أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
1485
التاريخ: 28-9-2016
679
التاريخ: 26-1-2017
3110
التاريخ: 26-1-2017
1211
|
لتفترض أنَّ راصد «أ» يقف بالقرب كم ثقب اسود يتساءل بينه وبين نفسه في لحظة ضعفٍ عن إمكانية القفز دون تردد بقدميه نحو الثقب الأسود على أمل استعادة ساعة أسقطها في الثقب الاسود. ماذا سيحدث؟ سيتبين أنَّ مثل هذه القفزة ستكون خطأ جسيمًا، لأنَّ نجاته ستكون مستحيلة. فالفارق بين قوة الجاذبية التي تؤثر في قدميه والقوة التي تؤثر في رأسه سيُصبح هائلًا. وهذه سمة من سمات أي مجال قُوّى يخضع لقانون التربيع العكسي، مثل مجال الجاذبية المتولدة من جسمٍ ضخم. وصحيح أن كوكب الأرض بعيد بعض الشيء عن القمر، ولكن حتى الفروق البسيطة في قوة الجاذبية التي تتعرض لها الأرض عند جانبين متقابلين بسبب القمر، والمعروفة باسم المد والجزر ، تُعَدُّ من الأسباب الرئيسية في حدوث المد والجزر نحو مرتين في اليوم. وبوجه عام ، تُسمَّى هذه القوى الناتجة من وجود اختلافات في الجاذبية في أماكن مختلفة قوى المد والجزر. وصحيح أنَّ تفاصيل حدوث المد والجزر غنية بعوامل إضافية مثل قوة الجاذبية الناتجة من زاوية القمر النسبية والأشكال التفصيلية للكتل القارية. ولكن حتى لو كان سطح الأرض كلُّه مُغطَّى بالمحيطات دون اليابسة، لظل المد والجذر موجودًا، ولتغيّرت سعة نطاق تفاوت مستوى سطح البحر بنحو 20 سم مرتين يوميا، وذلك ببساطة نتيجة اختلاف قوة الجاذبية التي تتعرّض لها نقاط مختلفة على الكوكب على بعد مسافات مختلفة من الشمس.
دعنا الآن نفكر في المسافة الأقصر بيني وبين مركز الأرض. فبينما أكتب هذا الفصل قاعدًا، يقع رأسي في مستوى أعلى بأكثر من متر كامل من مستوى قدمي المرتكزتين على أرضية غرفة مكتبي. وبذلك فإنَّ قدمي أقرب إلى مركز الأرض من رأسي. ولأن قوة الجاذبية تتبع سلوكًا خاضعًا لقانون التربيع العكسي وكأنَّ كتلة الأرض كلها موجودة في مركز الأرض، ولأنَّ قدمي تقع على بعد مسافة أقصر من هذا المركز، فإنهما تشعران بأنهما مشدودتان نحو مركز الأرض بقوة، أو جذب، أشدَّ من القوة التي يشعر بها رأسي. لكنَّ الفارق الفعلي ضئيل بعض الشيء؛ فلأنَّ فرق الارتفاع يبلغ مترًا واحدًا، يكون الفرق في قوة الجاذبية ثلاثة أجزاء في 10 ملايين. وهذا فرق طفيف جدا لأنني بعيد عن مركز الأرض بنحو 6400 كيلومتر. أما عندما يكون الجسم الجاذب أقرب إلى أن يكون كتلة نقطية، كالثقب الأسود، فإنَّ الاختلاف في قوة الجاذبية عند نقطتين مفصولتين بمتر واحد فقط في الاتجاه نحو الثقب الأسود سيكون أشدَّ بكثير جدا. شديد جدا لدرجة أنَّ قدمي الراصد «أ»، عندما يكون قريبًا من نقطة التفرُّد، ستتعرضان لشد يمطهما بعيدًا عن ركبتيه وبقية جسده إلى حدٍّ يتجاوز قدرة أوتاره وعضلاته على أن تبقى ملتحمة، وسيتعرض لإطالة تجعله أشبه بإحدى شعيرات المعكرونة. من الأفضل ألا تقفز.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|