المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الدين الذي يدعو إليه الإمام المهدي (عليه السلام)  
  
1954   03:05 مساءً   التاريخ: 2023-08-22
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 467-472
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الدولة المهدوية /

وهو سؤال نطرحه : بأن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلى أي دين يدعو ؟ وإلى أي مذهب من المذاهب الإسلامية ينتمي ؟

وهنا قد يستغرب القارئ الكريم طرح هذا الموضوع لأنه من الثابت في عقيدتنا أن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ما هو إلا امتداد لخط النبوة المحمدية وخط الرسالة الإسلامية التي من ثوابتها الأساسية البشارة بظهور الإمام المصلح في آخر الزمان .

والذي نهدف إليه هو تثبيت هذا الانتماء الديني للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلى خط الإسلام من خلال الأدلة والبراهين لأجل الوصول إلى الغاية والهدف الأهم والذي هو سيطرة الإسلام على يديه على كل الأديان ، ودعوته للأديان الأخرى ولأصحابها للانتماء إلى الإسلام .

وثانيا التأكيد على الخط الذي ينتهجه الإمام المهدي والمذهب الذي ينتمي إليه ، والذي هو في رأينا مذهب وخط ومنهج أهل بيت النبي الأعظم ( صلوات اللّه عليه وعليهم أجمعين ) .

أما الحديث في النقطة الأولى : أي الدين الذي يدعو إليه الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف فنستعرض ما جاء في الروايات حول هذا الموضوع :

روى الشيخ المفيد في الإرشاد عن الإمام الصادق عليه السّلام قال :

« إذا قام القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف دعا الناس إلى الإسلام جديدا ، وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور ، وإنّما سمّي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه ، وسمّي بالقائم لقيامه بالحق »[1].

وعن عبد اللّه بن عطاء المكّي ، عن الإمام الصادق عليه السّلام ، قال : سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته ؟ فقال :

« يصنع كما صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، يهدم ما كان قبله كما هدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أمر الجاهلية ، ويستأنف الإسلام جديدا »[2].

وعن الإمام زين العابدين والإمام الباقر عليه السّلام :

« إن الإسلام قد يظهره اللّه على جميع الأديان عند قيام القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف »[3].

روى الشيخ الصدوق في إكمال الدين عن محمد بن مسلم الثقفي قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليه السّلام يقول :

« القائم منّا منصور بالرعب ، مؤيّد بالنصر ، تطوى له الأرض ، وتظهر له الكنوز ، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر اللّه عزّ وجل به دينه على الدين كله ولو كره المشركون ، فلا يبقى في الأرض خراب إلّا وعمّر ، وينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلّي خلفه . . . »[4].

وفي تفسير فرات الكوفي في حديث عن الإمام الصادق عليه السّلام في تفسير قوله تعالى : هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ * قال :

« إذا خرج القائم لم يبق مشرك باللّه العظيم ولا كافر إلّا كره خروجه حتى لو كان في بطن صخرة لقالت الصخرة : يا مؤمن فيّ مشرك فاكسرني واقتله »[5].

وفي البحار في حديث عن تفسير العياشي في قوله تعالى :

( وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ) .

عن الصادق عليه السّلام عن أبيه :

« لم يجئ تأويل هذه الآية ولو قد قام قائمنا سيرى من يدركه ما يكون تأويل هذه الآية ، وليبلغن دين محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ما بلغ . . . »[6].

وروى المجلسي أيضا في البحار عن كنز جامع الفوائد عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى : لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ * قال :

« لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ، ولا نصرانيّ ، ولا صاحب ملّة إلّا دخل في الإسلام حتى يأمن الشاة والذئب والبقر والأسد والإنسان والحيّة ، وحتى لا تقرض فأرة جرابا ، وحتى توضع الجزية ، ويكسر الصليب ، ويقتل الخنزير وذلك قوله تعالى : ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) »[7].

وعن الإمام الباقر عليه السّلام قال :

« إن قائمنا إذا قام ، دعا الناس إلى أمر جديد ، كما دعا إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وإن الإسلام بدأ غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء »[8].

وعن عبد اللّه بن عطاء ، قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام فقلت : إذا خرج المهدي بأي سيرة يسير ؟ فقال عليه السّلام :

« يهدم ما قبله كما صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ويستأنف الإسلام جديدا »[9].

وعن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه السّلام عن القائم ( عجل اللّه فرجه ) إذا قام بأي سيرة يسير في الناس ؟ فقال عليه السّلام :

« بسيرة ما سار به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حتى يظهر الإسلام ، قلت : وما كانت سيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ؟ قال : أبطل ما كان في الجاهلية ، واستقبل الناس بالعدل ، وكذلك القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إذا قام يبطل ما كان في الهدنة مما كان في أيدي الناس ، ويستقبل بهم العدل »[10].

وروى الشيخ الطوسي عن الإمام الباقر عليه السّلام في حديث عن القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف قال :

« ويقتل الناس حتى لا يبقى إلّا دين محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . . . »[11].

وهذه الروايات وغيرها مما لم نذكره تثبت لنا بشكل واضح وقطعي أن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يخرج إلى هذا العالم ليعيد تطبيق أحكام الإسلام من جديد بعد أن طاولتها يد التحريف ويد الإثم والعدوان التي عملت جاهدة على محو الصورة الحقيقية للإسلام من قلوب وعقول المسلمين .

وبذلك يعود الإسلام من جديد ليبسط سلطان عدله على جميع أرجاء الدنيا ، ويشهد العالم عودة ميمونة ومباركة للإسلام الذي رسم معالمه وأرسى قواعده النبي الأعظم محمد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .

وليس هناك من دين يعتنقه ويطبّقه القائم المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف سوى الإسلام الذي هو أطروحته العادلة والشاملة .

وبحسب مضمون هذه الروايات فإن الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يقاتل حتى لا يبقى على وجه الأرض إلا من يؤمن بالإسلام ولن يقبل منه غير ذلك .

وهذه هي أولى وأساس وأهم أهداف خروجه عليه السّلام ومن المؤيدات لهذا الكلام ظهور النبي عيسى عليه السّلام وعودته إلى الدنيا ليصلي خلف الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ورفضه لإمامة الصلاة بحضوره عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . وبهذا يظهر أيضا التفسير الحقيقي لبعض آيات القرآن الكريم التي صرّحت بأن اللّه سبحانه وتعالى سوف يظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون والكافرون .

ومن الآثار الهامة المترتبة على ذلك السيطرة الكاملة والشاملة للدين الإسلامي ، وتوحيد المعتقد الديني في العالم بدين الإسلام ، وفقا لقوله تعالى :

وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ[12] وقيام الحكم على أساس معايير الإسلام وقوانينه .

وأما النقطة الثانية وهي المذهب الذي يتبناه الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من المذاهب الإسلامية الموجودة والتي يعتنقها المسلمون . فقد صرّح عدد من علماء العامة ومفكّريهم بعدم انطباق أحكام المهدي مع شيء من المذاهب الأربعة .

قال ابن عربي في الفتوحات المكية في كلامه عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف : به يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص . أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهبت إليه أئمتهم[13].

وقال السيوطي : عن الحكم الذي يمارسه عيسى بن مريم عليه السّلام - وهو العضد الأيمن للمهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف - في دولة الحق ، قال :

« وإذا قلتم أنه يحكم بشرع نبينا ، فكيف طريق حكمه به أبمذهب من المذاهب الأربعة المقرّرة ، أو باجتهاد منه ؟ ! هذا السؤال عجب من سائله ! ! ! وأشد عجبا منه قوله فيه : بمذهب من المذاهب الأربعة ! ! فهل خطر ببال السائل : أن المذاهب في الملة الشريفة منحصرة في أربعة ، والمجتهدون من الأمة لا يحصون كثرة . . . فلأي شيء خصص السائل المذاهب الأربعة .

ثم كيف يظن بنبي أنه يقلد مذهبا من المذاهب ، والعلماء يقولون :

إن المجتهد لا يقلد المجتهد ، فإذا كان المجتهد من آحاد الأمة لا يقلد ، فكيف يظن بالنبي أنه يقلد . . . »[14].

وأما الشيعة فإن هذا الأمر من المسلمات التي لا نقاش فيها ، فالإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف هو الإمام الثاني عشر ، وهو واحد من مصادر التشريع لديهم ، وعندما يدعون إلى اتباعه وسلوك منهجه فلا بد أن يكون ذلك متطابقا ومنسجما مع مذهب أهل البيت عليهم السّلام وفقههم وعقائدهم ونظرتهم العامة للكون والدين .

والإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف هو المظهر لدولة الحق دولة آل بيت محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم روى الشيخ الصدوق عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« لكل أناس دولة يرقبونها ، ودولتنا في آخر الدهر تظهر »[15].

وهو واحد من سلالة العترة الطاهرة لآل بيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وبهذا صرّح كل علماء السنّة ومفكّريهم الذين أجمعوا على ظهوره في آخر الزمان وإن اختلفوا مع الشيعة في بعض التفاصيل .

ومن المؤيدات لهذا الأمر تصريح علماء أهل السنة بأن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السّلام وأنه آخرهم .

فإذا كان الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف هو من سلالة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السّلام والمحقق لدولتهم ، فيثبت لنا أنه على خطهم ومنهجهم . وليس هو إلّا مذهب أهل البيت ، المذهب الإمامي الذي به ينتصر الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف للإسلام وللدين .

 

[1] الإرشاد ، ص 364 ، والبحار ، ج 51 ، ص 30 ، باب 3 ، ح 7 .

[2] البحار ، ج 52 ، ص 352 ، باب 27 ، ح 108 .

[3] منتخب الأثر ، ص 299 ، ح 5 ، عن ينابيع المودة ، ص 423 .

[4] المصدر نفسه ، ص 297 ، ح 1 ، نقلا عن إكمال الدين .

[5] المصدر نفسه ، ص 299 ، ح 4 .

[6] منتخب الأثر ، ص 299 ، ح 7 .

[7] المصدر نفسه ، ص 300 ، ح 10 .

[8] البحار ، ج 52 ، ص 366 ، باب 27 ، فصل 147 ..

[9] عقد الدرر ، ص 227 ، باب 9 ، فصل 3 .

[10] البحار ، ج 52 ، ص 381 ، باب 27 ، ح 197 .

[11] الغيبة ، ص 283 .

[12] سورة آل عمران ، الآية : 85 .

[13] الفتوحات المكية ، ج 2 ، ص 327 . نقلا عن تاريخ ما بعد الظهور ، ص 91 .

[14] الحاوي للفتاوي ، السيوطي ، ج 2 ، ص 280 ، نقلا عن تاريخ ما بعد الظهور ، ص 91 .

[15] أمالي الصدوق ، ص 396 ، المجلس 64 ، ح 3 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.