أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-24
1086
التاريخ: 2024-06-27
688
التاريخ: 31-5-2016
12747
التاريخ: 2024-09-07
337
|
وهي الولاية بين المؤمنين وهي ولاية متوافقة الأطراف ومتساوية بين المؤمنين {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَو لِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهو نَ عَنِ الْمُنْكَرِ ويُقيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ ويُطيعُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيم} [التوبة/7] .
فهذا الولاء معتمد على المحبة والنصرة بين المؤمنين قال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم): «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقيل له: يا رسول الله أما نصرته مظلوماً فمعروف، فما هي نصرته ظالماً، قال(صلى الله عليه واله وسلم): «رده عن ظلمه» وذلك بواسطة الإرشاد والهداية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن أبي جعفر(عليه السلام): «إنما شيعة علي(عليه السلام) المتباذلون في ولايتنا، المتحابون في مودتنا، المتزاورون لإحياء أمرنا الذين إذا غضبوا لم يظلموا، وإذا رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاوروا سلم لمن خالطوا»[1] وقال الصادق(عليه السلام): «شيعتنا لا يخاصم لنا ولياً، ولا يجالس لنا عائباً»[2] وهي على نوعين (ولاية خاصة) و(ولاية عامة):
وهي على نوعين (ولاية مطلقة) لله وللنبي وللإمام بمعنى الاولى منا بأنفسنا وكل الولايات راجعة الى الولاية المطلقة، و(ولاية مجعولة) للآباء والأجداد والأوصياء والأزواج والفقهاء.
ـ فالآباء والأجداد أولياء على أولادهم حتى يبلغوا ولهم الولاية في زواج البنت الباكر.
ـ الأزواج لهم الولاية على زوجاتهم ـ المولى: لهم الولاية على عبيدهم وإماءهم.
ـ ولاية الإرث {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ } [الأنفال: 75] ويخرج من ذلك الكافر والقاتل لانه لا ولاية بينهم .
ـ ولاية الفقيه الجامع لشرائط الفتوى له الولاية المجعولة شرعاً في:
ولاية الفتوى: أي استنباط الأحكام الفقهية التفصيلية وإعطاء الفتوى للمكلف ليعمل بها، فهو أولى من المكلف بذلك وعلى المقلد اتباعه شرعاً.
ولاية القضاء: وهي ولاية الفقيه في القضاء والمرافعات والحكم بين المتخاصمين.
ولاية الحسبة: وقيل أنها لا تختص بالمجتهدين بل تعم كل من يصلح لها من عدول المؤمنين لكن القدر المتيقن هم الفقهاء، وهي حفظ أموال اليتامى والمجانين والسفهاء والغيب، وولاية النكاح على الصغير والمجنون والسفيه والإجارة والأيتام والسفهاء والتصرف في أموال الإمام الحجة(عجل الله فرجه الشريف) فهذه هي الوظائف التي شرعها الله بين المؤمنين.
الكافي: عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: ( الْمُؤْمِنُ أَخُوالْمُؤْمِنِ كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِنِ اشْتَكَى شَيْئاً مِنْهُ وَجَدَ أَلَمَ ذَلِكَ فِي سَائِرِ جَسَدِهِ وأَرْوَاحُهُمَا مِنْ رُوحٍ وَاحِدَةٍ وإِنَّ رُوحَ الْمُؤْمِنِ لَأَشَدُّ اتِّصَالًا بِرُوحِ اللَّهِ مِنِ اتِّصَالِ شُعَاعِ الشَّمْسِ بِهَا)[3] والمقصود بروح الله هي روح الايمان وهي الروح الرابعة كما عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عليه السلام) قَالَ: فِي الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَو صِيَاءِ خَمْسَةُ أَرْوَاحٍ رُوحُ الْبَدَنِ ورُوحُ الْقُدُسِ ورُوحُ الْقُوَّةِ ورُوحُ الشَّهو ةِ ورُوحُ الْإِيمَانِ وفِي الْمُؤْمِنِينَ أَرْبَعَةُ أَرْوَاحٍ أَفْقَدُهَا رُوحُ الْقُدُسِ ورُوحُ الْبَدَنِ ورُوحُ الشَّهو ةِ ورُوحُ الْإِيمَانِ وفِي الْكُفَّارِ ثَلَاثَةُ أَرْوَاحٍ رُوحُ الْبَدَنِ ورُوحُ الْقُوَّةِ ورُوحُ الشَّهو ةِ ثُمَّ قَالَ رُوحُ الْإِيمَانِ يُلَازِمُ الْجَسَدَ مَا لَمْ يَعْمَلْ بِكَبِيرَةٍ فَإِذَا عَمِلَ بِكَبِيرَةٍ فَارَقَهُ الرُّوحُ ورُوحُ الْقُدُسِ مَنْ سَكَنَ فِيهِ فَإِنَّهُ لَا يَعْمَلُ بِكَبِيرَةٍ أَبَداً(، فالأخوة الايمانية لها واجبات وهي الحقوق.
كتاب المؤمن: عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) مَا حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ قَالَ إِنِّي عَلَيْهِ شَفِيقٌ إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَعْلَمَ وَلَا تَعْمَلَ وَتُضَيِّعَ ولَا تَحْفَظَ قَالَ فَقُلْتُ لَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ لِلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ سَبْعَةُ حُقُوقٍ وَاجِبَةٍ وَلَيْسَ مِنْهَا حَقٌّ إِلَّا وهو وَاجِبٌ عَلَى أَخِيهِ إِنْ ضَيَّعَ مِنْهَا حَقّاً خَرَجَ مِنْ وَلَايَةِ اللَّهِ وتَرَكَ طَاعَتَهُ ولَمْ يَكُنْ لَهُ فِيهَا نَصِيبٌ أَيْسَرُ حَقٍّ مِنْهَا أَنْ تُحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وأَنْ تَكْرَهَ لَهُ مَا تَكْرَهُهُ لِنَفْسِكَ والثَّانِي أَنْ تُعِينَهُ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ ولِسَانِكَ ويَدَيْكَ ورِجْلَيْكَ والثَّالِثُ أَنْ تَتَّبِعَ رِضَاهُ وتَجْتَنِبَ سَخَطَهُ وتُطِيعَ أَمْرَهُ والرَّابِعُ أَنْ تَكُونَ عَيْنَهُ ودَلِيلَهُ ومِرْآتَهُ والْخَامِسُ أَنْ لَا تَشْبَعَ ويَجُوعَ وَتَرْوَى ويَظْمَأَ وتَكْتَسِيَ ويَعْرَى والسَّادِسُ أَنْ يَكُونَ لَكَ خَادِمٌ وَلَيْسَ لَهُ خَادِمٌ ولَكَ امْرَأَةٌ تَقُومُ عَلَيْكَ ولَيْسَ لَهُ امْرَأَةٌ تَقُومُ عَلَيْهِ أَنْ تَبْعَثَ خَادِمَكَ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ ويَصْنَعُ طَعَامَهُ وَيُهَيِّئُ فِرَاشَهُ والسَّابِعُ أَنْ تُبِرَّ قَسَمَهُ وتُجِيبَ دَعْوَتَهُ وتَعُودَ مَرْضَتَهُ وتَشْهَدَ جَنَازَتَهُ وإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ تُبَادِرُ مُبَادَرَةً إِلَى قَضَائِهَا ولَا تُكَلِّفْهُ أَنْ يَسْأَلَكَهَا فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ وَصَلْتَ وَلَايَتَكَ بِوَلَايَتِهِ وَوَلَايَتَهُ بِوَلَايَتِكَ[4] والدليل على ان هذه الحقوق واجبة فانه لاتسقط الا بالتشارط بين المؤمنين.
نقل صاحب مستدرك الوسائل: فِي كِتَابِ زَادِ الْفِرْدَوْسِ لِبَعْضِ الْمُتَأَخِّرِينَ قَالَ فِي ضِمْنِ أَعْمَالِ هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ ويَنْبَغِي عَقْدُ الْأُخُوَّةِ فِي هَذَا الْيَوْمِ مَعَ الْإِخْوَانِ بِأَنْ يَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يُمْنَى أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ ويَقُولَ: (وَاخَيْتُكَ فِي اللَّهِ، وصَافَيْتُكَ فِي اللَّهِ، وصَافَحْتُكَ فِي اللَّهِ، وعَاهَدْتُ اللَّهَ ومَلَائِكَتَهُ وكُتُبَهُ ورُسُلَهُ وأَنْبِيَاءَهُ والْأَئِمَّةَ الْمَعْصُومِينَ (عليهم السلام) عَلَى أَنِّي إِنْ كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ والشَّفَاعَةِ وَأُذِنَ لِي بِأَنْ أَدْخُلَ الْجَنَّةَ لَا أَدْخُلُهَا إِلَّا وأَنْتَ مَعِي فَيَقُولُ الْأَخُ الْمُؤْمِنُ: قَبِلْتُ فَيَقُولُ، أَسْقَطْتُ عَنْكَ جَمِيعَ حُقُوقِ الْأُخُوَّةِ مَا خَلَا الشَّفَاعَةَ والدُّعَاءَ والزِّيَارَة[5]
{وَالَّذينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَو لِياءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبير}[الأنفال: 73]
نُهي المسلمُون عن موالاة الكفار ومعاونتهم وان كانوا أقارب وأوجب أن يتركوا يتولى بعضهم بعضاً إِلَّا تَفْعَلُوهُ لا تفعلوا ما أمرتهم به من التّواصل بينكمُ وتولي بعضكم بعضاً حتى في التوارث تفضيلًا لنسبة الإسلام على نسبة القرابة ولم تقطعوا العلائق بينكم وبين الكفّار تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وفَسادٌ كَبِيرٌ تحصل فيها فتنة عظيمة ومفسدة كبيرة لأنَّ المسلمين ما لم يكونوا يداً واحدة على أهل الشرك كان الشّرك ظاهراً وتجّرأ أهله على أهل الإِسلام ودعوهم إلى الكفر.
وهي ولاية باطلة عاطلة تقوم على أساس المصلحة الدنيوية والأهو اء الشخصية، وهي ولاية الشيطان والطاغوت والكفار والمنافقين، قال تعالى: {والَّذينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَو لِياءُ بَعْض} [الأنفال:73] وقال تعالى: {الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهو نَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنافِقينَ هُمُ الْفاسِقُون} [التوبة/67] وهي بالضبط عكس ولاية المؤمنين {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَو لِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهو نَ عَنِ الْمُنْكَرِ ويُقيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ ويُطيعُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيم} [التوبة/7].
نعم إن الولاية الباطلة بين الكفار والمنافقين ولاية دنيوية مصلحية ولذلك في الآخرة كل واحد يتبرأ من صاحبه {كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَريءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمين} [الحشر/16] وقال تعالى: {الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوإِلاَّ الْمُتَّقين } [الزخرف/67].
فكل خليل يعادي ويتبرأ من خليله إلا المتقين فإن خلتهم وولايتهم إيمانية وهي الحب في الله والبغض في الله، وإنها تنفع في الآخرة حيث يشفع المؤمن في أخيه المؤمن، أما هؤلاء تنقطع مصالحهم فيكشف زيغهم، ولذلك أكد القرآن الكريم على الحد الفاصل بين ولاية الحق وولاية الباطل، وعدم الاختلاط بين أهل الولايتين { لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرينَ أَو لِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنينَ ومَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ في شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وإِلَى اللَّهِ الْمَصير} [النساء/144].
ومن ها هنا حُرم اتخاذ الولائج، وهي كل بطانة وجهة ومذهب وحزب وتجمع من دون ولي الامر بحيث يتخذه دينا يدان به يتولى على اساسه ويتبرئ على اساسه، ولم يكن الحب والبغض محوره الله ورسوله واولوا الامر.
قَالَ حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضُّبَعِيُّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ أَسْأَلُهُ عَنِ الْوَلِيجَةِ وهو قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى- {ولَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً} [التوبة/16] قُلْتُ فِي نَفْسِي لَا فِي الْكِتَابِ مَنْ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ هَاهُنَا فَرَجَعَ الْجَوَابُ الْوَلِيجَةُ: الَّذِي يُقَامُ دُونَ وَلِيِّ الْأَمْرِ وحَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ هُمْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ عَلَى اللَّهِ فَيُجِيزُ أَمَانَهُمْ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|