المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



دور الجسم والروح في الحياة الزوجية  
  
1197   11:01 صباحاً   التاريخ: 2023-03-13
المؤلف : د. رضا باك نجاد
الكتاب أو المصدر : الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام
الجزء والصفحة : ص173 ــ 179
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

للروح والجسم السليم صلة حقيقية ومتينة بالحيوية..

ولكي يكون الزوج سليماً والزوجة سليمة على الصعيدين الروحي والجسمي، لا بد لهما من السير قدماً في ظل علاقة تحظى برضا الله (جل وعلا).

يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، في هذا الصدد بأن الله سبحانه وتعالى يورد كلا الزوجين النار إذا كانا ظالمين لبعضهما(1).

غير أن من الضروري تشخيص مقومات السعادة والنحس الموجودة عند كل من الزوج والزوجة، مع الانتباه إلى مقوّمين جعلهما الله تعالى بمثابة البضاعة التي يعامل عليها مع الإنسان ويجعل الجنة ثمناً لهما: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: 111].

إن بمقدار ما تتحمله الأم في تكون الموجود الجديد - سوى لحظات المباشرة التي يشترك فيها الرجل أيضاً - يتحمل الأب وعلى صعيد اخر كل ما يتعلق بالنفقة وتوفير وسائل العيش المرفه.. حينما يلتقي الجسدان - وفيه الثواب الجزيل - لابد أن تكون القدرة والحرارة متوفرة وهذه العبارة لها منشأ اقتصادي يتعلق بالزوج ولهذا السبب جاء على لسان الإمام الصادق (عليه السلام): (الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله..)(2).

وقال رجل للإمام الصادق (عليه السلام): (إنا لنحب الدنيا).

قال (عليه السلام): تصنع بها ماذا؟.

قال الرجل: أتزوّج منها وأحج وأنفق على عيالي وأنيل اخواني وأتصدق.

فقال (عليه السلام): (ليس هذا من الدنيا، هذا من الآخرة)(3).

وروي عن الإمام الرضا (عليه السلام): (الذي يطلب من فضل الله ما يكف به عياله أعظم أجراً من المجاهد في سبيل الله..)(4).

بينت الأحاديث أعلاه البعد الخاص بتوفير المؤنة والمال والغذاء لإعداد الأجساد وكسبها القدرة والحرارة، أما الحيوية والسلامة الذهنية فيوليها الإسلام الحنيف أهمية أكبر، فقد أظهر سيد المرسلين محمد (صلى الله عليه وآله) تعجبه من صلافة بعض الرجال بقوله: (أيضرب أحدكم المرأة ثم يظل معانقها)(5).

إن لهذا الموضوع نقطتين تقابل إحداها الأخرى، فالأولى بائنة سامية والأخرى غامضة وضيعة. الأولى تتجسد في احتضان الزوجة؛ احتضان الفطرة واحتضان مفهوم ديمومة الحياة والثانية تتمثل في التصرفات الشبيهة بتصرفات البهائم كالرفس والعض وما إلى ذلك مما يؤذي الجسد ويخويها من المعنى. إن الإنسان في الحالة الثانية لا يهبط فقط إلى مستوى الحيونة من حيث الأضرار الجسدية بل يهوي بنوعه إلى الحضيض في خضم تناقضات عجيبة؛ يقدم في النهار على الضرب وفي المساء يدعو المضروب إلى مائدة ملونة، والزوجة في مثل هذه العوائل تعيش الحيرة بين قبول هذه الحياة وبين رفضها والتمرد عليها، تسلم جسدها في النهار لحيوانية الزوج وتخضع ليلاً لسطوته الغريزية ولهذا أكد الرسول الأكرم موضوع الطاعة ووجوبه على المرأة ازاء زوجها إذ قال: (جهاد المرأة حسن التبعّل)(6).

ليس من شأن المسلم أن يكون بهذه الصفة.. ولو حدث أن انقاد المسلم لشيطانه وراح ينزل جام غضبه على الجسد أمامه في أول النهار دون أن يعير أهمية لما يلاقيه المضروب ثم يجثو في الليل على نفس الجسد غارقاً في اللذة، فعليه أن يتوب ويثيب إلى رشده وينزع عن نفسه حب أذية الآخرين.

وليس من الصحيح أو الانصاف أن ينزل الرجل حيفه بالزوجة، وأن يكون الضارب والفاعل ثم الفاعل والضارب وتكون هي المتلقي والمفعول في الحالين، وحتى يبيّن لنا القرآن الكريم عقم هذا التفكير وهذا التعامل ينبهنا إلى قوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 228]، مشيرا إلى مستوى عالٍ من احقاق حقوق المرأة. إن تبادل المنفعة الزوجية المتأتية من حاجة كل من الجانبين بعيدا عن الضرب واللوم والهواجس، يحتل مرتبة عالية لا يمكن وصفها في نظر الإسلام؛ فالإسلام ومن أجل أن يخرجها من إطار الحيوانية يصور المنفعة الزوجية المتبادلة على أنها (حاجة حياتية)، يسوق المرأة باتجاه المباضعة ويثير موضوعها في سياق مواضيع المباشرة والزواج نائياً بها عن الضرب.

إن الضرب اثم قبيح، ورجس وحرام لا يضمر فيه أي ثمرة أو فائدة على الصعيد النفسي والروحي ومصيره سيء لا يتعدى النار، وإن ترك الضارب أثرا في محل الضرب فعليه دية، بمعنى الغرامة وإن تقارب الاثنان من بعضهما وآذى الزوج زوجته بما يترك الأثر عليها فعليه الدية. أما إذا اقتربا من بعضهما ووجد كل منهما ضالته في الآخرة، وعلى تعبير القرآن الكريم: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187]، تمثلت فيهما كل المنافع والفوائد النفسية والروحية والحياتية وكانا على المسير الذي طواه أنبياء الله تعالى (عليهم السلام) وصولا إلى جنة الفردوس، هذا فضلاً عن الآثار الدنيوية الطيبة لهذا الاقتراب والمتمثلة بإنجاب ولد صالح يكون صدقة جارية لهما.

إن الرجل ليبذر بذرة العداوة والخصومة حينما يهوي بيده على زوجته موجهاً لها الصفعة مثلا، بينما سرعان ما يتبدد ألم الضربة منها ويختفي في خضم تعقيدات الحياة ويتحول إلى صورة من صور ردود الفعل. بالإضافة إلى ذلك فإن فعل الرجل هذا ساعد على ممارسة الظلم ضد الآخرين؛ أي ساعد على قيام الأم بتحويل الصفعة إلى أبنائه. إن مثل هذا الزوج محروم من القيم كما أنه لن يشعر بتلك الحرارة وذلك الهيجان عند ذروة اللذة الزوجية بل سيشعر بتكلف الزوجة في تمكين نفسها إياه في إطار حقوق الزوج في المباشرة.

يأمر القرآن المجيد بتجريد المرأة حريتها التي طالما تم التأكيد عليها، هذا التجريد يكون حينما لا تطاوع زوجها عند المباشرة وأن الآية الشريفة: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ} [النساء: 34]، توضح وبالترتيب كيفية التعامل مع الزوجة التي لا تمكّن زوجها من نفسها علماً أن الروايات بينت كيفية الضرب وبماذا يكون ثم أكدت ضرورة أن لا يترك الضرب أثرا على جسدها يستوجب الدية. يضمن هذا التعامل مع الزوجة سلامة العلاقات في العائلة ويشد من أواصرها، وأضيف هنا بأن الدين الإسلامي الحنيف منع ضرب الإنسان في كل الأمكنة والأزمنة ولم يسمح به إلا في مقابل إباء الزوجة عن تمكين نفسها حتى يلفت نظرها إلى أهمية المباضعة ودفعها إليها، خاصة وأن ضرب الزوج امرأته في الفراش يصوره على أنه بطل الحرية.

وبعبارة أخرى أن الضرب في المواقع الأخرى ولأي سبب كان، يكون مصحوباً بالشتم ومضيعاً لحقوق الزوجة أما الضرب الرمزي في الفراش فيعتبر وسيلة لاسترداد حقوقه وإبرازا لحبه الشديد لزوجته، وقد قال الرسول محمد (صلى الله عليه وآله): (إنما المرأة لعبة، من اتخذها فلا يضيّعها)(7).

وفي كلام لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية، يقول فيه: (.. فإن المرأة ريحانة، وليست بقهرمانة)(8)، وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: (أكثر أهل الجنة من المستضعفين النساء، علم الله ضعفهن فرحمهن)(9)، ومثلما إن الزوجة لا يقبل منها أي عمل إذا آذت زوجها بلسانها وكانت أول من يرد النار فإن الرجل له نفس الجزاء إن كان ظالماً لها(10).

تنهى هذه الأحاديث وعشرات غيرها، الرجال عن اتباع الأساليب الحيوانية.. إن الأمر حينما يسلم بيد الرجل فإنما ليقود المسيرة نحو تحقيق الأحلام الحلوة وحتى يقضي الاثنان الحياة الزوجية في هناء وسعادة وبما يرضي الله (عز وجل) وصولا إلى الجنة. لم يسلم الأمر الرجل ليكون ظالماً، بل كيف يمكن له أن يسلب زوجته حرمتها كأم تتحمل ما تتحمل في سبيل العائلة؟! إنه عين التضييع الذي أشار إليه الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، تضييع للظاهر وتضييع للباطن. من يتسبب في ظهور التجاعيد على وجه الزوجة ويشيبها قبل أوانها فقد ضيعها ومن تسبب في تحطم معنوياتها وتشويش ذهنها وأثر على نشاطها وحيويتها فقد ضيعها. إن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة، ينبغي أن تكون في الليل كالزهرة المتفتحة ينتشر عطرها في أرجاء البيت كله حتى إذا أعطى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} [التكوير: 17]، مكانه لـ {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [التكوير: 18]، قامت غضة طرية تعاود نشاطها بكل فاعلية من أجل توفير أفضل الظروف للزوج والأولاد بعيدا عن الهواجس المختلقة.

وخلاصة القول إنه لا ينبغي سحب المشاكل وآثارها في الوسط الخارجي إلى داخل البيت، كما أن الزوج إذا كان خادماً فالزوجة خادمة أيضاً وإن كان سيدا فهي أيضاً سيدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مكارم الأخلاق: الباب الثامن، ص214.

2ـ بحار الأنوار: ج103، ص13.

3ـ ميزان الحكمة: ج3، باب الدنيا، ص296.

4ـ بحار الأنوار: ج73، باب26، ص339.

5ـ وسائل الشيعة: ج20، باب استحباب اكرام الزوجة وترك ضربها، ص167.

6ـ الكافي: ج5، كتاب النكاح، الباب148، ح4. وفيه عشرات الأحاديث في هذا الباب.

7ـ الكافي: ج5، ص509، ح1.

8ـ مكارم الأخلاق: في حق المرأة على الزوج، ص218.

9ـ من لا يحضره الفقيه: ج4، ص299، ح1429.

10ـ بحار الأنوار-ج103، باب4، ص244. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.