المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أساس التربية في الاسلام  
  
809   09:27 صباحاً   التاريخ: 2023-04-10
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص330 ــ 333
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

لقد اعتمد الإسلام على قوة الميل إلى المعرفة والضمير والحس الديني اعتماداً كلياً لتعديل الميول النفسية وكبح الغرائز ، وأرسى قواعد منهجه التربوي على أساس قانون الخلقة ونظام التكوين الثابت.

والطريف في الأمر أن الميل إلى المعرفة الدينية يبدأ بالضهور في سن الـ 12 ، أي في نفس الفترة التي تبدأ فيها اضطرابات البلوغ بالتفاعل ، حيث لم تكن الغرائز قد تفتحت بشكل جيد بعد، ولم يقع مزاج الطفل أسير لشهوات وطغيانها ، وكأن الله سبحانه وتعالى قد أعد الوسيلة المناسبة لكبح الغرائز قبل أن تولد حتى وتطغى، وجعل من فترة البلوغ فرصة بمقدور الإنسان أن يستغلها في إعداد نفسه وتنمية الحس الديني في أعماقه .

ولكي يتحقق إرضاء الحس الإيماني والمعرفة الدينية لدى الفتيان، ينبغي الالتفات إلى نقطتين مهمتين، الاولى : هداية الحس الديني في نفوسهم هداية صحيحة ، والثانية : العمل على تنمية هذا الحس بالوسائل العلمية والعملية .

الدين السليم والدين العقيم :

يمكن أن نشبه الفتى وما يضمره في باطنه من ميل شديد إلى الدين والإيمان، بالطفل الجائع الذي يبحث عن الطعام لإشباع بطنه. فإذا أكل هذا الطفل طعاماً سالماً نما ظفره وقوي عظمه ، وإذا أكل طعاماً فاسداً تسمم وضعف وهزل ، كذلك الحال بالنسبة إلى الدين السليم والمنطقي ، فإنه يبعث على سعادة الفتى وهنائه ، أما الدين العقيم والباطل فإنه يودي به إلى الضلالة والشقاء ، وهداية الميول التي تحدثنا عنها سابقاً لن تكون صحيحة وسليمة ، إلا بتوجيهها منذ تفتحها وبروزها في أعماق الفتى إلى الإيمان بالله الواحد والدين الحق، وتطهيرها من كل الأوهام والمعتقدات الباطلة .

الشرك وعبادة الأصنام:

لقد بقيت عقول الناس وعلى مدى قرون طويلة أسيرة أوهام ومعتقدات باطلة من شرك وعبادة أصنام ، كانت تفرض عليهم بصور مختلفة باسم الدين ، وقد آمن غالبية الناس بهذه المعتقدات ، وأرضوا على أساسها ميولهم الفطرية إلى المعرفة الدينية، وذلك نتيجة جهلهم. ولكن هناك من جاهد لمعرفة الحقيقة ، فعرفها واستبدل دينه، وهناك من قمع الرغبة في المعرفة الدينية في نفسه، ليتحرر من كل قيد يربطه بدين أو مذهب.

وفي عالمنا. اليوم يواجه جيل الشباب مشكلة كبيرة فيما يخص الدين، رغم كل ما نشهده من تطور علمي وازدهار ثقافي ، فهناك تياران متضادان، الأول وهو تيار الأحاسيس الفطرية والميول إلى الإيمان والمعرفة الدينية، يجعل الشاب يندفع نحو الدين وتعلم مفاهيمه وأحكامه ، والثاني تيار المعتقدات الباطلة التي تسود الكثير من الأديان والمذاهب في العالم، هذا التيار يجعل الشاب يتردد في توجهه، لا بل ويشكك بالدين، ويسلبه الاستقرار والاطمئنان النفسي. ولم يستطع القادة الروحيون لمعظم الأديان والمذاهب في العالم إقناع الشباب بالمنطق الصحيح والاستدلال السليم ، وهداية ميولهم إلى المعرفة الدينية هداية صحيحة ، لأنهم هم أنفسهم يغوصون في مستنقع الخرافات والأوهام ، وبذا يفقد غالبية الشباب الثروة الروحية والإيمانية التي يمتلكون.

أزمة الشك :

«يسعى الشاب في المحيط الثقافي والفكري إلى إيجاد نوع من التوفيق بين معتقداته الدينية وما اكتسبه من معلومات علمية . ويواجه الشاب بين سن الـ 17 والـ 18 أزمة من الشك ، لأنه لم يستطع من خلال نظرته الناقدة للأمور أن يوفق بين المواعظ والآيات السماوية وكل ما يتعلق بالدين وبين الحقائق العلمية أو الأمور المتعلقة بالحياة العادية» .

«ولاحظ علماء النفس الكاثوليك أن هذه الأزمات تظهر في الحالات التي يكون فيها أسلوب التربية والتعليم الديني سطحياً وبدائياً ، حيث يصبح الدين كالثوب الذي يخلعه الإنسان متى ما شعر أنه يضايقه» .

«وبعد الخروج من هذه الأزمات يفقد الشباب إيمانهم أحياناً ، أو بالعكس يقوى إيمانهم ويشتد نتيجة استدلال منطقي ، وبعضهم يختار ديناً خاصاً دون اي تعصب»(1) .

إذن ، فالشرط الأول الذي ينبغي على الفتيان والشباب الذين يريدون إرضاء ميولهم الإيمانية والمعنوية الالتزام به ، هو العمل على هداية أحاسيسهم الإيمانية والدينية هداية صحيحة ، وإرضائها وفق التعاليم السليمة والبعيدة عن الأوهام والخرافات.

التعاليم الراسخة:

لقد جاء الإسلام ليؤكد في منهجه التربوي والأخلاقي على أهمية هذا الشرط ، معتبراً إياه بأنه ركن أساسي من أركان سعادة الإنسان ، حيث دعا أتباعه إلى التمسك بأكثر التعاليم رسوخاً ، تلك التي وردت في خير الكتب السماوية القرآن الكريم.

قال تعالى : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9].

لقد استهل الإسلام دعوته ومحاولته هدي الناس بالتأكيد على أهمية عقل الإنسان، داعياً الناس إلى التعقل والتفكر في سطور القرآن الكريم .

قال الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 10].

______________________________

(1) ماذا أعرف ؟ البلوغ، ص120. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






قسم المعارف: عمل مستمر في تحقيق مجموعة من المخطوطات ستسهم بإثراء المكتبة الدينية
متحف الكفيل يشارك في المؤتمر الدولي الثالث لكلية الآثار بجامعة الكوفة
المجمع العلمي يواصل دورة إعداد أساتذة قرآنيّين في النجف الأشرف
العتبة العباسية المقدسة توزع معونات غذائية في الديوانية