المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

ترحيل آل رسول الله إلى الشام
7-12-2017
عدم التأثير
23-7-2018
مراقبة أبقار القطيع وطرق كشف الشبق
5-5-2016
تقبل أصدقاء أطفالك حتى لو لم يعجبوك
13-2-2022
Accelerator Mass Spectroscopy
18-2-2020
Reduction of Aldehydes and Ketones
6-9-2019


من عصى علياً (عليه السلام) فقد عصى الله ورسوله  
  
1665   04:36 مساءً   التاريخ: 2023-11-06
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، 233-237
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-3-2016 3370
التاريخ: 4-5-2016 3376
التاريخ: 2023-10-22 943
التاريخ: 2024-04-16 873

أخرج الحاكم بإسناده عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله : " من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع علياً فقد أطاعني ، ومن عصى علياً فقد عصاني "[1].

وروى الخوارزمي بإسناده عن عبد الله قال : " خرج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من عند زينب بنت جحش فأتى بيت أم سلمة وكان يومها من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلم يلبث أن جاء عليّ عليه السّلام فدقّ الباب دقّاً خفيفاً فاستبشر رسول الله الدقّ ، وأنكرته أمّ سلمة فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : قومي فافتحي له الباب فقالت : يا رسول الله من هذا الذي بلغ من خطره إنّ افتح له الباب فأتلقاه بمعاصمي وقد نزلت في آية من كتاب الله بالأمس ؟ فقال لها كالمغضب : إنّ طاعته طاعة الرسول ، ومن عصى الرسول فقد عصى الله ، إنّ بالباب رجلاً ليس بالنزق ولا بالخرق ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، ففتحت له الباب ، فأخذ بعضادتي الباب حتى إذا لم يسمع حسّاً ولا حركة وصرت إلى خدري استأذن فدخل فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أتعرفينه ؟ قلت : نعم ، هذا علي بن أبي طالب قال : صدقت ، سجيّته من سجيتّي ولحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو عيبة علمي ، اسمعي واشهدي هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي ، اسمعي واشهدي هو والله محيي سنّتي ، اسمعي واشهدي ، لو إنّ عبداً عبد الله الف عام من بعد الف عام بين الرّكن والمقام ثم لقي الله مبغضاً لعلي عليه السّلام لأكبه الله يوم القيامة على منخريه في نار جهنم "[2].

وروى الحمويني باسناده عن حذيفة قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : عليّ طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي "[3].

وروى باسناده عن علقمة والأسود قالا : " أتينا أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، فقلنا له : يا أبا أيوب ، إنّ الله تعالى أكرمك بنبيه صلّى الله عليه وآله وسلّم فيا لك من فضيلة من الله فضلك بها ، أخبرنا بمخرجك مع علّي عليه السّلام تقاتل أهل " لا إله إلاّ الله " ! ؟ فقال أبو أيوب : فإني اقسم لكم بالله لقد كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم معي في هذا البيت الذي أنتما فيه معي ، وما في البيت غير رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ جالس عن يمينه ، وأنا جالس عن يساره وإنس قائم بين يديه ، إذ حرك الباب ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يا أنس : افتح لعمار الطيب المطيب ففتح أنس الباب ودخل عمّار فسلم على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فرحّب به ثم قال لعمار : انّه سيكون في أمتي من بعدي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم ، وحتى يقتل بعضهم بعضا ، وحتى يبرأ بعضهم من بعض ، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني ، يعني علي بن أبي طالب ، فان سلك الناس كلهم وادياً وسلك علي وادياً فاسلك وادي علي بن أبي طالب عليه السّلام وخلّ عن الناس ! يا عمّار إنّ علياً لا يردك عن هدى ولا يدلّك على ردى ، يا عمّار ، طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله عزّوجلّ "[4].

وروى ابن عساكر باسناده عن عمرو بن عبد الله الثقفي ، عن أبيه عن جده يعلى بن مرة الثقفي ، قال : " سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من أطاع علياً فقد أطاعني ومن عصى علياً فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أحب علياً فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ كافر أو منافق "[5].

وروى الوصابي بإسناده عن ابن عمر ، قال : " بينا أنا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وجمع المهاجرين والأنصار إلاّ من كان في سرية ، اقبل عليّ يمشي وهو مغضب ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أغضبه فقد أغضبني ، فلما جلس قال : مالك يا علي ؟ قال : آذوني بنو عمك ، فقال : يا علي ، أما ترضى إنّ تكون معي في الجنة والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وأشياعنا عن ايماننا وشمائلنا "[6].

دلالة الحديث

أقول : قال العلامة الحليّ : ( المبحث الخامس ) في ذكر بعض الفضائل التي تقتضي وجوب إمامة أمير المؤمنين عليه السّلام ، هذا باب واسع لا يحصى كثرة .

روى الخوارزمي من علماء الجمهور عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " لما خلق الله تعالى آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال : الحمد لله ، فأوحى الله تعالى حمدني عبدي ، وعزتي وجلالي لولا عبدان أريد إنّ أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك ، قال : إلهي فيكونان مني ؟ قال : نعم يا آدم ، ارفع رأسك وانظر ، فرفع رأسه فإذا مكتوب على العرش : لا إله إلاّ الله ، محمّد نبي الرحمة ، وعلي مقيم الحجة ، من عرف حق علي زكا وطاب ، ومن أنكر حقه لعن وخاب ، أقسمت بعزتي إنّ أدخل الجنة من أطاعة وإن عصاني ، وأقسمت بعزتي أن أدخل النّار من عصاه وإن أطاعني "[7].

وقد أوضح ذلك السيد الشهيد صاحب ( إحقاق الحق ) قائلا : " الأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، ولا استبعاد فيه ، إذ من المعلوم إنّ الشهادتين بمجردهما غير كافيتين إلا مع الالتزام بجميع ما جاء به النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من أحوال المعاد والإمامة ، كما يدل على ما اشتهر من قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ] من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية [ ولا شك إنّ المنكر بشئ من ذلك ليس بمؤمن ولا مسلم ، فان الغلاة والخوارج وإن كانا من فرق المسلمين نظراً إلى الاقرار بالشهادة ، فهما من قبيل الكافرين نظراً إلى جحودهما ما علم من الدين ، وليكن منه بل من أعظم أصوله إمامة أمير المؤمنين عليه السّلام "[8].

 


[1] المستدرك على الصّحيحين ج 3 ص 121 وص 128 . قال السيّد محمّد حسن القزويني الحائري : " دلّ الحديث على اتحاد طاعة علّي عليه السّلام مع طاعة النبّي صلّى الله عليه وآله وسلّم ووحدة الإطاعتين حجّة على عصمة علي عليه السّلام وعدم خطائه في الدّين كدلالة كون علي عليه السّلام مع القرآن على عصمته كعصمة القرآن ، فيما أخرجه الحاكم في المستدرك ج 3 ص 124 ، والذّهبي في التلّخيص وابن حجر في الصّواعق ص 77 والكنجي الشافّعي في كفاية الطّالب ص 254 ، والسّيوطي في تاريخ الخلفاء في فضائل علي عليه السّلام ص 67 عن أمّ سلمة ، قالت سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : علّي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتّى يردا علّي الحوض ، وأخرج الحاكم أيضاً في المستدرك ج 3 ص 124 وصحّحه من كلام النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلّي عليه السّلام : يا علي من فارقني فقد فارق الله ومن فارقك فارقني ، كلّ ذلك دليل على عصمة أمير المؤمنين عليه السّلام " الإمامة الكبرى والخلافة العظمى ج 2 ص 30 مخطوط .

[2] المناقب الفصل السابع ص 43 . وروى مثل ذلك مع اختلاف في بعض الألفاظ ، الحمويني في فرائد السمطين ج 1 ص 332 .

[3] فرائد السمطين ج 1 ص 179 ، الحديث 142 .

[4] فرائد السمطين ج 1 ص 178 ، الحديث 141 .

[5] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 188 ، الحديث 671 .

[6] أسنى المطالب الباب السّابع ص 40 ، رقم 53 .

[7] كشف الحقّ ونهج الصّدق ص 109 .

[8] احقاق الحقّ وازهاق الباطل ص 343 - 349 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.