المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ابصال الزينة (النرجس)
2023-04-07
تصنيع الوقود Fuel Fabrication
30-12-2021
هل كان الإسراء بالروح أم بالروح والجسد معاً؟‏
27-10-2020
frequentative (adj./n.) (freq)
2023-09-09
طبيعة نظام الحكم في قطر
2023-07-10
[علم أمير المؤمنين(عليه السلام)]
20-10-2015


قبح التشبيه وعيوبه  
  
4904   04:40 مساءاً   التاريخ: 25-03-2015
المؤلف : أبو هلال العسكري
الكتاب أو المصدر : كتاب الصناعتين الكتابة والشعر
الجزء والصفحة : ص257-259
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البيان /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2022 2866
التاريخ: 26-03-2015 28337
التاريخ: 26-03-2015 68715
التاريخ: 2-2-2019 98862

 التشبيه يقبح إذا كان على خلاف ما وصفناه في أول الباب من إخراج الظاهر فيه إلى الخافي والمكشوف إلى المستور والكبير إلى الصغير كما قال النابغة ( تَخْدِي بهم أُدْم كأنَّ رِحَالها ** عَلَق أريق على متونِ صِوارِ )  وقال لبيد ( فخمةً ذَفْرَاءَ تَرْتَى بالعُرى ** قُرْدُمانيًّا وتَرْكَا كالبَصلْ )  وقال خفاف بن ندبة ( أبقى لها التعداء من عَتَداتها ** ومتونِها كخيوطة الكتانِ )  العتات القوائم والمتون الظهور يقول دقت حتى صارت متونها وقوائمها كالخيوط وهذا بعيد جدا ومثل هذا محمود غير معيب عند أصحاب الغلو ومن يقول بفضله  وإذا شبه أيضا صغيرا بكبير وليس بينهما مقاربة فهو معيب أيضا كقول ساعدة ابن جؤية ( كَسَاها رطيبَ الريش فاعتدلتْ لها ** قِداحٌ كأعناق الظباء الفوارِقِ ) شبه السهام بأعناق الظباء وليس بينهما شبه ولو وصفها بالدقة لكان أولى .

 ومن معيب التشبيه قول بشر ( وجرّ الرامِساتُ بها ذيولا ** كأن شَمالها بعد الدّبور ) ( رماد بين أظآر ثلاثٍ ** كما وُشِم النواشرُ بالنؤور ) فشبه الشمال والدبور بالرماد  ومن خطأ التشبيه قول الجعدي ( كأن حِجَاجَ مقلتها قَلِيبٌ ** ) والحجاج العظم الذي ينبت عليه شعر الحاجب وليس هذا مما يغور وإنما تغور العين  ومن التشبيه الكريه المتكلف قول زهير ( فزَلَّ عنها وَوَافَى رأس مَرْقَبةٍ ** كمَنْصِبِ العِتْرِ دِمَّى رأسَه النُّسُك )  ومن التشبيه الرديء اللفظ قول أوس بن حجر ( كأن هِرًّا جنيباً تحت غُرْضَتِها ** والتف ديكٌ برجليها وخنزيرُ )  وأعجب من هذا قول بشار ( وبعض الجود خنزير ** )  ومن بعيد التشبيه قول أعرابي ( وما زلتَ ترجو نيلَ سلْمى وودها ** وتبعد حتى ابيض منك المسايح ) ( ملاَ حاجِبيك الشيبُ حتى كأنه ** ظباء جرتْ منها سنيحٌ وبارحُ ) فشبه شعرات بيضا في حاجبيه بظباء سوانح وبوارح وقال أبو تمام ( كأنني حين جرّدت الرجاءَ له ** عَضْبٌ صببت به ماءً على الزمن )

ولا يكاد يرى تشبيه أبرد من هذا  وكتب آخر إلى أخ له يعتذر من ترك زيارته قد طلعت في إحدى أثيي بثرة فعظمت حتى كأنها الرمانة الصغيرة  وقال علي الأسواري فلما رأيته اصفر وجهي حتى صار كأنه لون الكشوث  وقال له محمد بن الجهم كم آخذ من الدواء الذي جئت به قال مقدار بعرة فجاء بلفظ قذر ولم يبن عن المراد لأن البعر يختلف في الكبر والصغر ولا يعرف أبعرة ظبي أراد أم بعرة شاة أم بعرة جمل  ومن التشبيه المتنافر قول الجماني يصف ليلا ( كأنما الطرف يَرمي في جوانِبه ** عن العمى وكأن النجم قنديل ) اجتماع العمى والقنديل في غاية التنافر  ومن رديء التشبيه قول ابن المعتز ( أرى ليلا من الشعر ** على شمس من الناسِ ) الجمع بين الليل والناس رديء وقد وقع هاهنا باردا

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.