أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016
![]()
التاريخ: 7-4-2016
![]()
التاريخ: 6-4-2016
![]()
التاريخ: 5-6-2022
![]() |
تضافرت الأخبار الواردة عن النبي (صلى الله عليه واله) في ذم معاوية وفي الاستهانة به وهي :
قال (صلى الله عليه واله) يطلع من هذا الفج رجل يحشر على غير ملتي ؛ فطلع معاوية .
ورأى رسول الله (صلى الله عليه واله) أبا سفيان مقبلا على حمار ومعاوية يقود به ويزيد ابنه يسوق به قال : لعن الله القائد والراكب والسائق .
وروى البراء بن عازب قال : أقبل أبو سفيان ومعه معاوية فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : اللهم عليك بالأقيعس وسأل ابن البراء أباه عن الأقيعس فقال له : إنه معاوية .
وجاءت الى النبي (صلى الله عليه واله) امرأة تستشيره في الزواج من معاوية فنهاها وقال لها : إنه صعلوك.
وروى أبو برزة الأسلمي قال : كنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) فسمعنا غناء فتشرفنا له فقام رجل فاستمع له وذاك قبل أن تحرم الخمر فأتانا وأخبرنا أنه معاوية وابن العاص يجيب أحدهما الآخر بهذا البيت :
يزال حواري تلوح عظامه زوى الحرب عنه أن يحس فيقبرا
فلما سمع بذلك رسول الله رفع يديه بالدعاء وهو يقول : اللهم اركسهم في الفتنة ركسا اللهم دعهم إلى النار دعا .
واستشف رسول الله (صلى الله عليه واله) من وراء الغيب ان معاوية سوف يتولى شؤون الحكم فحذر المسلمين منه وأمرهم بقتله فقال (صلى الله عليه واله) : اذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاضربوا عنقه .
وكان الحسن (عليه السلام) إذا حدث بهذا الحديث يقول والتأثر ظاهر عليه : فما فعلوا ولا أفلحوا .
وهكذا كان معاوية في زمان النبي (صلى الله عليه واله) مهان الجانب محطم الكيان صعلوكا ذليلا يلاحقه العار ويتابعه الخزي يتلقى من النبي (صلى الله عليه واله) اللعن ومن المسلمين الاستهانة والتحقير ولما آل الأمر الى عمر جافى ما أثر عن النبي (صلى الله عليه واله) فيه فقربه وأدناه ورفعه بعد الضعة والهوان فجعله واليا على الشام ومنحه الصلاحيات الواسعة وفوض إليه أمر القضاء والصلاة وجباية الأموال وغير ذلك من الشؤون العامة التي تتوقف على الوثاقة والعدالة وبلغ من عظيم حبه وتسديده له أنه كان في كل سنة يحاسب عماله وينظر في أعمالهم إلا معاوية فانه لم يحاسبه ولم يراقبه وقد قيل له إنه قد انحرف عن الطريق القويم فبدد في الثروات ولبس الحرير والديباج فلم يلتفت لذلك وأضفى عليه ثوب الأبهة والمجد فقال : ذاك كسرى العرب ولما فتل حبل الشورى لأجل إقصاء عترة النبيّ (صلى الله عليه واله) عن الحكم وجعله في بني أمية أشاد بمعاوية وهو في أواخر حياته ونفخ فيه روح الطموح فقال لأعضاء الشورى : ان تحاسدتم وتقاعدتم وتدابرتم وتباغضتم غلبكم على هذا معاوية بن أبي سفيان وكان إذ ذاك أميرا على الشام .
وما أكثر عماله وولاته فلما ذا أشاد به دونهم؟! وكيف ساغ له أن يهدد أعضاء الشورى بسطوته وهم ذوو المكانة العليا وقد مات رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو عنهم راض كما يقول وإذا كان يخاف عليهم منه فكيف أبقاه فى جهاز الحكم إن هذه الأمور تدعو إلى التساؤل والاستغراب.
وعلى أي حال فان معاوية كان أثيرا عند عمر وعزيزا عليه ولما آل الأمر إلى عثمان زاد في رقعة سلطانه وفي تقوية نفوذه كما أوضحنا ذلك في الجزء الأول من هذا الكتاب فصار يعمل في الشام عمل من يريد الملك والسلطان ولما قتل المسلمون عثمان نظرا للأحداث الجسام التي ارتكبها اتخذ معاوية قتله وسيلة لتحقيق مأربه وأهدافه فبغى على أمير المؤمنين بدعوة أنه رضى بقتله وآوى قتلته وأعقبت ذلك من الخطوب والمحن ما بلي بها الإسلام وتصدع بها شمل المسلمين فأدت الأحداث المؤسفة إلى انتصاره وخذلان الإمام أمير المؤمنين وولده الإمام الحسن ولما صار الأمر إليه بعد الصلح أخذ يعمل مجدا في إحياء جاهليته الأولى والقضاء على كلمة الإسلام وتحطيم أسسه وإلغاء نصوصه وقد ظهرت منه تلك الأعمال بوضوح لما خلا له الجو وصفا له الملك فلم يخش أو يراقب أحدا في اظهار نواياه وفي ابراز اتّجاهه وعدائه للإسلام وللمسلمين وقد أوضح الإمام الحسن في صلحه حقيقته وبين واقعه وسلبه ذلك الغشاء الرقيق الذي تستر به باسم الدين.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|