أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-09-2015
11012
التاريخ: 12-10-2014
2307
التاريخ: 10/12/2022
1574
التاريخ: 9-11-2021
2016
|
يقول تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة: 72]
إن الذي يشاهد المعجزة والبينة الإلهية ثم يعرض عنها ـ جراء نزعته الحسية ـ في نطاق المعرفة فسوف يصاب قلبه بقسوة أشد من قسوة الحجر. والمصداق الأوضح لمثل هذا القلب هو قلوب بني إسرائيل؛ فمن أجل أن يتذكروا ويتنبهوا كان قد رفع جبل الطور فوقهم: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 63] ، لكنهم بعد يقظة مؤقتة غطوا في نوم غفلة عميق وأولوه ظهورهم: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [البقرة: 64]؛ فهؤلاء قد عبروا البحر بمعجزة نبي الله (عليه السلام) وشاهدوا انشقاق البحر وغرق آل فرعون بأم أعينهم لكنهم في الوقت ذاته، وبعد النجاة من ذلك الخطر العظيم، طالبوا موسى (عليه السلام) بإله مرئي: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: 138] أو أعلنوا صراحة: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة: 55] وأخيراً فإن أولئك الذين شاهدوا ـ طبقاً للآية مدار البحث ـ عملية إحياء ميت وبواسطة ضربه بعضو ميت آخر، وعوضاً عن التفكر في تلك الآية الإلهية العظيمة والاعتبار والتنبه منها فقد ابتلوا بقسوة القلب: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74].
إن المنشأ المعرفي لكل هذه الأشكال من الإعراض والكفران هو عدم التعقل والابتلاء بالفكر الذي يتصف بأصالة الحس، من هذا المنطلق فإن أناساً كهؤلاء لن يتنبهوا إلى الحق إلا أثناء الحضور في حيز المعجزة ومنطقة الآية الحسية، وبمجرد خروجهم من هذه المنطقة تنتابهم الغفلة، ففي المسائل الفكرية يتورطون بالشرك، وفي الأمور العملية يبتلون بمعصية الله تعالى؛ نظير الشخص الذي لا يتنبه إلا بالحضور إلى جوار المحتضر، وتنتابه الغفلة إذا فارقه؛ لأنه مبتلى بالحس ولا يخرج من الأمور الحسية باستنباط عقلي.
أفراد كهؤلاء تكون عاقبتهم الابتلاء بالقسوة حيث إن مشاهدة كل تلك الآيات والمعاجز الإلهية التي تشكل غذاء للروح تكون سبباً لخسرانهم عوضاً عن نمو روحهم: {وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82] وللخلاص من هذه العاقبة السيئة يتعين على الإنسان أن يكون من أهل التعقل وأن يعبر من الآيات والمعاجز المحسوسة إلى المعارف والحقائق المعقولة، ولا يبقى محصوراً بين جدران الحس الأربعة: {كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [البقرة: 73].
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|