أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-12-2016
1576
التاريخ: 23-11-2017
1778
التاريخ: 24-12-2015
2089
التاريخ: 2023-10-04
1109
|
إنّ المقداد وعبد الرحمن بن عوف كانا جالسين، فقال عبد الرحمن للمقداد: ما لك لا تتزوّج؟ قال: زوّجني ابنتك. فغضب عبد الرحمن وأغلظ له! (1).
قام المقداد من عنده منكسفاً، يتعثّر بأذيال الفشل، فلم يكن يتوقّع من صحابي كعبد الرحمن أن يردّه هذا الرد القاسي ويغلظ له في القول، وشعر في قرارة نفسه أن طلبه هذا قد جرَّ عليه مهانةً كان في غنى عنها، وانّ عبد الرحمن الزهري نظر إليه نظرةً قَبليّةً؛ فبنو زهرة من صميم قريش، وأنّى لحليف لهم من بهراء لاجئ ان يتطاول على هذا البيت العريق يريد مصاهرته! ومن يكون المقداد في جنب عبد الرحمن، وابنة عبد الرحمن !!غضب عبد الرحمن وأغلظ له، فما كان من المقداد إلا أن يمّم قاصداً رحاب الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) حيث يجد المؤمن فيض الرحمة والحنان والعطف، وحيث تجد الإِنسانية المعذبة من يلم جراحها ويمسح آلامها، مشى نحو النبي فشكا ذلك إليه. فقال صلّى الله عليه وآله: أنا أزوّجك! (2).
محمدٌ ومن مثل محمد (صلى الله عليه وآله)!؟ وهبّت في تلك اللحظات نسمةٌ كأنّها أتت من الجنّة، هدأت لها نفس المقداد وارتاحت بعد عناء، وأطرق يفكر في جوٍّ مفعم بالنشوة، من يا ترى؟ من تكون هذه التي سيختارها له محمد؟ وربّما خطر على باله أنّه سيختار له واحدةً من بنات المهاجرين والأنصار كما فعل مع جويبر وجلبيب رضي الله عنهما ؛ ولا أظنّ أن تصوره ذهب إلى أبعد من ذلك ؛ وفي ذلك الهناء والسعادة، ولكن كانت المفاجأة أعظم وأكبر من التصور !!فقد اختار له النبي (صلّى الله عليه وآله) كريمة درجت في أعز بيت من قريش والعرب، وأعز بيت في الإِسلام؛ اختار له ابنة عمّه « ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب» وإنّما فعل ذلك، ـ كما ورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ـ « لتتضع المناكح، وليتأسّوا برسول الله صلّى الله عليه وآله وليعلموا أن اكرمهم عند الله أتقاهم » (3) وليعلموا أنّ اشرف الشرف الإِسلام (4) كما في حديث آخر .
____________________
(1) الإِصابة 3 / 454 ـ 455.
(2) تتمة رواية الإِصابة.
(3) راجع الوسائل 14 ب 26 ح 1 ص 45.
(4) مكارم الأخلاق / 207: قال رسول الله.. الخ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|