أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
4888
التاريخ: 28-4-2022
4308
التاريخ: 10-4-2016
3743
التاريخ: 12-4-2016
3463
|
قال الطبري في تاريخه ما حاصله : إنه لما نقم الناس على عثمان ما نقموا ، استدعى عماله وفيهم معاوية ، فلما خرج معاوية من عند عثمان مر على نفر من المهاجرين فيهم علي وطلحة والزبير فقال إنكم تعلمون أن هذا الأمر كان الناس يتغالبون عليه حتى بعث الله نبيه فتفاضلوا بالسابقة والقدمة والجهاد فان أخذوا بذلك فالأمر امرهم والناس لهم تبع ، وإن طلبوا الدنيا بالتغالب سلبوا ذلك ورده الله إلى غيرهم وإن الله على البدل لقادر ، واني قد خلفت فيكم شيخا فاستوصوا به خيرا وكانفوه تكونوا أسعد منه بذلك ، فقال علي : كنت ارى في هذا خيرا ، فقال الزبير : والله ما كان أعظم قط في صدرك وصدورنا منه اليوم ، قوله كنت ارى في هذا خيرا أي فبأن لي أنه لا خير فيه ، وهذا كلام يقوله من يريد بيان أن الحال الأخيرة أفظع من الأولى ولا يلزمه أنه كان يرى فيه خيرا حقيقة ، وقول الزبير ما كان أعظم الخ يريد به أن كلامه تهديد لهم .
قال ابن أبي الحديد : من هذا اليوم أنشب معاوية أظفاره في الخلافة لأنه غلب على ظنه قتل عثمان ، ألا ترى إلى قوله وإن طلبوا الدنيا بالتغالب سلبوا ذلك ورده إلى غيرهم وهو على البدل لقادر ، وإنما يعني نفسه ولذا تربص بنصرة عثمان لما استنصره .
وقال الواقدي : لما اجلب الناس على عثمان وكثرت القالة فيه خرج ناس من مصر في ألفين وكان هواهم في علي وناس من الكوفة في ألفين وكان هواهم في الزبير ، وناس من أهل البصرة ولم يذكر عددهم وكان هواهم في طلحة ومنه يعلم أن تشيع أهل مصر أقدم من تشيع أهل الكوفة وانما فشا التشيع في الكوفة بعد توطن أمير المؤمنين علي لها فنزل المصريون ذا خشب والعراقيون ذا المروة ، وروى الطبري قال : لما نزل المصريون ذا خشب يريدون قتل عثمان إن لم ينزع عما يكرهون ، وعلم عثمان ذلك جاء إلى منزل علي فقال : يا ابن عم إن قرابتي قريبة ولي عليك حق وقد جاء ما ترى من هؤلاء القوم وهم مصبحي ولك عند الناس قدر وهم يسمعون منك وأحب أن تركب إليهم وتردهم عني فان في دخولهم علي وهنا لأمري وجرأة علي ، فقال علي على أي شئ أردهم قال على أن أصير إلى ما أشرت به ورأيته لي ، فقال علي اني قد كلمتك مرة بعد أخرى فكل ذلك تخرج وتقول وتعد ثم ترجع وهذا من فعل مروان ومعاوية وابن عامر وعبد الله بن سعد فإنك أطعتهم وعصيتني ، فقال عثمان اني اعصيهم وأطيعك ، فامر علي الناس أن يركبوا معه فركب ثلاثون رجلا من المهاجرين والأنصار فاتوا المصريين فكلموهم فكان الذي يكلمهم علي ومحمد بن مسلمة فسمعوا منهما ورجعوا باصحابهم يطلبون مصر ورجع علي حتى دخل على عثمان فأشار عليه أن يتكلم بكلام يسمعه الناس منه ليسكنوا إلى ما يعدهم به من النزوع وقال له إن البلاد قد تمخضت عليك ولا آمن أن يجئ ركب من جهة أخرى فتقول لي يا علي اركب إليهم فإن لم افعل رأيتني قد قطعت رحمك واستخففت بحقك فخرج عثمان فخطب الخطبة التي اعطى الناس فيها من نفسه التوبة وقال لهم انا أول من اتعظ واستغفر الله عما فعلت وتاب إليه فليأتني أشرافكم فليروا رأيهم وليذكر كل واحد ظلامته لأكشفها وحاجته لأقضيها والله لأعطينكم الرضا ولأنحين مروان وذويه ، فلما نزل وجد مروان وسعدا ونفرا من بني أمية في منزله وقد بلغتهم خطبته فقال مروان أ أتكلم أم اسكت فقالت نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان لا بل تسكت فأنتم والله قاتلوه وميتموا أطفاله قد قال مقالة لا ينبغي له أن ينزع عنها فقال لها مروان وما أنت وذاك وذم أباها فعرضت بذم أبيه فاعرض عنه عثمان ثم عاد فقال أتكلم أم اسكت فقال تكلم فقال بأبي أنت وأمي والتفدية بالأب والأم لها قيمتها في الخداع والله لوددت أن مقالتك هذه كانت وأنت ممتنع ولكنك قلت ما قلت وقد بلغ الحزام الطبيين ما زدت على أن جرأت عليك الناس فقال عثمان إن الفائت لا يرد ولم آل خيرا قال إن الناس قد اجتمعوا ببابك أمثال الجبال قال ما شأنهم قال أنت دعوتهم فهذا يذكر مظلمة وهذا يطلب مالا وهذا يسال نزع عامل قال فاخرج أنت إليهم فكلمهم فاني استحي أن أكلمهم واردهم فخرج مروان إلى الناس فقال ما شأنكم قد اجتمعتم كأنكم جئتم لنهب شاهت الوجوه أ تريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا أغربوا عنا وتهددهم فرجع الناس خائبين يشتمون عثمان ومروان واتى بعضهم عليا فأخبره الخبر فاقبل علي على عبد الرحمن بن الأسود الزهري فقال أ حضرت خطبة عثمان قال نعم قال أ فحضرت مقالة مروان للناس قال نعم فقال اي عباد الله يا لله للمسلمين اني ان قعدت في بيتي قال لي تركتني وخذلتني وإن تكلمت فبلغت له ما يريد جاء مروان يلعب به حتى قد صار سيقة له يسوقه حيث يشاء بعد كبر السن وصحبة الرسول وقام مغضبا من فوره حتى دخل على عثمان فقال له أ ما يرضى مروان منك الا أن يحرفك عن دينك وعقلك فأنت معه كجمل الظعينة يقاد حيث يسار به والله ما مروان بذي رأي في دينه ولا عقله واني لأراه يوردك ثم لا يصدرك وما انا بعائد بعد مقامي هذا لعاتبتك أفسدت شرفك وغلبت على رأيك ، ثم نهض ، فدخلت نائله بنت الفرافصة فقالت قد سمعت قول علي لك وانه ليس براجع إليك ولا معاود لك وقد أطعت مروان يقودك حيث يشاء ، قال فما اصنع ؟ قالت تتقي الله وتتبع سنة صاحبيك فإنك متى أطعت مروان قتلك وليس لمروان عند الناس قدر ولا هيبة وانما تركك الناس لمكانه وانما رجع عنك أهل مصر لقول علي فأرسل إليه فاستصلحه فان له عند الناس قدما وانه لا يعصى ومنه يعلم أن نائلة وهي امرأة كانت أعقل وانصح لعثمان من مروان فأرسل إلى علي فلم يأته وقال قد أعلمته اني غير عائد .
قال الطبري فجاء عثمان إلى منزل علي بمنزله ليلا فاعتذر إليه ووعد من نفسه الجميل وقال اني فاعل واني غير فاعل فقال له علي أ بعد ما تكلمت على منبر رسول الله (صلى الله عليه واله) وأعطيت من نفسك ثم دخلت بيتك فخرج مروان إلى الناس يشتمهم على بابك ، فخرج عثمان من عنده وهو يقول خذلتني يا أبا الحسن وجرأت الناس علي فقال علي والله اني لأكثر الناس ذبا عنك ولكني كلما جئت بشئ أظنه لك رضا جاء مروان بغيره فسمعت قوله وتركت قولي ولم يعد علي إلى نصر عثمان إلى أن منع الماء لما اشتد الحصار عليه فغضب على من ذلك غضبا شديدا وقال لطلحة ادخلوا عليه الروايا فكره طلحة وساءه فلم يزل علي حتى ادخل الماء إليه (اه) .
وقال ابن أبي الحديد : روى الواقدي والمدائني وابن الكلبي وغيرهم وذكر أبو جعفر الطبري في التاريخ وذكره غيره من جميع المؤرخين أن عليا لما رد المصريين رجعوا بعد ثلاثة أيام فاخرجوا صحيفة في أنبوبة رصاص وقالوا وجدنا غلام عثمان بالموضع المعرف بالتويت على بعير من ابل الصدفة ففتشنا متاعه لأنا استربنا امره فوجدنا فيه هذه الصحيفة ومضمونها أمر عبد الله بن سعد بن أبي سرح عامل مصر من قبل عثمان بجلد عبد الرحمن بن عديس وعمرو بن الحمق وحلق رؤوسهما ولحاهما وحبسهما وصلب قوم آخرين من أهل مصر وقيل إن الذي أخذت منه الصحيفة أبو الأعور السلمي ويمكن أنه كان مصاحبا للغلام وجاء الناس إلى علي وسألوه أن يدخل إلى عثمان فيسأله عن هذه الحال فجاء فسأله فاقسم عثمان بالله ما كتبته ولا علمته ولا امرت به فقال محمد بن مسلمة صدق ، هذا من عمل مروان فقال لا أدري فقال المصريون أ فيجترئ عليك ويبعث غلامك على جمل من ابل الصدقة وينقش على خاتمك ويبعث إلى عاملك بهذه الأمور الفظيعة وأنت لا تدري قال نعم فقالوا إن كنت كاذبا فقد استحققت الخلع لما امرت به بغير حق وإن كنت صادقا استحققت الخلع لضعفك ، وكثرت الأصوات واللغط فقام علي واخرج أهل مصر معه وخرج إلى منزله .
قال الواقدي وأحاط المصريون والكوفيون والبصريون بعثمان وحصروه وخرج عثمان يوم الجمعة فصلى بالناس وقام على المنبر فقال يا هؤلاء إن أهل المدينة يعلمون انكم ملعونون على لسان محمد (صلى الله عليه واله) فامحوا الخطا بالصواب فقام محمد بن مسلمة فصدقه فاقعده حكيم بن جبلة وقام زيد بن ثابت فاقعده قتيرة بن وهب وثار القوم فحصبوا الناس حتى اخرجوهم من المسجد وحصبوا عثمان حتى صرع عن المنبر مغشيا عليه فادخل داره واقبل علي وطلحة والزبير فدخلوا على عثمان يعودونه من صرعته ويتألمون له وعند عثمان نفر من بني أمية منهم مروان بن الحكم فقالوا لعلي أهلكتنا وصنعت هذا الذي صنعت والله إن بلغت هذا الأمر الذي تريده ليمرن عليك الدنيا فقام مغضبا وخرج الجماعة الذين حضروا معه إلى منازلهم.
وروى الطبري أن عمرو بن العاص كان شديد التحريض والتأليب على عثمان وكان يقول والله إن كنت لألقي الراعي فأحرضه على عثمان فضلا عن الرؤساء والوجوه فلما سعر الشر بالمدينة خرج إلى منزله بفلسطين فبينما هو بقصره ومعه ابناه إذ مر به راكب من المدينة فسألوه عن عثمان فقال محصور فقال عمرو انا أبو عبد الله (العير يضرط والمكواة في النار) ثم مر بهم آخر فسألوه فقال قتل عثمان فقال عمرو أنا أبو عبد الله إذا نكات قرحة أدميتها (اه) ثم أنه حارب عليا مع معاوية طلبا بدم عثمان فكان مجتهدا مأجورا ! ! .
وروى الطبري في تاريخه ان عليا كان في ماله بخيبر لما حصر عثمان فقدم المدينة والناس مجتمعون على طلحة قال كان لطلحة في حصر عثمان اثر فلما قدم علي اتاه عثمان وقال له إن لي حق الاسلام وحق الاخاء والقرابة والصهر ولو لم يكن من ذلك شئ وكنا في جاهلية لكان عارا على بني عبد مناف أن يبتز بنو تيم امرهم ، يعني طلحة ، فقال له علي انا أكفيك ثم خرج إلى المسجد فرأى أسامة بن زيد فتوكا على يده حتى دخل دار طلحة وهي مملوءة من الناس فقال له يا طلحة ما هذا الأمر الذي صنعت بعثمان فقال يا أبا حسن بعد ان مس الحزام الطبيين فانصرف علي حتى اتى بيت المال فقال افتحوا فلم يجدوا المفاتيح فكسر الباب وفرق ما فيه على الناس فانصرفوا من عند طلحة حتى بقي وحده وسر عثمان بذلك وجاء طلحة إلى عثمان تائبا فقال ما جئت تائبا بل مغلوبا ، الله حسيبك (اه) وقد ظهر مما مر أن طلحة وعمرو بن العاص كانا من أشد الناس على عثمان وأحرصهم على قتله .
وروى الطبري عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي قال دخلت على عثمان فمر طلحة فقام إليه ابن عديس البلوي فناجاه ثم رجع ابن عديس فقال لأصحابه لا تتركوا أحدا يدخل إلى عثمان ولا يخرج من عنده فقال لي عثمان هذا ما أمر به طلحة اللهم اكفني طلحة فإنه حمل هؤلاء القوم والبهم علي والله لأرجو أن يكون منها صفرا وان يسفك دمه (اه) .
وقال الطبري أيضا : كان لعثمان على طلحة بن عبيد الله خمسون ألفا فقال طلحة يوما قد تهيا مالك فاقبضه فقال هو لك معونة على مروءتك فلما حصر عثمان قال علي لطلحة أنشدك الله الا كففت عن عثمان قال لا والله حتى تعطي بنو أمية الحق من أنفسها فكان علي يقول لحا الله ابن الصعبة أعطاه عثمان ما أعطاه وفعل به ما فعل (اه) ؛ وكذلك عائشة كانت تقول في عثمان اقتلوا نعثلا فقد كفر كما رواه الطبري وغيره ، ثم حارب طلحة مع أم المؤمنين عليا يوم الجمل طلبا بثار عثمان وكان الباعث لطلحة على التحريض على عثمان الطمع في الخلافة كما كان الباعث لام المؤمنين على ذلك الطمع في الخلافة لقريبها طلحة التيمي كما كان ذلك هو الباعث على طلب ثأره من علي وكان الباعث لعمرو على حرب علي الطمع في امارة مصر ، أو أن الباعث للدلالة على ذلك الاجتهاد الذي يؤجر المخطئ فيه اجرا واحدا والمصيب أجرين ! ! لله در مهيار حيث يقول :
وللقتيل يا زمون دمه * وفيهم القاتل غير من قتل
وفي شرح نهج البلاغة : إن ابن عباس جاء عليا برسالة من عثمان وهو محصور يسأله فيها الخروج إلى ماله بينبع ليقل هتف الناس باسمه للخلافة بعد أن كان سأله من ذلك من قبل فقال يا ابن عباس ما يريد عثمان أن يجعلني الا جملا ناضحا بالغرب اقبل وادبر بعث إلي أن اخرج ثم الآن يبعث إلي أن اخرج والله لقد دفعت عنه حتى خشيت أن أكون آئما (اه) .
قال الطبري : كتب عثمان إلى معاوية وابن عامر وأمراء الأجناد يستنجدهم فتربص به معاوية وكان عثمان قد استشار نصحاءه في امره فأشاروا أن يرسل إلى علي ويطلب إليه أن يرد الناس ويعطيهم ما يرضيهم ليطاولهم حتى يأتيه الامداد فقال إنهم لا يقبلون التعليل وقد كان مني في المرة الأولى ما كان فقال مروان أعطهم ما سألوك وطاولهم ما طاولوك فإنهم قوم قد بغوا عليك ولا عهد لهم فدعا عليا وقال له قد ترى ما كان من الناس ولست آمنهم على دمي فأرددهم عني فاني أعطيهم ما يريدون من الحق من نفسي ومن غيري فقال علي إن الناس إلى عدلك أحوج منهم إلى قتلك وانهم لا يرضون الا بالرضا وقد كنت أعطيتهم من قبل عهدا فلم تف به فلا تغرر في هذه المرة فاني معطيهم عنك الحق قال أعطهم فوالله لأفين لهم فخرج علي إلى الناس فقال إنكم انما تطلبون الحق وقد أعطيتموه وأنه منصفكم من نفسه فسأله الناس أن يستوثق لهم وقالوا انا لا نرضى بقول دون فعل فدخل إليه فاعلمه فقال اضرب بيني وبين الناس اجلا ، قال لا أقدر على تبديل ما كرهوا في يوم واحد فقال علي اما ما كان بالمدينة فلا أجل فيه واما ما غاب فاجله وصول امرك قال نعم فأجلني فيما بالمدينة ثلاثة أيام فاجابه إلى ذلك وكتب بينه وبين الناس كتابا على رد كل مظلمة وعزل كل عامل كرهوه فكف الناس عنه وجعل يتأهب سرا للقتال ويستعد بالسلاح واتخذ جندا فلما مضت الأيام الثلاثة ولم يغير شيئا ثار به الناس وخرج قوم إلى من بذي خشب من المصريين فأعلموهم الحال فقدموا المدينة .
قال الطبري ثم إن محاصري عثمان أشفقوا من وصول أجناد من الشام والبصرة تمنعه فحالوا بين عثمان وبين الناس ومنعوه كل شئ حتى الماء فأرسل عثمان سرا إلى علي وإلى أزواج النبي (صلى الله عليه واله) انهم قد منعونا الماء فجاء علي في الغلس فوقف على الناس فوعظهم وقال إن الذي تفعلون لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين إن الفرس والروم لتأسر فتطعم وتسقي فالله الله لا تقطعوا الماء عن الرجل فاغلظوا له وقالوا لا نعم ولا نعمة عين فلما رأى منهم الجد رمى بعمامته إلى دار عثمان يعلمه أنه قد نهض وعاد .
قال الطبري : وبقي عثمان ثلاثة أيام لا يدفن ثم أن حكيم بن حزام وجبير بن مطعم كلما عليا في أن يأذن في دفنه ففعل فلما سمع الناس بذلك قعد له قوم في الطريق بالحجارة وخرج ناس يسير من أهله ومعهم الحسن بن علي وابن الزبير بين المغرب والعشاء فاتوا به حائطا من حيطان المدينة يعرف بحش كوكب خارج البقيع فصلوا عليه وجاء ناس من الأنصار ليمنعوا من الصلاة عليه فأرسل علي فمنع من رجم سريره وكف الذين راموا منع الصلاة عليه .
وفي نهج البلاغة من خطبة له في معنى قتل عثمان : لو امرت به لكنت قاتلا ، أو نهيت عنه لكنت ناصرا ، غير أن من نصره لا يستطيع أن يقول خذله من انا خير منه ، ومن خذله لا يستطيع أن يقول نصره من هو خير مني ، وانا جامع لكم امره : استأثر فأساء الأثرة وجزعتم فأسأتم الجزع ولله حكم واقع في المستأثر والجازع .
قال ابن أبي الحديد : ظاهر هذا الكلام أنه ما أمر بقتله ولا نهى عنه ولا يجوز أن يحمل هذا الكلام على ظاهره لما ثبت من عصمة دم عثمان ولما ثبت في السير والأخبار أنه كان ينهى عن قتله ؛ وأجاب بحمل النهي على المنع باليد وانما لم يمنع باليد لأنه غلب على ظنه أنه غير مؤثر فهو قد كان ينهي عنه باللسان ، هذا حاصل جوابه ، وهو يرجع إلى أنه غير قادر على المنع وهو كذلك لقلة الأنصار وخذلان الأكثر وقوة المحاصرين له وكثرتهم قال ولأجل اشتباه هذا الكلام على السامعين قال كعب بن جعيل شاعر أهل الشام من أبيات :
ارى الشام تكره أهل العرا * ق وأهل العراق لهم كارهونا
وقالوا علي امام لنا * فقلنا رضينا ابن هند رضينا
وما في علي لمستعتب * مقال سوى ضمه المحدثينا
وايثاره اليوم أهل الذنوب * ورفع القصاص عن القاتلينا
إذا سيل عنه حذا شبهة * وعمى الجواب على السائلينا
فليس براض ولا ساخط * ولا في النهاة ولا الآمرينا
ولا هو ساء ولا سره * ولا بد من بعض ذا أن يكون
قال وما قال هذا الشعر الا بعد أن نقل إلى أهل الشام كلام كثير لعلي في عثمان يجري هذا المجرى كقوله ما ساءني وما سرني وقيل له أ رضيت فقال لم ارض فقيل له أ سخطت قال لم اسخط .
واما قوله غير أن من نصره الخ فقال : معناه ان خاذليه كانوا خيرا من ناصريه لأن الذين نصروه كان أكثرهم فساقا كمروان بن الحكم وأضرابه وخذله المهاجرون والأنصار.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|