، أو إخوتنا. . . لكن المطلوب، وهذه روعة الحافز التربوي التوجيهي، المطلوب من الرجل أن لا يميل كل الميل وخاصة طرف التفريط... العدل بين النساء بأن يساوي بينهن في الحقوق (السكن، المبيت، النفقة) ... أما قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء: 3]، فهي أجنبية تماماً عما نحن فيه، فهي متعرضة لأحكام الخوف في عدم القسط في اليتامى، كما يظهر من بداية الآية لمن تأملها، هذا إضافة لختام الآية (وهذا ما لا ينتبه إليه المفسرون الطارئون) في إباحة الزواج بملك اليمين من دون عدد محدد! وفي هذا مفاجأة غير سارة لهواة الشبهات والمفسرين العلمانيين، والمتأثرين بهم من أشباه المتدينين الذين نرجو لهم بعد التأمل في هذه الآيات وما قبلها وما بعدها، أن يتعلموا قراءة القرآن قبل أن يبدأوا بالتفسير....

ـ بداهة تعدد الزوجات:

1- تثبت الإحصائيات أن عدد النساء يفوق عدد الرجال وقد يحصل أحياناً كل رجل على ثمانية نساء، وعليه فإن تزوج الرجل من واحدة بقيت سبعة نساء عوانس.

2- كثيراً ما تفني الحروب العديد من الرجال لأنهم الفئة المقاتلة في الجبهات بينما النساء يقبعن في بيوتهن، وهذا سبب أيضاً في ازدياد النساء وبالتالي أمر آخر للزواج الآخر.

3- العديد من النساء عقيمات فإن تزوج الرجل إحداهن انقطع نسله من الوجود فإن رفضت زوجته زواجه الثاني فإنها حتماً تظلمه، وهذا سر آخر للزواج الثاني وغيره، هذا بالإضافة إلى العديد من الأمور والمشاكل الواقعية التي تؤدي إلى زواج الرجل مرة أخرى وأحياناً لا توجد المشاكل، كحب التعدد والتنوع وهذا أمر فطر عليه الإنسان. وأقول: إن المرأة هي التي تساعد على تشجيع زوجها لحب التنوع - أحياناً - من خلال تنويعها لطعامه ولباسه (هذه ليست دعوة للقيام بعكس ذلك) ولكن عندما يريد التنوع في النساء ترفض ذلك بشدة.

ولا ننس أنه يوجد سبب آخر لتعدد الزواج وهو الفتور في العلاقة الزوجية عند الزوجة بالإضافة إلى وجود أسباب أخرى تطرأ على الرجل.

والجميع يطرح السؤال، لماذا يتزوج الرجل أكثر من مرة؟

- لكن لا أحد يسأل لماذا لا يتزوج أكثر من مرة؟

والجواب على الأول نستخلصه من الشرع والعقل والاستقراء، أما الجواب الثاني فليجب عليه من يرفض ذلك!. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.