المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الاحتياجات التدريبية لمزارعي السمك
14-5-2017
تفسير الأية (90-98) من سورة طه
9-9-2020
language areas
2023-09-30
ابن يونس الصدفي
2-6-2016
الاغراء
21-10-2014
الالتصاق بالعقار بفعل الانسان
3-8-2017


الخطبة والاختيار  
  
906   07:43 صباحاً   التاريخ: 2024-02-22
المؤلف : الشيخ محمد جواد الطبسي
الكتاب أو المصدر : الزواج الموفّق
الجزء والصفحة : ص 65 ــ 68
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

إنّ من الموارد المهمّة التي لا بأس بمراعاة ذلك هو الخطبة من ناحية الزّوج والاختيار من ناحية الزّوجة.

فإذا أراد الشّاب الزّواج مع بنت فليخطبها وليظهر الرغبة في الزّواج معها، كما هو المتعارف في زماننا هذا، وهكذا في الأزمنة المتقدمة ومنها في عصر الرسالة فإنّ هذه العمليّة أوقع في نفس الزّوجة ولها أن تدرس الموضوع أوّلاً ثم تستخبر وتستشير وفي النهاية تختار أو تردّ من دون أي ضغط وإصرار من قبل الأب أو الأم أو غيرهما.

لأنّ الإسلام قد أبطل الأفكار الجاهلية من سلب إختيار البنت في مسألة الزّواج بل فسح لها المجال في هذه المسألة بالذات ولم يضغط عليها على قبول من لا ترغب في الزّواج معه.

وقد تكررت هذه المسألة عندما خطبوا الزهراء من النّبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) فكان يردّهم إثر ردّ الزهراء هذه الخطبة.

الزهراء تختار علياً

روى الطوسي في الأمالي عن الضحاك بن مزاحم قال: سمعت علي بن أبي طالب (عليه ‌السلام) يقول وذكر حديث تزويج فاطمة (عليها‌ السلام) وأنه طلبها من رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) فقال: يا علي إنّه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها، ولكن على رسلك حتى أخرج اليها، فدخل عليها، فأخبرها وقال: إنّ علياً قد ذكر من أمرك شيئا فما ترين؟

فسكتت ولم تولّ وجهها ولم ير فيه رسول الله كراهة، فقام وهو يقول: الله أكبر سكوتها إقرارها ... (1).

إختيار شهر بانويه الحسين (عليه ‌السلام)

ويدلّ عليه أيضاً ما عمله الإمام أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) في أسرى الفرس من أمرهنّ بالاختيار في الزّواج بأحد من المسلمين كما رواه لنا الطبري في تاريخه أنّه: لمّا ورد سبي فرس إلى المدينة أراد عمر بيع النساء وأن يجعل الرجال عبيداً.

فقال له علي (عليه‌ السلام): إنّ رسول الله قال: أكرموا كريم كلّ قوم.

فقال عمر: قد سمعته يقول: إذا أتاكم كريم كلّ قوم فأكرموه وإن خالفكم.

فقال علي (عليه ‌السلام) هؤلاء قد ألقوا إليكم السّلام ورغبوا في الإسلام ولا بد من أن يكون لهم فيه ذرّيّة، وأنا أشهدكم أني قد أعتقت نصيبي منهم لوجه الله تعالى.

فقال جميع بني هاشم: قد وهبنا حقنا لك يا أخا رسول الله.

فقال: اللهمّ اشهد أنّهم قد وهبوا إليّ حقهم وقبلته، وأشهدك أنّي أعتقتهم لوجهك.

فقال المهاجرون والأنصار: قد وهبنا حقنا لك.

فقال عمر: لم نقضت على عزمي في الأعاجم وما الذي رغبك عن رأيي فيهم، فأعاد عليه ما قاله رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) في إكرام الكرماء.

فقال عمر: قد وهبت الله لك يا أبا الحسن ما يخصّني وساير ما لم يوهب لك.

فقال علي (عليه ‌السلام): أللهمّ اشهد على ما قالوا وعلى عتقي إيّاهم.

فرغب جماعة من قريش في أن يستنكحوا.

فقال أمير المؤمنين (عليه ‌السلام): هؤلاء لا يكرهن على ذلك ولكن يخيّرن، فما اخترنه عمل به. فأشار إلى شهر بانويه بنت كسرى فخيرت وخوطبت من وراء الحجاب والجميع حضور، فقيل لها: من تختارين، وهل أنت ممن تريدين بعلاً؟

 فسكتت. فقال أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) قد أرادت وبقي الاختيار.

فقال عمر: وما علمك بإرادتها البعل؟

فقال أمير المؤمنين (عليه ‌السلام): إنّ رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله) كان إذا أتته كريمة قوم لا وليّ لها وقد خطبت، يأمر أن يقال لها: أنت راضية بالبعل؟

فان استحيت وسكتت، جعلت إذنها صماته وأمر بتزويجها، وإن قالت: لا لم تكره على ما تختاره. وإنّ شهربانويه أريت الخطاب، فأومأت بيدها واختارت الحسين بن علي (عليه ‌السلام) فأعيد القول عليها في التخيير، فأشارت بيدها وقالت بلغتها: هذا ان كنت مخيّرة وجعلت علياً (عليه ‌السلام) وليّها ... (2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وسائل الشيعة، ج 14، ص 206.

2ـ ذرايع البيان، ج 1، ص 240. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.