أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-04
528
التاريخ: 2023-10-05
1450
التاريخ: 2024-09-09
284
التاريخ: 2024-10-02
223
|
كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قد استعمل نفوذه في تطبيق هذه الخطة بين المسلمين من المهاجرين والأنصار، غنيهم وفقيرهم امعاناً منه صلوات الله عليه في دفن هذه الصرعة الجاهلية المقيتة التي لا تزيد الإِنسان إلا بُعداً عن أخيه الإِنسان، بل التي تخلق فجواتٍ بين المسلمين لا تحمد عقباها، هم في غنىً عنها وعن أمثالها، انطلاقاً من المفهوم السهل البسيط للإِنسانية والرحم: «كلكم لآدم، وآدم من تراب» وانطلاقاً من المفهوم القرآني السمح: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
استعمل (صلّى الله عليه وآله) نفوذه في تطبيق هذه الخطة مع نفسه أولاً، فتزوّج صفية بنت حُييّ بن أخطب بعد أن أعتقها، وتزوّج ابنة عمّه زينب بعد أن زوّجها من مولاه زيدٍ، وطلّقها زيد. ثم طبّقها ثانياً مع المسلمين ومنهم جويبر.
وكان جويبر هذا من أهل اليمامة وكان قصيراً دميماً محتاجاً عارياً، وكان من قباح السودان، إلا أنّه كان قد أسلم وحسن إسلامه. وفي ذات يوم، نظر رسول الله إليه بعطف ورقّة، وقال له: يا جويبر، لو تزوّجت إمرأة فعففت بها فرجك وأعانتك على دنياك وآخرتك؟ فقال له جويبر: يا رسول الله؛ بأبي أنت وأمي، من يرغب فيّ؟! فوالله ما من حسب ولا نسب، ولا مال، ولا جمال، فأيّة امرأة ترغب فيّ؟ فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا جويبر، إنّ الله قد وضع بالإِسلام من كان في الجاهلية شريفاً، وأعزّ بالإِسلام من كان في الجاهلية ذليلاً، وأذهب بالإِسلام ما كان من نخوة الجاهلية وتفاخرها بعشائرها، وباسق أنسابها، فالناس اليوم كلهم أبيضهم وأسودهم، وقرشيّهم وعربيّهم وعجميّهم من آدم، وانّ آدم خلقه الله من طين، وانّ أحب الناس إلى الله، اطوعهم له وأتقاهم، وما أعلم ـ يا جويبر ـ لأحد من المسلمين عليك اليوم فضلاً؟ إلا لمن كان أتقى لله منك وأطوع. ثم قال له: انطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد فإنّه أشرف بني بياضة حسباً فيهم، فقل له: إنّي رسول رسولِ الله إليك، وهو يقول لك: زوّج جويبراً بنتك الدلفاء (1) الحديث، فزوّجه إيّاها. ومرّة ثانية يأتي رجل من الأنصار إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) فيقول له: يا رسول الله، عندي مهيرة العرب، وأنا أحب أن تقبلها، وهي ابنتي. قال: فقال (صلّى الله عليه وآله): قد قبلتها. قال: وأخرى، يا رسول الله، قال: وما هي؟ قال: لم يضرب عليها صدع قَطْ! قال (صلّى الله عليه وآله): لا حاجة لي فيها، ولكن زوّجها من «جلبيب»! قال: فسقط رجلا الرجل ممّا دخله ـ أي أسقط ما في يديه لشدة الصدمة؛ لأنّ جلبيب هذا كان قصيراً دميماً ثم أتى أمها فأخبرها الخبر، فدخلها مثل ما دخله (2) فسمعت الجارية مقالته ورأت ما دخل أباها (وأمها) فقالت لهما: ارضيا لي ما رضي الله ورسوله. قال: فتسلّى ذلك عنهما، وأتى أبوها النبيَّ (صلّى الله عليه وآله) وأخبره الخبر. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): قد جعلت مهرها الجنّة (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوسائل 14 / ب 25 ح 1 ص 43 ـ 44.
(2) وقال في الاستيعاب: وكانت فيه دمامة وقصر، فكأنّ الأنصاري وامرأته كرها ذلك، فسمعت ابنتهما بما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ذلك، فتَلَتْ قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} وقالت: رضيتُ وسلّمتُ لما يرضى لي به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فدعا لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم أصبب عليها الخير صبّاً ولا تجعل عيشها نكدا. ثم قتل عنها جلبيبها فلم يكن في الأنصار أيمٌ أنفق منها. (الاستيعاب 1 / 256) وفي الوسائل: فمات عنها جلبيب، فبلغ مهرها بعده مائة ألف درهم (تتمّة زيادة الحديث). ومن حديث أنس بن مالك، عن جلبيب: قال: فعرض عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) التزويج. فقال: إذن تجدني ـ يا رسول الله ـ كاسداً! فقال (صلى الله عليه وآله): انّك عند الله لست بكاسد.
وفي حديث عن ابي برزة الأسلمي: انّ رسول الله كان في مغزاه، فأفاء الله عليه، فقال لأصحابه: هل تفقدون أحداً؟ قالوا: نعم، فلاناً وفلاناً، ثم قال: هل تفقدون أحداً؟ قالوا: لا، قال: لكنّي أفقد جلبيباً، فاطلبوه. قال: فوجدوه الى جنب سبعة قد قتلهم، ثم قُتِل، فأتاه النبي (صلى الله عليه وآله) فوقف عليه وقال: قَتَل سبعة ثم قُتِل، هذا منّي وأنا منه ثم احتمله النبي على ساعديه، ما له سريرٌ غير ساعدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم حفروا له، فوضعه في قبره (الاستيعاب 1 / 257 ـ 258).
(3) الوسائل 14 ب 5 من ابواب النكاح ح 2 ص 44 ـ 45.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|