المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الحركات الالتوائية المختلفة
2024-10-10
سبب نزول الآية [74] من سورة التوبة
9-10-2014
General properties of the many-body problem
14-8-2020
القراءة
8-10-2018
تقنية الطباعة النانوية بواسطة القلم المغموس
2023-11-23
[انتقال النبي (صلى الله عليه واله) الى واحة القدس]
23-12-2015


مدرسة الإمام زين العابدين ( عليه السّلام )  
  
1667   05:50 مساءً   التاريخ: 1/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص217-221
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

إنّ حالة الجمود الفكريّ والركود العلميّ التي أصابت الامّة الإسلامية بسبب سيطرة بني أميّة على الحكم كانت تستدعي حركة فكرية اجتهادية تفتح الآفاق الذهنية للمسلمين كي يستطيعوا أن يحملوا مشعل الكتاب والسنّة بروح المجتهد البصير ، وهذا ما قام به الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) فانبرى إلى تأسيس مدرسة علمية وإيجاد حركة فكرية بما بدأه من حلقات البحث والدرس في مسجد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وبما كان يثيره في خطبه في صلوات الجمع اسبوعيّا .

أخذ الإمام ( عليه السّلام ) يحدّث بصنوف المعرفة الإسلامية من تفسير وحديث وفقه وعقائد وأخلاق ، ويفيض عليهم من علوم آبائه الطاهرين ويمرّن النابهين منهم على التفقّه والاستنباط .

وقد تخرّج من هذه الحلقة عدد مهمّ من فقهاء المسلمين ، وكانت هذه الحلقة هي المنطلق لما نشأ بعد ذلك من مدارس فقهية وشخصيات علمية[1].

ونلمس من خلال ما ورد عن الإمام ( عليه السّلام ) من أحاديث ترتبط بالعلم والعلماء أنّه قد خطّط لهذه الحركة العلمية تخطيطا بارعا ، فهو بالإضافة إلى تفرّغه للتعليم - بالرغم من جميع الهموم والآلام التي تركتها له واقعة الطفّ الأليمة وما تلاها من حوادث مؤلمة في العالم الإسلامي - نجده يشيد بفضل العلم ويحثّ المستعدّين للتعلّم حثّا أكيدا قولا وعملا ، وتكريما من جهة ، كما نجده يرسم للمتعلّمين آداب التعلّم ، ويبيّن حقوق المعلّم والمتعلّم ، ويرغّبهما في تحمّل هذا العبء ببيان ثواب التعلّم والتعليم ، بحيث استطاع أن يجمع عددا كبيرا من طلّاب المعرفة الذين عرفوا بالقرّاء باعتبار أنّ قراءة القرآن وحفظه وتعليم تفسيره كانت هي المحور في التعلّم والتعليم حينذاك ، ولم يكن للحديث أو السيرة أو الفقه تدوين وتأليف باعتبار الحظر الذي أوجدته السلطة بعد غياب الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فلم يكن الخط العام في صالح هذه الحركة الفكرية .

ومع كلّ هذا نلاحظ احتفاء القرّاء والفقهاء والعلماء بالإمام بنحو لا نجد له نظيرا في غيره من العصور ، فإنّ القرّاء كانوا لا يفارقونه في حضر أو سفر حتى قال سعيد بن المسيّب : إنّ القرّاء كانوا لا يخرجون إلى مكّة حتّى يخرج عليّ بن الحسين ، فخرج وخرجنا معه ألف راكب[2].

قال ( عليه السّلام ) مشيدا بفضل العلم وثوابه وأهمّيته :

« لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج ، إنّ اللّه تبارك وتعالى أوحى إلى دانيال : إنّ أمقت عبيدي إليّ الجاهل المستخفّ بحقّ أهل العلم ، التارك للاقتداء بهم ، وإنّ أحبّ عبيدي إليّ التقيّ الطالب للثواب الجزيل اللازم للعلماء التابع للحلماء القابل عن الحكماء »[3].

« طالب العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجلا على رطب ولا يابس من الأرض إلّا سبّحت له الأرضون السبع »[4].

وكان ( عليه السّلام ) يكرم طلّاب العلوم ويرفع منزلتهم ويرحّب بهم قائلا :

« مرحبا بوصيّة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) » . وكان إذا نظر إلى الشباب وهم يطلبون العلم أدناهم إليه وقال : « مرحبا بكم أنتم ودايع العلم ، ويوشك إذ أنتم صغار قوم أن تكونوا كبار آخرين »[5].

وقد لاحظنا ما جاء في رسالة الحقوق من الإشادة بفضل العالم وحقوقه على المتعلّمين من التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه وعدم رفع الصوت عليه والدفاع عنه وستر عيوبه وإظهار مناقبه وعدم مجالسة أعدائه وعدم معاداة أوليائه .

كما نلاحظ تأكيده على عدم كتمان العلم وعدم التجبّر بالنسبة للمتعلّمين وحسن الإتقان في فنّ التعليم وعدم ابتغاء الأجر المادّي على التعاليم .

كلّ هذا يشير إلى تخطيط واضح في سلوك الإمام ( عليه السّلام ) لايجاد حركة ثقافية واسعة وتأسيس تيّار ثقافي يتسنّى له أن يقف أمام التيّارات المنحرفة والتخطيط الأموي الذي لم يرق له تفتّح الوعي الإسلامي عند أبناء المسلمين .

وقد خرّجت مدرسة الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) كوكبة من العلماء الفقهاء والمفسّرين الذين سطعت أسماؤهم في العالم الإسلامي ، وإليهم يعود الفضل في دفع عجلة الإحياء العلميّ في ذلك العصر الرهيب وما تلاه من عصور . ونشير فيما يلي إلى الأسماء اللّامعة في هذا الصدد :

1 - 3 - وفي مقدمتهم الإمام أبو جعفر الباقر ( عليه السّلام ) وأخواه : زيد والحسين ابنا عليّ بن الحسين بن عليّ ( عليهم السّلام ) .

4 - أبان بن تغلب بن رباح ، أبو سعيد البكري الجريري : كوفيّ المولد والنشأة ، وكان نابها ومقدّما في كلّ فن ، من قرآن وحديث وأدب ولغة ونحو ، وتتلمذ عند الأئمّة الثلاثة : السجاد والباقر والصادق ( عليهم السّلام ) ، وكان يقول له الإمام الباقر ( عليه السّلام ) : « اجلس في مسجد المدينة وافت الناس فإنّي احبّ أن يرى في شيعتي مثلك » وألّف أبان في تفسير غريب القرآن وفي فضائل أهل البيت كما روى ما يناهز ثلاثين ألف حديث عن أئمّته ( عليهم السّلام )[6].

5 - إسماعيل بن عبد الخالق : وجه من وجوه أصحاب الأئمّة وفقيه من فقهائهم ، وأدرك الإمام الصادق ( عليه السّلام ) وروى عنه وعن الإمام الباقر والسجّاد أيضا[7].

6 - ثابت بن أبي صفيّة : وهو أبو حمزة الثمالي ، عالم جليل ورع تقيّ ، تربّى بآداب أهل البيت وحمل علومهم ومعارفهم ، وأجمع المترجمون على وثاقته وأنّه كسلمان الفارسي في زمانه ، وكانت الشيعة ترجع إليه في الكوفة لإحاطته بفقه أهل البيت ( عليهم السّلام ) .

7 - رشيد الهجري : من أبطال الإسلام وأعلام الجهاد ، وقد صلبه الامويّون من أجل عقيدته وولائه لأهل البيت ( عليهم السّلام ) .

8 - زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، كان يتولّى صدقات رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وكان جليل القدر كريم الطبع زكيّ النفس كثير البرّ .

9 - سعيد بن جبير ، أبو محمد مولى بني والبة : كوفي تابعي نزل مكّة وهو من أعلام المجاهدين ، وكان من أبرز علماء عصره في التفسير والفقه وأنواع العلوم ، واستشهد بأمر الحجّاج في شعبان ( 95 ه ) .

10 - سعيد بن المسيّب المخزومي : من كبار التابعين ، وقال فيه الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) : إنّه أعلم الناس بما تقدّمه من الآثار وأفصحهم في زمانه ، وكان يبجّل الإمام كثيرا[8].

إنّ هؤلاء بعض تلامذته والرواة عنه ، على أنّ الإمام ( عليه السّلام ) كان يربّي الموالي بشكل ليس له نظير ، وكلّ من أعتقه الإمام يمكن أن يعدّ ممّن تربّى على يد الإمام ، فلا ينحصر تراث الإمام فيما كتب وما روي عنه فقط ، بل يمكن أن يتّسع لكلّ عمل تربوي صدر عن الإمام وبقيت آثاره في المجتمع الإسلامي ولو كان متجسّدا في سلوك هؤلاء الموالي وأفكارهم واتجاهاتهم .

 


[1] راجع مقدمة السيد الشهيد محمد باقر الصدر للصحيفة السجّادية .

[2] من مقدمة السيد الشهيد محمد باقر الصدر للصحيفة السجّادية .

[3] أصول الكافي : 1 / 35

[4] حياة الإمام زين العابدين : 23 .

[5] الدرّ النظيم : 173 .

[6] راجع ترجمته بالتفصيل في حياة الإمام زين العابدين : 522 - 527 .

[7] المصدر السابق : 529 .

[8] راجع تفصيل البحث عن رواة حديث الإمام وتلامذته ( حياة الإمام زين العابدين : 517 - 587 ) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.