أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2014
2198
التاريخ: 22-04-2015
2535
التاريخ: 8-10-2014
2119
التاريخ: 7-12-2015
2114
|
الآثار المشؤومة لملكة الفسق النفسانية
قال تعالى : {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 27].
إن مبدأ الفعل الإرادي في الإنسان، هو الإخبار العلمي والميل العملي لديه، وإن أفعاله الاختيارية كلها مسبوقة بملكاته النفسانية، الأمر الذي يجعلها مصطبغة بصبغتها الشنيعة أو متلبسة بحلتها السنيعة، وإذا ما عبئت ملكة الفضيلة العلمية والعملية في روح الإنسان الواعي، فسيكون باستمرار منشأ لفعل الخير، الواجب منه والمستحب، على مختلف الصعد؛ كما أنه إذا أصبحت التقوى ملكة في قلب امرئ لظهر من مثل هذا الإنسان المتقي، وبشكل متواصل، الإيمان بالغيب (بكل مصاديق الغيب الديني)، وإقامة الصلاة، والإنفاق مما رزق الله، والإيمان بكل ما نزل من عند الله (سواء ما نزل من قرآن على خاتم الأنبياء (صلى الله عليه واله وسلم)أو ما نزل من كتب سماوية أخرى على ما سبقه من الرسل) والإيمان بالقيامة، وإن الآيات من الثانية إلى الرابعة من سورة البقرة لشاهد صادق على ذلك؛ ذلك لأنه اتي فيها على ذكر تقوى المتقين بصورة الوصف (الصفة المشبهة) وليس بصورة الفعل. ثم عدت حينذاك الأفعال الخمسة المشار إليها، والتي جاءت بصيغة الفعل المضارع الدال على التجدد والاستمرار، حصيلة ذلك الوصف النفساني؛ بمعنى أن كافة أفعال الخير التدريجية هي وليدة الملكة الراسخة والنفسانية للتقوى.
ويقابل ذلك الإتيان بملكة الفسق النفسانية أولا بصورة الصفة المشبهة، لا بصيغة اسم الفاعل؛ ثم يأتي ذكر آثارها المشؤومة التدريجية في الآية محل البحث بصورة ثلاثة أفعال بصيغة الفعل المضارع، لتتم الدالة على أن سر التدرج والاستمرار في نقض العهد الإلهي، ولغز القطع التدريجي والمستمر لما امر به أن يوصل، ورمز الإفساد التدريجي الموسع والمتنامي في أطراف الأرض هو رسوخ الملكة النفسانية للفسق.
وبقياس مختصر للمدح والقدح، وتقييم بسيط للكمال والوبال، سيصبح معلوماً أن كل ما جاء في الآيات من الثانية إلى الرابعة من سورة البقرة كمحور لما ظفر به المتقون من ثمار، هو مدعاة لحرمان الفاسقين في الآيتين 26 و27 من السورة ذاتها؛ أي إن ما يغزله صاحب ملكة التقوى، يأتي المبتلى بالفسق الباطني لينقضه ويفك خيوط غزله. فالمتقون - قهراً يحشرون في المعاد بثياب التقوى المنسوجة من الحرير، أما الفاسقون والمجرمون فسيحشرون يوم القيامة عري الأبدان:
من يزرع الشوك يجني نفس ما زرعا وصانع الخير يلقـا عين ما صنعـا(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. في إشارة إلى بيت من الشعر الفارسي للشاعر الإيراني فردوسي من ديوانه «شاهنامه»:
اكر بار خار است خود كشته اى وكر پرنيان است خود رشتهاى
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|