المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5716 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


فضل سجدة الشكر وما يُقرَأ فيها وآدابها.  
  
1715   10:39 صباحاً   التاريخ: 2023-07-01
المؤلف : الشيخ عبد الله حسن آل درويش.
الكتاب أو المصدر : أدعية أهل البيت (عليهم السلام) في تعقيب الصلوات.
الجزء والصفحة : ص 246 ـ 272.
القسم : الاخلاق و الادعية / إضاءات أخلاقية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-2-2022 1511
التاريخ: 20-5-2022 833
التاريخ: 26-9-2021 1242
التاريخ: 21-5-2019 1134

سجدة الشكر وفضلها:

قال السيد اليزدي (رحمه الله) في العروة الوثقى: ج 1 ص 704، (مسألة 23): يستحب سجود الشكر بعد كل صلاة فريضة كانت أو نافلة.

وقال العلامة الحلي (رحمه الله) في منتهى المطلب: ج 1 ص 302: يستحب السجدة عند الفراغ من الفرائض لرواية مرازم، لأنها مظنة التعبد، وموضع الخضوع والشكر على التوفيق لأداء العبادة، وعند تجدد النعم ودفع النقم، لأن شكر المنعم واجب عقلاً، وأبلغ أنواعه السجود على ما روي أن منتهى العبادة من ابن آدم لله تعالى السجود، وأن أقرب ما يكون العبد إلى الله عزوجل إذا كان في سجوده لقوله: (واسجُد واقترب).

وقال الميرزا القمي (رحمه الله) في غنائم الأيام: ج 3 ص 93: تستحب سجدتا الشكر عقيب الصلاة شكراً على التوفيق لأدائها، قال في التذكرة: إنه مذهب علمائنا خلافاً للجمهور.

ويدل على ذلك روايات كثيرة، ففي صحيحة مرازم عن الصادق (عليه السلام)، قال: سجدة الشكر واجبة على كل مسلم، تتم بها صلاتك، ويرضى بها ربك، وتعجب الملائكة منك، وأن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تبارك وتعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة، ويقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي، أدى فرضي، وأتم عهدي، ثم سجد لي شكراً على ما أنعمت به عليه، ملائكتي ماذا له عندي؟ قال، فتقول الملائكة: يا ربنا رحمتك، ثم يقول الرب تبارك وتعالى: ثم ماذا له؟ فتقول الملائكة: يا ربنا جنتك، ثم يقول الرب تبارك وتعالى: ثم ماذا له؟ فتقول الملائكة: يا ربنا كفاية مهمة، فيقول الله تبارك وتعالى: ثم ماذا؟ قال: فلا يبقى شيء من الخير إلّا قالته الملائكة، فيقول الله تبارك وتعالى: يا ملائكتي ثم ماذا؟ فتقول الملائكة: ربنا لا علم لنا، قال، فيقول الله تبارك وتعالى: أشكر له كما شكر لي، وأقبل إليه بفضلي، وأُريه وجهي (راجع: مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي: ص 286).

وفي التهذيب: ج 2 ص 110 ح 183: (وأريه رحمتي).

والأخبار في هذا الباب كثيرة.

قال (رحمه الله): بقي الكلام في محلهما، قيل: يستحب جعلهما خاتمة للتعقيب، ويمكن أن يستدل عليه بما رواه الصدوق رحمه الله تعالى في الفقيه: ج 1 ص 332 ح 971، مرسلاً، قال: كان أبو الحسن موسى بن جعفر عليه ‌السلام يسجد بعدما يصلي، فلا يرفع رأسه حتى يتعالى النهار (انتهى ما جاء في كتاب غنائم الأيام).

وفي بحار الأنوار: ج 83 ص 216 ح 31، عن جامع البزنطي، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد، فادع الله واسأله الرزق.

وفي الكافي: ج 3 ص 324 ح 11: عن عبد الله بن هلال، ولفظه قال: شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) تفرق أموالنا وما دخل علينا، فقال: عليك بالدعاء وأنت ساجد، فإن أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد ... الحديث.

وفي الاحتجاج: ص 272: كتب الحميري إلى القائم عليه ‌السلام يسأله عن سجدة الشكر بعد الفريضة، فإن بعض أصحابنا ذكر أنها بدعة، فهل يجوز أن يسجدها الرجل بعد الفريضة؟ وإن جاز ففي صلاة المغرب هي بعد الفريضة أو بعد الأربع ركعات النافلة؟ فأجاب (عليه السلام): سجدة الشكر من ألزم السنن وأوجبها، ولم يقل إن هذه السجدة بدعة إلّا من أراد أن يحدث في دين الله بدعة، وأما الخبر المروي فيها بعد صلاة المغرب والاختلاف في أنها بعد الثلاث أو بعد الأربع، فإن فضل الدعاء والتسبيح بعد الفرائض على الدعاء بعقيب النوافل، كفضل الفرائض على النوافل، والسجدة دعاء وتسبيح، والأفضل أن يكون بعد الفرض، فإن جعلت بعد النوافل أيضاً جاز.

قال العلامة المجلسي (رحمه الله تعالى) في بحار الأنوار: ج 83 ص 194 ـ 195، بعدما أورد الرواية السابقة: (بيان) يدل على جواز السجدة في المغرب قبل النوافل وبعدها، وأن التقديم أفضل، وهو أقرب، وبه يجمع بين الأخبار، ولا يبعد أن يكون ما ورد من التأخير محمولاً على التقية، لأنهم بعد الفريضة يتفقدون من يسجد ومن لا يسجد، ويُشعر به بعض الأخبار أيضاً.

وذهب أكثر الأصحاب إلى أفضلية التأخير قال في المنتهى: سجود الشكر في المغرب ينبغي أن يكون بعد نافلتها، لما رواه الشيخ عن حفص الجوهري قال: صلى أبو الحسن علي بن محمد عليهم السلام صلاة المغرب فسجد سجدة الشكر بعد السابعة، فقلت له: كان آباؤك يسجدون بعد الثالثة؟ فقال: ما كان أحد من آبائي يسجد إلّا بعد السبع (راجع: التهذيب: ج 1 ص 167).

وقد روى جواز التقديم بعد المغرب جهم بن أبي جهمة قال: رأيت موسى بن جعفر (عليه السلام) وقد سجد بعد ثلاث ركعات من المغرب، فقلت له: جعلت فداك رأيتك سجدت بعد الثلاث، فقال: ورأيتني؟ قلت: نعم، قال: فلا تدعها فإنّ الدعاء فيها مستجاب. انتهى.

قال الشيخ المجلسي (رحمه الله تعالى): أقول: وهذا مما يومي إلى التقية في التأخير فلا تغفل، وسيأتي في خبر ابن أبي الضحاك عن الرضا عليه ‌السلام أنه سجد قبل النافلة وقال في الذكرى: في موضع سجدتي الشكر بعد المغرب روايتان يجوز العمل بهما مع إمكان حمل رواية الكاظم (عليه السلام) على سجدة مطلقة، وإن كان بعيداً.. انتهى، ولعل إيقاعها في الموضعين أفضل وأحوط، إذ يظهر من كثير من الأخبار استحبابها بعد النافلة مطلقاً أيضاً. انتهى كلام العلامة المجلسي رحمه الله تعالى.

استحباب سجدة الشكر عند تجدد النعم:

قال المحقق الحلي (رحمه الله تعالى) في شرائع الإسلام: ج 1 ص 70: سجدتا الشكر مستحبتان عند تجدد النعم، ودفع النقم، وعقيب الصلوات، ويستحب بينهما التعفير.

قال السيد الخوئي (رحمه الله) في منهاج الصالحين: ج 1 ص 178: (مسألة 657) يستحب السجود ـ شكراً لله تعالى ـ عند تجدد كل نعمة، ودفع كل نقمة، وعند تذكر ذلك، والتوفيق لأداء كل فريضة ونافلة، بل كل فعل خير، ومنه إصلاح ذات البين، ويكفي سجدة واحدة، والأفضل سجدتان، فيفصل بينهما بتعفير الخدين، أو الجبينين أو الجميع، مقدماً الأيمن على الأيسر، ثم وضع الجبهة ثانياً...

وجاء في علل الشرائع: ج 1 ص 222، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): إن أبي علي بن الحسين (عليها‌ السلام) ما ذكر لله عزوجل نعمة عليه إلّا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله عزوجل فيها سجود إلّا سجد، ولا دفع الله عزوجل عنه سوءً يخشاه أو كيد كائد إلّا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلّا سجد، ولا وفق لإصلاح بين اثنين إلّا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده، فسمي السجاد لذلك.

وفي كتاب ثواب الأعمال: ص 32، عن ذريح المحاربي قال: قال: أبو عبد الله (عليه السلام): أيما مؤمن سجد لله سجدة لشكر نعمة في غير صلاة، كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات في الجنان.

وفي بحار الأنوار: ج 83 ص 219 ح 38، عن كتاب مشكاة الأنوار: نقلاً من كتاب المحاسن عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سجد سجدة ليشكر نعمة، وهو متوضئ كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر خطيئات عظام.

وفي بصائر الدرجات: ص 495، عن معاوية بن وهب قال: كنت مع أبي عبد الله عليه‌ السلام بالمدينة وهو راكب حماره، فنزل وقد كنا صرنا إلى السوق أو قريباً من السوق، قال: فنزل وسجد وأطال السجود، وأنا أنتظره، ثم رفع رأسه. قال: قلت: جعلت فداك، رأيتك نزلت فسجدت، قال: إنّي ذكرت نعمة الله عليّ، قال: قلت: قرب السوق والناس يجيئون ويذهبون؟ قال: إنّه لم يرني أحد.

وروى الشيخ الصدوق (رحمه الله تعالى) في الأمالي: ص 304، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه ‌السلام) قال: بينا رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله ‌وسلم) يسير مع بعض أصحابه في بعض طرق المدينة، إذ ثنى رجله عن دابته ثم خر ساجداً، فأطال في سجوده ثم رفع رأسه فعاد ثم ركب، فقال له أصحابه: يا رسول الله رأيناك ثنيت رجلك عن دابتك ثم سجدت فأطلت السجود؟

فقال (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم): إنّ جبرئيل (عليه السلام) أتاني فأقرأني السلام من ربي وبشرني أنه لن يخزيني في أمتي، فلم يكن لي مال فأتصدق به، ولا مملوك فأعتقه، فأحببت أن أشكر ربي عزوجل.

قال العلامة المجلسي (رحمه الله تعالى) معقباً على الحديث الشريف في بحار الأنوار: ج 83 ص 196 ـ 197:

(بيان) يدل على استحباب سجدة الشكر عند تجدد النعم مطلقاً، ولا خلاف فيه بين الأصحاب، قال الشيخ البهائي رحمه الله تعالى: أطبق علماؤنا رضي ‌الله ‌عنهم على ندبية سجود الشكر عند تجدد النعم، ودفع النقم، وكما يستحب لشكر النعمة المتجددة فالظاهر كما قاله شيخنا في الذكرى: أنه يستحب عند تذكر النعم، وإن لم تكن متجددة، وقد أجمع علماؤنا على استحباب السجود أيضاً عقيب الصلاة شكراً على التوفيق لأدائها.

وفي علل الشرائع: ج 1 ص 23، عن ابن أبي عمير، عمن ذكره قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لِمَ اتخذ الله إبراهيم خليلاً؟ قال: لكثرة سجوده على الأرض.

آداب السجود:

قال السيد الخوئي رحمه الله تعالى في (منهاج الصالحين : ج 1 ص 179) : (مسألة 657) ... ويستحب فيه افتراش الذراعين، وإلصاق الصدر والبطن بالأرض، وأن يمسح موضع سجوده بيده، ثم يمرها على وجهه، ومقاديم بدنه، وأن يقول فيه : شكراً لله، شكراً لله، أو مائة مرة : شكراً شكراً، أو مائة مرة : عفواً عفواً، أو مائة مرة : الحمد لله شكراً، وكلما قاله عشر مرات قال : شكراً للمجيب، ثم يقول : يَا ذَا الْمَنِّ الَّذِي لاَ يَنْقَطِعُ أبَدَاً، وَلاَ يُحْصِيْهِ غَيْرُهُ عَدَداً، وَيَا ذَا المَعْرُوفِ الَّذِي لاَ يَنْفَذُ أبَدَاً، يَا كَرِيْمُ يَا كَرِيْمُ يَا كَرِيْمُ، ثم يدعو ويتضرع ويذكر حاجته، وقد ورد في بعض الروايات غير ذلك، والأحوط فيه السجود على ما يصح السجود عليه، والسجود على المساجد السبعة.

تعفير الخدين في السجود:

قال العلامة الحلي (رحمه الله تعالى) في (منتهى المطلب: ج 1 ص 302): يستحب التعفير في السجود للشكر، وهو أن يضع خده الأيمن على الأرض عقيب السجود ثم خده الأيسر، ذهب إليه علماؤنا أجمع، ولم يعتبره الجمهور.

لنا: أنه موضع استكانة وتذلل، وما ذكرناه أبلغ فيه، فيكون مطلوباً، ويؤيده ما رواه الشيخ في الموثق، عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان موسى بن عمران (عليه السلام) إذا صلى لم ينفتل حتى يلصق خده الأيمن بالأرض، وخده الأيسر بالأرض، وقال هو إسحاق بن عمار بن موسى الساباطي: رأيت من آبائي من يفعل ذلك.

وفي مكارم الأخلاق ص 286، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى (عليه السلام): أتدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي؟ قال موسى (عليه السلام): لا يا رب، قال تعالى: يا موسى إني قلّبت عبادي ظهراً لبطن فلم أجد فيهم أحداً أذل لي نفساً منك، يا موسى إنك إذا صليت وضعت خديك على التراب.

التذلل والخشوع في السجود:

قال السيد الخوئي رحمه الله تعالى في (منهاج الصالحين: ج 1 ص 179): (مسألة 658) يستحب السجود بقصد التذلل لله تعالى، بل هو من أعظم العبادات، وقد ورد أنه أقرب ما يكون العبد إلى الله تعالى وهو ساجد، ويستحب إطالته.

وقال السيد رضي الدين ابن طاووس قدس الله سرّه وشرف قدره: في (فلاح السائل: ص 330 ـ 332): فإذا فرغت من ذلك فاسجد سجدة الشكر، سجدة من يعرف أنه يريد زيادة القرب من المالك المعبود بالخضوع والسجود، وكن متأهباً كما يتأهب العبد الحقير إذا أراد التقرب من مولاه العظيم الكبير، فكن على أقل المراتب حاضر القلب مجتمع الخواطر، وإلاّ فأنت متى سجدت على الغفلة كالهالك أو المخاطر.

وانظر كيف كان سجود مولانا الكاظم (عليه السلام)، وما تضمن من الذل والعبودية كما نرويه لك، وهو قدوة يدعو إلى الله جل جلاله ويهدي إليه، ولا تقل ما أقدر على سلوك ذلك السبيل، وقل لنفسك: ويحكِ كيف تقولين ما أقدر ولو وقفتِ بين يدي سلطان جليل كنتِ على صفة عبد ذليل، فمثل ما تذلين للملوك من مماليك مولاكِ كذا يكون تذللكِ له، فإنكِ إن كنتِ ما ترينه فإنه يراكِ، فلو كنتِ ما تقدرين ما عملتِ ذلك التذلل مع المملوك من مماليك سلطان العالمين، ولو قالوا لكِ: ما عليكِ منا خوف وأنتِ من الآمنين ما زادكِ ذلك إلّا تذللاً لهم، وخضوعاً في حضرتهم لتتقربي إليهم وإلى محبتهم.

فلا تعذر نفسك إذا كانت منزلة الملوك من العباد أرفع عندها من حرمة سلطان الدنيا والمعاد، وإذا الخواص يكون سجودهم على ما سيأتي ذكره من الخضوع فينبغي أن تكون أنت أي صاحب الجنايات على أضعاف ذلك من الخوف والخشوع.

من الدعوات الواردة في السجود:

من أدعية النبي (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله ‌وسلم) في السجود وبعده:

عن اختيار ابن الباقي كما في (بحار الأنوار، المجلسي: ج 83 ص 239 ح 63): كانت ليلتي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإذا أنا به ساجد كالثوب الطريح فسمعته يقول:

سَجَدَ لَكَ سَوَادِي، وَآمَنَ بِهِ فُؤَادِي، رَبِّ هَذِهِ يَدَايَ وَمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي، يَا عَظِيْمَاً يُرْجَى لِكُلِّ عَظِيمٍ، اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ العَظِيْمَةَ.

ثم قال: إن جبرئيل (عليه السلام) علمني ذلك وأمرني أن أقول هذه الكلمات التي سمعتها، فقوليها في سجودكِ، فمن قالها في سجوده لم يرفع رأسه حتى يغفر له.

وفي الكافي: ج 3 ص 324 ح 12، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال وهو ساجدٌ باكٍ:

سَجَدَ لَكَ سَوَادِي، وَخَيَالِي، وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي، أبُوءُ إلَيْكَ بِالنِّعَمِ، وَأعْتَرِفُ لَكَ بِالذَّنْبِ العَظِيْمِ، عَمِلْتُ سُوْءَاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي إنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيْمَ إلّا أنْتَ، أعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ نَقِمَتِكَ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْكَ لاَ أبْلُغُ مَدْحَكَ وَالثَّنَاءَ عَلَيْكَ، أنْتَ كَمَا أثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ، أسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إلَيْكَ.

وفي (بحار الأنوار ج 83 ص 217) عن عبد الله بن سنان في سياقة أحاديثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقول إذا وضع وجهه للسجود: اللَّهُمَّ مَغْفِرَتُكَ أوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي، وَرَحْمَتُكَ أرْجَى عِنْدِي مِنْ عَمَلِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي يَا حَيُّ لاَ يَمُوتُ.

وفي (فلاح السائل: ص 333): فإذا رفعت رأسك من السجود، فقل ما ذكره كردين بن مسمع في كتابه المعروف بإسناده فيه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه كان إذا أراد الانصراف من الصلاة مسح جبهته بيده اليمنى ثم يقول: لَكَ الْحَمْدُ لاَ إلَهَ إلّا أنْتَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، الرَّحْمَنُ الرَّحِيْمُ، أذْهِبْ عَنِّي الْغَمَّ وَالْحُزْنَ وَالْفِتَنَ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.

وقال: ما أحد من أمتي يقول ذلك إلّا أعطاه الله ما سأل.

قال: وروي لنا في حديث آخر أنك إذا أردت أن تقول هذه الكلمات، فامسح يدك اليمنى على موضع سجودك ثلاث مرات، وامسح في كل مرة وجهك، وأنت تقول في كل مرة هذه الكلمات المذكورة.

من أدعية أمير المؤمنين (عليه السلام):

في الكافي: ج 3 ص 325، روي أنه كان (عليه السلام) يقول وهو ساجد:

ارْحَمْ ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَتَضَرُّعِي إلَيْكَ، وَوَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ، وَآنِسْنِي بِكَ يَا كَرِيمُ.

وكان يقول (عليه السلام) أيضاً كما روي:

وَعَظْتَنِي فَلَمْ أَتَّعِظْ، وَزَجَرْتَنِي عَنْ مَحَارِمِكَ فَلَمْ أنْزَجِرْ، وَغَمَرَتْنِي أيادِيْكَ فَمَا شَكَرْتُ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ يا كَرِيمُ أسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المَوتِ، وَأسْأَلُكَ العَفْوَ عِنْدَ الحِسَابِ.

وعن فقه الرضا عليه‌ السلام: ص 141: قال (عليه السلام) وكان أمير المؤمنين عليه ‌السلام يقول في سجوده:

اللَّهُمَّ ارْحَمْ ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَتَضَرُّعِي إلَيْكَ، وَوَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ، وأُنْسِي إلَيْكَ يَا كَرِيْمُ فَإنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، أتَقَلَّبُ في قَبْضَتِكَ، يَا ذَا المَنِّ وَالْفَضْلِ وَالجُودِ وَالغِنَى وَالكَرَمِ ارْحَمْ ضَعْفِي وَشَيْبَتِي مِنَ النَّارِ يَا كَرِيمُ.

قال العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار: ج 83 ص 217 ح 33: نقل من خط الشهيد رحمه الله قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أحب الكلام إلى الله تعالى أن يقول العبد وهو ساجد: إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فأغفالي. ثلاثاً.

وعن قرب الإسناد الحميري: ص 1 ح 1، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: كان على (عليه السلام) يقول في دعائه وهو ساجد: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أنْ تَبْتَلِيَنِي بِبَلِيَّةٍ تَدْعُونِي ضَرُورَتُهَا عَلَى أنْ أتَغَوَّثَ بِشَيءٍ مِنْ مَعَاصِيْكَ، اللَّهُمَّ وَلاَ تَجْعَلْ بِي حَاجَةً إلَى أحَدٍ مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَلِئَامِهِمْ، فَإنْ جَعَلْتَ بِي حَاجَةً إلى أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَاجْعَلْهَا إلَى أحْسَنِهِمْ وَجْهَاً وَخَلْقَاً وَخُلُقَاً، وَأسْخَاهُمْ بِهَا نَفْسَاً، وَأطْلَقِهِمْ بِهَا لِسَانَاً، وَأسْمَحِهِمْ بِهَا كَفَّاً، وَأَقَلِّهِمْ بِهَا عَلَيَّ امْتِنَانَاً.

من أدعية الإمام زين العابدين (عليه السلام):

روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) في (الأمالي: ص 389 ح 12) عن الثمالي قال: دخلت مسجد الكوفة فإذا أنا برجل عند الاسطوانة السابعة قائماً يصلي يحسن ركوعه وسجوده، فجئت لأنظر إليه فسبقني إلى السجود فسمعته يقول في سجوده:

اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ فَقَدْ أطَعْتُكَ في أحَبِّ الأشْيَاءِ إلَيْكَ وَهُوَ الإيْمَانُ بِكَ، مَنَّاً مِنْكَ بِهِ عَلَيَّ لاَ مَنٌّ بِهِ مِنِّي عَلَيْكَ، وَلَمْ أعْصِكَ في أبْغَضِ الأشْيَاءِ إلَيْكَ : لَمْ أدَّعِ لَكَ وَلَداً، وَلَمْ أتَّخِذْ لَكَ شَرِيكاً، مَنَّاً مِنْكَ عَلَيَّ لاَ مَنٌّ مِنِّي عَلَيْكَ، وَعَصَيْتُكَ في أشْيَاءَ عَلَى غَيْرِ مُكَاثَرَةٍ وَلاَ مُكَابَرَةٍ، وَلاَ اسْتِكْبَارٍ عَنْ عِبَادَتِكَ، وَلاَ جُحُودٍ لِرُبُوبِيَّتِكَ، وَلَكِنِ اتَّبَعْتُ هَوَايَ وَأضَلَّنِي الشَّيْطَانُ بَعْدَ الحُجَّةِ وَالْبَيَانِ، فَإنْ تُعَذِّبْنِي غَيْرَ ظَالِمٍ لِي، وَإنْ تَرْحَمْنِي فَبِجَودِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.

ثم انفتل وخرج من باب كندة، فتبعته حتى أتى مناخ الكلبيين، فمر بأسود فأمره بشيء لم أفهمه، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا علي بن الحسين عليها‌السلام، فقلت: جعلني الله فداك ما أقدمك هذا الموضع؟ فقال: هذا الذي رأيت.

قال السيد ابن طاووس (رحمه الله تعالى) في (فلاح السائل: ص 365) في تعقيب صلاة العصر: ثم اسجد وقل ما ذكر جدي السعيد أبو جعفر الطوسي رضوان الله عليه أن مولانا علي بن الحسين عليها‌السلام كان يقول صلوات الله عليه إذا سجد، يقول مائة مرة: الْحَمْدُ للهِ شُكْرَاً، وكلما قال عشر مرات قال: شُكْرَاً لِلْمُجِيبِ، ثم يقول: يَا ذَا الْمَنِّ الدَّائِمِ الَّذِي لاَ يَنْقَطِعُ أبَداً، وَلاَ يُحصِيهِ غَيْرُهُ، وَيَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذي لاَ يَنْفَدُ أبَداً، يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ. ثم يدعو ويتضرع ويذكر حاجته ثم يقول: لَكَ الْحَمْدُ إنْ أطَعْتُكَ، وَلَكَ الحُجَّةُ إنْ عَصَيْتُكَ، لأصنع لِي وَلاَ لِغَيْري في إحْسَانٍ مِنْكَ في حَالِ الحَسَنَةِ، يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ، وَصِلْ بِجَمِيْعِ مَا سَألْتُكَ وَسْألَكَ مَنْ في مَشَارِقِ الأرْضِ وَمَغَارِبِهَا مِنَ المُؤمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَابْدَأْ بِهِمْ وَثَنِّ بِي بِرَحْمَتِكَ. ثم يضع خده الأيمن على الأرض ويقول: اللَّهُمَّ لاَ تَسْلُبْنِي مَا أنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ وِلاَيَتِكَ وَوِلايَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلاَمُ.

ثم يضع خده الأيسر على الأرض ويقول مثل ذلك هذه آخر الرواية.

قال: ثم ادع بما أحببت، وإن شئت قلت وأنت ساجد:

اللَّهُمَّ لَكَ قَصَدْتُ، وَإلَيْكَ اعْتَمَدْتُ وَأرَدْتُ، وَبِكَ وَثِقْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَأنْتَ عَالِمٌ بِمَا أرَدْتُ. فقد روي أن من قال ذلك لم يرفع رأسه حتى تقضى حاجته إن شاء الله تعالى.

وفي (الكافي: ج 3 ص 321) من دعاء الإمام الباقر (عليه السلام) وهو ساجد وقد سمع حنينه: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي حَقَّاً حَقَّاً، سَجَدْتُ لَكَ يَا رَبِّ تَعَبُّدَاً وَرِقَّاً، اللَّهُمَّ إنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضَاعِفْهُ لِي، اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ، وَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيْمُ. قال: وكان أبو جعفر (عليه السلام) يقول وهو ساجد:

لاَ إلَهَ إلّا أنْتَ حَقَّاً حَقَّاً، سَجَدْتُ لَكَ يَا رَبِّ تَعَبُّدَاً وَرِقَّاً، يَا عَظِيمُ إنَّ عَمَلِي ضَعِيْفٌ فَضَاعِفْهُ لِي، يَا كَرِيمُ يَا حَنَّانُ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَجُرْمِي، وَتَقَّبَّلْ عَمَلِي يَا كَرِيمُ يَا جَبَّارُ، أعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ أخِيْبَ أوْ أحْمِلَ ظُلْمَاً، اللَّهُمَّ مِنْكَ النِّعْمَةُ وَأنْتَ تَرْزُقُ شُكْرَهَا، وَعَلَيْكَ يَكُونُ ثَوَابُ مَا تَفَضَّلْتَ بِهِ مِنْ ثَوَابِهَا بِفَضْلِ طَوْلِكَ وَبِكَرِيْمِ عَائِدَتِكَ.

من أدعية الإمام الصادق (عليه السلام):

في (الكافي: ج 3 ص 325) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان يقول في سجوده: سَجَدَ وَجْهِيَ الْبَالِي لِوَجْهِكَ الْبَاقِي الدَّائِمِ العَظِيمِ، سَجَدَ وَجْهِيَ الذَّلِيلُ لِوَجْهِكَ العَزِيزِ، سَجَدَ وَجْهِيَ الفَقِيرُ لِوَجْهِ رَبِّي الغَنِيِّ الكَرِيمِ العَلِيِّ العَظِيمِ، رَبِّ أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا كَانَ وَأسْتَغْفِرُكَ مِمَّا يَكُونُ، رَبِّ لاَ تُجْهِدُ بَلائِي، رَبِّ لاَ تُشْمِتُ بِي أعْدَائِي، رَبِّ لاَ تُسِئْ قَضَائِي، رَبِّ إنَّهُ لاَ دَافِعَ وَلاَ مَانِعَ إلّا أنْتَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ سَطَوَاتِكَ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ جَمِيْعِ غَضَبِكَ وَسَخَطِكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إلَهَ إلّا أنْتَ رَبُّ الْعَالَمِيْنَ.

وفي (بحار الأنوار، المجلسي: ج 83 ص 229) قال: وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول في سجدته: يَا كَائِنُ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ، وَيَا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيءٍ، لاَ تَفْضَحْنِي فَإنَّكَ بِي عَالِمٌ وَلاَ تُعَذِّبْنِي فَإنَّكَ عَلَيَّ قَادِرٌ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَدِيلِ عِنْدَ المَوْتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَرْجِعِ في الْقَبْرِ، وَمِنَ النَّدَامَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ، اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ عِيْشَةً نَقِيَّةً، وَمِيْتَةً سَوِيَّةً، وَمُنْقَلَبَاً كَرِيمَاً غَيْرَ مُخْزٍ وَلاَ فَاضِحٍ.

وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول: اللَّهُمَّ إنَّ مَغْفِرَتَكَ أوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي، وَرَحْمَتَكَ أرْجَى عِنْدِي مِنْ عَمَلِي، فَاغْفِرْ لِي يَا حَيُّ وَمَنْ لاَ يَمُوتُ.

من أدعية الإمام الكاظم (عليه السلام):

عن إرشاد المفيد رحمه الله تعالى: ص 277: قال: كان أبو الحسن موسى عليه‌ السلام أعبد أهل زمانه ـ إلى أن قال: وروي أنه كان يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح، ثم يعقب حتى تطلع الشمس، ويخر لله ساجداً فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتى يقرب زوال الشمس. وكان يدعو كثيراً فيقول:

اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المَوْتِ، وَالْعَفْوَ عِنْدِ الْحِسَابِ. ويكرر ذلك.

وفي دلائل الإمامة: ص 310، قال: وكان يُدعى (العبد الصالح) من عبادته واجتهاده. وقيل : إنه دخل مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسجد سجدة في أول الليل، وسمع وهو يقول في سجوده : عَظُمَ الذَنْبُ مِنْ عَبْدِكَ، فَليْحَسُنْ العَفو مِنْ عِنْدكَ، يَا أهلَ التَقْوى، وَيَا أهْلَ المْغفِرَة. وجعل يرددها حتى أصبح.

وروي عن سليمان بن حفص المروزي قال: كتبت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) في سجدة الشكر فكتب إليَّ: مائة مرة: شُكراً شكراً، وإن شئت: عفواً عفواً.

وفي (الكافي: ج 3 ص 325) عن محمد بن سليمان عن أبيه قال: خرجت مع أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) إلى بعض أمواله، فقام إلى صلاة الظهر، فلما فرغ خر لله ساجداً، فسمعته يقول بصوت حزين وتغرغر دموعه:

رَبِّ عَصَيْتُكَ بِلِسَانِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لأَخْرَسْتَنِي، وَعَصَيْتُكَ بِبَصَرِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لأمهتني، وَعَصَيْتُكَ بِسَمْعِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لأَصْمَمْتَنِي، وَعَصَيْتُكَ بِيَدِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لَكَنَعْتَنِي، وَعَصَيْتُكَ بِرِجْلِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لجزمتني، وَعَصَيْتُكَ بِفَرْجِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لَعَقَمْتَنِي، وَعَصَيْتُكَ بِجَمِيعِ جَوَارِحِيَ الَّتِي أنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ وَلَيْسَ هَذَا جَزَاءَكَ مِنِّي.

قال: ثم أحصيت له ألف مرة وهو يقول: الْعَفْوَ الْعَفْوَ.

قال: ثم ألصق خده الأيمن بالأرض فسمعته وهو يقول، بصوت حزين:

بُؤْتُ إلَيْكَ بِذَنْبِي، عَمِلْتُ سُوْءَاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي، فأغفالي فَإنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُنُوبَ غَيْرُكَ يَا مَوْلاَيَ. ثلاث مرات.

ثم ألصق خده الأيسر بالأرض فسمعته يقول:

ارْحَمْ مَنْ أَسَاءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكَانَ وَاعْتَرَفَ. (ثلاث مرات) ثم رفع رأسه.

ممّا يُدعَى به للمؤمنين في السجود:

قال السيد ابن طاووس (رحمه الله تعالى) في فلاح السائل: ص 334 ـ 335، قال جدي السعيد أبو جعفر الطوسي (رضوان الله عليه): ويستحب أن يدعو لإخوانه المؤمنين في سجوده، ويقول أيضاً:

اللَّهُمَّ رَبَّ الفَجْرِ وَاللَّيَالِي العَشْرِ، وَالشَّفْعِ وَالوَتْرِ وَاللَّيْلِ إذَا يَسْرِ، وَرَبَّ كُلِّ شَيءٍ وَإلَهَ كُلِّ شَيءٍ وَخَالِقَ كُلِّ شَيءٍ وَمَلِيْكَ كُلِّ شَيءٍ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَافْعَلْ بِي وَبِفُلاَن مَا أنْتَ أهْلُهُ وَلاَ تَفْعَلْ بِنَا مَا نَحْنُ أهْلُهُ فَإنَّكَ أهْلُ التَّقْوَى وَأهْلُ المَغْفِرَةِ.

ثم ارفع رأسك وقل: اللَّهُمَّ أعْطِ مُحَمَّدَاً وَآلَ مُحَمَّدٍ السَّعَادَةَ في الرُّشْدِ، وإيمَانَ اليُسْرِ وَفَضِيْلَةً في النِّعَمِ، وَهَنَاءَةً في العِلْمِ حَتَّى تُشَرِّفَهُمْ عَلَى كُلِّ شَريفٍ، الحَمْدُ للهِ وَلِيِّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَصَاحِبِ كُلِّ حَسَنَةٍ، وَمُنْتَهَى كُلِّ رَغْبَةٍ، لَمْ يَخْذُلْنِي عِنْدَ شَدِيْدَةٍ، وَلَمْ يَفْضَحْنِي بِسَرِيْرَةٍ فَلِسَيِّدِي الحَمْدُ كَثِيرَاً.

ثم يقول: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كَمَا خَلَقْتَنِي وَلَمْ أكُنْ شَيْئَاً مَذْكُورَاً رَبِّ أَعِنِّي عَلَى أهْوَالِ الدُّنْيَا وَبَوَائِقِ الدَّهْرِ وَنَكَبَاتِ الزَّمَانِ، وُكُرُبَاتِ الآخِرَةِ وَمُصِيْبَاتِ اللَّيَالِي وَالأيَّامِ، وَاكْفِنِي شَرَّ مَا يَعْملُ الظَّالِمُونَ في الأرْضِ، وَفِي سَفَرِي فَاصْحَبْنِي، وَفِي أهْلِي فَاخْلُفْنِي، وَفِيْمَا رَزَقْتَنِي فَبَارِكْ لِي، وَفِي نَفْسِي لَكَ فَذَلِّلْنِي، وَفِي أعْيُنِ النَّاسِ فَعَظِّمْنِي، وَإلَيْكَ فَحَبِّبْنِي، وَبِذُنُوبِي فَلاَ تَفْضَحْنِي، وَبِعَمَلِي فَلاَ تَبْتَلِنِي، وَبِسَرِيْرَتِي فَلاَ تُخْزِنِي، وَمِنْ شَرِّ الجِنِّ وَالإنْسِ فَسَلِّمْنِي، وَلِمَحَاسِنِ الأخْلاقِ فَوَفِّقْنِي، وَمِنْ مَسَاوِىءِ الأخْلاقِ فَجَنِّبْنِي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي يَا رَبَّ المُسْتَضْعَفِينَ وأنْتَ رَبِّي، إلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أمْرِي أمْ إلَى بَعِيْدٍ فيتَجَهَّمَنِي، فإنْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَيَّ يَا رَبِّ فَلاَ أُبَالِي غَيْرَ أنَّ عَافِيَتَكَ أوْسَعُ لِي وَأَحَبُّ إلَيَّ.

أعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ الَّذِي أشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ، وَكَشَفْتَ بِهِ الظُّلْمَةَ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أمْرُ الأوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ مِنْ أنْ يَحُلَّ عَلَيَّ غَضَبُكَ أوْ يَنزِلَ بِي سَخَطُكَ، لَكَ الحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى وَبَعْدَ الرِّضَا، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلّا بِكَ.

دعاء في سجدة الشكر لطلب الرزق:

قال العلامة المجلسي رحمه الله تعالى في (البحار: ج 83 ص 216 ح 30): وفي الكتاب العتيق: دعاء في سجدة الشكر لطلب الرزق:

يَا مَنْ لاَ تَزِيْدُ مُلْكَهُ حَسَنَاتِي، وَلاَ تَشِيْنُهُ سَيِّئَاتِي، وَلاَ يَنْقُصُ خَزَائِنَهُ غِنَايَ، وَلاَ يَزِيْدُ فيهَا فَقْرِي، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأثْبِتْ رَجَاءَكَ في قَلْبِي، وَاقْطَعْ رَجَائِي عَمَّنْ سِوَاكَ، حَتَّى لاَ أرْجُوَ إلّا إيَّاكَ، وَلاَ أخَافَ إلّا مِنْكَ، وَلاَ أثِقَ إلّا بِكَ، وَلاَ أتَّكِلَ إلّا عَلَيْكَ، وَأجِرْنِي مِنْ تَحْوِيْلِ مَا أنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ في الدِّيْنِ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أيَّامَ الدُّنْيَا بِرَحْمَتِكَ يَا كَرِيْمُ.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.






وفد نيجيري يُشيد بمشروع المجمع العلمي لحفظ القرآن الكريم
الشركة العامة للبريد: للعتبة العباسية حضور فاعل في معرض المؤتمر التشاركي
العتبة العباسية تشارك في المؤتمر التشاركي الأوّل بين القطّاعين العام والخاص
في البصرة.. قسم شؤون المعارف يناقش مع مدير قصر الثقافة سبل تعزيز التعاون المشترك