المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6235 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



صفات الحقّ سبحانه وتعالى في صحيح البخاريّ.  
  
912   08:51 صباحاً   التاريخ: 2023-08-30
المؤلف : السيّد هاشم معروف.
الكتاب أو المصدر : دراسات في الحديث والمحدّثين.
الجزء والصفحة : ص 197 ـ 203.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / مقالات متفرقة في علم الحديث /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-08 239
التاريخ: 2023-11-06 1415
التاريخ: 2023-10-22 966
التاريخ: 2023-09-02 967

بالإمكان ان ينتزع الباحث صفات الواجب [واجب الوجود لذاته أي الحق سبحانه وتعالى] عند البخاري من مروياته عن النبي (صلى الله عليه وآله) حول هذا الموضوع المنتشرة في صحيحه هنا وهناك، وبالطبع انه لم يدون فيه الا الاحاديث الصحيحة عنده؛ لأنّه اختاره من ستمائة ألف حديث على حد زعم المؤلفين في التراجم كما ذكرنا، مع العلم بان البخاري في صحيحه لم يوفق إلى توزيع الاحاديث على المواضيع التي تعرض لا توزيعا كاملا، ذلك لأنّه يعنون الموضوع احيانا ويروي فيه بعض الاحاديث التي تناسبه واحيانا يروي فيه ما لا يتناسب معه، لذلك فانّ الباحث إذا اراد ان ينتهي إلى رأيه الاخير في موضوع من المواضيع التي دوّنها في كتابه لا بد وان ينهي بقية الابواب ويتتبّع المرويّات فيها إذا كانت هذه المدوّنات تعبّر عن رأيه في تلك المواضيع.

ولعلّ السر في ذلك انّ البخاري لم يمهله الاجل إلى انجاز كتابه ونقله من المسوّدات التي جمعه فيها، فوافاه الاجل قبل تبييضه وتوزيع أحاديثه في الاماكن التي تناسبها، وحذف المكرّرات منه، كما ذكرنا سابقا ولمّا جاء دور تلاميذه من بعده دوّنوه على علاته، ولو أمهله الاجل لجاء كتابه مصنّفا ومرّتبا على الابواب والمواضيع ووافيا بالغرض الذي اراده من تأليفه، وسليما من أكثر العيوب التي لا يستطيع الباحث تجاهلها.

كما وانّه لم يتعرّض للواجب بعنوان خاص، بل تعرّض لصفاته تعالى وبعض الخصائص التي تشير إلى حقيقته في مختلف المناسبات والابواب ففي الباب الذي عقده لتفسير قوله تعالى: {ولتصنع على عيني} قارن بين عين الدجّال، وعين الله في أكثر من رواية، وكلّها تنص على انّ الدجال اعور العين اليمنى، وانّ الله ليس بأعور. وبهذه المناسبة روى عن موسى بن اسماعيل عن جويرية عن نافع عن عبد الله انه قال: ذكر الدجّال عند النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: ان الله لا يخفى عليكم انّه ليس بأعور واشار بيده إلى عينه، وانّ الدجّال اعور العين اليمنى، كأنّ عينه عنبة طافية.

وروى عن انس ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ما بعث الله من نبي الا أنذر قومه الأعور الكذّاب، انّه اعور وانّ ربّكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر، هو الخالق المصوّر البارئ. وقد اكثر من الروايات التي تنص على خروج الدجّال وانّ عينه اليمنى عوراء وعين الله سليمة من العور، وفي خلال مروياته التي اوردها في هذا الباب روى عن عبيدة عن عبد الله انّه قال، جاء حبر من الاحبار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : يا محمد انّا نجد ان الله جعل السموات على اصبع، والارضين على اصبع، والشجر على اصبع، والماء والثرى على اصبع، وسائر الخلائق على اصبع، ثم يقول انا الملك، فضحك النبي (صلى الله عليه وآله) حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ورواها مرة ثانية واضاف إليها انّه ضحك تعجّباً وتصديقاً (1).

وفيما يتعلق برؤية الله سبحانه وتعالى عمّا يصفه الجاهلون علوا كبيرا روى في شرح قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} عن جرير انّه قال: كنّا جلوسا عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال: انّكم سترون ربّكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته.

وروى عن جرير بن عبد الله انّه قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): انّكم سترون ربّكم عيانا.

وروى عنه ايضا انّه قال: خرج علينا رسول الله ليلة البدر فقال انّكم سترون ربّكم يوم القيامة كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته وروى عن ابي هريرة مجموعة من الاحاديث بهذا المضمون، وزاد فيها انّه قال: فهل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها حجاب؟ قالوا لا يا رسول الله: قال انّكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها ومنافقوها، فيأتيهم الله فيقول: انا ربّكم فيقولون له : هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون.

وجاء فيما رواه عن انس انّ المؤمنين يحبسون يوم القيامة فيتشفعّون بالأنبياء، فكلّ نبي يأتونه يذكر خطيئته فيعتذر عن مقابلة الرب، فيأتون محمدا (صلى الله عليه وآله) فيستأذن على ربّه في داره فيؤذن له، وعندما يراه في داره يخر له ساجدا ويبقى زمنا طويلا، ثم يقول له : ارفع رأسك فيرفع رأسه ويستشفع بمن يريد فيخرج من الدار التي فيها ربه ويدخلهم الجنّة، ويخرج جماعة من النار ويدخلهم الجنّة ايضا، ثم يعود فيدخل على ربّه في داره، فيؤذن له ثانيا فيسجد لله، ثم يرفع رأسه ويشفع فيمن يشفع له، فيخرج منها ويدخلهم الجنة، ثم يدخل الدار التي فيها الله ثالثا، وهكذا يصنع ذلك مرارا حتى لا يبقى في النار الا من يستحق الخلود فيها (2).

ويحدّث البخاري عن الله سبحانه في بعض مروياته عن الرسول (صلى الله عليه وآله) انّه ينزل عن عرشه الجالس عليه في السماء السابعة إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الاخير، فقد روى عن اسماعيل عن مالك عن ابن شهاب عن ابي عبد الله الاغر عن ابي هريرة ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخير فيقول: من يدعوني فاستجيب له من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فاغفر له، وروى هذه الرواية بألفاظها من غير زيادة في ص 100 عن ابي سلمه ابن عبد الرحمن، وتكرر منه هذا المضمون بهذا السند وغيره.

وفي مناسبة ثانية يصوّر انس بن مالك وابو هريرة الله سبحانه بصورة رجل له رجلان يضع أحدهما في جهنم فيملأها، بينما جميع العصاة والكفار لا يملئون الا جانبا منها. فقد روى عن انس انّه سمع النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: يلقى العصاة في النار فتقول هل من مزيد فيضع قدمه فيها فتقول قط قط.

وروى عن ابي هريرة ان الرسول (صلى الله عليه وآله) قال: يقال لجهنّم هل امتلأت؟ فتقول هل من مزيد؟ فيضع قدمه فيها فتقول قط قط:

وروى عن ابي هريرة ايضا ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال تحاجت الجنة والنار.

فقالت النار اوثرت بالمتكبرين والمتجبّرين، وقالت الجنة مالي لا يدخلني الا ضعفاء الناس وسقطهم، فقال الله سبحانه للجنّة: انت رحمتي ارحم بك من اشاء من عبادي: وقال للنار: انّما انت عذابي أعذّب بك من اشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأمّا النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فيها، فتقول: قط قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه احدا. واما الجنة فينشئ الله لها خلقا تمتلئ بهم.

وروى عن عطاء بن يسار عن ابي سعيد انّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال: يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رئاءً وسمعة فيذهب ليسجد فيعود وظهره طبقا واحدا (3) وجاء في المجلد الرابع من صحيح البخاري، ان رجلا سأل الله سبحانه ان يخرجه من النار، فاشترط عليه ان لا يسأله غير ذلك، فلما اخرجه منها سأله ان يقربه من باب الجنة، فاخذ عليه العهود والمواثيق ان لا يسأله غير ذلك، فلما قربه منها سأله ان يدخله الجنة والح في سؤاله حتى ضحك منه الله واذن له بالدخول إلى الجنّة (4).

وروى في صفحة 312 من المجلد الثاني انّ رجلاً اتى للنبي (صلى الله عليه وآله) فقال النبي (صلى الله عليه وآله) للمسلمين من يضيف هذا فأخذه أحدهم وآثره على نفسه وعياله فلمّا أصبح جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له: لقد ضحك الله الليلة من فعالكما.

ويروي البخاري ايضا عن صفوان بن محرز ان رجلا سأل ابن عمر كيف سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في النجوى قال يدنو احدكم من ربه حتى يضع كتفه عليه، فيقول: اعملت كذا وكذا فيقول نعم: ثم يقول له اعملت كذا وكذا، وهكذا واخيرا يقول له: إنّي سترت عليك في الدنيا، وانا اغفرها لك اليوم، إلى غير ذلك من المرويّات التي أوردها البخاري في صحيحه حول رؤية الله وصفاته.

ولو أنّه درس هذه المرويّات دراسة موضوعيّة وحاكم بينها وبين كتاب الله وعرضها على العقل، لو فعل ذلك لا بدّ وان ينتهي إلى طرحها؛ لأنّها لا تنفك عن التجسيم الذي لا يقرّه العقل ولا الكتاب الكريم الذي ينص على إنه {لا تدركه الأبصار} و {ولا يحيطون به علما} وكيف تتفق هذه الآية مع رواية ابي هريرة التي تنص على انّ الله يضع رجله في جهنّم ليفي لها بوعده، فتمتلئ عند ذلك ويسكن غضبها، وكيف يرى كما يرى القمر ليلة تمامه والشمس ساعة تنجلي عنها السحب والغيوم، والله يقول : {لا تدركه الأبصار} وهل ينفك القول بانّ له ساقا عن انّه جسم كبقيّة الاجسام المركّبة من الساق والرجل واليد والعين وغير ذلك.

وكيف يضحك على من يرجوه طمعا في كرمه وجوده واين تكون الدار التي يسكنها رب ابي هريرة، افي السماوات ام في الارض، وإذا كان يسكن في دار، ويحويه مكان معين، فقد خلت منه بقية الدور والأمكنة والجهات، وأصبح كسائر الممكنات التي لا توجد الا بأسبابها، تعالى عن ذلك علوا كبيرا.

ومن الغريب انّ البخاري قد دوّن هذه الاحاديث في صحيحه واختارها من ستمائة الف حديث كما يزعم كلّ من ترجمه وكتب عن صحيحه ودوّن إلى جانبها بعض المرويات التي تنص على انّ الحديث الذي يصح الاعتماد عليه هو الذي يوافق كتاب الله ولا ينكره العقل، مع العلم بأنّ الكتاب والعقل لا يقرّان شيئا من تلك المرويات ولا تتفق معهما الا بعد تأويلها، والتأويل وان كان ممكنا، وواقعا بالنسبة إلى بعض المرويات، ولكنّه لا يتعيّن الا إذا كانت شروط الاعتماد على الرواية متنا وسندا متوفرة فيها، ولم يتوفر في هذه المرويات شيء من ذلك.

على انّه قد دون في ص 274 من المجلد الرابع انّ السيدة عائشة قالت: مَن حدّثكم انّ محمداً رأى ربّه فقد كذب؛ لأنّ الله لا تدركه الأبصار، ومن حدّثكم انّه يعلم الغيب فقد كذب؛ لأنّه لا يعلم الغيب الا الله، وجاء في رواية ثانية عنها انّها قالت لعامر بن مسروق وقد سألها عن الله هل يرى؟ : ولقد وقف شعري مما قلت، من حدّثك انّ محمداً رأى ربّه فقد كذب، ثم قرأت: {لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير} و{وما كان لبشر أن يكلّمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب} ومن حدّثك انّه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت: {ما تدري نفس ماذا تكسب غدا} ومن حدّثك بانّه قد كتم شيئا ممّا اوحي إليه فقد كذب (5).

هذه الرواية تتنافى مع المرويات التي تنص على انه يرى كما يرى القمر ليلة تمامه والشمس ساعة تنجلي عنها السحب والغيوم، ولا بد من تكذيب احدى الطائفتين، ولا شك إذ رواية السيدة عائشة تتفق مع الكتاب ويؤيدها العقل فهي اولى بالقبول والاعتبار، ومروياتها اقرب إلى الواقع من مرويات ابي هريرة، ولو قال قائل ان تلك المرويات مستوحاة من كتاب الله تعالى حيث جاء في بعض آياته ما يشير إلى ان له وجها ويدا ورجلا، وانه يجلس على عرشه وغير ذلك، قلنا في جوابه ان القرآن يفسر بعضه بعضا ولا بد من ملاحظة سياق الآية واسباب نزولها، وضم اولها إلى آخرها وبالإضافة إلى ذلك لا بد من تحكيم العقل عندما يصطدم به الظاهر منها، لا سيما بعد ان كان القرآن يتحمل اكثر من معنى واحد، وكل واحد من المعاني إذا كان مقبولا تتحمله الآيات بمجموعها ومفرداتها، ومما لا شك فيه ان تفسير اليد بالقوة، والوجه بالقدرة، والاستواء بالاستيلاء، ومجيء الرب بمجيء اوامره ونواهيه هو المتعين من تلك للآيات، ويتناسب مع الاسلوب القرآني وبلاغته، وفي نفس الوقت يندفع محذور التجسيم والتشبيه الذي يلازم الاخذ بظواهر تلك المفردات، ولعلّ الذي دعا المحدث الجليل محمد بن اسماعيل إلى تدوين هذه المرويات في جامعه، ان رواتها من الصحابة والصحابة لا ينطقون عن الهوى لأنّهم فرق الشبهات والاهواء كما زعم الجمهور من اهل السنة.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر ص 278 و280 و300 المجلّد الرابع من الصحيح للبخاري.

(2) نفس المصدر ص: 283 و287.

(3) انظر ص 191 و192 المجلد الثالث من الصحيح للبخاري.

(4) المجلد الرابع للبخاري.

(5) انظر ص 274 / ج / 4 وص 193 / ج / 3.

 

 

 

 

 

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)