المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

REDUCING UNCERTAINTY WITH MODIFIERS
2024-08-22
Isomerization Process
26-7-2017
Preparation of Amines: Nucleophilic substitution of haloalkanes
27-10-2020
استخدام الروتينون لمكافحة الحشرات (المبيدات النباتية)
17-4-2020
اتحاد الإنسان مع العقيدة، والخلق، والعمل
2023-06-14
الحديث عن عيسى (عليه السلام)
11-10-2014


تظليل الزوجة بظلال الحنان الوارفة  
  
167   09:16 صباحاً   التاريخ: 2024-10-04
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص406ــ407
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الزوج السعيد هو الذي يظلل الحياة الزوجية بأفضل مظلة يمكن أن تتفيء تحتها الزوجة من حر التصحر العاطفي ألا وهي مظلة الحنان.

إن التحنن على الزوجة وإفراغ كامل مخزون الحنان الكامن في مضخة عواطف وأحاسيس الزوج ومشاعره هو بالحقيقة عمل يجسد أرقى العلاقات البشرية على الإطلاق، وإذا كان الرجل يتحسس حنان الرجل فيما لو كان قريبه، أو معيله أو ما شاكل، فإن الزوجة تتحسس حنان الزوج بشكل أبلغ وأمضى.

وأنا أتكفل للزوج بأن تظليل حياة زوجته بالحنان سوف يشفع له أمام الكثير من الأخطاء التي قد تصدر عنه وتأباها الزوجة، ونحن هنا لا نشجع الزوج على ارتكاب الخطأ وإنما نتحدث عن فرضية.

ولا يخفى بأن للحنان الذي يبذله الزوج في سبيل تظليل الزوجة به؛ له صدارة التدارك على كل تفكير للزوجة بالحكم على الزوج بالسوء. ومرادي بالتدارك هو قول الزوجة: ولكنه حنون.

فكلما أرادت الزوجة أن تتحدث عن إيجابيات الزوج الحنون فإنها تتحدث عن كل فضائله ويخيم على هذه الفضائل لفظ: إنه حنون.

أما إذا برزت سلبيات الزوج على الواجهة فإن الزوجة ها هنا وبطريقة غير إرادية تتدارك قائلة : ولكنه حنون.

وينبغي للزوج أن يعلم بأنه كما أن للزوجة جسداً فكذا لها روحاً، وكما ينبغي له أن يعطي لجسدها حقه من الإطعام واللباس، وما شابه، فكذا ينبغي أن يعطي لزوجها حقاً، ولمشاعرها حقاً، فمن حق مشاعرها عطفاً واحاسيسها أن ترى منه عطفاً، وتتلمس منه حناناً، وتتحسس حباً وعشقاً. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.