أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-3-2022
2315
التاريخ: 17-10-2014
2221
التاريخ: 2024-07-30
471
التاريخ: 24-10-2014
2124
|
قال تعالى : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 1 - 5].
ظاهر اكثر الاخبار (1) الواردة في طريقنا يفيد ان ليلة القدر النازل فيها الملائكة على الامام ـ عليه السلام ـ في بقعة هو فيها غير خارجة عن احدى تلك الليالي الثلاث ، ليلة تسع عشرة ، ليلة احدى وعشرين ، ليلة ثلاث وعشرين.
وانما وردت مبهمة غير معينة عندنا ـ وان كانت معينة عنده ـ عليه السلام ـ كما يدل عليه ما في بصائر الدرجات عن ابي الهذيل عن ابي جعفر ـ عليه السلام ـ قال قال : يا ابا الهذيل انا لا يخفى علينا ليلة القدر ، ان الملائكة يطوفون بنا فيها (2) ـ لضرب من المصلحة ، كساعة الاجابة واسم الاعظم ونحوهما.
ولكن تلك الليلة الواحدة بناءً على ما ثبت من كرية الارض وعليه فقهاؤنا ، تتعدد في سنة واحدة بتعدد البلدان والبقاع شرقية وغربية ، كما ان رؤية الهلال والعيد وغير ذلك ايضا كذلك.
لذلك قال الفاضل العلامة في التذكرة : ان الارض كرة ، فجاز ان يرى الهلال في بلد ولا يظهر في آخر ، لان حدبة الارض مانعة لرؤيته ، وقد رصد ذلك اهل المعرفة وشوهد بالعيان خفاء بعض الكواكب الغربية لمن جد في السير نحو المشرق وبالعكس.
اقول : فيختلف بذلك ـ اي : باختلاف البلدان في طلوع الكواكب وغروبها ـ ليلة القدر فيها ، فرب بلدة تكون ليلة القدر فيها مثلاً ليلة الجمعة ، وهي في بلد آخر انما تكون في ليلة الخميس وهكذا.
وتكون كل ليلة من تلك الليالي ليلة القدر شرعاً ، ويكون العمل الصالح فيها من الصلاة والزكاة وانواع الخير في تلك البقاع خيراً من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر.
الى غير ذلك من احكام تلك الليلة المباركة ، فمن احياها في اية بقعة من تلك البقاع وعمل فيها اعمالها ، فقد ادركها وفاز بما وعده الشارع.
ويمكن ان يتفق لشخص ان يدركها في سنة واحدة في بقعتين او اكثر ويفوز بثوابها ، وذلك مثل العيد ، فانه ايضا يتعدد بتعدد البلدان شرقاً وغرباً ، ويكون كل عيد من تلك الاعياد عيداً شرعياً ، يترتب على الاعمال الواقعة فيها ليلاً ونهاراً ثوابها.
وبالجملة ليلة القدر النازل فيها الملائكة على الامام ـ عليه السلام ـ في ارض هو فيها ، وان كانت في كل سنة واحدة بالعدد ، الا ان ليلة القدر التي يكون العمل الصالح فيها خيراً من العمل في الف شهر بالنظر الى سكان تلك البقاع الشرقية والغربية متعددة بتعدد تلك البقاع التي يرى الهلال في بعضها دون بعض.
فكل بلد غربي بعد عن الشرقي بألف ميل ، يتأخر غروبه عن غروب الشرقي بساعة ، فرؤية الهلال في احدهما دون الاخر لا مانع منه.
وعليه يتفرع تعدد ليلة القدر واختلافها بالنسبة الى المساكن الشرقية والغربية ، وكلها ليلة القدر الشرعية ؛ لان تخصيصها ببلد دون بلد غير معلوم ولا مفهوم من الاخبار ، بل الظاهر منها خلافه.
الا ان نزول الملائكة على الامام ـ عليه السلام ـ في واحدة منها ، ويمكن ان يكون في كل منها ، بأن يكون ـ عليه السلام ـ في كل ليلة من تلك الليالي في بقعة من تلك البقاع بطيّ الارض ونحوه ، ليدرك ثواب عمل تلك الليلة ، فتتعدد عليه ليلة القدر في سنة واحدة.
بل نقول : لا بعد في ان تكون ليلة قدره ـ عليه السلام ـ ايضا واحدة ، ولكن يكون نزول الملائكة عليه في كل ليلة من تلك الليالي القدر ، بأن يعرضوا عليه في كل ليلة ما يتعلق بأحوال سكان البلدة التي تلك الليلة ليلة قدرهم.
فان نزول الملائكة عليه في ليلة القدر اعم من ان تكون ليلة قدره او ليلة قدرهم ، كما يستفاد من الآية ، فان المفهوم منها ان الملائكة والروح تتنزل في ليلة القدر على امام الزمان ، وهو يعم الليلتين معاً ولا يخفى.
وعلى هذا فكل من تلك الليالي مصداق ليلة القدر النازل فيها الملائكة على الامام ـ عليه السلام ـ بما يكون من السنة الى السنة ، فتأمل.
نعم ليلة القدر التي نزل فيها القرآن جملة الى السماء الدنيا ، كما هو ظاهر « انا انزلناه في ليلة القدر » وقد وردت فيه عدة اخبار ، واحدة بالعدد لا تعدد فيها ، ولكنها لا يعلم انها كانت ليلة قدر سكان اية بلدة.
وعلى هذا فلابد من الاستخدام في ضمير « فيها » في قوله « تنزل الملائكة والروح فيها » فتدبر.
والحاصل ان تعدد ليلة القدر في سنة واحدة بالنسبة الى اهل المساكن الشرقية والغربية ، ونزول الملائكة في كل منها على الامام بأحكام اهل تلك المساكن ، وكون العمل الصالح في كل منها خيراً من العلم في الف شهر ، مما لا مانع منه لا عقلاً ولا نقلاً.
بل الواقع كذلك ، لان من ضروريات مذهب اهل البيت ـ عليهم السلام ـ بقاء ليلة القدر الى يوم القيامة ، ولا شك في إختلافها باختلاف البلدان ، وقد سبق ان تخصيصها ببعضها دون بعض لا وجه له ، اذ لا دليل عليه ، وخاصة بالإضافة الى الاعمال.
فانهم ـ عليهم السلام ـ قد رغبوا الناس بالاشتغال فيها بالصلاة والدعاء والمسألة ، ليدركوا فضلها وما اعد للعمل فيها ، ولم يخصوها في شيء من الاخبار فيما علمناه ببلد دون بلد ، وترك التخصيص والتفصيل دليل العموم ، وهو ظاهر.
قال بعض الافاضل المتأخرين ناقلاً عن مجمع البيان : اختلفوا في تحقيق استمراره وعدمه ، فذهب قوم الى انها كانت على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ثم رفعت. وقال آخرون : لم ترفع ، بل هي الى يوم القيامة ـ الى ان قال : وجمهور العلماء على انها في شهر رمضان في كل سنة انتهى.
أقول : وهذا هو الحق يعلم ذلك من مذهب اهل البيت ـ عليهم السلام ـ بالضرورة.
ثم قال : ولا خلاف بين اصحابنا في انحصارها في ليلة تسعة عشر منه واحدى وعشرين وثلاث وعشرين ، الا من الشيخ رحمه الله.
فانه نقل الاجماع عنه في التبيان على انها في فرادى العشر الاواخر منه تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم على امام الزمان ، فيعرضون عليه كلما قدر في كل تلك السنة ، يسلمون عليه وعلى اوليائه من اول الليل الى مطلع الفجر ، والاخبار مستفيضة بذلك.
ثم قال : بقي هنا اشكال ، هو انه ربما تختلف باختلاف الاهلة المختلفة باختلاف الاقاليم ، فلا تعرف.
أقول : عدم كونها معروفة لا يدل على عدمها ، مع انها معروفة للإمام الذي تنزل عليه الملائكة والروح فيها.
نعم يرد الاشكال على العمل فيها مع عدم الجزم بها ، ولكن سيأتي ما يدل على جواز العمل المعين لوقت من غير جزم بوجوده.
فيجوز مثلاً ان يغتسل بنية ليلة القدر مع عدم جزمه بوجودها ، وهكذا في سائر الاعمال المتعلقة بتلك الليلة ، فلا يشترط الجزم في النية ، ولهذا جاز الترديد فيها ليلة الشك.
واما الثواب الموعود من الشارع لذلك العمل ، فهو يترتب عليه ، لانه وعده عليه ذلك الثواب ، ولم يعين له الوقت على وجه يتمكن من الجزم به.
فاذا عمل ذلك العمل المعين لوقت من غير جزم بوجوده ، يجب عليه ان يثيبه ، والا لكان ظالما ، لانه بذل جهده في تحصيل العلم بذلك الوقت ولم يحصل ، ومع ذلك فهو مخاطب بالعمل فيه ، فاذا عمل وجبت اثابته.
واليه اشار المستشكل بقوله : واجيب عنه بأجوبة ، منها : ان يكون المدار على بلد الامام في نزول الملائكة والروح ، ويكون للآخرين ثواب عبادة ليلة القدر اذا عبدوا الليلة الاخرى.
اقول : فان قلت : لو كانت عبادة الليلة الاخرى وان لم تكن ليلة القدر قائمة مقام عبادة ليلة القدر في بلد الامام ، فأي وجه للأمر بعبادة ثلاث ليال متفرقة ؟
قلت : الوجه فيه هو الوجه في عبادة ثلاث ليال في بلد الامام ، وعالم بها بعينها ، كما سيأتي انشاء الله العزيز.
ثم قال : ومنها ان يكون الامام في كل ليلة في اقليم ، فتنزل الملائكة في الليلتين معاً. الثالث : ان يكون الامام في بلدة لكن تنزل عليه الملائكة في كل ليلة بأحوال اصحاب البلدة التي تلك الليلة قدرهم انتهى.
اقول : اختلاف الاقاليم لا مدخل له في اختلاف الأهلة ، لانه باعتبار عرضها واختلاف الأهلة انما هو باعتبار طولها ، كما اومأنا اليه ، وطول كل اقليم من المغرب الى المشرق.
فالبلد المغربي جاز ان يرى فيه الهلال ، ولا يرى في البلد المشرقي ؛ لان حدبة الارض مانعة لرؤيته.
ولان غروبه في الاول بعد غروبه في الثاني بساعة مثلاً ، فيخرج بقدرها عن تحت الشعاع ، فيكون ممكن الرؤية في هذا البلد دون ذاك ، فكلما كان البلد اغرب ، كانت رؤية الهلال فيه امكن واقرب.
وبالجملة اختلاف الاهلة انما هو باختلاف البلدان شرقية وغربية ، فكل بلد غربي بعد عن بلد آخر شرقي بألف ميل يتأخر غروبه عن غروب الشرقي بساعة ، فيتحقق بذلك اختلاف المطالع.
كما اشار اليه فخر المحققين في الايضاح بقوله : الاقرب ان الارض كروية ؛ لان الكواكب تطلع في المساكن الشرقية قبل طلوعها في المساكن الغربية ، وكذا في الغروب ، فكل بلد غربي بعد عن الشرقي بألف ميل يتأخر غروبه عن غروب الشرقي بساعة واحدة.
وانما عرفنا ذلك بإرصاد الكسوفات القمرية ، حيث ابتدأت في ساعات اقل من ساعات بلدنا في المساكن الغربية ، واكثر من ساعات بلدنا في المساكن الشرقية ، فعرفنا ان غروب الشمس في المساكن الشرقية قبل غروبها في بلدنا ، وغروبها في المساكن الغربية بعد غروبها في بلدنا.
ولو كانت الارض مسطحة ، لكان الطلوع والغروب في جميع المواضع في وقت واحد ، ولان السائر على خط من خطوط نصف النهار على الجانب الشمالي يزداد عليه ارتفاع القطب الشمالي وانخفاض الجنوبي وبالعكس انتهى.
ومما حررناه ظهر ان قوله « ومنها ان يكون الامام في كل ليلة في اقليم » ليس في محله ، بل ينبغي ان يقال : انه يكون في كل ليلة من تلك الليالي في بلد من البلدان ، فتنزل عليه الملائكة بأحوال سكان ذلك البلد.
اذ ربما تختلف ليلة القدر على اهل اقليم واحد باختلاف بلدانهم شرقية وغربية ، فتختلف عليهم الاهلة ، ويتبعه اختلاف ليلة القدر ، فتأمل.
تحديد ليلة القدر
فان قلت : اهل البلد الذي فيه صاحب هذا العصر والزمان ـ عليه السلام ـ مع علمه بليلة القدر بعينها هل يطلبونها في ثلاث ليال ام ليلة واحدة لإعلامه اياهم بها ؟
قلت : يحتمل الامرين ، والظاهر هو الاول ؛ لان ائمتنا السابقين صلوات الله عليهم اجمعين كانوا يعلمونها بعينها ، كما سبق في حديث ابي الهذيل ، ومع ذلك كانوا يأمرون اصحابهم بطلبها في ليلتين او ثلاث ليال.
قال عبد الواحد بن المختار الانصاري : سألت ابا جعفر ـ عليه السلام ـ عن ليلة القدر ، قال : في ليلتين : ليلة ثلاث وعشرين ، واحدى وعشرين ، فقلت : افرد لي احداهما ، فقال : وما عليك ان تعمل في ليلتين هي احداهما (3).
ولعل الوجه في اخفائها ما اشار اليه في مجمع البيان بقوله : والفائدة في اخفاء هذه الليلة ان يجتهد الناس في العبادة ، ويحيوا جميع ليالي رمضان طمعاً في ادراكها ، كما ان الله سبحانه اخفى الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس ، واسمه الاعظم في الاسماء ، وساعة الاجابة في ساعات الجمعة (4).
ثم لا يذهب عليك ان حديث الانصاري صريح في انحصار ليلة القدر في تينك الليلتين : ليلة ثلاث وعشرين ، واحدى وعشرين ، وان من عمل فيهما في اية بقعة من تلك البقاع ، فقد ادركها بحقيقتها الفاضلة ، لا بمجرد ثواب عبادتها ، اذ لا يفهم منه اختصاصها ببلد دون بلد.
فيستفاد منه ضعف الجواب الاول ، وقوة الجوابين الاخيرين ، فيكون الامام ـ عليه السلام ـ في كل ليلة من تلك الليالي في بقعة من تلك البقاع ، او يأتيه الملائكة بأحوال اصحاب تلك البقعة في تلك الليلة.
ومثله ما في الكافي عن ابي حمزة الثمالي ، قال : كنت عند ابي عبد الله ـ عليه السلام ـ فقال ابو بصير : جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها ما يرجى ، فقال : في احدى وعشرين ، او ثلاث وعشرين.
قال : فان لم اقو على كلتيهما ، فقال : ما ايسر ليلتين فيما تطلب.
قلت : فربما رأينا الهلال عندنا وجاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك من ارض اخرى ، فقال : ما ايسر اربع ليال تطلبها فيها.
قلت : جعلت فداك ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهني ، فقال : ان ذلك ليقال.
فقلت : جعلت فداك ان سليمان بن خالد روى في تسع عشرة يكتب وفد الحاج ، فقال لي : يا ابا محمد وفد الحاج يكتب في ليلة القدر والمنايا والبلايا وما يكون الى مثلها في قابل ، فاطلبها في ليلة احدى وثلاث ، وصل في كل واحد منهما مائة ركعة ، واحيهما ان استطعت الى النور ، واغتسل فيهما.
قال قلت : فان لم اقدر على ذلك وانا قائم ، قال : فصل وانت جالس.
قلت : فان لم استطع ، قال : فعلى فراشك ، لا عليك ان تكتحل اول الليل بشيء من النوم ، ان ابواب السماء تفتح في رمضان ، وتصفد الشياطين ، وتقبل اعمال المؤمنين ، نعم الشهر رمضان ، كان يسمى على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ المرزوق (5).
اقول : يستفاد من هذا الحديث ان من طلبها في اي بلد من تلك البلاد الشرقية والغربية في ليلة احدى وثلاث يدركها بحقيقتها ، لا بمجرد ان يكون له ثواب عبادتها ، كما قيل وقد سبق.
والا فأية حاجة له الى طلبها في اربع ليال عند الاشتباه والاختلاف في رؤية الهلال ، لولا انه يطلبها ليدركها بحقيقتها الفاضلة.
فيستفاد منه ان الامام ـ عليه السلام ـ في كل ليلة من تلك الليالي في بلد من تلك البلاد ، فتنزل عليه الملائكة بأحكامها ، او هو في بلدته ولكنها تنزل عليه في كل ليلة بأحوال سكان بلدة تلك الليلة ليلة قدرهم.
وعلى التقديرين فأهل كل بلدة من تلك البلاد يدركونها بحقيقتها الفاضلة اذا طلبوها في ليلة احدى وثلاث ، واذاً فالمعتمد هو احد الجوابين الاخيرين او كلاهما ، فتأمل.
معنى ليلة القدر
اختلف العلماء في معنى هذا الاسم ، فقيل : سميت ليلة القدر لانها الليلة التي يحكم الله فيها ، ويقضي بما يكون في السنة بأجمعها من كل امر ، وهي الليلة المباركة في قوله تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان : 3] لان الله تعالى ينزل فيها الخير والبركة والمغفرة.
أقول : ويدل على صحة هذا القول (6) أخبار كثيرة :
منها : ما في الكافي في حسنة حمران انه سأل ابا جعفر ـ عليه السلام ـ عن قول الله تعالى : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3] قال : نعم ليلة القدر ، وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الاواخر ، فلم ينزل القرآن الا في ليلة القدر ، قال الله تعالى : {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } [الدخان : 4].
قال : يقدر في ليلة القدر كل شيء يكون في تلك السنة الى مثلها من قابل خير وشر وطاعة ومعصية ومولود واجل ورزق ، فما قدر في تلك الليلة فهو المحتوم ، ولله تعالى فيه المشيئة الحديث (7).
وفي رواية اخرى : وفيه ـ اي في شهر رمضان ـ رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير او شر ، او مضرة ، او منفعة ، او رزق ، او اجل ، ولذلك سميت ليلة القدر.
وقيل : لان للطاعات فيها قدراً عظيماً وثواباً جزيلاً.
وقيل : سميت ليلة القدر ، لانه انزل فيها كتاب ذو قدر ، الى رسول ذي قدر ، لأجل امة ذات قدر ، على يدي ملك ذي قدر.
وقيل : لان الله قدر فيها القرآن.
وقيل : سميت بذلك لان الارض تضيق فيها الملائكة من قوله {فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} [الفجر : 16] وهو منقول عن الخليل بن احمد رحمه الله.
والحمد لله رب العالمين.
_______________
(1) انما قال اكثر الاخبار ، لان بعضها يفيد انحصارها في ليلتين : احدى وعشرين ، او ثلاث وعشرين ، بل يفيد بعضها انحصارها في ليلة ثلاث وعشرين ، وان فيها انزل القرآن ، ولا شك ان نزوله كان في ليلة القدر ، لقوله « انا انزلناه في ليلة القدر » ، « منه ».
(2) بصائر الدرجات : 221 ح 5.
(3) وسائل الشيعة : 7 / 263 ح 19.
(4) مجمع البيان : 5 / 520.
(5) فروع الكافي : 4 / 156 ـ 157 ح 2.
(6) اشارة الى ترجيح هذا الوجه من جملة وجوه التسمية « منه ».
(7) فروع الكافي : 4 / 157 ـ 158.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|