بالنظر لما تتعرض له الكرة الأرضية في الوقت الحالي من تعتيم ودفيئة جوية هناك بعض التضارب بالآراء فيما يتعلق بتداخل هاتين الظاهرتين. حيث يعتقد بعض العلماء أن تأثير ظاهرة التعتيم الأرضي يحجب إلى حد ما ظاهرة الدفيئة الجوية، وأن حل مشكلة أو ظاهرة التعتيم الأرضي من الممكن أن يساعد على زيادة التنبؤ بدرجات حرارة الغلاف الجوي في المستقبل. حيث نشر أحد العلماء Beate Liepert: أننا نعيش في عالم تسود فيه ظاهرتي الدفيئة الجوية بالإضافة إلى ظاهرة التعتيم الأرضي، ونحن حاليا نتخلص من ظاهرة التعتيم، بذلك فإن ظاهرة الدفيئة هي التي سوف تسود، أي أن العالم سوف يصبح أكثر دفءً " حيث يعتقد من يؤيد هذا الفكر أن كمية الطاقة المحجوبة بالتعتيم هي أحد أهم المشاكل الأساسية في التغيرات المناخية العالمية، والتي تؤثر بشكل ملموس على الدفيئة الجوية.

من جهة أخرى، يعتقد فريق آخر من العلماء عكس ما ذكر سابقاً، أي أن التفاعلات المتبادلة بين الظاهرتين ونتائجها الملموسة على التغيرات المناخية ليس بتأثيرين متعاكسين حيث يعتقد هذا الفريق أن ظاهرة التعتيم الأرضي تؤثر على ظاهرة الدفيئة الجوية بحجبها لأشعة الشمس والتي لولاها لكان من الممكن أن تؤدي إلى تبخر جزيئات الماء ومن ثم ارتباطها بالملوثات كما وجد سابقاً، تصنف جزيئات الماء ضمن عناصر الدفيئة الجوية ( والتي تساعد على ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي). من جهة أخرى، تقلل الهطولات المطرية من تأثير ظاهرة التعتيم، حيث تغسل هذه الهطولات كل من الملوثات والجسيمات العالقة في الغلاف الجوي، والمسببة لظاهرة التعتيم أصلاً.

من الأبحاث العلمية المؤيدة لرأي الفريق الثاني هي ملاحظة تأثير الجسيمات المعلقة في الغلاف الجوي في مناطق الجنوبية والشرقية من القارة الآسيوية. حيث وجد أن جسيمات السناج العالقة، والتي من المفترض أن يزيد وجودها من ظاهرة التعتيم، تضخم دفيئة الغلاف الجوي بحوالي 50%. تقوم بعض الدراسات المؤيدة للاعتقاد أن التعتيم يحجب تأثير الدفيئة، على إمكانية استغلال ظاهرة التعتيم وتحفيزها بشكل متعمد، وذلك بحرق (متعمد) للكبريت أو نثر بعض الرماد في التروبوسفير، محاولة للتقليل من ظاهرة الدفيئة الجوية والمحافظة على درجة حرارة الكرة الأرضية معتمدة بذلك على الدراسات النظرية والتي تتلخص بأن ارتفاع مستوى المواد العاكسة للأشعة، يؤدي إلى إنخفاض تأثير زيادة كمية CO₂ في الغلاف الجوي. لكن وفقاً لهذا المنطلق فإن الكرة الأرضية سوف تواجه عدة مشاكل منها:

- إستخدام الكبريت يؤدي بدوره إلى مشاكل صحية وأخرى بيئية كالأمطار الحامضية وما ينشئ عنها أيضاً .

- إستخدام الرماد والسخام بدوره مشاكل صحية.

- يؤدي ظاهرة التعتيم تؤدي إلى مشاكل بيئية كتغير بكمية التبخر وكمية الهطولات وبالتالي تعديل بمنسوب المياه.

- يؤدي الجفاف، أو بجهة معاكسة، الزيادة بمعدل الهطولات المطرية إلى مشاكل زراعية.

- المواد المنثورة لها عمر قصير نسبياً في الغلاف الجوي.

مما ورد سابقاً وبغرض التقليل من تأثير الدفيئة، يستبعد تماماً نثر أو زيادة الانبعاثات الملوثة للغلاف الجوي لما ينشئ عنها من مشاكل تحكم بالمواد المنثورة بالإضافة للمشاكل الصحية.