أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-06-2015
10163
التاريخ: 14-12-2015
4007
التاريخ: 10-12-2015
9809
التاريخ: 8-06-2015
31271
|
[والإِيمانُ ضدُّ الكفر، والإِيمانُُُُُ بمعنى التصديقُ ضدُّه التكذيب. يقالُ:آمَنَ به قومٌ وكذَّب به قوم... أَصلُ آمَنَ أَأْمَنَ بهمزتين لُيِّنَت الثانية...، وآمنَ بالشيْ:صدَّق وأمِنَ كَذِبَ مَن أخبره...الإِيمانُ:إظهارُ الخضوعِ والقبولِ للشَّريعة ولِما أَتَى به النبيُّ (صلى الله عليه واله وسلم) ، واعتقادُه وتصديقُه بالقلب، فمن كان على هذه الصِّفة فهو مُؤْمِنٌ مُسْلِمٌ غيرُ مُرْتابٍ ولاشاكٍّ، وهوالذي يرى أَنَّ أَداءَ الفرائضِ واجبٌ عليه لايدخله في ذلك ريبٌ.
وفي التنزيل العزيز{وَما أَنْتَ بِـمُؤْمِنٍ لَنا} [يوسف:17].
أَي بمُصدِّقٍ، والإِيمانُ التصديقُ.(التهذيب):وأَما الإِيمانُ فهو مصدرُ آمَنَ يُؤْمِنُ إيماناً فهو مُؤْمِنٌ. واتَّفق أَهلُ العلم من اللُّغَويّين وغيرهم أَن الإِيمانَ معناه التصديق، قال اللَّـهُ تعالى{ قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا} [الحجرات:14]، قال:وهذا موضعٌ يحتاج الناسُ إلى تَفْهيمه، وأَين يَنْفَصِلُ المؤمِنُ من المُسْلِم؟ وأَيْنَ يَـسْتَويانِ؟، والإِسْلامُ إظهارُ الخضوعِ والقبولُ لما أَتى به النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ، وبه يُحْقَنُ الدَّمُ، فإن كان مع ذلك الإِظْهارِ اعتِقادٌ و تصديق بالقلب فذلك الإِيمانُ الذي يقال للموصوف به هومؤمنٌ مسلمٌ، وهوالمؤمنُ باللَّـهِ ورسوله غيرُ مُرْتابٍ ولاشاكٍّ، وهو الذي يرى أَن أَداءَ الفرائضِ واجبٌ عليه، وأَن الجِهادَ بنفسِه وماله واجبٌ عليه لايدخله في ذلك رَيْبٌ، فهو المؤمنُ وهو المسلمُ حقّاً؛ كما قال اللَّـهُ عز وجل{إِنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات:15]؛ أَي أُولئك الذين قالوا إنّا مؤمنون فهم الصادقون،
فأَما من أَظهرَ قَبولَ الشريعة و اسْتَسْلَم لدفعِ المكروهِ فهو في الظاهر مُسْلمٌ وباطِنُه غيرُ مصدِّقٍ، فذلك الذي يقولُ أَسْلَمْتُ، لأَنَّ الإِيمانَ لا بدّ من أَن يكون صاحبُه صِدِّيقاً، لأَن قولَكَ آمَنْتُ باللَّـهِ أَوقال قائلٌ آمَنْتُ بكذا وكذا فمعناه صَدَّقْت، فأَخْرج اللَّـهُ هؤلاء من الإِيمان، فقال{وَلَـمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات:14]؛ أَي لم تُصدِّقوا، إنما أَسْلَمْتُمْ تَعَوُّذاً من القتل، فالمؤمنُ مُبْطِنٌ من التصديق مثلَ ما يُظْهِرُ، والمسلمُ التامُّ الإِسلامِ مُظْهرٌ للطاعة مؤمنٌ بها، والمسلمُ الذي أَظهر الإِسلامَ تعوُّذاً غيرُ مؤمنٍ في الحقيقة، إلّا أَنَّ حُكْمَه في الظاهر حكمُ المسلمين. وقال اللَّـهُ تعالى حكايةً عن إخْوة يوسف لأَبيهم{ما أَنْتَ بِـمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ}[يوسف:17]؛ لم يختلف أَهلُ التفسير أَنّ معناه ما أَنت بمُصدِّقٍ لنا.
والأَصلُ في الإِيمان الدخولُ في صِدْقِ الأَمانةِ التي ائْتَمَنه اللَّـهُ عليها، فإذا اعتقد التصديقَ بقلبه كما صدَّقَ بلِسانِه فقد أَدّى الأَمانةَ وهو مؤمنٌ، ومن لم يعتقد التصديقَ بقلبه فهو غير مؤدٍّ للأَمانة التي ائتمنه اللَّـهُ عليها وهو مُنافِقٌ...] .
وقال صاحبُ (مفردات ألفاظ القرآن):[والْإِيمَانُ يُستعمل تارةً إسماً للشريعة التي جاء بها محمّد(صلى الله عليه واله وسلم )، وعلى ذلك {الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى} [المائدة: 69]، ويوصفُ به كلُّ من دخل في شريعته مقرّا باللَّـهِ وبنبوته. قيل:وعلى هذا قال تعالى{وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}[يوسف:106].
وتارةً يُستعمل على سبيل المدح، و يُراد به إذعانُ النفس للحق على سبيل التصديق، وذلك باجتماع ثلاثة أشياء:تحقيقٌ بالقلب وإقرارٌ باللسان وعملٌ بحسب ذلك بالجوارح، وعلى هذا قولُه تعالى{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} [الحديد :19]. ويُقال لكلّ واحدٍ من الاعتقادِ والقولِ الصدقِ والعملِ الصالح إيمانٌ.
قال تعالى{وَما كانَ اللَّـهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ}[البقرة:143]:أي صلاتُكم.
وجعل الحياءَ وإماطةَ الأذى من الإيمان. قال تعالى{وَما أَنْتَ بِـمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْكُنَّا صادِقِينَ} [يوسف:17]:قيل معناه بمُصَدِّقٍ لنا، إلا أنّ الإيمانَ هو التصديق الذي معه أمن؛ وقوله تعالى{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [النساء:51]، فذلك مذكورٌ على سبيل الذَّمِّ لهم، وأنه قد حصل لهم الأمنُ بما لايقع به الأمن، إذ ليس من شأنِ القلبِ ما لم يكن مطبوعا عليه أن يطمئن إلى الباطل، وإنما ذلك كقوله{مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّـهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ} [النحل:106]، وهذا كما يقال إيمانُه الكفرُ وتحيتُه الضرب ونحو ذلك].
وقال السيد الطباطبائي [والإيمانُ هو الإذعانُ والتصديقُ بشيءٍ بالإلتزام بلوازمه. فالإيمانُ باللَّـهِ في عُرف القرآن التصديقُ بوحدانيَّتِه ورسُلِه واليومِ الآخِر وبما جاءت به رُسلُه مع الإتِّباع في الجملة، ولذا نجدُ القرآنَ كلما ذَكَر المؤمنين بوصفٍ جميلٍ أو أجرٍ جزيلٍ شفَّعَ الإيمانَ بالعملِ الصالح، كقوله تعالى{مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ* فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل: 97]، وقولُه تعالى{الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}[الرعد:29]الى غير ذلك من الآيات وهي كثيرةٌ جداً. وليس مجردُ الإعتقادِ بشيءٍ إيماناً به، حتى مع عدمِ الإلتزامِ بلوازمِه، لكن العلمَ ربما ينفكُّ من السكونِ والإلتزام، ككثيرٍ من المعتادين بالأعمال الشنيعةِ أو المضرَّةِ، فإنهم يعترفون بشناعةِ عملِهم أو ضرَرَهِ، لكنهم لايتركونها معتذرين بالإعتياد.وقد قال تعالى{وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْـمُفْسِدينَ}[النمل14].
والإيمانُ وإن جازَ أن يجتمع مع العصيان عن بعض لوازمه في الجملة لصارفٍ من الصوارفِ النفسانية يصرف عنه، لكنه لايتخلَّف عن لوازمِه بالجملة.].
وذكر السيدُ في مكانٍ آخر [الإيمانُ بالشيء ليس مجرَّدُ العِلمِ الحاصلِ به كما يُستفاد من أمثالِ قوله تعالى{إِنَّ الَّذينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى...} [محمد:25 ]، وقولُه تعالى{إِنَّ الَّذينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبيلِ اللَّـهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى...} [محمد:32] ، وقولُه{وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ...} [النمل:14]، وقولُه{..وَأَضَلَّهُ اللَّـهُ عَلى عِلْمٍ..}[الجاثية:23 ]، فالآيات كما ترى تُثبتُ الإرتدادَ والكفرَ والجحودَ والضلالَ مع العِلْم!. فمجردُ العلمِ بالشيءِ والجزمُ بكونه حقاً لايكفي في حصولِ الإيمانِ واتصافِ من حصلَ له به بل لابد من الإلتزامِ بمُقتضاه وعقدُ القلبِ على مُؤَدّاه، بحيث يترتبُ عليه آثارُه العملية ولو في الجملة، فالذي حصلَ له العلمُ بأنّ اللَّـهَ تعالى إلهٌ لاإلهَ غيرُه فالتزَم بمُقتضاه وهو عبوديتُه وعبادتُه وحدَه كان مؤمناً.
ولوعَلِم به ولم يلتزم فلم يأتي بشيءٍ من الأعمال الـمُظهرةِ للعبودية كان عالماً وليس بمؤمن!. ومن هنا يظهرُ بطلانُ ما قيل:أنّ الإيمانَ هو العملُ وذلك لأن العملَ يُجامعُ النفاقَ !، فالمنافقُ له عملٌ، وربما كان ممن ظهر له الحقُّ ظهوراً علمياً ولاإيمانَ له على أيِّ حالٍ !. وإذ كان الإيمانُ هو العلمُ بالشيءِ مع الإلتزام به بحيث يترتب عليه آثارُه العملية، وكلٌ من العِلْم والإلتزامِ مما يُزادُ وينقصُ ويشتدُّ ويضعفُ كان الإيمانُ المؤلَّفُ منهما قابلاً للزيادةِ والنقيصة والشدّة والضَّعف. فاختلافُ المراتبِ وتفاوتُ الدرجاتِ من الضرورياتِ التي لايُشكّ فيها قط. هذا ما ذهب اليه الأكثرُ وهو الحق، ويدلُّ عليه من النقل قولُه تعالى{..لِيَزْدادُوا إيماناً مَعَ إيمانِهِمْ..} [الفتح:4] وغيره من الآيات وما ورد من أحاديث أهل البيتالدالة على أنّ الإيمانَ مراتبٌ] .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|