المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تسهيل مهمة الزوجة من خلال التفاعل الإيجابي وتذليل العقبات  
  
505   08:58 صباحاً   التاريخ: 2024-09-29
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص459ــ460
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الزوج السعيد هو الذي يفسح المجال لزوجته كي تقوم بدورها الطبيعي، بل هو يسهل مهمة الزوجة من خلال التفاعل الإيجابي مع عملها ودورها ومن خلال تذليل العقبات التي قد تواجهها.

إن الزوج الذي يُصعّب على الزوجة القيام بمهامها الزوجية هو ينسف مشروع التوافق الزوجي من أساسه، بل هو يحرم نفسه ويحرم حياته الزوجية من كل فائدة أو عائدة خير.

إن الزوجة تحب في الغالب أن تقوم ببعض الأعمال التي من شأنها تظليل الحياة الزوجية بالراحة والسعادة والترفيه، وإذا ما سهل الزوج أمام الزوجة القيام بهكذا أعمال بل وأعانها على ذلك، ومن ثم ذلل أمامها كل العقبات التي من الممكن أن تعيق هذه الأعمال وتؤدي إلى فشلها، فإنه سوف ينعم وزوجته بهذه النعمة الوافرة التي تحققت بفضل جهود الزوجة.

أما إذا ما امتعض الزوج واعتبر أن ذلك هو بخلاف مزاجه، وأنه لا يروق له ذلك، وأن الوقت غير الوقت والأوان غير الأوان، والزمان غير الزمان، والمكان غير المكان؛ فإنه والحال هذه سوف يُحرم من جهود زوجته من جهة، وسوف لن تكرر الزوجة محاولتها من جهة أخرى.

وقد حكى لي أحدهم فقال: إن زوجة صديقه وكثيراً ما حاولت القيام ببعض المشاريع الخيرية، والأعمال الإجتماعية مع تفهمها بأنها زوجة وأنثى ومتدينة وغير ذلك؛ ولكن زوجها دائماً هو يقف موقف الممانع، ويرفض أي إصلاح للمنزل، وأي نشاط قد تقوم به زوجته الأمر الذي ندم عليه بعد حين؛ ولكن ندمه حال دون تنفيذ زوجته ما كانت قد عزمت عليه قبل ذلك والسر في ذلك أنها صارت مقعدة بعد أن أصيبت بعارض صحي أقعدها عن الحركة، وقد تبين لهذا الزوج بعد حين أنه لو سمح لزوجته كل ذلك ولم يعق حركتها لما حرم المجتمع من خدماتها الجمة.

وهذه الحالة إحدى الحالات التي يلزم على الزوج عدم إعاقة مهمة زوجته بل عليه تشجيعها وتذليل العقبات أمامها لكل دور تقوم به. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.