مفهوم تأثير الحرارة على حالات المادة عند القاضي الساوي (القرن 6هـ/12م) |
904
02:03 صباحاً
التاريخ: 2023-04-27
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-26
842
التاريخ: 2023-05-21
723
التاريخ: 2023-05-22
836
التاريخ: 9-12-2019
4278
|
شرح القاضي زين الدين عمر بن سهلان الساوي (تُوفّي 540هـ / 1163م) مقولة «الملك» من المقولات العشر لأرسطو،61 والتي تعني وجود هيئة حاصلة للشيء مقارنةً بما يحيط به، وتنتقل هذه الهيئة بانتقاله، ثم ضرب عليها أمثلةً من تأثير الحرارة على الأجسام، وكيف أن هذا التأثير مؤقت وليس دائمًا؛ وعلى هذا فإنَّ المصدر الحراري يقوم بدور الفاعل ما دام يسخّن جسمًا ويؤثر في حالته، لكن دون أن يتحول إلى آخر. مثلًا جسم يتملك الماء حالة التسخين عندما نضعه على موقد، فالنار هي الفاعل والماء هو المفعول به.
قال القاضي الساوي: «وأما الملك فهو نسبة الجسم إلى حاصر له أو لبعضه منتقل بانتقاله كالتسلح والتقمص والتنعل، والتختم؛ فمنه جزئي كهذا التسلح، ومنه كلي كالتسلُّح، ومنه ذاتي كحال الهرة عند إهابها، ومنه عَرَض كحال الإنسان عند قميصه، وأما أن يفعل فهو تأثير الجوهر في غيره أثرًا غير قارّ الذات فحاله ما دام يؤثر هي أن يفعل، وذلك مثل التسخين ما دام يُسخن والقطع ما دام يقطع، والتبريد ما دام يبرد، وأما أن ينفعل فهو : تأثر الشيء من غيره ما دام في التأثُر كالتسخُن والتبرُّد والتقطع، وإنما اختير لهما أن يفعل وأن ينفعل دون الفعل والانفعال قد يُقالان للحاصل المستكمل القار الذات الذي انقطعت الحركة عنده، كما إذا قطع شيئًا ووقفت حركته فيقال هذا القطع منه، وكذلك يُقال في هذا الثوب احتراق بعد استقراره وحصوله، وقد يُقالان حينما يقطع هذا ويحترق ذاك.» 62
______________________________________
هوامش
61- «لقد درس أرسطو مظاهر المعرفة التي توصل إليها عصره، فوجدها تقوم على عشرة أسس، منها ينطلق الفكر المستقيم في اتجاهه نحو التعميم، وعليها يُبنى، فجمعها وشرحها شرحًا مبدئيًا وسَمَّاها المقولات وهي: (1) الجوهر (2) الكم، (3) الكيف، (4) الإضافة، (5) الأين، (6) المتي، (7) الوضع، (8) الملك، (9) الفعل، (10) الانفعال. وما زال الفلاسفة، منذ ذلك اليوم، لا يمَلُّون شَرِحَها وَعَرضَها في كساءٍ جديد، وتعلق بها الفلاسفة المسلمون – وخصوصًا بعد القرن الخامس الهجري – تعلُّقا شديدًا، وجعلوها أصلا من أصول المنطق الصوري، لا غنى عنه، وتوصَّل المتأخرون منهم في شرحها إلى مستوى عال جدا من الفهم على قدر ما تسمح به مستويات المعرفة العلمية التي حصلوا عليها، وربما كان الشرح المنسوب للبليدي، خيرها وأدقها بلا نزاع عن مجلة دعوة الحق، العدد 136، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، المشور السعيد، الرباط
62- الساوي، البصائر النَّصيرية في علم المنطق، ص72، ط1، دار الفكر اللبناني، بيروت، 1993م.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|