المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16657 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


سر القتل والاستحياء  
  
803   04:40 مساءً   التاريخ: 2023-04-17
المؤلف : الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج4 ص 383 - 387
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

يقول تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة: 49]

يقول أغلب المفسرين في العلة من وراء قتل أبناء بني إسرائيل الذكور؛ {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ} [البقرة: 49]: إن فرعون رأى في منامه كأن ناراً أقبلت من بيت المقدس صوب مصر فالتهمت منازل مصر وأحرقت الأقباط ولم تصب بني إسرائيل بأذى. فهال فرعون ما رأى فدعا إليه السحرة، والقافة والكهنة لتفسير منامه، فقالوا: إنه سيولد لبني إسرائيل غلام يكون على يده زوال ملكك، وتبديل دينك، وهلاكك في النهاية. فأمر فرعون في إثر ذلك بقتل كل غلام يولد لبني إسرائيل. (1)

يكتب أحد المفسرين بعد إشارته لهذه القصة: إنه وإن كان مثل هذا الشيء جائزاً في نفسه لكنه ليس له دليل يعتمد عليه (2).

ويرى الفخر الرازي أن أقرب الاحتمالات هو قول ابن عباس من أن سبب هلع فرعون هو البشارة بظهور موسى وخصوصياته من قبل الأنبياء السالفين حيث يقول:

وقع إلى فرعون وطبقته ما كان الله وعد إبراهيم أن يجعل في ذريته أنبياء وملوكاً، فخافوا ذلك واتفقت كلمتهم على إعداد رجال معهم الشفار يطوفون في بني إسرائيل فلا يجدون مولوداً ذكراً إلا ذبحوه (3) .

كما أن هناك احتمالاً آخر يقول بأن سبب ذلك هو مجرد تنبؤ المنجمين المخبرين عن الغيب (4). لكن الأنسب والأكثر ملاءمة  كما هو الحال في سائر الموارد - أن نستمد العون من الآيات الأخرى التي تروي قصة موسى وفرعون؛ إذ يقول عز من قائل: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ} [القصص: 4]

فإن كان ترك حرف العطف هنا أيضاً  كما مر في الآية محط البحث  دليلاً على كون الجملتين التاليتين بياناً لما قبلها، فلابد أن تكون جملة {يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ} [القصص: 4] تفسيراً لجملة {يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ} [القصص: 4]؛ أي إن فرعون - ومن أجل أن يستضعف بني إسرائيل ويقف أمام اشتداد عودهم واستيلائهم على الملك والسلطان في نهاية المطاف  كان يذبح الذكران من أبنائهم، ويأسر بناتهم.

والشاهد الآخر على هذا القول هو الآية التي تقول: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ} [غافر: 25] (5).

هذه الآية تدل أيضاً على أن علة القتل كانت ظهور عظمة الحق وشوكته، وليس شيئاً آخر من قبيل الرؤيا.

تنويه:

1. إصدار فتوى نهائية في هذه القضيّة أمر صعب وسيبين سر صعوبته في مبحث "لطائف وإشارات".

2. بالنسبة لزمان القتل والأسر في الآية مورد البحث، وهل إن المقصود منه القتل والأسر بعد نهوض موسى بأعباء الرسالة (كما أشير إليه في الآية 25 من سورة (غافر)، أم إنه ما حصل من قتل وأسر قبل ولادته ل بغية منع ولادة موسى ونموه من الأساس، كما يُستشف قصة أم موسى وإلقائها إياه في اليم في سورة "القصص": {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ...} [القصص:7]، فإنه لا يستفاد شيء معين من الآية مورد البحث؛ اللهم إلا أن يُقال: إن مقتضى المقام الآية المذكورة هو التذكير بالنعم التي تشمل مرحلتي القتل كلتيهما.

اما استحياء النساء فقد جاء في الآية مدار البحث هو من سنخ العذاب، سواء كان بياناً لـ {سُوءَ الْعَذَابِ} [البقرة: 49] السوء وتفصيلاً له، أم كان مستقلاً وفي مقابله. بناءً على ذلك، لابد أن يكون عنوان استحياء النساء من مصاديق التعذيب وإلا فمجرد الإبقاء على النساء والفتيات أحياء لن يُحسب نمطاً من التعذيب. فالذين فسروا الاستحياء بإزالة الحياء ولم يستبعدوه؛ لرواج إكراه الجواري على البغاء في الجاهلية ونزول الآية الكريمة: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} [النور: 33] لردع الناس عن هذه العادة الجاهلية، قد عدوا الاستحياء مصداقاً جلياً للتعذيب، وأما الذين فسروه بمعنى استبقائهن أحياء فقد بينوا لصيرورة هذا الأمر من أنواع التعذيب وجوهاً؛ من قبيل: 1. اتخاذهن جواري. 2. ثقل أسرة الأب ببقاء النساء والبنات وقتل الذكور من الأولاد. 3. حزن الأم وبكائها المتواصل نتيجة ذبح طفلها. وما إلى ذلك.

والأقرب إلى الذهن من بين ذلك هو ذلة الاسترقاق، وفرض لوازم العبودية، واتخاذهن جواري وإن مثل هذا الاستحياء يكون إما موازياً لذبح المواليد الذكور أو أسوأ منه. على أي تقدير فإن مجرد استبقاء النساء والفتيات أحياء لن يكون تعذيباً، إلا بلحاظ آثاره التي هي غير مرغوب فيها.

تنويه: لقد حمل بعضهم لفظ الأبناء على الرجال بقرينة استخدام لفظ النساء بمعنى النسوة، وعد بعضهم الآخر لفظ النساء منطبقاً على البنات بقرينة استخدام لفظ الأبناء بمعنى الذكران من الأولاد (6) أما ما يُستنتج من قصة كليم الله ل فهو أن الأبناء الذكور هم الذين كانوا يذبحون وليس البنات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. راجع مجمع البيان، ج 1 - 2، 227.

2. راجع تفسير الكاشف، ج 1، ص 99.

3. التفسير الكبير، مج 2، ج 3، ص 73.

4. المصدر نفسه.

5. بالطبع إن الاستشهاد بهذه الآية يكون في محله فقط إذا كان المقصود من قتل الأبناء في الآية مدار البحث - كما سيأتي ذكره  هو قتلهم قبل ولادة النبي موسى وكذا بعد قيامه بالأمر ، أي الاثنين معاً؛ لكنه إذا كانت الآية المبحوثة ناظرة إلى خصوص القتل قبل ولادة موسى فإن الآية من سورة غافر" لن تمثل شاهداً على هذا البحث؛ وذلك لأن موردها هو قتل أبناء بني إسرائيل بعد قيامهم.

6. روح المعاني، ج 1، ص 402.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .