المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

عطاء الخراسانيّ
14-11-2014
انتقال مسموح به allowed transition
22-10-2017
Complex Division
18-10-2018
السهو في الصلاة الذي لا يلتفت اليه
9-10-2018
مدينة سكاريا
30-6-2018
طفلي عصبي ماذا افعل
12-3-2022


تأمل في بواعث النزاع في الحياة الزوجية  
  
1398   09:38 صباحاً   التاريخ: 2023-03-11
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الشباب وقضايا الزواج
الجزء والصفحة : ص123 ــ 127
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

ما هو الموقف الذي ينبغي اتخاذه إذا حاولت زوجتك فرض حالة النزاع عليك؟ لسنا بصدد طرح الأسئلة، خاصة في قضايا حساسة كهذه، لكننا نحاول البحث عن المواقف المطلوبة لتسوية النزاع أو التخفيف من حدته أو محاولة تلافي وقوعه.

إن الحياة المشتركة تتطلب في البداية السعي لتصفية التناقضات التي تؤدي إلى وقوع النزاع، ذلك أن علاج المسألة من جذورها هو الضمان الوحيد للقضاء عليها وعدم ظهورها أو تجددها في المستقبل.

ويعتبر هذا الإجراء مرحلة أولية في محاولة الحد من النزاع، وفي المرحلة الثانية تتوفر لدى المرأة الشجاعة الكافية للاعتراف بالخطأ، ذلك أن اعترافك بخطئك لا يعد ضرورة أخلاقية فحسب بل واجباً اجتماعياً يصب في مصلحة الأسرة، ويحول دون وقوع كارثة محتملة.

كما أن تحملك وصبرك وتسامحك وتضحيتك ورغبتك في استمرار الحياة المشتركة هو خطوة إيجابية في طريق حل النزاع وإعادة روح الصفاء إلى جو الأسرة؛ وإذا استعصى التفاهم فمن الممكن تحكيم طرف ثالث يتمتع بالمواصفات المطلوبة كالخبرة والنضج ومن ثم الجلوس معاً وحل النزاع بروح موضوعية هادئة.

أن توقع حياة زوجية خالية من كل مشكلة أمر خاطئ وبعيد عن الواقع. إن الحياة المشتركة التي تعني اشتراك إنسانين في الحياة تحت سقف واحد بالرغم من الاختلافات العديدة في الذوق والرأي والفكر، يهيئ الأرضية المناسبة لحدوث التصادم؛ ولذا فإن المطلوب من الزوجين إدراك هذه المسألة واحترام كل منهما لذوق وآراء الطرف الآخر.

أن على الزوجين - واعتباراً من اليوم الأول لبدء الحياة المشتركة - أن يفكرا بهذا الجانب وأن يقدّما التنازلات لكي يمكنهما الوقوف على أرضية مشتركة تكفل التعايش بصفاء.

مواقف خاطئة:

نشاهد - ومع الأسف - العديد ممن يستخدمون أسنانهم بدل أصابعهم لحل عقد الحياة وينتخبون طريقاً خاطئة للوصول إلى الهدف بدل الطريق الصائب.

إن إستخدام سياسة العصا الغليظة في الحياة يعتبر في الواقع حماقة لا تؤدي إلا إلى نهاية بائسة؛ وإذا كان هناك أسلوب صحيح يضمن سعادة الحياة الزوجية فإنما يكون من خلال المواقف الخيرة.

يظن البعض من الناس خاطئين أن أفضل أسلوب لحل المشاكل هو الإنتحار وعدم مواجهتها؛ ولا يعتبر هذا بطبيعة الحال حلا، ذلك أن فرارنا لن يغير من الأمر شيئاً سوى ادخال السعادة على أعدائنا.

كما أن الانتقاد والإساءة في التعامل والنزاع والتناطح هو الآخر ليس حلا للمشاكل، إن أفضل الطرق لحل القضايا هو في قضاء ساعة من العمر في التأمل ومراجعة النفس والبحث عن الطريق الصحيح الذي يرضي الله سبحانه، ذلك أن طريق الخير هو من أكثر الطرق يسرا وخلواً من العقبات.

البحث عن أهداف النزاع:

قبل اتخاذ أي موقف ينبغي السعي للبحث عن جذور وأهداف النزاع، ذلك أن معرفة بواعث النزاع يساعد على اتخاذ الموقف الصحيح. إن المودّة والحب المنشود في الحياة الزوجية لا يتحقق إلا بالقضاء على جذور النزاع ومعرفة البواعث والأسباب التي تكمن وراءه، ومن ثم تقديم الحلول المناسبة.

كما أن بحث الأمر مع بعض الأصدقاء والمعارف ممن يثق برأيهم وعقلهم، بل وحتى بحث ذلك مع الزوجة نفسها يساعد على حلحلة الكثير من المشاكل والعقد.

وللبحث في الأسباب والأهداف التي تكمن وراء النزاع يمكن تصنيفها في أربعة مجالات هي:

أ- ما يرتبط بك، وعليه يتعين المبادرة لعلاج المسألة ذاتياً.

ب- ما يرتبط بزوجك وشريك حياتك، وفي هذه الحالة يتعين عليك وعلى الآخرين الإقدام للإصلاح ومعالجة الأمر.

ج- ما يرتبط بالزوجين معاً وهنا ينبغي الإقدام سوية والعمل على تسوية النزاع من الجذور.

د- ما يرتبط بالآخرين وتدخلاتهم، وفي هذه الحالة يتوجب اتخاذ ما من شأنه أن يمنع كل أشكال التدخل السلبي.

أـ ما يرتبط بك:

تعج النفس البشرية بالكثير من العواطف والميول كما تموج بالعديد من الطموحات الخيالية، ولذا ينبغي البحث دائماً عن جذور جميع المشاكل في أنفسنا وأعماقنا، وليس من حقنا أن نعتبر الطرف الآخر الذي يقاسمنا الحياة مسؤولاً عن كل ما ينشب من نزاع وكل ما يشتعل من عراك. لماذا لا نحاول أن نتأمل الأمور بموضوعية؟ لماذا لا نبحث عن أخطائنا؟ لماذا نغض الطرف عن مواقفنا ونطالب الآخرين بتنفيذ آرائنا والانصياع لنظرياتنا؟ إن أوليات الحياة المشتركة تتطلب احترام الآخر، احترام رغباته وميوله وأفكاره وإنه إنسان له شخصيته وكرامته وحقه في التعبير والمشاركة.

ب- ما يرتبط بزوجك وشريك حياتك:

إن أقل الآلام التي تسببها للطرف الآخر قد يعصف بالحب الذي يربطك وإياه، ذلك أنه لم يكن ليتوقع هذه الإساءة منك.

ينبغي أن تكون الممارسة بحيث لا تحرك غضب، غيرة، وحسد الطرف الذي يقاسمك الحياة.

إن ضبط النفس وصيانة اللسان عن الكلام الجارح من مقومات الشخصية الإنسانية، خاصة في الحياة الزوجية.

دع البحث عن العيوب جانبا وابتعد عن الرغبات الخيالية، وخذ حق الآخر بنظر الاعتبار واحترام آراءه: فهذه أوليات وألفباء الحياة الزوجية.

لا تحاول أبدا فرض نفسك على الآخرين، ولا تتخذ من الممارسات السيئة أسلوباً في التعامل، ولا تطرح نفسك ديكتاتوراً في الأسرة.

إن هذه الامور تعمل عمل المعول في هدم الأساس الأسري.

ج- ما يرتبط بالزوجين معاً:

وفي هذا اشتراك واضح في خلق النزاع أو المشكلات، فالرجل يتحمل نصيبه في إثارة الصراع وكذلك المرأة مسؤولة في تغذية ذلك النزاع أو استفحاله أو بالعكس، وإذا أردنا أن نبحث في بواعث النزاع نجده فيما يلي:

التساهل في مسائل العفة والتقوى، عدم رعاية الضوابط الأخلاقية، الفوضى في المعاشرة، عدم رعاية الحقوق المتبادلة، انعدام الاحترام المشترك والمتبادل، التدخل في الشؤون الخاصة، غياب التحمل الناجم عن الإرهاق في العمل اليومي، غياب الخبرة المطلوبة، إثارة العيوب أمام الآخرين، ومحاولة إثبات القدرة.

ومما لا شك فيه ينبغي في مثل هذه الحالات على كل من الطرفين السعي لإصلاح عيوبه قبل أن يفكر بإصلاح عيب الطرف الآخر، إن الحياة المشتركة تعني الالتزام ببعض التعهدات المتبادلة، ولذا فإن رعاية جانب العفة والتقوى ليس أمر منحصراً بالمرأة فقط بل إن هذا الجانب يشمل الرجل أيضاً، وما أكثر النزاعات التي تنشب بسبب غضب المرأة حيال تصرفات وسلوكيات زوجها.

وهذه المسألة كثيراً ما تطرح من قبل الزوجات، حيث يشكين غياب التزام أزواجهن، كما أن التدخل في الشؤون الخاصة هو الآخر يثير بعض الحساسيات التي تؤدي إلى النزاع.

إن واجبنا أن نحترم الطرف الآخر وأن نقدره لا أن نصب عليه اللعنات أو نهاجمه، فإذا كان أحدنا قليل التحمل أو متعباً بسبب عمله اليومي أو يحمل بعض عقد الماضي فليس لزوجته ذنب في ذلك.

د- ما يرتبط بالأخرين:

أن بعض الأفراد وانطلاقاً من حسدهم وجهلهم وميلهم إلى الانتقام يتدخلون في شؤون الأسر في محاولة لتقويضها، بل أن بعض التدخلات تسفر عن نتائج سلبية بالرغم من النوايا الحسنة التي تدفع بعض الخيرين لإصلاح ذات البين.

همسة في أذان الشباب:

ينبغي أن نذكر الشباب من الذين ولجوا عالم الحياة المشتركة ببعض النقاط المهمة، واعتبارها كمعالم في طريق حياتهم الزوجية:

1ـ إن اعتبار الرجل قيماً على الأسرة ورئيساً للعائلة لا يعني منحه سلطة مطلقة تتحكم في مصير أفرادها.

2ـ على المرأة أن لا تستغل هدوء الرجل أو سكوته وحلمه في كثير من الأمور فتدمر هذه الصفات السامية فيه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.