أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-14
864
التاريخ: 7-9-2017
1555
التاريخ: 23-12-2015
1894
التاريخ: 24-12-2015
1707
|
ما كتبه أبو ذر، الى حُذَيفَة بن اليمان يشكو اليه ما فعل به في كتاب الفصول للسيد المرتضى، عن أبي مخنف، قال: حدثني الصلت عن زيد بن كثير، عن ابي أمامة قال: كتب أبو ذر الى حذيفة بن اليمان يشكو إليه ما صنع به عثمان.
بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا بعد يا أخي. فَخَف الله مخافة يكثر منها بكاء عينيك، وحرِّر قلبك، واسهر ليلك، وانصَب بدنك في طاعة الله. فحق لمن عَلِم أنّ النار مثوى من سخط الله عليه، أن يطول بكاؤه، ونَصَبُه، وسهرُ ليله، حتى يعلم أنّه قد رضي الله عنه. وحق لمن علم أنّ الجنّة مثوى من رضي الله عنه، أن يستقبل الحق كي يفوز بها، ويستصغرَ في ذات الله الخروج من أهله وماله، وقيام ليله، وصيام نهاره، وجهاد الظالمين الملحدين بيده ولسانه، حتى يعلم انّ الله أوجبها له، وليس بعالِم ذلك دون لقاء ربِّه. وكذلك ينبغي لكل من رغب في جوار الله ومرافقة انبيائه أن يكون. يا أخي، أنت ممّن أستريح الى التصريح اليه ببثي وحزني، وأشكو اليه تظاهر الظالمين عليّ إنّي رأيت الجور ـ يعمل به ـ بعيني، وسمعته يقال، فرددته، فحُرمت العطاء، وسُيِّرت الى البلاد، وغُرِّبت عن العشيرة والاخوان، وحَرَم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأعوذ بربي العظيم أن يكون منّي هذا شكوى، أن رُكب منّي ما رُكب، بل انبأتُك أنّي قد رضيت ما أحب لي ربّي، وقضاه عليّ، وأفضيت ذلك اليك، لتدعوَ الله لي، ولعامَّة المسلمين بالروح والفرج، وبما هو أعم نفعا، وخير مغبَّة وعقبى ـ والسلام، فكتب اليه حذيفة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا بعد يا أخي. فقد بلغني كتابك، تُخَوّفني به، وتحذّرني فيه منقلَبي، وتحثّني فيه على حظّ نفسي، فقديما ـ يا أخي ـ ما، كنت بي، وبالمؤمنين حفيَّاً لطيفا. وعليهم حدِبا شفيقا. ولهم بالمعروف آمِرا، وعن المنكرات ناهيا، وليس يهدي الى رضوان الله إلا هو، ولا يُتناهى من سخطه الا بفضل رحمته، وعظيم منِّه. فنسأل الله ربنا ـ لأنفسنا وخاصَّتنا، وعامَّتنا، وجماعة أمَّتنا ـ مغفرة عامة، ورحمة واسعة، وقد فهمتُ ما ذكرتَ من تسييرك، يا أخي، وتغريبك، وتطريدك، فعزَّ والله عليَّ يا أخي، ما وصل اليك من مكروه ولو كان يُفتدى ذلك بمال، لأعطيتُ فيه مالي، طيِّبة بذلك نفسي، ليصرَف الله عنك ـ بذلك ـ المكروه. والله لو سألتُ لك المواساة، ثم أعطيتُها لأحببت احتمال شطر ما نزل بك، ومواساتك في الفقر، والأذى، والضرر. لكنّه، ليس لأنفسنا، إلا ما شاء ربنا. يا أخي، فافزع بنا الى ربنا، ولنجعل اليه رغبتنا، فقد استُحصِدنا! واقترب الصَّرام(1) فكأنّي، وايّاك، قد دعينا فأجبنا! وعرضنا على أعمالنا، فاحتجنا الى ما أسلفنا! يا أخي: ولا تأسَ على ما فاتك، ولا تحزن على ما أصابك، واحتسب فيه الخير. وارتقب فيه من الله أسنى الثواب. يا أخي: لا أرى الموت لي ولك، إلا خيرا من البقاء، فانّه قد أظلتنا فتن يتلو بعضها بعضا، كقطع الليل المظلم، قد انبعثت من مركبها، ووطئت في خطامها، تشهر فيها السيوف، وتنزل فيها الحتوف! يُقتل فيها من اطلع لها، والتبس بها، وركض فيها، ولا يبقى قبيلة من قبائل العرب، من الوبر والمدر، إلا دخلت عليهم! فأعزّ أهل ذلك الزمان، أشدهم عتوَّا! وأذلُّهم أتقاهم! فأعادنا الله وايّاك، من زمان هذه حال أهله. لن أدَعَ الدُعاء لك، في القيام والقعود، والليل والنهار، وقد قال الله، ولا خُلف لموعده: {ادعوني أستجب لكم إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}، فنستجير بالله من التكبُّر عن عبادته، والاستنكاف عن طاعته، جعل الله لنا ولك فرجاً، ومخرجا عاجلا برحمته، والسلام (2).
__________________
(1) الصرام للنخل: أوان ادراكه وجزّه.
(2) أعيان الشيعة 16 / 366 ـ 368.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|