المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معنى : اتقوا فراسة المؤمن  
  
1570   10:42 صباحاً   التاريخ: 10/12/2022
المؤلف : السيد محمد علي أيازي
الكتاب أو المصدر : تفسير القرآن المجيد المستخرج من تراث الشيخ المفيد
الجزء والصفحة : ص208-212.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

{ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ... إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ }.[الأعراف/21-22]

                                                               

مسألة : قال السائل: قد ورد عن صاحب الشريعة(صلى الله عليه واله وسلم) ثم إنه قال: " اتقوا فراسة المؤمن ، فإنه ينظر بنور الله "(1) وقد رأينا آدم(عليه السلام) ، لم يعرف إبليس لما تصور له وأغواه ، ولا مريم عرفت جبرائيل ، ولا عرف داود الملكين ، ولا لوط و إبراهيم عرفا الملائكة لما جاؤوا بصورة الأضياف ، ولا صاحب شریعتنا عرف المنافقين حتى عرفه الله إياهم.

والجواب: أن هذا حديث لا نعرف له سنداً متصلاً ولا وجدناه في الأصول المعتمدة ، وما كان هذا حكمه ، لم يصح التعلق به ، ولا احتجاج بمضمونه.

فصل

مع أن له وجها في النظر لو ثبت لكان محمولاً عليه  ، وهو الخبر عن صحة ظن المؤمن في أكثر الأشياء ، وليس يخبر بالغائبات من طريق المشاهدة.

وقد قيل: إن الإنسان لا ينتفع بعلمه ما لم ينتفع بظنه ، أراد بذلك ، أنه متى لم يكن ذكياً فطناً متيقظاً صافي الطبيعة ، لم يكد يعلم كثير من الأشياء ، وإنما يكثر علم الإنسان بخلوص طبيعته من الشوائب ، وشدة ذهنه واجتهاده وطلبه ، ومتى كان كذلك ، صدقت ظنونه ، فكان المعنى في القول بصحة فراسة المؤمن ، هو ما ذكرناه من صدق ظنه في الأكثر ، وليس إصابة الإنسان في الأكثر تمنع من سهوه في الأقل.

وهذا يسقط شبهة السائل ، لأنها مبنية على توهمه ، أن المؤمن يعلم بالفراسة الغيب ، ولا يخفى معها عليه علم باطن ، وذلك فاسد لم يتضمنه الخبر بصريحه ، ولا أفاده بدليل منه عليه.

فصل

مع أن آدم(عليه السلام) قد تفرس في إبليس المكر والخديعة ، فحذره حتى أقسم له بالله(عزوجل) فاشتبه عليه أمره بالقسم ، قال الله تعالى: { وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ}.

وليس يمتنع أن يرجع الإنسان عما قوي في ظنه بشبهة تعرض له في ذلك ، وقد وجدنا من يرجع عن العلم بالشبهات فالرجوع عن الظن بها أقرب.

فصل

ووجه آخر ، هو أن آدم(عليه السلام) لم يشاهد إبليس في حال غوايته له ، وهو على صورته التي خلق عليها ، فيصدق ظنه فيه بتفرسه وإنما شاهده على غيرها فالتبس الأمر عليه لذلك؛ مع أنا لا نعلم أن آدم(عليه السلام) رأى إبليس بعينه في حال غوايته ، ولا ينكر أن يكون وصلت إليه وسوسته مع احتجابه عنه ، كما تصل وسوسته إلى بني آدم من حيث لا يرونه ، فلا يكون حينئذ لآدم فراسة لإبليس لم تصدق على ما ظنه السائل وتخيله في معناه.

والخبر الذي جاء أنه تصور لآدم في صورة شاهده عليها ، خبر شاذ يتعلق به أهل الحشو ، وما كان ذلك سبيله فهو مطروح عند العلماء.

فصل

وأما الملكان اللذان هبطا على داود  ، فإنه قد ظن بفراسته لهما ما عرف اليقين منه بعد الحال ، ألا ترى إلى قوله تعالى: { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ} [ص: 21 ، 22]. فبين تعالى عن صدق ظنه فيها ، وبصحة فراسته لهما ، وأنهما غطيا عليه الأمر بقوله: " خصمان بغى بعضنا على بعض " والقول في هذا الباب قد تضمنه ما تقدم من القول بأن الإنسان قد ينصرف عن غالب ظنه بشبهة تعرض له ، وأن الفراسة لا توجب اليقين ، وأن النظر بنور الله تعالى يدل على قوة الظن ، إذ لا طريق إلى العلم بالغائبات من جهة المشاهدات.

فصل

وكذلك القول في لوط و إبراهيم(عليه السلام) واشتباه الأمر عليهما في حال الملائكة ، وأنهما ظنا بالفراسة لهم ما تحققاه من بعد.

ألا ترى قوله تعالى: { فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ} [هود: 70]  ، { قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} [هود: 81].

فصل

وبعد فإن الملكين اللذين تصورا على داود والملائكة الذين نزلوا بهلاك قوم لوط ، لم يكونوا بصورهم التي هي لهم ، فتكون فراسة الأنبياء(عليهم السلام) لهم توجب لهم اليقين في حالهم ، لكنهم جاؤوا في غيرها ، فلذلك التبس أمرهم على ما شرحناه.

فصل

وأما فراسة النبي(صلى الله عليه واله وسلم) للمنافقين ، فقد صدقت ولم يخف على النبي(صلى الله عليه واله وسلم) أمرهم مع التفرس لهم وقوله تعالى: { وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 30].

وذلك أن الله تبارك وتعالى رده في علم أحوالهم إلى التفرس لهم ، وأحاله في معرفتهم على مشاهدته مخارج كلامهم وسماع مقالهم ، وقطع على وصوله إلى معرفة بواطنهم بتأمله لحن قولهم ، وجعل ذلك نائباً مناب تعيينهم وتسميتهم ، وهذا خلاف ما توهمه السائل وتظناه.

فصل

فإن سأل سائل عن قوله تعالى: { وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ } [التوبة: 101].

فقال: كيف يكون صادق التوسم وهو لا يعلم أهل النفاق مع تفرسه لهم؟ فالجواب: عن هذا قد تقدم ، وهو أن الله تعالى نفى علمه بهم ، ولم ينف ظنه بنفاقهم ، والخبر إنما يدل على قوة ظنه بهم عند تفرسه لهم ، ولا يدل على علم ويقين لهم ، على ما قدمناه.

فصل

مع أن القوم الذين عناهم الله تعالى بهذه الآية من أهل النفاق لم يقم دليل على تفرس النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بهم في حال نفاقهم ، ولا يمتنع أن يكون القوم كانوا غيباً عنه ، أو كانوا يحضرونه ، فلا يتميز بينهم لشغل بغيرهم ، فأنبأه الله(عزوجل) عن حالهم بالتمرد على النفاق ، وهو العتو فيه والتمرد عليه ، ولا يمتنع أيضاً أن يكون قد عرفهم النفاق ، غير أنه لم يعرفهم بالتمرد عليه.

وليس في الخبر ما يدل على أن فراسة المؤمن ، تدل على كل حال يكون عليها من تفرسه ، وإنما يقتضي أنها يتميز بينه وبين غيره في الجملة دون التفصيل ، وهذا الكلام يأتي على معنى الخبر لو صح و ثبت. فكيف والقول فيه ما قد بيناه(2) ؟

{ ... إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ... }[الأعراف / 28]

                                                                       

ولا وجه لقولهم [المجبرة] قضى بالمعاصي على معنى أمر بها ، لأنه تعالى قد أكذب مدعي ذلك بقوله: { إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون}.

ولا معنى لقول من زعم أنه قضى بالمعاصي ، على معنى أنه أعلم الخلق بها ، إذا كان الخلق لا يعلمون أنهم في المستقبل يطيعون أو يعصون ، ولا يحيطون علماً بما يكون منهم في المستقبل على التفصيل(3).

[انظر: سورة فصلت ، آية 11،  12 في مفهوم القضاء من تصحيح الاعتقاد: 40.]

{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ...}[الأعراف/32]

                                                                       

[ وايضاً انظر: سورة النساء ، آية 24 ، في مشروعية المتعة ، من خلاصة الإيجاز: 22]

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا ...}[الأعراف/٤٣]

                                                                       

قال الله تعالى فيما خبر به عن أهل الجنة: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} أي أنعمنا به وأثابنا إياه (4).

[انظر: سورة المؤمن ، آية 31 ، في بحث إرادة الله ، من تصحيح الاعتقاد: 37.]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- روى الشيخ المفيد في كتابه (الاختصاص : 143) عن الصادق أنه قال: وقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): اتقوا فراسة المؤمن ، فإنه ينظر بنور الله. ورواه الشيخ الصدوق في معاني الأخبار (ص350) ، ونقله العلامة المجلسي في بحار الأنوار 38: 83 و 67: 61 ، ونقل أيضاً عن بصائر الدرجات (ص79) عن سليمان الجعفري ، قال: كنت عند أبي الحسن قال: یا سليمان: اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ، فسكت حتى أصبت خلوة ، فقلت: جعلتُ فداك سمعتك تقول: اتقي فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله؟ قال: نعم يا سليمان ، إن الله خلق المؤمن من نوره ، وصبغهم في رحمته وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية ، والمؤمن أخ المؤمن لأبيه وأمه ، أبوء النور وأمه الرحمة ، وإنما ينظر بذلك النور الذي خلق منه ، ثم قال العلامة المجلسي:

بيان: الفراسة الكاملة لكمل المؤمنين ، وهم الأئمة: فإنهم يعرفون كلا من المؤمنين والمنافقين بسيماهم ، كما مر في كتاب الإمامة ، وسائر المؤمنين ينفرسون ذلك بقدر إيمانهم. (بحار الأنوار 67: 73).

2-  الرسالة العكبرية (الحاجبية ): 139 ، والمصنفات 6: 93.

3- تصحيح الاعتقاد: 40 ، والمصنفات 5: 55.

4- تصحيح الاعتقاد : 37 ، والمصنفات 5: 51.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .