نماذج الاستراتيجيات

يمكن تصنيف المنظمات وفقاً للاستراتيجيات العامة التي ينتهجونها، ومن المهم إدراك أن هذه الاستراتيجيات العامة ليست هو ما نقصده بالتخطيط الاستراتيجي، بل إنها مجرد بدائل أو خيارات متاحة أمام الشركات يمكنها الاعتماد عليها لتحقيق ميزة تنافسية في السوق العالمي. ويوجد العديد من نماذج الاستراتيجيات العامة إلا أننا سوف نركز على نموذجين مترابطين يتمتعان بدرجة مرتفعة من القبول وهما بورتر ، ونموذج مايلزوسنوه.

أولاً : الاستراتيجيات العامة " لبورتر"

وفقاً لما يراه " porter " فإن مصدر الميزة الت نافسية يكمن في قدرة الشركة على خلق قيمة " value " من خلال عملياتها الإنتاجية. هذه القيمة يمكن تحقيقها عن طريقين هما تخفيض التكاليف أو التنويع فى المنتج أو الخدمة إلى الحد الذي يسمح للشركة بالحصول على أسعار أعلى لنفس المنتج قياساً على منافسيها ومن هذا المنطلق يرى " بورتر " بوجود استراتيجيتين رئيسيتين تتولد عنهما استراتيجية ثالثة وهذه الاستراتيجية هي:

(1) الزيادة فى التكلفة Overall Cost Leadership

تركز هذه الاستراتيجية على إمكانية أن تصبح الشركة أقل الشركات الدولية منتجاتها من حيث التكلفة في صناعتها. ويمكن تحقيق النجاح لهذه الاستراتيجية من خلال بناء تسهيلات ضخمة تساعد في تحقيق وفورات الحجم الكبير، ترشيد التكلفة من خلال الاستفادة بمنحنى التعلم والسيطرة على المصروفات الإدارية والمصروفات الأخرى مثل البحوث والتطوير والترويج والإعلان. وتحقق هذه الاستراتيجية فى حالة النجاح عائداً يفوق متوسط الصناعة ، كما أنها تعوق دخول شركات أخرى إلى نفس الصناعة بما تتمتع به من وفورات في التكلفة تمكنها من تخفيض أسعارها بدرجة أعلى من منافسيها. 

(2) استراتيجية التنويع Differentation

تستند هذه الاستراتيجية إلى محاولة الشركة خلق الانطباع بأن منتجاته أو خدماتها تختلف عن منتجات وخدمات الآخرين. ويمكن تحقيق التنويع من خلال تحسين الصورة الذهنية لعلامة المنتج، استخدام تكنولوجيا متطورة، إضافة ملامح متميزة، أو من خلال تقديم مستويات متميزة من خدمة العملاء.

فإذا ما نجحت الشركة من خلال هذه الأساليب وتمييز منتجاتها عن الآخرين فإنها سوف تحقق معدلات عائد تفوق متوسط العائد في الشركات المنافسة.

(3) استراتيجية التركيز Strategy

تعتمد هذه الاستراتيجية بصفة عامة إما على تخفيض التكلفة والتنويع في المنتج من أجل مواجهة احتياجات قطاع سوقى معين. وتحدد الشركة التي تستخدم استراتيجية التركيز خدمة هذا القطاع بدرجة تنوع المنافسين.

ثانياً : نماذج استراتیجیات ( مایلز و سنو )

وفقاً لتصورات Miles and Snow فإنه توجد أربعة نماذج من الاستراتيجيات :

(1) المدافعون Defenders ويقصد بهم الشركات التى تتمتع بوجود قطاع سوقي ضيق ومستقر نسبياً. هذه الشركات لا تقوم عادة بإجراء تعديلات جوهرية في هياكلها أو استراتيجياتها أو أنماط التكنولوجيا أو أساليب العمل أو العمليات. وتحاول الشركات المدافعة زيادة الكفاءة فى عملياتها من خلال تخفيض التكلفة والتالي تحقيق أرباح إضافية فى ظل غياب المنافسة القوية (محافظون على البقاء بالوضع الحالي).

(2) الرواد perspectors . وهم تلك النوعية من الشركات التى تبحث دائماً عن عرض جديد للمنتجات أو الأسواق عالمياً. تلك الشركات تواجه وتحاول إيجاد حالة من عدم التأكد بين منافسيها من خلال تنويع منتجاتها ، استخدام تكنولوجيا متعددة تطوير منتجات جديدة ، تدعيم عمليات البحوث والتطوير ، تشتيت المنافسون.

(3) المحللون Analysers : ويقصد بهم الشركات التي تسعى إلى إحداث مزج بين فلسفة المدافعون والرواد. فهم يعملون في ظل أسواق ومنتجات مستقرة وغير مستقرة ، ويحولون مراقبة تصرفات المنافسين عن كتب للبحث عن فرص للمنتجات الجديدة مع تبني تلك الأفكار الأكثر جاذبية واحتمالات لتحقيق النجاح وانتهاز الفرصة للتوغل فى السوق الدولي بمساحة أكبر.

(4) المستجيبون Reactors : وهم الشركات التي يبدو أنها لا تتبنى استراتيجية محددة ، ولا تفعل أكثر من محاولة الاستجابة أو تحقيق رد الفعل تجاه تصرفات المنافسين الآخرين في السوق (الرضا بالمقسوم) ولكن سرعان ما تنسحب من السوق.

أخيراً فإن كلاً من استراتيجية التركيز والمحللون تجمعان بيان ملامح الاستراتيجيات الأخرى من خلال الاعتماد على المنافسة السعرية في بعض الأسواق والتنويع في أسواق أخرى.