المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



الإفتاء بغير علم  
  
1143   11:21 صباحاً   التاريخ: 2024-01-02
المؤلف : الشيخ توفيق بو خضر
الكتاب أو المصدر : شواهد أخلاقية
الجزء والصفحة : ص157ــ164
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

يعتبر إصدار الفتوى من أخطر المراحل التي يمكن أن تصدر عن أي إنسان مهما كان مقامه، حتى لو وصل إلى أعلى المراتب فإن العلماء كانوا يفرون من الفتيا كفرارهم من الأسد، ويحذرون بعضهم بعضا من الفتيا، إلا أن هناك من يتهاون في هذا الأمر، ويعتقد أنها مجرد إطلاق كلمة في الهواء مباح، أو محرم، أو جائز، أو واجب وهكذا كلمة تقال. ويسعى في ذلك أن لا يوصف بالجهل وعدم معرفته بالدين، لذلك يتساهل في إطلاق الفتوى وكأنها شربة ماء، ومن هنا جاء التحذير القوي في ذلك على لسان الشريعة، حيث جاءت أحاديث متعددة في هذه المضامين منها:

ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): «من أفتى الناس بغير علم كان ما يفسده من الدين أكثر مما يصلحه»(1).

وقال (صلى الله عليه وآله): «من أفتى الناس وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك»(2).

ويقول الإمام الباقر (عليه السلام): (من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه)(3).

ولذلك فإن مقام الإفتاء منصب هام لا يتصدى له إلا العالم. والعالم هو الذي وصل إلى مرتبة عالية من العلم أي أصبح مجتهداً والاجتهاد علم يحتاج إلى بذل طاقات كبيرة ليصل الإنسان إلى تلك المرتبة، وأكثر من ذلك يقول العلماء إن الفتوى لا تتوقف فقط على الوصول إلى مرتبة الاجتهاد بل يحتاج الإنسان إلى أكثر من الوصول إلى مرتبة الاجتهاد أن يمتلك فطنة، أن يمتلك فهماً اجتماعيا، أن يكون على دراية بأوضاع الناس، وبفهم مقتضيات الزمان والمكان لماذا؟ لأن الفتوى التي تصدر من العالم لا يدري الناس هل هذه الفتوى صدرت بلحاظ الحكم الأولي، أم بلحاظ الحكم الثانوي؟

فقد يكون الشيء بعنوانه الأولي واجب أو مباح فينقلب إلى الحرام بالحكم الثانوي. مثال ذلك الصوم، إذا جاءك إنسان مريض وسألك قائلا هل يجوز لي أن أصوم وأنا مريض؟

البعض يفكر قليلا فيرى أن هذه المريض يستطيع أن يتحمل المرض، لكن بما أنه يستطيع ولو بمشقة فتجعله يصوم. فيذهب هذا الشخص بجوابك ويصوم ثم يتأثر بصومه. حينها من يتحمل خطأ هذه الفتوى وذلك لأن هذه الفتوى التي أعطيته إياها خاطئة لأن الإنسان إذا مرض وجب عليه الإفطار وذلك لأن الرخصة له على شكل عزيمة يعني يجب عليه أن يفطر وصومه هذا الواجب يتحول إلى حرام من الناحية الشرعية ولا يمكن أن يتقرب إليه العبد بفعل محرم. ولكن الناس وللأسف ينظرون ويحللون ويشخصون من خلال نظرهم غافلين عن الخصوصيات وبعض الحيثيات التي يلاحظها الفقيه لذلك يستعجلون في الحكم وإعطاء الجواب للناس.

ضوابط الإفتاء:

إن معرفة الحكم وحده لا يكفي في أن تفتي الناس وتخبرهم بالحكم، وذلك لما قلنا من وجوب ملاحظات الحيثيات الكثيرة، مضافا إلى وجوب تحلي المفتي بالتقوى. والاحتياط الشديد مع مراعاة تعارض الأدلة والترجيح بينها وغيره، وهذا لا يمكن لأي إنسان عادي أن يتمكن منها. بل حتى بعض العلماء مع وجود العلم لديه وقدرتهم على الإفتاء إلا أنهم يتوقفون عن ذلك، ومن طريف ما يذكر أنه بعد وفاة أحد العلماء ذهب الناس إلى عالم آخر كان من أبرز تلامذته علماً، وهو السيد محمد الفشاركي، أستاذ الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة العلمية في قم، جاءوا إلى هذا العالم قالوا له مولانا سيدنا نريد أن نقلدكم. اطرحوا رسالتكم العملية.

قال لهم: لا.

فردوا عليه: ألست أنت أبرز تلاميذ أستاذك، وأكثر إحاطة بالمباني الفقيهة لديه، كما أنكم تمتلكون قدرات علمية كبيرة تجعلكم الأعلم.

فوافقهم على ما قالوا ولكن أعتذر وقال: لا أقدر أن أتصد لهذا الموقف.

قالوا له: لماذا؟

قال: لأن ليس عندي قدرة لفهم وتشخيص المواقف من النواحي الاجتماعية.

قال له: إذن لمن نرجع؟

قالوا: ارجعوا للشيخ محمد تقي الشيرازي هذا عنده فهو فطن وخبير يستطيع أن يشخص لكم الأمور.

قالوا له: يمكن تكون أعلم منه.

قال: أنا يمكن أن أكون أعلماً، ولكني لست أولى فلابد من الرجوع لذاك العالم.

ونحن حينما نتساءل عن سر تصرفه نجد لأن الفتوى لا تحتاج إلى علم فقط، بل تحتاج إلى فهم وتشخيص وقدرة إدارية، ولذلك السيد الإمام رحمه الله يقول: من الشؤون والمقتضيات التي لابد أن تتوفر للعالم الفقيه، أن يكون لديه علم بمقتضيات الزمان والمكان ثم يقول رحمه الله إن الزمان والمكان لهما دخل في تشخيص الحكم الفقهي، والوظيفة العملية للمكلفين.

لهذا نرى أن الروايات تحذر من الفتوى، الإمام الصادق (عليه السلام) يقول: «خصلتين مهلكتين تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا علم»(4) ويقول النبي (صلى الله عليه وآله): «أجرئكم على الفتوى أجرئكم على النار".

ملاحظة الزمان والمكان في الفتوى:

تعتبر فتوى المرجع الكبير السيد محمد الشيرازي بتحريمه للتنباك من أقوى الفتاوي التي صدرت من قبل العلماء تدل فيها على ملاحظة الزمان والمكان. وهذه الفتوى لها صدى كبير جدا، وتأثير خطير على النظام الاقتصادي في إيران وبريطانيا في ذلك الوقت(5).

ولما رأت بريطانيا أن مصالحها مهددة بالخطر، فكرت في طريقة أخرى تجعل من فتوى السيد الشيرازي غير قوية، ولذلك سعت من خلال الارتباط ببعض العملاء لها، أو السذج إلى التوجه إلى النجف للمرجعية الكبرى التي توازي مرجعية الشيرازي كي يحثونه على الإفتاء بفتوى تخالف فتوى المجدد الشيرازي وبذلك تضعف قوتها، وتسبب إرباكاً في أوساط الناس بين من يقول: إن مرجعي لم يحرم، وآخر يحرم، فيقعون في نقاش وخلاف يضعف الجوهر الأساسي لفتوى المجدد الشيرازي.

ذهب الوفد الذي شكلته بريطانيا إلى الشيخ زين العابدين المازندران فدخلوا عليه وسلموا وقالوا له مستفهمين: أحلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام؟

قال لهم الشيخ: نعم، حلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام لا أحد يستطيع أن يحلل أو يحرم إلا ما يريده الله تبارك وتعالى، التحليل والتحريم بيد من؟ بيد المشرع.

قالوا له: ألم يكن التبغ حلالا في السابق؟

فأجابهم: نعم حلال.

قالوا له: إذن التبغ كان حلالاً ما هي العلة التي جعلت السيد محمد حسن الشيرازي يفتي بالحرمة ويصبح حراماً، ألم يتغير حلال محمد؟

قال لهم: نعم، حلاله حلال ولكن الأحكام الشرعية على قسمين فتارة الحكم له عنوان أولي، وأخرى الحكم له عنوان ثانوي وشرح لهم كيف تتحول الأحكام بحسب العناوين من الحلال الواجب يتحول إلى حرام، وفتوى السيد الشيرازي جعلت التبغ بالعنوان الثانوي حرام ويجب على الجميع ان يتركوا التبغ لما فيه من عناوين ثانوية توجب سيطرة المستعمر على المسلم وهو حرام؛ لأنه في ضرر الإسلام والمسلمين.

وبذلك رجع الوفد خائباً؛ لأنه لم يحقق غايته وهدفه، كل ذلك بسبب الوعي اللازم الموجود عند المرجعية الشيعية ووعي في الفقاهة وفي فقاهة الزمان والمكان.

متى يطلق عل العالم فقيها؟

أولا: أن يربط الناس بالله سبحانه وتعالى ويكون غير موجب لقنوط الناس من رحمة الله. عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «ألا أخبركم بالفقيه حق الفقيه؟ قالوا بلى، قال (عليه السلام): من لم يرخص الناس في معاصي الله ولم يقنطهم من رحمة الله ولم يؤمنهم من مكر الله ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى ما سواه»(6).

ويقول (عليه السلام): «الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤيسهم من روح الله ولم يؤمنهم من مكر الله»(7).

ثانياً: أن يفقه ويفهم كلام أهل البيت (عليهم السلام) عنه (عليه السلام): يقول «أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا»(8).

ويقول (عليه السلام): «لا يكون الرجل منكم فقيها حتى يعرف معاريض كلامنا»(9).

ويقول (عليه السلام): «إن والله لا نعد الرجل من شيعتنا فقيها حتى يُلحن له فيعرف اللحن»(10)، أي يفهم مقصود كلامنا.

ولأن الفقيه له مرتبة عظيمة، نجد أن الرسول (صلى الله عليه وآله) يقول: «فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد»(11) ولكن أي فقيه؟

أن الفقيه الذي يفهم كلام أهل البيت (عليهم السلام) والذي يعرف لحن قولهم وبذلك يخرج الناس من الضلالة إلى الهدى، ومن الجهالة إلى العلم ولذلك يكون أعظم شيء على الشيطان هو الفقيه.

عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله): «ما من شيء أقطع لظهر إبليس من عالم يخرج في قبيلة»(12).

___________________________

(1) عوالي اللئالي 4: 65.

(2) عوالي اللئالي 4: 75.

(3) بحار الأنوار 2: 118.

(4) بحار الأنوار 75: 252.

(5) كانت هناك اتفاقية بين بريطانيا آنذاك كدولة وبين إيران، هذه الاتفاقية كان فيها إخلال بموازين المصلحة العائدة إلى إيران فالفوائد الكبرى تجتنيها بريطانيا، لأنها تشتري التنباك من المزارعين الإيرانيين باخس الاثمان ثم تعود وتبيعه عليهم بأغلى الأسعار فيوجب ذلك إخلالا بالاقتصاد الإيراني.

(6) تحف العقول: 204.

(7) عيون الحكم والمواعظ: 55.

(8) بصائر الدرجات: 349.

(9) معاني الاخبار: 2.

(10) بحار الأنوار 51: 112.

(11) عوالي اللئالي 18:1.

(12) كنز العال148:10. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.