المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

العوامل التي تؤثر على مستوى الماء الجوفي
3-1-2016
كلام في الفضل بين الإنسان والملك
24-10-2014
​تعليب القريدس (الجمبري)
12-2-2016
المقصود بكلمة (معروش) و(غير معروش)
22-10-2014
خصائص القوة الكهربائية
25-7-2019
حديث النبي في ذم معاوية
6-4-2016


سلمى بنت القراطيسي  
  
1029   08:36 صباحاً   التاريخ: 2024-01-31
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج4، ص:178
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-02 667
التاريخ: 2-2-2023 1203
التاريخ: 2024-05-28 815
التاريخ: 2024-01-31 869

سلمى بنت القراطيسي

قال التجاني: تشبه أبيات حفصة هذه أبيات أنشدها ابن أبي الحصين في تاريخه لسلمى بنت القراطيسي من أهل بغداد وكانت مشهورة بالجمال وهي:

عيون مها الصريم فداء عيني                   وأجياد الظباء فداء جيدي

أزين بالعقود وإن نحري                        لأزين للعقود من العقود

ولا أشكو من الأوصاب ثقلا                    وتشكوا قامي ثقل النهود

وبلغت هذه الأبيات المقتفي أمير المؤمنين فقال : اسألوا هل تصدق صفتها

قولها ؟ فقالوا : ما يكون أجمل منها فقال : اسألوا عن عفافها فقالوا له :

هي أعف الناس فأرسل إليها مالا جزيلا وقال : تستعين به على صيانة

جمالها ورونق بهجتها انتهى.

رجع إلى حفصة:

وقال أبو جعفر ابن سعيد  أقسم ما رأيت ولا سمعت بمثل حفصة ومن

بعض ما أجعله دليلا على تصديق عزمي وبر قسمي أني كنت يوما في منزلي

مع من يحب أن يخلى معه  من الأجواد الكرام على راحة سمحت بها غفلات الأيام فلم نشعر إلا بالباب يضرب فخرجت جارية تنظر من الضارب

فوجدت امرأة فقالت لها : ما تريدين ؟ فقالت : ادفعي لسيدك هذه الرقعة

فجاءت برقعة فيها ":

زائر قد أتى بجيد الغزال                   مطلع تحت جنحه      للهلال

بلحاظ من سحر بابل  صيغت            ورضاب يفوق بنت الدوالي

يفضح الورد ما حوى منه خد             وكذا الثغر فاضح للآلي

ما ترى في دخوله بعد إذن                أو تراه لعارض في انفصال

قال: فعلمت أنها حفصة وقمت مبادرا للباب وقابلتها بما يقابل به من يشفع له حسنه وآدابه والغرام به وتفضله بالزيارة دون طلب في وقت الرغبة في الأنس به انتهى

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.