المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



بحث العام والخاص عند المفسرين  
  
2221   04:26 مساءً   التاريخ: 2023-08-06
المؤلف : السيد مرتضى جمال الدين
الكتاب أو المصدر : الأصول المنهجية للتفسير الموضوعي
الجزء والصفحة : ص286-289
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

قسم السيوطي[1] العام إلى ثلاثة أقسام:

الأول: الباقي على عمومهِ: وقال الزركشي أنه كثير في القرآن وأورد منه {وَأَنَّ اللهََ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [2]  ،{إِنَّ اللهََ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً} [3]  ،{وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [4]  .

الثاني: العام المراد به الخصوص:

ومثالهُ: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [5]   والقائل واحد هو نعيم بن مسعود الأشجعي، ومنها {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} [6]   أي رسول الله وفي روايات أهل البيت(عليهم السلام) مثلهُ. كقوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}قيل إبراهيم وفي روايات الشيعة هم أهل البيت(عليهم السلام).

الثالث: العام المخصوص: وهو على نوعين متصلٌ ومنفصل وقد مرت أدواته في المبحث اللغوي، من خلال تقسيم السيوطي وكأني أشم منها أنها مستوحات من تقسيم الإمام علي(عليه السلام) الوارد في رسالته في المحكم والمتشابه ولننقلها فعليها المعول:

قال الإمام الصادق(عليه السلام): وسألوهُ  صلوات الله عليه   عن الخاص والعام في كتاب الله تعالى فقال: إن من كتاب الله تعالى آياتٌ لفظها الخصوص والعموم: ومنه آيات لفظها الخاص ومعناهُ عام، ومن ذلك لفظ عام يريد به الله تعالى العموم، وكذلك الخاص أيضا ً [7]   يمكن أن نرتبها بهذا الترتيب:

خاص يراد به العموم.

عام يراد به العموم.

عام يراد به الخصوص.

خاص يراد به الخصوص.

1- أما ما لفظهُ عام ومعناه خاص.

قال تعالى: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} [8]  .

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [9]  ، وهذه الآية نزلت في أبي لبابة بن المنذر وإنما هو رجل واحد [10]   وهو بذلك يشير إلى علم أسباب النزول.

ومن الجدير بالذكر أن هذا العام المراد به الخاص والذي يصب أكثره في علم أسباب النزول في وجهه الأول.

وأما في الوجه الثاني فإن خصوص الوارد لا يخصص المورد فتكون الآية عامة الإنطباق على كل من فعل فعلهم وهي قاعدة الجري الآتية:

2- ما لفظهُ خاص ومعناه عام:

قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً} [11]  .

فنزل لفظ الآية خصوصاً في بني إسرائيل وهو جارٍ على جميع الخلق عاماً لكل العباد من بني إسرائيل وغيرهم من الأمم ومثل ذلك كثيرٌ في القرآن  [12]  .

3- ما لفظهُ العموم لا يراد به غيره:  يراد به عموم  

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [13]   

فاللفظ عام لوجود  أل   الاستغراقية ويراد به العموم فالحكم عام  [14]  ، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً} [15]   واستثنى جماعة منهم في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ* لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ} [16]  .

فالآية الأولى دلت على العموم والآية الثاني أخرجت أهل الحُسنى.

4- وأما الخاص الذي يراد به الخصوص:

فقوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ...} [17]   

وقوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [18]  .

رابعاً: تطبيقات قرآنية على العام والخاص: ص289-297

يقسم مبحث العام والخاص إلى خمسة فروع:

العام الباقي على عمومه.

العام المخصص وهو على نوعين المخصص بـ متصل والمخصص بـ منفصل.

العام والمراد منه خاص.

الخاص الباقي على خصوصه.

الخاص والمراد منه عام.

وسوف نضرب لكلٍ مثالاً إذ فتح لنا الإمام علي (عليه السلام) هذه الأبواب واذا استطعنا أن نجد أمثلة كثيرة على ذلك فإن هذا يدل على إطراد القاعدة من جهة وقدرة الإستنباط من جهة إذ أن هذه الأدوات هي أدواتُ الفقيه. إضافة إلى ذلك سنقوم بالتركيز على أهم الملاحظات المغيبة في هذه البحوث وهي الجامع المشترك  وحدة الموضوع   بين العام والخاص.

1- العام الباقي على عمومه:

نستفيد  في هذا النوع من البحث اللغوي لاسيما أدوات العموم وهي: كل وجميع وأخواتها، والألف واللام، وأكثرها المتصدر بـ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ...}،  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا...}فهذا عامٌ باقي على عمومِه مثالهُ:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ...} [19]  .

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى...} [20]  .

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ...} [21]  .

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى...} [22]  .

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهََ حَقَّ تُقَاتِهِ...} [23]  .

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ...} [24]  .

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً...} [25]  .

قال تعالى: {إِنَّ اللهََ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ} [26]  .

قال تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ} [27]  .

قال تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [28]  .

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [29]  .

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ...} [30]  .

قال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} [31]  .

قال تعالى: {وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً} [32]  .

قال تعالى: {وَاللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [33]  . وهذا كثير في القرآن.

2- العام المخصص:  وهو على نوعين المخصص بـ متصل   والمخصص بـ منفصل  :

فالمتصل: نجدهُ في نفس الآية  السياق   ويكثر التخصيص بأداة الاستثناء. قال تعالى: {وَالْعَصْرِ*  إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إلا الَّذِينَ آمَنُوا...} [34]  .

قال تعالى: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ..... إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} [35]  .

قال تعالى:{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [36]  .

قال تعالى:{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ} [37]   

قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [38]  .

قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً، إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً} [39]  .

قال تعالى:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [40]  .

وأما المخصص المنفصل: فيرد العام في موضع ويرد الخاص في موضع آخر، وفي آية أخرى أو سورةٍ أخرى أو نفسها، والسر في الإهتداء إلى الخاص هو الأشباه والنظائر فالبحث عن النظير هو الذي يوصلنا للخاص الذي يشابههُ في الموضوع. ولولاهُ لما إستطعنا العثور على المخصص البتة، فهنا يجب علينا أن نتوخى الموضوع.

قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ} [41]   فالآية نفت البيع والخلة والشفاعة فهذه الآية عامة وقد خصصت نفي الخلة بقوله تعالى  الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [42]   حيث فهمنا أن لا خلة يوم القيامة إلا خلةُ المتقين  إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}.

وأما تخصيص لعموم نفي الشفاعة في قوله تعالى:{يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً} [43]   حيث استثنى شفاعة من أذن له الرحمن ورضي قوله  .

وأما تخصيص نفي عموم البيع فلا بيع يوم القيامة إلا من باع نفسهُ لله قال تعالى:{إِنَّ اللهََ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [44]  .

نرى أن الآية الأولى نفت عموم البيع والخلة والشفاعة، وقد توصلنا أن هذا العام مخصص في آيات متفرقة على طول القرآن ما كنا لنهتدي إليها لولا أن هدانا الله بالنجوم القرآنية  النظائر   حيث تتبعنا لفظة  البيع، الشفاعة، الخلة   فوجدنا موضوعها بالذات.

مثال آخر قال تعالى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا} [45]   فدلت هذه الآية بعمومها على حلية كل طعام وشراب، لكنه لا يجوز الإفتاء بالعام ما لم نجد المخصص وهو قوله تعالى:{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ} [46]   فاللحم والميتة من جنس ما يؤكل، والدم من جنس ما يُشرب. وهكذا.

قال تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [47]   واستثنى منهم أهل الحرج والفاقة{قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهَ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً، لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ..} [48]   فوجوب القتال عام مخصص بأهل الحرج الأعمى والمريض.

3- العام والمراد منه خاص:

وهذا وجه من وجوه تفسير الآية، إذ لفظها عام يراد به الخصوص ونجد هذا النوع في بعض روايات أسباب النزول إذ تخصص اللفظ العام في المصداق الأول للآية فتكون الآية عامة إلا أن معناها خاص.

- قال تعالى:{أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [49]  .

فأولي الأمر عام وقد ورد المخصص له في الروايات المعتبرة أنهم أئمة أهل البيت     عليهم السلام     [50]  .

- قال تعالى:{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ} [51]  .

والناس في هذه الآية هم أهل البيت     عليهم السلام     [52]  .

- قال تعالى:{أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [53]  .

والناس في هذه الآية هم النبي وأصحابه  [54]  .

- قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [55]  .

وهي نزلت في  الوليد بن عقبة بن أبي معيط   لكن حكمها عام في كل فاسق [56]  .

4- الخاص الباقي على خصوصهِ:-

ويمكن القول أن كل إسمٍ ورد في القرآن من الرجال والنساء فهذا خاص يراد به الخصوص أي نفسه في هذا الوجه، ويمكن إعطاءها بعداً عاماً إذا كانت الآية تعالج موضوعاً عاماً ولكن هذا في وجهٍ آخر.

- مثاله سورة المسد{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [57]   فالآية نزلت في توبيخ أبا لهب لا تريد غيرهُ.

- قال تعالى:{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا} [58]  .

- قال تعالى:{وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [59]  .

- قال تعالى:{وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً} [60]  .

- قال تعالى:{يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [61]  .

- قال تعالى:{يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [62]  .

ففي كل الآيات يريد القرآن المصاديق التي ذكرها فهذه الآيات خاصة نزلت في موارد خاصة.

5- الخاص ويراد به عام:

ومنه ما يرد بلفظ خاص أو مصداق خاص إلا أن موضوعه عام قابل لأن ينطبق على أكثر من مصداق وأكثر من زمان ومكان وهذا ما نسميه قاعدة الجري والتي سوف نفرد لها بحثاً خاصاً. وذكره الأصوليون تحت قاعدة  خصوص المورد لا يخصص الوارد  .

مثالهُ: قال تعالى:{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} [63]  . فهذا عامة تشمل جميع الناس بني إسرائيل فحسب.

وقال تعالى:{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ} [64]   فإنها نزلت في بني إسرائيل لكنها عامة تنطبق على من كان على شاكلتهم. وهذا الذي يقول عنه الإمام الصادق (عليه السلام) ظاهرهُ الذي نزل فيهم وباطنه في الذين عملوا بمثل أعمالهم    [65]  .

 


[1] السيوطي، الإتقان 3/39.

[2] المائدة /97.

[3] يونس /44.

[4] غافر /64؟

[5] آل عمران /173

[6] النساء /54.

[7] الشريف المرتضى، الآيات الناسخة والمنسوخة، ص86، تحقيق: علي جهاد حساني.

[8] البقرة /199.

[9] الأنفال /27.

[10] الشريف المرتضى، الآيات الناسخة والمنسوخة، ص87.

[11] المائدة /32.

[12] الشريف المرتضى، الآيات الناسخة والمنسوخة ص91.

[13] الحج /1.

[14] الشريف المرتضى، الآيات الناسخة والمنسوخة، ص61.

[15] مريم /71.

[16] الأنبياء /101-102.

[17] المسد /1.

[18] القصص /8.

[19] البقرة /153.

[20] البقرة /178.

[21] البقرة /183.

[22] البقرة /264.

[23] آل عمران /102.

[24] البقرة /172.

[25] البقرة /168.

[26] البقرة /243.

[27] آل عمران /90.

[28] آل عمران /38.

[29] النساء /1.

[30] النساء /174.

[31] الزخرف /74.

[32] الفرقان /19.

[33] التوبة /80.

[34] العصر / 1-2.

[35] المجادلة /

[36] يوسف /53.

[37] البقرة /173.

[38] البقرة /183-184.

[39] النساء / 98.

[40] النساء / 145-146.

[41] البقرة /254.

[42] الزخرف /43.

[43] طـه /109.

[44] التوبة /111.

[45] الأعراف /31.

[46] البقرة /173، المائدة /3.

[47] البقرة /216.

[48] الفتح /16-17.

[49] النساء /59.

[50] الطبرسي، مجمع البيان 3/96.

[51] النساء /54.

[52] السيد هاشم البحراني /البرهان.

[53] البقرة /199.

[54] السيوطي، الإتقان 3/39.

[55] الحجرات /6.

[56] الواحدي، أسباب النزول ص406.

[57] المسد /1.

[58] الأحزاب /37.

[59] البقرة /87

[60] النساء /163.

[61] البقرة /122.

[62] البقرة /219.

[63] المائدة /32.

[64] البقرة /44.

[65] مقدمة تفسير العياشي.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .