أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-25
963
التاريخ: 2024-11-17
170
التاريخ: 2023-10-14
840
التاريخ: 2023-10-19
926
|
وتُوُفي لويس التاسع في السنة 1270 فعاد كارلوس آنجو من تونس إلى صقلية وعادت مطامعُهُ في الشرق، فأزوج أحد أبنائه من ابنة أمير المورة فيلهردوان وأَمَدَّ هذا الأمير بالعساكر فحَنَثَ بيمينه وحارب الروم، وقدر له النصر في إحدى المواقع (1271)(1)، ثم اتفق الكرادلةُ وانتخبوا غريغوريوس العاشر رئيسًا على الكنيسة الغربية، وكان غريغوريوس شديدَ الحرص على نجاح الصليبيين في الأراضي المقدسة، وكان يرى أَنَّ هذا النجاح لم يتم دون تفاهمٍ تامٍّ بين الكنيستين اللاتينية واليونانية، فلم يرضَ عن مطامع كارلوس آنجو في الشرق(2)، ولكن هذا لم ينثنِ عن غيه فمد أصابعه إلى البانية وثيسالية وبلغارية وحرَّض وألَّب، فقابله ميخائيل الثامن بتحالف مع ألفونس العاشر ملك كستيلية «قشتالة» وعدو كارلوس، ومع إسطفانوس ملك المجر، ومعه الجنويين للمرة الثانية (3). وجاءت معونة البابا غريغوريوس العاشر أكثر جدوى وأنفع من كل هذا، فَقَبْلَ أن يغادر عكة ليتسلم رئاسة الكنيسة؛ كتب إلى ميخائيل الثامن يؤكد رغبته في اتحاد الكنيستين، وبعد وصوله إلى رومة أرسل أربعة رهبان فرنسيسكانيين؛ ليؤكدوا حمايةَ البابا في حال الاتحاد (4)، فدخل الفسيلفس والبابا في طور من الصداقة والإخلاص المتبادل، وكان غريغوريوس أرحب صدرًا من سلفه إقليمس الرابع فلم يطلب إلى الإكليروس سوى الاعتراف بسلطته القانونية والفعلية والعودة إلى درج اسمه في الذبتيخة، وهبَّ ميخائيل يبث الدعاية في الأوساط الإكليريكية اليونانية للاعتراف بسلطة البابا مبينًا علاقة هذا الاعتراف الأكيدة بخلاص القسطنطينية وسلامتها، ولكن هذه الدعاية قُوبلت بمقاومةٍ شديدةٍ ومكابرةٍ لا تَقبل النقص(5)، ولا سيما من البطريرك والأساقفة وبعض أعضاء الأسرة المالكة، وجُلُّ ما توصل إليه ميخائيل أنه استمال أحد علماء اللاهوت يوحنا فِقُّس وعددًا قليلًا من الأساقفة. ودعا غريغوريوس العاشر إلى مجمع مسكوني في ليون في السنة 1274 فحضره وفدٌ روميٌّ شرقيٌّ مؤلفٌ من البطريرك المستقيل جرمانوس، واللوغوثيتوس جاورجيوس أكروبوليتة، ورئيس أساقفة نيقية، وحمل أعضاء هذا الوفد كتابًا من الفسيلفس إلى البابا يعترف فيه بمطالب غريغوريوس العاشر، وبعد تلاوة هذه الرسالة ورسالة غيرها من نوعها مُوَقَّعة من بعضِ رجال الإكليروس الأرثوذكسي أُعلن رسميًّا اتحادُ الكنيستين في السادس من تموز سنة 1274، (6) ووقع كارلوس آنجو وميخائيل مهادنةً في الحادي عشر من كانون سنة 1275، (7) وأقام ميخائيل حفلةً دينيةً؛ ابتهاجًا بهذا الاتحاد، ولكنه خشي الغوغاء والضوضاء في شوارع العاصمة، فأقام حفلته هذه في كنيسةٍ في القصر لا في كنيسة الحكمة الإلهية. واستقال البطريرك المسكوني يوسف احتجاجًا على ما جرى، وتولى الرئاسة بعده يوحنا فِقُّس نفسه، وقرَّعت أفلوجية أخاها ميخائيل الثامن على ما جرى، وضَجَّ بعضُ الأمراء، فأمر ميخائيل بحبسهم، فانعقد مجمعٌ أرثوذكسيٌّ في ثيسالية لتوبيخ الفسيلفس وتكديره ولقطع فِقُّس (8)، ويرى كلٌّ من المؤرخ الإفرنسي الأستاذ لويس برهييه والأب جوغي أنه لم يشترك في أعمال مجمع ليون سوى إكليريكيين أرثوذكسيين فقط، وأن اتحاد الكنائس لا يتم بالقوة (9). وواصل غريغوريوس العاشر اتصالاته بالفسيلفس، وفاوضه في حملة صليبية جديدة؛ تطرد الأتراك من آسية الصغرى، وتثبت أقدام الصليبيين في الأراضي المقدسة (10)، وأعلن غريغوريوس أنه سيتولى بنفسه قيادة هذه الحملة ولكنه تُوُفي في مطلع السنة 1276، فخلفه في رئاسة الكنيسة الغربية باباواتٌ ثلاثةٌ في خلال سنتين، كانوا كلهم من رجال كارلوس آنجو، فأفسدوا على ميخائيل سعيه، وجاء نيقولاووس الثالث في أواخر السنة 1277 يُطالب بخُضُوع الكنيسة اليونانية خضوعًا تامًّا، واستعفى فِقُّس من مهام البطريركية، ووفد على ميخائيل وفدٌ باباويٌّ يتثبت من واقع الحال، فاضطرب ميخائيل وأَكَّدَ إخلاصه وقال إنه في حال إخفاقه تجاه مناوئيه في القسطنطينية ينفصم ما تم من اتحاد الكنيستين. فأثر كلامه هذا في نفس البابا نيقولاووس الثالث وهبَّ — لساعته — يتوسط بين كارلوس آنجو وابن بلدوين الثاني وبين ميخائيل الثامن، وسعى وميخائيل في الوقت نفسه لتثبيت حق بطرس الثالث زوج ابنة مانفرد في الملك في صقلية، ووافق البابا على هذا الحل ولكنه تُوُفي في صيف السنة 1280، وقضتْ مصلحةُ كارلوس بأن يوصل إلى السدة الباباوية رجلًا يثقُ في إخلاصه ومحافظته على مصالحه، فأيد الكردينال الإفرنسي سمعان ده بري Simon de Brie وتدخل تدخلًا فعليًّا في الانتخاب، فنجح مرشحه وتَبَوَّأَ السدة باسم مرتينوس الرابع (21 شباط 1281)، فذهبتْ آمال ميخائيل أدراج الرياح، «وكان قد عمل ما لا يعمل لتثبيت الاتحاد فغشَّى الدولة بالجواسيس وسمل أَعْيُن بعض كبار رجال الإكليروس الأرثوذكسي، وحمل رعاياه بمختلف الأساليب ليوصلهم إلى طاعة رومة، لكن مرتينوس الرابع افترى على الفسيلفس فاتهمه بالغش والخداع ثم وضعه تحت الحرم»، (11) وقام مرتينوس بعدئذٍ يدبر حلفًا جديدًا لإخضاع الروم وإقامة الإمبراطورية اللاتينية، فوفق بين كارلوس وفيليب ترنتوم والبندقية، وتمَّ الاتفاقُ على أَنْ تقوم الحملةُ في نيسان السنة 1283 للاستيلاء على القسطنطينية والأراضي المقدسة، ولكن مؤامرة ميخائيل وحليفه ملك أراغونة قضت على آمال البابا وعلى ملك كارلوس بمأساة صقلية في الحادي والعشرين من آذار سنة 1282، وأنزل بطرس الثالث جُنُوده في صقلية، وأعلن نفسه ملكًا عليها في صيف هذه السنة نفسها (12).
.............................................
1- Zakythinos, D. A., Despotat Grec de Morée, 50–55
2- Norden, W., Papsttum, 470–474
3- Dolger, F., Regesten, 1990-1991
4- Regesta Pontifieum Romanorum, 68
5- Bréhier, L. Byzance, 398
6- Mansi, Amplissima, XXIV, 38–136
7- Dolger, F., Regesten, 2014
8- Crummel, V., Après le Concile de Lyon, Echos d’Orient, 1925, 321ff
9- Bréhier, L., Byzance, 399
10- Laurent, V., Greg. X, ET le projet d’une Ligue Antiturque, Echos d’Orient, 1938, 257–273
11- Bréhier, L., Byzance, 401
12- Diehl, C., Europe Orientale, 209-210; Vasiliev, A. A., Byz. Emp., 591–599
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|