أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-04-2015
1730
التاريخ: 24-04-2015
3433
التاريخ: 2024-09-03
276
التاريخ: 13-10-2014
1683
|
يُعد تفسير القرآن الكريم من أكثر العلوم التي اعتنى بها المسلمون قديماً وحديثاً مما يعكس شدة حاجة المسلمين لذلك، مع أن القرآن عربي ونزل في بيئةٍ عربية، فلماذا هذه الضرورة الملحة؟
نحاول الإجابة عن ذلك عبر النقاط الآتية:
إن العرب في عصر نزول القرآن على الرغم من انهم قادرون على الفهم العرفي للقرآن، بيد أنهم في كثير من الأحيان كانوا يحتاجون إلى التفسير النبوي للنص.
إن القرآن نزل بلغةٍ حيوية كثر فيها المشترك والترادف والظواهر اللغوية الأخرى كالمفاهيم الشرعية التي لم تكن معروفة كمصطلح شرعي، وعليه فإن اللفظ الواحد يحتمل معاني كثيرة، لذلك فنحتاج إلى ضوابط لغوية وأصولية لتحديد المراد من النص.
عرض النص القرآني أغلب أصول (نظرية التكليف) التي تتفاوت درجة الإلزام فيها بين الترك والفعل، أو على مستوى التطبيق – كما حصل لعدي وهو من جيل نزول القرآن الذي التبس عليه الأمر في فهم الآية {كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَد} فربط في رجلِه خيطاً أبيضاً وآخر أسود[1].
وجود جملة من الأمور الغيبية التي تحتاج إلى فك رموزها واستظهار معانيها كـ (البرزخ، والصراط والميزان واللوح والقلم والعرش والكرسي والنفخ، والحروف المقطعة في القرآن). فهذه كلها كانت مثاراً للاستيضاح.
في القرآن الكريم هناك استعمال قرآني لمفاهيم أُطلق عليها (المصطلح القرآني([2]) ربما كانت جديدة على الوسط الأدبي والعلمي آنذاك: (كالمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ والظاهر والباطن والعام والخاص) فلابد من إيضاحها.
أنزل القرآن بلسان عربي مبين، وقد حوى لهجات العرب المختلفة فاحتيج إلى فهم بعض مفرداته.
ومن ناحية أسلوبه البلاغي الذي يعتمد على تعدد المدلولات والتي منها ما هو بيِّن ومنها ما هو أقلّ بياناً، ومنها أساليب الاستعارة والتشبيه لا سيما في الأمثال، وكذلك الإسناد والحذف والإيجاز والإطناب ما يتفاوت فيه الفهم الإنساني لاسيما لغير المتخصصين. كل ذلك يحتاج إلى بيان وفهم[3].
ذلك إن النصوص الأدبية – شعرية كانت أو نثرية – لها من تداعيات المعاني ما يجعل للفكر الإنساني مسرحاً للوجوه المتعددة فيها، فتحتاج إلى تفسير، فكيف بالقرآن الكريم وهو أقدس وأرقى النصوص المصوغة بأرفع أساليب البيان.
على رأي المدرسة النقدية الكلاسيكية (التقليدية)، فإن إرادة المعنى بيد صاحب النص فقد لا يكتشف القارئ أو السامع المعنى المراد إلا بصورة جزئية ولكن صاحب النص لو كشف المراد، أو أوحى لأحد المقربين بمراده لكان أكثر نفعاً وهذا ما حصل للقرآن الكريم حسب احتجاجات المدرسة التفسيرية الأثرية التي تؤمن بأن الله جعل الرسول (صل الله عليه واله وسلم) مرجعاً للقرآن وعطف عليه أولي الأمر قال تعالى:
{وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُم}[4] منعاً للاختلاف والتفسير بالرأي على غير الضوابط والأصول المنهجية.
ولكون القرآن دستور المسلمين الرباني الخاتم للشرائع فإن الحاجة الملحة لمواكبة تطور الزمني المليء بالمواضيع المستحدثة يحتم علينا إستنباط ما يكتنزهُ القرآن من حلولٍ لمشاكل عصرية لا سيما وأننا نعتقد بخلود القرآن وبيانه الشامل الدائم قال تعالى:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ}[5] لأن القرآن الكريم يمتلك عناصر الخلود الأربعة (العنصر البشري، العنصر الزماني، العنصر المكاني، العنصر الموضوعي) [6] وهذه العناصر متحركة ومتفاعلة مع بعضها والعقل البشري قادر على وفق ما تسلح به من أدوات على إستمطار الموقف من النص القرآني كناتج للمعادلة بين (النص، الواقع)[7] ولذلك فإن الحاجة إلى التفسير حاجة متنامية وكلما ابتعدنا عن عنصر النص تتنامى المستجدات، وتظهر الحاجة إلى الغوص في أعماق النص لاستجلاء الموقف.
إن الحاجة الملحة للغور في أعماق النص القرآني في هذا النص حثت الباحثين على ابتكار مناهج تفسيرية – أوصلها أحد الباحثين إلى عشرة مناهج -[8] كل ذلك التنوع ساعد على عمليات الحفر المعرفي في داخل المجال الدلالي لاستنباط الحقائق وفقاً لمتطلبات العصر ومن هذه المناهج المهمة والفعالة (المنهج الموضوعي).
كلُ ما تقدم جواب شافٍ وكافٍ لمسألة حاجتنا لتفسير النص القرآني.
[1] أخرجهُ البخاري 8/31 في كتاب التفسير باب – كلو واشربوا، وأخرجهُ مسلم في كتاب الصيام 2/766 كتاب الصيام باب 23 ج1090.
[2] راجع: المصطلح القرآني، د. عبد الأمير زاهد، قضايا لغوية قرآنية، الفصل السادس أسس المصطلح القرآني / 155-183.
[3] د. محمد حسين الصغير، مجاز القرآن، دار الشؤون الثقافية العامة ط1 / 1994.
[4] النساء / 83.
[5] النحل / 89.
[6] داود العطار، علوم القرآن، 52-54.
[7] د. عبد الأمير زاهد، إشكالية التأويل، بحث منشور في مجلة السدير، العدد 4، السنة الثانية 3، النجف الأشرف.
[8] د. محمد حسين الصغير، المبادئ العامة للتفسير، ص127.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|