أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2016
3320
التاريخ: 8-8-2016
7735
التاريخ: 10-8-2016
2923
التاريخ: 10-8-2016
3327
|
روى الطبري في تاريخه أنه في سنة 168 ولى المأمون كل ما كان طاهر بن الحسين افتتحه من كور الجبال وفارس والأهواز والبصرة والكوفة والحجاز واليمن الحسن بن سهل وكتب إلى طاهر وهو مقيم ببغداد بتسليم ذلك إلى خلفاء الحسن بن سهل وأن يشخص إلى الرقة وولاه الموصل والجزيرة والشام والمغرب؛ وطاهر بن الحسين الخزاعي هذا هو الذي فتح بغداد وقتل الأمين . وفي سنة 199 قدم الحسن بن سهل بغداد من عند المأمون اليه الحرب والخراج وفرق عماله في الكور والبلدان وكان هرثمة بن أعين من قواد بني العباس في
العراق حين ورد الحسن بن سهل إليها فسلم إلى الحسن ما كان بيده من الأعمال وتوجه نحو خراسان مغاضبا للحسن حتى بلغ حلوان وخرج بالكوفة أبو السرايا فاستفحل امره فلم يلق عسكرا إلا هزمه فأرسل الحسن إلى هرثمة ليرجع ويحارب أبا السرايا فابى فلم يزل الحسن يتلطف به حتى قبل وهزم أبو السرايا وقتل فلما فرع هرثمة من أمر أبي السرايا خرج حتى
اتى خراسان وقد اتته كتب المأمون أن يرجع إلى الشام أو الحجاز فابى وقال لا ارجع حتى آتي أمير المؤمنين إدلالا منه عليه لما كان يعرف من نصيحته له ولآبائه وأراد أن يعرف المأمون ما يدبر عليه الفضل وما يكتم عنه من الأخبار ولا يدعه حتى يرده إلى بغداد فعلم الفضل ما يريد فافسد قلب المأمون عليه وقال إنه دس أبا السرايا وهو جندي من جنده حتى عمل ما عمل ولو شاء هرثمة أن لا يفعل ذلك أبو السرايا ما فعله وقد كتب إليه أمير المؤمنين عدة كتب أن يرجع فابى مشاقا فلما دخل على المأمون عنفه فذهب ليعتذر فلم يقبل ذلك منه ووجئ انفه وديس بطنه وحبس ثم دسوا إليه فقتلوا وقالوا للمأمون أنه مات وذلك سنة 200 وكان الحسن بن سهل
بالمدائن حين شخص هرثمة إلى خراسان والوالي على بغداد من قبله علي بن هشام فلما اتصل باهل بغداد ما صنع بهرثمة طردوا علي بن هشام من بغداد وهرب الحسن بن سهل إلى واسط وذلك في أوائل سنة 201 وكان عيسى بن محمد بن أبي خالد بن الهندوان عند طاهر بن الحسين بالرقة فقدم بغداد واجتمع هو وأبوه على قتال الحسن بن سهل باهل بغداد فجرح أبوه في
بعض الوقائع فمات ثم رأى الحسن بن سهل انه لا طاقة له بعيسى فصالحه وبايع المأمون الرضا بولاية العهد في هذه السنة فورد على عيسى بن محمد بن أبي خالد كتاب من الحسن بن سهل يعلمه فيه بان المأمون بايع للرضا بولاية العهد وامر بطرح لبس الثياب السود ولبس ثياب الخضرة ويأمره أن يأمر من قبله من أصحابه والجند والقواد وبني هاشم بالبيعة له وأن يأخذهم بلبس الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم واعلامهم ويأخذ أهل بغداد بذلك جميعا فقال بعضهم نبايع ونلبس الخضرة وقال بعض لا نبايع ولا نلبس الخضرة ولا نخرج هذا الأمر من ولد العباس وإنما هذا دسيس من الفضل بن سهل وغضب ولد العباس من ذلك واجتمع بعضهم إلى بعض وقالوا نولي بعضنا ونخلع المأمون فبايعوا إبراهيم بن المهدي وخلعوا المأمون وذلك يوم الثلاثاء
لخمس بقين من ذي الحجة سنة 201 وذكر أبو علي الحسين في العيون أن المأمون لما بايع الرضا بولاية العهد وبلغ ذلك العباسيين ببغداد ساءهم فاخرجوا إبراهيم بن المهدي عم المأمون المعروف بابن شكلة وبايعوه بالخلافة وخلعوا المأمون وكان إبراهيم مغنيا مشهورا مولعا بضرب العود منهمكا بالشراب وفيه يقول أبو فراس الحمداني :
منكم علية أم منهم وكان لكم شيخ المغنين إبراهيم أم لهم ويقول دعبل الخزاعي :
يا معشر الأجناد لا تقنطوا خذوا عطاياكم ولا تسخطوا فسوف يعطيكم حنينية يلذها الأمرد الأشمط والمعبديات لقوادكم لا تدخل الكيس ولا تربط وهكذا يرزق أصحابه خليفة مصحفه البربط
وقال دعبل أيضا :
إن كان إبراهيم مضطلعا * بها فلتصلحن من بعده لمخارق
مخارق من المغنين المشهورين وكتب المأمون إلى الحسن بن سهل بمحاصرة بغداد ووقعت الحرب بين أصحاب إبراهيم وأصحاب الحسن بن سهل واختل الأمر في عراق العرب و المأمون لا يعلم بذلك كان الفضل يخفي عنه الاخبار ولا يخبره أحد خوفا من الفضل فأخبره الرضا بذلك وأشار عليه بالرحيل إلى بغداد .
قال الطبري ذكر أن علي بن موسى بن جعفر بن محمد العلوي أخبر المأمون بما فيه الناس من الفتنة والقتال منذ قتل اخوه وبما كان الفضل بن سهل يستر عنه من الاخبار وان أهل بيته والناس قد نقموا عليه أشياء وانهم بايعوا لعمه إبراهيم بن المهدي بالخلافة فقال المأمون انهم لم يبايعوا له بالخلافة وانما صيروه أميرا يقوم بأمرهم على ما أخبر به الفضل فاعلمه ان الفضل قد كذبه وغشه وان الحرب قائمة بين إبراهيم والحسن بن سهل وأن الناس ينقمون عليه مكانه ومكان أخيه ومكاني ومكان بيعتك لي من بعدك فقال ومن يعلم هذا فسمى له أناسا من وجوه أهل العسكر فسألهم فأبوا أن يخبروه حتى يكتب لهم أمانا بخطه أ لا يعرض لهم الفضل فاخبروه بما فيه الناس من الفتن وبغضب أهل بيته ومواليه وقواده وبما موه عليه الفضل من أمر هرثمة وان هرثمة انما جاء لينصحه وان الفضل دس إليه من قتله وانه إن لم يتدارك امره خرجت الخلافة منه ومن أهل بيته وان طاهر بن الحسين قد أبلى في طاعته ما أبلى حتى إذا وطئ الأمر اخرج من ذلك كله وصير في زاوية من الأرض بالرقة وان الدنيا قد تفتقت من أقطارها وسألوه الخروج إلى بغداد فلما تحقق ذلك عنده أمر بالرحيل إلى بغداد فلما علم الفضل بن سهل ببعض ذلك تعنتهم حتى ضرب بعضهم بالسياط وحبس بعضا ونتف لحى بعض فعاوده علي بن موسى في امرهم واعلمه ما كان من ضمانه لهم فاعلمه انه يداوي ما هو فيه .
وقال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : قال علماء السير فلما فعل المأمون ذلك شغبت بنو العباس ببغداد عليه وخلعوه من الخلافة وولوا إبراهيم بن المهدي والمأمون بمرو وتفرقت قلوب شيعة بني العباس عنه فقال له علي بن موسى الرضا (عليه السلام) : يا أمير المؤمنين النصح لك واجب والغش لا يحل لمؤمن ان العامة تكره ما فعلت معي والخاصة تكره الفضل بن سهل فالرأي إن تنحينا عنك حتى يستقيم لك الخاصة والعامة فيستقيم امرك .
وروى الصدوق في العيون بسنده عن ياسر الخادم قال : بينما نحن عند الرضا (عليه السلام) يوما إذ سمعنا وقع القفل الذي كان على باب المأمون إلى دار أبي الحسن (عليه السلام) فقال لنا أبو الحسن قوموا تفرقوا عنه فجاء المأمون ومعه كتاب طويل فأراد الرضا (عليه السلام) أن يقوم فاقتسم عليه المأمون بحق المصطفى أن لا يقوم إليه ثم جاء حتى انكب على أبي الحسن وقبل وجهه وقعد بين يديه على وسادة فقرأ ذلك الكتاب عليه فإذا هو فتح لبعض قرى كابل فيه
إنا فتحنا قرية كذا وكذا فلما فرغ قال له الرضا (عليه السلام) : وسرك فتح قرية من قرى الشرك ؟ فقال له المأمون : أ وليس في ذلك سرور ؟ فقال يا أمير المؤمنين اتى الله في أمة محمد وما ولاك الله في هذا الأمر وخصك فإنك قد ضيعت أمور المسلمين وفوضت ذلك إلى غيرك يحكم فيها بغير حكم الله عز وجل وقعدت في هذه البلاد وتركت بيت الهجرة ومهبط الوحي وأن المهاجرين والأنصار يظلمون دونك ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ويأتي
على المظلوم دهر يتعب فيه نفسه ويعجز عن نفقته فلا يجد من يشكو إليه حاله ولا يصل إليك فاتق الله يا أمير المؤمنين في أمور المسلمين وارجع إلى بيت النبوة ومعدن المهاجرين والأنصار ، أ ما علمت يا أمير المؤمنين أن والي المسلمين مثل العمود في وسط الفسطاط من اراده اخذه ، قال المأمون يا سيدي فما ترى ؟ قال أرى إن تخرج من هذه البلاد وتتحول إلى موضع آبائك وأجدادك وتنظر في أمور المسلمين ولا تكلهم إلى غيرك فان الله عز وجل سائلك عما ولاك فقام المأمون فقال نعم ما قلت يا سيدي هذا هو الرأي ، فخرج وامر ان تقدم النوائب وبلغ ذلك ذا الرياستين فغمه غما شديدا وقد كان غلب على الأمر ولم يكن للمأمون عنده رأي فلم يجسر أن يكاشفه ثم قوي بالرضا (عليه السلام) جدا ، فجاء ذو الرياستين إلى المأمون وقال له
يا أمير المؤمنين ما هذا الرأي الذي امرت به ؟ فقال امرني سيدي أبو الحسن بذلك وهو الصواب ، فقال يا أمير المؤمنين ما هذا بصواب قتلت بالأمس أخاك وأزلت الخلافة عنه وبنو أبيك معادون لك وجميع أهل العراق وأهل بيتك ثم أحدثت هذا الحدث الثاني انك جعلت ولاية العهد لأبي الحسن وأخرجتها من بني أبيك والعامة والفقهاء والعلماء وآل عباس لا يرضون
بذلك وقلوبهم متنافرة عنك ، والرأي أن تقيم بخراسان حتى تسكن قلوب الناس على هذا ويتناسوا ما كان من أمر محمد أخيك ، وهاهنا يا أمير المؤمنين مشايخ قد خدموا الرشيد وعرفوا الامر فاستشرهم في ذلك فان أشاروا به فامضه ، فقال المأمون : مثل من ؟ قال مثل علي بن أبي عمران وابن مؤنس والجلودي ، وهؤلاء هم الذين نقموا بيعة أبي الحسن (عليه السلام) ولم يرضوا به فحبسهم المأمون ، فلما كان من الغد جاء أبو الحسن (عليه السلام) فدخل
على المأمون فقال يا أمير المؤمنين ما صنعت ؟ فحكى له ما قاله ذو الرياستين ودعا المأمون بهؤلاء النفر فاخرجهم من الحبس وأول من أدخل عليه علي بن أبي عمران فنظر إلى الرضا (عليه السلام) بجنب المأمون فقال أعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن تخرج هذا الأمر الذي جعله الله لكم وخصكم به وتجعله في أيدي أعدائكم ومن كان آباؤك يقتلونهم ويشردونهم في البلاد فقال المأمون له يا ابن الزانية وأنت بعد على هذا قدمه يا حرسي فاضرب عنقه فضرب عنقه . وأدخل ابن مؤنس فلما نظر إلى الرضا (عليه السلام) بجنب المأمون قال يا أمير المؤمنين هذا الذي بجنبك والله صنم يعبد من دون الله فقال له المأمون يا ابن الزانية وأنت بعد على هذا يا حرسي قدمه
فاضرب عنقه فضربت عنقه ؛ ثم أدخل الجلودي وكان الجلودي في خلافة الرشيد لما خرج محمد بن جعفر بن محمد بالمدينة بعثه الرشيد وأمره إن ظفر به ان يضرب عنقه وان يغير على دور آل أبي طالب (عليه السلام) وأن يسلب نساءهم ولا يدع على واحدة منهن إلا ثوبا واحدا ففعل الجلودي ذلك وقد كان مضى أبو الحسن موسى (عليه السلام) فصار الجلودي إلى باب أبي الحسن (عليه السلام) فانهجم على داره مع خيله فلما نظر الرضا (عليه السلام) إليه جعل النساء كلهن في بيت واحد ووقف على باب البيت فقال الجلودي لأبي الحسن لا بد من أن ادخل البيت فاسلبهن كما امرني أمير المؤمنين فقال الرضا انا أسلبهن لك وأحلف اني لا أدع عليهن شيئا إلا أخذته فلم يزل يطلب إليه ويحلف له حتى سكن فدخل أبو الحسن (عليه السلام) فلم يدع عليهن شيئا حتى أقراطهن وخلاخيلهن وأزرهن إلا أخذه منهن وجميع ما كان في الدار من قليل وكثير. فلما كان في هذا اليوم وأدخل الجلودي على المأمون قال الرضا (عليه السلام) يا أمير المؤمنين هب لي هذا الشيخ فقال المأمون يا سيدي هذا الذي فعل ببنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما فعل من سلبهن فنظر الجلودي إلى الرضا (عليه السلام) وهو يكلم المأمون ويسأله أن يعفو عنه ويهبه له فظن أنه يعين عليه لما كان الجلودي فعله فقال يا أمير المؤمنين أسألك بالله وبخدمتي للرشيد أن لا تقبل قول هذا في فقال المأمون يا أبا الحسن قد استعفى ونحن نبر قسمه ثم قال لا والله لا اقبل قوله فيك ألحقوه بصاحبيه فقدم فضربت عنقه .
ورجع ذو الرياستين إلى أبيه سهل وقد كان المأمون أمر ان تقدم النوائب فردها ذو الرياستين فلما قتل المأمون هؤلاء علم ذو الرياستين انه قد عزم على الخروج فقال الرضا (عليه السلام) ما صنعت يا أمير المؤمنين بتقديم النوائب فقال المأمون يا سيدي مرهم أنت بذلك قال فخرج أبو الحسن (عليه السلام) فصاح بالناس قدموا النوائب قال فكانما وقعت فيهم النيران وأقبلت فيهم النوائب تتقدم وتخرج وقعد ذو الرياستين في منزله فبعث إليه المأمون فاتاه فقال له ما لك قعدت في بيتك فقال يا أمير المؤمنين إن ذنبي عظيم عند أهل بيتك وعند العامة والناس يلومونني بقتل أخيك المخلوع وبيعة الرضا (عليه السلام) ولا آمن السعاة والحساد وأهل البغي أن يسعوا بي فدعني أخلفك بخراسان فقال له المأمون لا يستغني عنك واما ما قلت إنه يسعى بك وتبغى لك الغوائل فليس أنت عندنا إلا الثقة المأمون الناصح المشفق فاكتب لنفسك ما تثق به من الضمان
والأمان وأكد لنفسك ما تكون به مطمئنا فذهب وكتب لنفسه كتابا وجمع عليه العلماء واتى به المأمون فقرأه وأعطاه كل ما أحب وكتب خطه فيه وكتب له بخطه كتاب الحياء اني قد حبوتك بكذا وكذا من الأموال والضياع والسلطان وبسط له من الدنيا امله فقال ذو الرياستين يا أمير المؤمنين يجب أن يكون خط أبي الحسن (عليه السلام) في هذا الأمان يعطينا ما أعطيت فإنه ولي عهدك فقال المأمون قد علمت أن أبا الحسن قد شرط علينا أن لا يعمل من ذلك شيئا ولا يحدث حدثا ولا نسأله ما يكرهه فاسأله أنت فإنه لا يأبى عليك في هذا فجاء واستأذن على أبي الحسن (عليه السلام) قال ياسر فقال لنا الرضا (عليه السلام) قوموا تنحوا فتنحينا فدخل فوقف بين يديه ساعة فرفع أبو الحسن رأسه فقال ما حاجتك يا فضل ؟ قال يا سيدي هذا أمان كتبه لي أمير المؤمنين وأنت أولى أن تعطينا ما أعطانا أمير المؤمنين إذ أنت ولي عهد المسلمين فقال له الرضا (عليه السلام) أقرأه وكان كتابا في أكبر جلد فلم يزل قائما حتى قرأه فلما فرع قال له أبو الحسن (عليه السلام) يا فضل لك علينا هذا ما اتقيت الله عز وجل قال ياسر فنقض عليه امره في كلمة واحدة فخرج من عنده .
خروج المأمون والرضا (عليه السلام) من مرو روى المفيد في الارشاد بسنده عن ياسر الخادم قال : لما عزم المأمون على الخروج من خراسان إلى بغداد خرج وخرج معه الفضل بن سهل ذو الرياستين وخرجنا مع أبي الحسن الرضا (عليه السلام) .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|