المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

تاكو
2024-10-10
آداب المحادثة
27-5-2020
التعاون الاجتماعي - مهام المنتظر الحقيقي
5-10-2014
تطور نظرية الاحتراق والتنفس عند يوليوس ماير (القرن 19م)
2023-05-23
تغيرات المادة الضارة
18-10-2019
جمال الدين الأفغاني
21-9-2019


صورة مجملة عن حياة أبي ذر (رض).  
  
957   08:15 صباحاً   التاريخ: 2023-09-03
المؤلف : الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.
الكتاب أو المصدر : أبو ذر الغفاريّ رمز اليقظة في الضمير الإنسانيّ.
الجزء والصفحة : ص 19 ـ 23.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) /

أبو ذر الغفاريّ: جُندب بن جَنادة (1).

رمز اليقظة في الضمير الانساني المتعب، كما هو في الضمير الإسلاميّ.

أتمثله شيخاً حاني الظهر، ترتسم على وجهه سيماء الأولياء والصالحين، وفي عينيه ألق ظل مشع بالأمل والحياة على هاتك الفئات المظلومة من الناس.

أتمثله، وهو ينهب الأرض بقدميه، في رحلته التأريخية الثأرية، حاملا على ظهره هموم المظلومين والمعذّبين، وعلى لسانه تتجسّد صرختهم.

فهو هكذا أراد، أراد أن يخرج عن حدود الزمان والمكان، ويرقى قمة الحرية.. حرية الكلمة، وحرية التعبير، فكان منبر الإسلام في فترة من فترات الحكم.

لقد بايع أبو ذر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، على ان لا تأخذه في الله لومة لائم، وعلى أن يقول الحق، ولو كان مُرَّا (2).

فالتزم ببيعته، وكان جريئاً في جنب الله آخر عمره، كما كان في أول أمره.

ولعلّ أجرأ نداء صريح في مسمع حاكم ظالم، كان نداء أبي ذر (رض) على أبواب الخضراء: «أتتكم القطار بحمل النار! اللهمّ العن الآمرين بالمعروف التاركين له، اللهمّ العن الناهين عن المنكر، المرتكبين له» (3).

هذا هو أبو ذر، صاحب الكلمة الجريئة، التي لا تعرف المداهنة، ولا الرياء ولا الوجل

خاطب معاوية ذات مرة، مجيباً إيّاه: «ما أنا بعدو لله ولا لرسوله، بل أنت وأبوك عدوّان لله ولرسوله، أظهرتما الاسلام، وابطنتما الكفر، ولقد لعنك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودعا عليك مرّات أن لا تشبع.

فقال معاوية: ما أنا ذاك الرجل.

فقال أبو ذر: بل أنت ذلك الرجل! أخبرني بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمعته يقول، وقد مررتَ به: اللهمّ العنه، ولا تشبعه إلا بالتراب..» (4).

وخُيِّل لجلّاديه الحاكمين، أنّ غضبه إنّما كان لنفسه، وأنّه ربّما كان عن فاقة ألمَّت به، أو مطمع يدفعه الى ذلك، فساوموه رجاء أن يسكت أو يكف، لكنّهم وجدوا خلاف ما كانوا يتوقعون.

بعث اليه معاوية بثلاثمائة دينار، فقال: إن كانت من عطائي الذي حرمتموني عامي هذا، قبلتها، وان كانت صلة، فلا حاجة لي فيها» (5).

وقال له ـ ذات مرّة ـ حبيب بن مسلمة أحد القادة: «لك عندي يا أبا ذر، ألف درهم، وخادم، وخمسمائة شاة. قال أبو ذر: أعطِ خادمك، وألفَكَ، وشويهاتِكَ، من هو أحوج الى ذلك منّي! فانّي إنّما أسأل حقّي في كتاب الله!» (6).

بهذه الصراحة، وبهذا الوضوح يرسم لنا أبو ذر بعض مواقفه، إنّه لم يكن ليثأر، ويغضب لنفسه، بل للحق الذي طالب بتثبيته، وبذلك جعل من نفسه رمزاً يدفع بالمقهورين والمظلومين الى المطالبة بحقوقهم، وعرض ظلاماتهم، فكان في تصرّفاته تلك رائداً من رواد الحق، يجازف بنفسه من أجل الآخرين.

وما أغناه عن أن يقاسي ما قاسى، لو أراد.

لقد كان بوسعه أن يعيش حياة الرفاهية والترف، شأن بعض الصحابة ممّن هم دونه في الفضل بمراتب لو أراد، ولكن في هذه النقطة تكمن احدى الفوارق ما بين الانسان الرسالي، والانسان العادي بين الانسان الذي يحمل هموم ومستقبل أمّة بأسرها، وبين انسان ينشغل بنفسه ولهوه، متخماً يتجشأ على موائد الترف!

نعم، كان أبو ذر انساناً رساليّاً، ولم يكن انساناً عادياً، وكان في بعض مواقفه يمثل مواقف أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ولا غرو ولا عجب، فهو تلميذ الإمام وواحد من أكثر الناس إخلاصاً له.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "ولو شِئتُ لاهتديتُ الطريق الى مُصفى هذا العسلِ، ولُبابِ هذا القمح، ونَسائِج هذا القزِّ، ولكن هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جَشعي الى تخيُّرِ الأطعمة، ولعلَّ بالحجاز أو اليمامة، من لا طمع له في القرص، ولا عهد له بالشبع، أوَ أبيت مبطاناً، وحولي بطون غرثى، وأكباد حرَّى، أوَ أكونُ كما قال القائل: وحسبك داء أن تبيت ببطنة *** وحولك اكباد تحِنُّ الى القِدِّ (7).

لقد كان أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، يقول هذا، ومقدّرات الأمة تحت قبضة يده، بل المعروف أنّ صدقاته الخاصة وحدها كانت تساوي آلاف الدنانير ذهباً.

نعم، كان يقول هذا ـ ويعمل بما يقول مع نفسه ـ ليلفت أنظار المسلمين الى ضرورة تفقّد الضعفاء، والمقهورين، والمدفوعين عن حقوقهم، ويلفت أنظار الولاة الى الرفق بالرعية وتفقّد أحوالهم.

وكان أبو ذر ـ تلميذ الإمام ـ ممّن سار على هذا الهدي، فقد كان عطاؤه السنويّ أربعمائة ديناراً ذهباً، ومع هذا فانّه كان لا يدّخر منها شيئاً.

وكان يندّد بالكانزين للذهب والفضة الذين لا يخرجون الزكاة الواجبة منها، أو الذين أخذوها من طرق غير مشروعة أيام عثمان، وكان يطلب حقه (في كتاب الله) كما تقدّم، ويرفض الألف درهم، والعبد والخمسمائة شاة.

اجل، انّه لم يكن ليفعل هذا عن فاقة، أو مطمع، بل كان يريد إلفات المسؤولين ـ في حينه ـ الى انصاف المظلومين، وايصال كلّ ذي حق الى حقه.

وأعيت الحيلة غرماءه الحاكمين في إسكاته، فعمدوا الى طريقة ثانية قرّروا فيها إسكاته، وكانت طريقة ناجحة ـ في نظرهم ـ فنفوه الى الربذة.

حمل من الشام الى المدينة على مركب وعر، حتى تسلّخ فخذاه، ثم بعد ذلك، نفي الى الربذة (8) بعيداً عن مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله، ومواطن الايمان، حتى توفّي غريباً هناك!  رحم الله أبا ذر، لقد كان ينسى كل جراحه وآلامه في رحلته الثأرية تلك، ليكتب على رمال الصحراء ملحمته الخالدة، ملحمته التي ستبقى مع الشمس تشرق، ولكنّها لا تغيب!!

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) على الأصح الأشهر. وقيل اسمه: برير بن جنادة، وقيل: جندب بن سكن وقيل: السكن بن جنادة ولكن المشهور المتسالم عليه هو جندب ابن جنادة، ولا يعرف في كتب التراجم بغير هذا الاسم.

(2) اعيان الشيعة / 16 / 319 نقلا عن أسد الغابة.

(3) شرح النهج ج 8 / 257.

(4) شرح النهج 8 / 257.

(5) الغدير 8 / 293.

(6) اعيان الشيعة 16 / 364 عن آمالي الطوسي.

(7) نهج البلاغة 3 / 71 / 72 (الجشع ـ الحرص ـ البطنة ـ الاشر والبطر)، والقد: سير من جلد غير مدبوغ، والمعنى انّ بعضهم يطلب أكله فلا يجده.

(8) الربذة: موضع على بعد ثلاثة ايّام من المدينة ... معجم البلدان 3 / 24.

 

 

 

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)