أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-4-2021
2071
التاريخ: 21-4-2021
1758
التاريخ: 2023-04-05
683
التاريخ: 2023-04-01
1076
|
ما هو السيناريو؟
سؤال يتبادر إلى الذهن، اهو دليل الفلم ام خطوطه العريضة، هل هو : مخطط العمل، ام هل هو سلسلة مشاهد على شكل حوار، ام هو وصف ام صور متسلسلة على الورق ام هو مجموعة افكار وهل هو رسم تخطيطي لما سيظهر على الشاشة ويشاهده الجمهور وفيه يتم تقسيم العمل وتوزيع الحوار على كل شخص منهم وترتيب الاحداث بشكل منطقي ام هو نظام تترتب فيه مجموعة من المشاهد المترابطة؟
الاصل في كلمة سيناريو يعود الى اللفظة الايطالية SCENARIO المشتقة بدورها من الكلمة اللاتينية SCEANARIUM التي تعني المشهد المسرحي بالمعنى الهندسي اي الفضاء المشهدي (والـ SCEAENARIUS هو الذي يعمل لصالح المنظر اي كاتب السيناريو)، ولم تصل الكلمة الى فرنسا الا خلال القرن الثامن عشر حيث اخذت طبقا لاصلها الايطالي وكان لابد من الانتظار مدة قرن تقريبا قبل أن تشير الكلمة الى العرض المجهز لمسرحية ما او المخطط المفصل لرواية معينة، وأخيرا ظهرت الكلمة بمفهومها الحديث من حيث هي قصة معدة للتصوير عام 1907 عن طريق (جورج ميلنير).
السيناريو بعيدا عن كل ما قيل هو «قصة تروى بالصور او كل ما نراه على الشاشة مكتوبا على الورق و يعتبر السيناريو الهيكل والإطار العام للفيلم، فقصة الفيلم وموضوعه يتحددان من خلاله، وكذلك الحبكة والشخصيات. وبذلك يكون السيناريو هو رسم باللغة والبناء العام لما سينفذ بالصورة والحركة. فهو يمثل نصا وسيطا بين الرواية وبين الصورة المعرضة على الشاشة بمعنى انه يقوم على سلسلة من اليات الاحالة من نسيج النص الروائي وشكله الثنائي (المقروء المتخيل) الى شكله الثلاثي (المرئي المسموع المتحرك) فالسيناريو يقدم للمخرج وغيره من الفنانين صانعي الفيلم، اللغة والأساس لتنظيم العمل السينمائي واتساقه. فكما قلنا رسم وتخيل لما سيظهر على الشاشة ويشاهده الجمهور.
وكاتب السيناريو هو الذي يعمل على النص، وأحياناً يكون هو نفسه مؤلفه. فعمل كاتب السيناريو هو وضع الكلمات علي الورق ورسم الشخصية وتصورها بوضوح وكذلك تحديد البناء القصصي والثيمات .
كغيره من عناصر البناء الفلمي مر السيناريو وعملية اكتشافه بمراحل كثيرة عبر تاريخ تطور الفن السينمائي، خضع فيها لمتطلبات العصر وتوجهات افراده في التعامل معه كألية عمل (تقنية فكرية) تسبق عملية تصوير الفلم، اولى الحقائق التاريخية تشير الى ان (ادوين بورتر) عندما حقق فلمه الأول سرقة القطار الكبرى عام 1903 كان قد كتب الفلم وصوره واخرجه وعمل على تركيبه ايضا بل ان بورتر قد قسم فلمه الآخر (حياة رجل المطافئ الامريكي) الى مشاهد من خلال سيناريو مبسط احتوى على وصف الحركة المكان ويمكن القول ان هذه الخطوة تمثل الخطوة الأولى التي تبعتها خطوات أخرى في اعتماد السيناريو بوصفه حلة تسبق عملية التصوير على الرغم من ان هذه الخطوة لا تعد انجازا حقيقيا لمفهوم السيناريو اذ لم تتطرق الى تفصيلية اللقطة وتحديد حجم وزاوية التصوير فقد كان الارتجال هو الفعل الحاسم عند التصوير. حتى (جريفث) لم يكن يعمل وفق سيناريو مفصل بل كان يرتجل لأنه ببساطه لم يمتلك اي فكرة عن الحركة ووصف الافعال. تشكل راي سينمائي يحمل فكرة اجمالية عما يمكن حدوثه داخل الكادر عند المدرسة الروسية وخصوصا (ايزنشتاين) الذي كان بدافع من نظريته الخاصة في المونتاج والتي تنص على (ان المعنى يبنى عن تصور يؤدي فيه تصادم عاملين معطيين الى اطلاق المعنى المنشود) يعتمد على رسوم: تخطيطية توضح اجزاء اللقطة تسبق عملية التصوير، اذ لم يمنع الاعتماد على المونتاج وهي عملية تلي التصوير في بناء الفلم كليا من وجود شكل سيناريو بسيط او مخططات تعين المخرج وفريق العمل على تنفيذ العمل بصوره اكثر حرفيه واقل ارتجالية.
بينما اعتمدت المدرسة الالمانية لا حقا على بناء سيناريو تفصيلي يستعرض الشخصيات بمجمل افعالها كاشفا المكان بشكل عام الا ان القصور الذي يمكن اخذه على بنية السيناريو هذاء هو اقترابه من المشاهد العامة، لكن رغم هذا القصور الا انه منح المخرج حريه اكبر في اختيار مفرداته التي تعتبر عن حقيقة المشهد مما يظهر بشكل واضح بصمة المخرج على طابع الفلم السينمائي.
بعد دخول الصوت الى السينما عام 1927 في فلم مغني الجاز تغيرت النظرة إلى السيناريو خصوصا وان الحوار بات يشكل الهم او الدافع وراء انجاز اي فلم فكان ان زاد الاهتمام بالسيناريو وكاتب السيناريو – فكانت السينما الامريكية وتحديدا الهوليودية اكثر المهتمين بالسيناريو فظهرت هناك لجان فحص السيناريو ولجان كتابة السيناريو (الهواة والمحترفين) فكان ان اصبح السيناريو العامل الاساسي في نجاح الفلم، وهذا ما غير طبيعة العملية الفنية فبعد ان كان الفلم يصنع في غرفة المونتاج اصبح التصوير والمونتاج عملية متممة لما تم انجازه اذ يقوم المخرج باتباع وتنفيذ ما موجود في السيناريو المقدم اليه ويتحدد دوره في قيادة الممثلين لان ما موجود على الورق هو الاساس.
على العكس من ذلك فان تجربة الواقعية الايطالية والموجة الجديدة الفرنسية رفضت تماما التقيد تماما بما يسمى السيناريو اذ اصبح مجرد خطوط اساسية تستعرض المفاصل الاساسية للقصة دون الوصول الى مفهوم السيناريو التنفيذي وكما يقول المخرج الايطالي (فدريكو فلليني) ان جاز التعبير سلسلة من الملاحظات والمذكرات المدونة في دفتر الملاحظات، وهو ما اكدته الموجه الجديدة في فرنسا التي اعتبرت ان الرؤية الحقيقة للمخرج هي المسيطر الرئيسي على الحدث مما افرز مفاهيم جديدة لم تكن موجودة سابقا.
وهو ما انعكس على بناء السيناريو بشكل عام خلا تاريخ الفن المعاصر الى يومنا هذا وقبل الدخول في تفصيلات بناء السيناريو لا بد ان نتعلم ان هناك متطلبات يجب ان يصل اليها الشخص ليكون كاتبا للسيناريو ومن هذه المتطلبات:
1 - موالاة القراءة والاستماع والمشاهدة للأعمال الفنية من كل نوع .
2- قراءة الاعمال الادبية وعلى الأخص القصص والروايات بمختلف انواعها.
3- كثرة الاستماع الى الموسيقى ومشاهدة الاعمال واللوحات الفنية.
4 - القراءة عن الاساطير والادب الشعبي والاستماع الى الالحان الشعبية.
5 - تسجيل الافكار والملاحظات المتواترة الى الذهن في دفتر دون ترتيب فالمهم تسجيل الفكرة بسرعة.
وقبل الدخول الى عالم السيناريو يبدو من المهم التعرف على الانواع الفلمية ليسهل علينا اختيار الطريق الذي ننوي اختياره ككتاب للسيناريو فكل نوع له مفهومه المستقل والخاص لبناء القصة وتطورها. ويمكن لكاتب السيناريو أن يختار موضوعه من الحياة اليومية وتجاربها، أو أن يكون الموضوع من محض الخيال وأعاجيبه، أو أن تتضمن القصة عنصراً، أو حدثاً تاريخياً، أو موضوعاً فنياً مثيراً. أو ربما فضل كاتب السيناريو أن يعتمد في نصه علي مصدر آخر مثل عمل أدبي. المهم أن نعرف أنه لا توجد أبدأ قصة جديدة مائة بالمائة. حتى لو كان الكاتب يقدم القصة بشكل مجدد ومثير فإن أغلب الظن أن أحداً قد سبقه بشيء ما مشابه. ومع وضع كل هذا في الاعتبار فإن الكاتب يستطيع بعمله الجاد ومهارته أن يخلق نصاً مثيراً منمقاً.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|