أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-4-2019
1701
التاريخ: 2023-05-26
1449
التاريخ: 9-5-2017
3940
التاريخ: 22-4-2021
2595
|
كان جنكيزخان يستشير أهل العلم والاطلاع في الأمور العسكرية وإدارة شؤون الحكم؛ وكان معسكره يضم عدداً من هؤلاء، خاصة التجار ورجال القوافل المسلمين القادمين من الممالك البعيدة ولديهم الكثير من المعلومات عن أحوال البلاد خارج منغوليا. وكانوا يسدون خدمات جليله ا الجنكيز خان في هذا الشأن. وظل جهاز دولته يضم عدداً من هؤلاء حتى سنة 600هـ، وكانوا يذهبون في سفارات من قبله أو لأداء مهام أخرى له. وفي أثناء تحرك جيوشه نحو مملكة الخطا أي الصين الشمالية ذهب أحد المسلمين ويدعى جعفر برسالة منه إلى آلتون خان، فسجنه الأخير، إلا أن جعفر تمكن من الهرب وجاء إلى جنكيز خان سراً وأبلغه عن أحوال مملكة الخطا وعن آلتون خان. فجرد جنكيز جيشه إلى آلتون خان من الطريق نفسه الذي سلكه جعفر وفتح بلاد الخطا. (1) ومع أن جنكيز لم تكن تأخذه شفقة بأي من أعدائه، فقد كان يفرق بين أهل الحضر المسالمين وبين البدو اللصوص؛ فكان يقرب الأويغور والمسلمين والصينيين إليه، بينما كان يبغض المنجو والتنجغوت والترك الخوارزميين والأفغان ويقسو في تعامله معهم. وكان من أشهر المستشارين الذين اتخذهم جنكيز من أهل البلاد المتحضرة المغلوبة محمود بلواج من المسلمين وتاتاكوس من الأويغور ويلوچوت ساي من الصينيين وقد ولد الأخير وهو من الصين الشمالية في سنة 586 هـ (1190م)؛ وكان أبوه قد تولى منصب الوزارة في خدمة سلاطين كين. وقد أبدى في مطلع شبابه رغبة في تحصيل العلم والحكمة ونبغ في علم النجوم والأدب والجغرافيا وجمع الكثير من الكتب في هذه الأفرع وفي سنة 614هـ (1213م) أصبح حاكماً لمدينة بكين. وحين استولى جنكيز خان على تلك المدينة، ضم يلوچوت ساي إلى خدمته بسبب الضغينة التي كان كل أهالي الخطا يكنونها تجاه سلاطين كين. وقد لقي عنده كل تكريم واحترام منذ ذلك الوقت، وذلك لحكمته وتدبيره وعلمه بالنجوم؛ وكان المغول يقدرون علماء النجوم تقديراً بالغاً، فأخذ ساي في الارتقاء في بلاط جنكيز يوماً بعد يوم. طائفة التنجوت اشتهر بصناعة الأقواس وكان موضع تقدير جنكيز لهذا وكان هناك رجل من. السبب. وكان يقول ماذا يفعل أديب عالم کیلوچوت ساي لدى قوم لا هم لهم سوى الحرب والفتوحات. وحين بلغت هذه المقولة أسماع يلوچوت ساي قال له: إن إدارة شؤون الممالك تحتاج إلى وجود عمال ذوي بصيرة كما تحتاج صناعة الأقواس إلى خبير. وبعد علم چنگیز برده ازدادت مكانته عنده). كان يلوچوت ساي يلازم جنكيز في كل فتوحاته، وكان شاهد عيان على كل مذابحه. ومع أنه لم يكن يجرؤ على الاعتراض على سياسته، فقد كان ينقذ المساكين من القتل قدر استطاعته وكان يمد المرضى بالدواء والغذاء وينقذ الكتب النادرة من الحرق والإغراق وأدى مهمة تعهد بها من بعده خواجة نصير الدين طوسي في خدمة سفاح آخر هو هولاكو بعد ذلك بنصف قرن. وقد ساعد نفوذ يلوچوت ساي وحسن تدبيره على منع كثير من فظائع المغول على الأقل في وطنه الصين التي احتفظ بعلاقة وجدانية خاصة بها. فبعد عودة جنكيز من الممالك الإسلامية في سنة 622هـ، تمكن يلوچوت ساي من إنقاذ أرواح كل بني وطنه من خطر جسيم. ففي هذا الوقت خلت المخازن والخزائن من الأموال والأقمشة وتم تشكيل مجلس لمناقشة القضية وقال أحد القواد إن الصينيين لا فائدة ترجى منهم في شؤون الدولة والحرب، ومن الأفضل قتلهـم جـمـيـعـاً واتخاذ ولاياتهم مرتعاً للحيوانات ومزرعة للغلال؛ ولم يبد خان المغول اعتراضاً على هذا الرأي وكاد يأمر بتنفيذ تلك المهمة. وهنا أوضح يلوچوت ساي الجنكيز أنه يمكن تحقيق الهدف من خلال فرض الضرائب على المحاصيل والأراضي والغلال والاقمشة وكل ما يحتاجه الجيش دون اللجوء إلى هذا الإجراء الذميم. ووافق خان المغول على هذا الاقتراح وافتدى دماء سكان الخطا بفرض أربعين ألف كيس من الغلال وثمانين ألف قطعة حرير ومبلغ من المال سنوياً. واستطاع هذا الرجل الحكيم في عهد جنكيز وابنه أقطاي أن يدير القسم الشرقي من ممالك المغول على غرار الصين تدريجياً وعمل على تعريف المغول بحضارة الصين وآدابها.
........................................................
1- طبقات ناصري، ص 33.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|