المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
Rise-fall Λyes Λno
2024-11-05
Fall-rise vyes vno
2024-11-05
Rise/yes/no
2024-11-05
ماشية اللحم كالميك في القوقاز Kalmyk breed
2024-11-05
Fallyes o
2024-11-05
تركيب وبناء جسم الحيوان (الماشية)
2024-11-05

نب آمون الموظفون في عهد تحتمس الثاني والحياة الاجتماعية.
2024-03-31
Growth Phase of The Cell Cycle
18-10-2016
محمد بن محمد باقر بن محمد المختاري (ت/1133هـ)
28-6-2016
مضخات الهواء Air Spargers
23-4-2017
جزم الفعل المضارع
14-10-2014
مواصفات جودة الهواء Ambient air quality standards
1-8-2016


الشنفرى الأزدي  
  
5356   08:37 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص102-105
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-04-2015 2303
التاريخ: 29-12-2015 9279
التاريخ: 24-7-2016 2736
التاريخ: 29-06-2015 5083

- الشنفرى يمني الأصل من بني أواس (1) من الأزد؛ وهو شاعر صعلوك من العدّائين الفُتّاك الرّجِّيلين (2)، كان يضرب به المثل في سرعة الركض ومدى القفز. قيل كانت الخيل لا تلحقه، وقيل قيست نزوة (قفزة) من نزواته فوجدت واحدة وعشرين خطوة (ثمانية أمتار ونصف المتر). وكان الشنفرى يغزو على رجليه وحده أو في نفر قليلين من الصعاليك العدّائين الفتّاك أمثاله كقريبه (3) تأبّط شرّا ثم عامر بن الأخنس وعمرو بن برّاق ورجل اسمه المسيّب وأسد بن جابر. وكذلك كان يضرب المثل به في الحذق والدهاء.
ويبدو أن الشنفرى وقع في أسر بني سلامان بن مفرج من بني فهم (من قيس عيلان من عرب الشمال)، اسره اسد بن جابر، وهو صغير، فنشأ فيهم كأنه واحد منهم. ثم انه عرف حقيقة أمره في حديث طويل. وقد قيل إنه أقسم أن يقتل مائة من بني فهم لأنهم أسروه واستعبدوه وكتموا عنه حقيقة نسبه، فقتل منهم تسعة وتسعين ثم قتل. فمر به رجل منهم فرفس جثّته برجله احتقارا له، فقيل ان شظيّة من عظام الشنفرى المتناثرة دخلت رجل الرجل الفهمي فمات متأثرا بالجرح الذي أحدثته، فتم بذلك مائة قتيل من بني فهم.
- والشنفرى شاعر صعلوك أكثر شعره في الحماسة والفخر، وله شيء من الغزل. وبعض شعره حائر النسبة بينه وبين ابن اخته تأبّط شرّا، وقيل إن بعض شعره منحول. وللشنفرى القصيدة التي تسمّى لاميّة العرب والتي تبلغ في الحسن والفصاحة مبلغا عظيما وتصوّر حياة الصعلوك تصويرا دقيقا بارعا.
- المختار من شعره:
قال الشنفرى في التصعلك وقلة المبالاة بمصير الجسد بعد الموت:
فلا تقبروني إن قبري محرّم... عليكم؛ ولكن أبشري أمّ عامر (4)
إذا احتملوا رأسي، وفي الرأس أكثري... وغودر عند الملتقى ثمّ سائري (5)
هنالك لا أرجو حياة تسرّني... سجيس الليالي مبسلا بالجرائر (6)
- ومن لاميّة العرب:
أقيموا، بني أمّي، صدور مطيّكم... فإني إلى قوم سواكم لأميل (7)
فقد حمّت الحاجات والليل مقمر... وشدّت لطيّات مطايا وأرحل (8)
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى... وفيها لمن خاف القلى متعزّل (9)
ولي دونكم أهلون: سيد عملّس... وأرقط زهلول وعرفاء جيأل (10)
هم الاهل لا مستودع السر ذائع... لديهم ولا الجاني بما جرّ يخذل (11)
وكلّ أبيّ باسل، غير أنني... إذا عرضت أولى الطرائد أبسل (12)
وإن مدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن... بأعجلهم، إذ أجشع القوم أعجل (13)
وما ذاك إلا بسطة عن تفضّل... عليهم، وكان الافضل المتفضّل
وانّي كفاني فقد من ليس جازيا... بحسني، ولا في قربه متعلّل (14)
ثلاثة أصحاب: فؤاد مشيّع... وأبيض إصليت، وصفراء عيطل (15)
ولست بمهياف يعشّي سوامه... مجدّعة سقبانها وهي بهّل (16)
ولا جبّإ أكهى مربّ بعرسه... يطالعها في شأنه كيف يفعل (17)
ولا خالف داريّة متغزّل... يروح ويغدو داهنا يتكحّل (18)
أديم مطال الجوع حتى أميته... وأضرب عنه الذكر صفحا فأذهل (19)
وأستفّ ترب الأرض كيلا يرى له... عليّ من الطول امرؤ متطوّل (20)
ولو لا اجتناب الذام لم يلف مشرب... يعاش به، إلاّ لديّ ومأكل (21)
ولكنّ نفسا مرّة لا تقيم بي... على الذلّ إلاّ ريثما أتحوّل.
- وللشنفرى قصيدة تائية اختارها المفضّل الضبّي في «المفضّليات»، فيها غزل وحماسة، فمنها في الغزل:
لقد أعجبتني لا سقوطا قناعها... إذا ما مشت ولا بذات تلفّت
تبيت بعيد النوم تهدي عبوقها... لجارتها إذا الهدية قلّت (22)
تحلّ بمنجاة من اللوم بيتها... إذا ما بيوت بالمذمّة حلّت (23)
كأن لها في الأرض نسيا تقصّه... على أمّها، وان تكلّمك تبلت (24)
أميمة لا يخزي نثاها حليلها... إذا ذكر النسوان عفّت وجلّت (25)
إذا هو أمسى، آب قرّة عينه... مآب السعيد، لم يسل أين ظلّت (26)
فدقّت وجلّت واسبكرّت وأكملت... فلو جنّ انسان من الحسن جنّت (27)
فبتنا كأنّ البيت حجّر فوقنا... بريحانة ريحت عشاء وطلّت (28)
_________________________
1) أواس (بفتح الهمزة)، راجع الطرائف الأدبية لعبد العزيز الميمني، ص 32.
2) العداء: السريع العدو (بفتح العين وسكون الدال): الجري، الركض؛ الفاتك: الشجاع الجريء على القتل؛ الرجيل: الذي ليس لديه دابة يركبها فيسير على رجليه.
3) في حياتي الشنفرى وتأبط شرا تداخل: ينسب الأمر إلى أحدهما مرة وإلى الثاني مرة أخرى.
4) أم عامر: الضبع (أبشري بأن تأكلي من لحمي).
5) عند الملتقى: في مكان المعركة.
6) . . . سأبقى طول الدهر في عنقي الجرائم الكثيرة التي كنت قد ارتكبتها في حياتي.
7) بني أمي: قومي. أقيموا صدور مطيكم: ارفعوها من مباركها، ارحلوا. أميل: مائل، محب، (مفضلهم عليكم).
8) حمت الحاجات: قدرت، تهيأت، (وجب القيام بها). مقمر: مضيء (فيه القمر منير). الطية (بكسر الطاء وتشديد الياء): النية، المكان، المقصود. شدت مطايا وارحل: شدت الرحال على المطايا: (هيئت النياق للسفر).
9) منأى: مكان ناء (بعيد)، نجاة. القلى: الكره، البغض. متعزل: مكان يعتزل الانسان فيه ويبتعد عن أذى الناس.
10) سيد: ذئب. عملس: القوي على السير. أرقط: من كان في جلده قطع ملونة متجاورة (المقصود هنا: النمر). الزهلول: الاملس. عرفاء: وحش ضار له شبه العرف (الضبع). جيأل (صفة معرفة بغير ألف ولام وممنوعة من الصرف): الضبع (التي تجمع صوفها).
11) الجاني: المعتدي، مرتكب الجناية. جر: اعتدى، ارتكب جرما.
12) الأبي: الذي يأبى الضيم والظلم. الباسل: الشجاع. الطرائد (هنا): الفرسان التي تطرد (تتقاتل على ظهور الخيل).
13) الجشع: النهم، الطمع مع دناءة النفس.
14) ليس جازيا بحسنى: لا يثيب على صنع المعروف. ولا في قربه متعلل: ليس في مجاورته. . . أو مصادقته نفع أو أمل بنفع.
15) فؤاد مشيع: قلب جريء، مقدام، شجاع، كأن له أشياعا. وأبيض (سيف) إصليت (صقيل؛ مصلت أي مجرد من غمده، كناية عن كثرة القتال حتى أن هذا السيف لا يغمد). وصفراء (قوس) عيطل (طويلة العنق).
16) المهياف: الذي يبعد بابله في طلب المرعى على غير علم فيعطشها. يعشي: يحسبها إلى العشي، يؤخرها (فتجوع وتعطش على غير ارادة منه). -المقصود: أنا بطيء العطش أذهب بسوامي (ابلي وغنمي) إلى الأماكن البعيدة، على علم مني، ولا أخشى عطشا. مجدعة (من جدع بكسر الدال): سيئة الغذاء. البهل جمع باهل: لا صرار عليها (ضرعها غير مصرور، لا لبن فيها حتى يخشى من أن يرضعها فصيلها). السقبان جمع سقب (بفتح السين وسكون القاف): الذكر من ولد الناقة.
17) الجبأ: الجبان. الاكهى: الابخر (المتغير، الكريه رائحة الفم). مرب بعرسه: مقيم قربها لا يفارقها. يطالعها في أمره كيف يفعل: يستشيرها في كل أمر من أموره.
18) خالف: لا خير فيه. دارية (مؤنث داري، نسبة إلى دارين: مكان مشهور بالمسك): يحب العطر فيعطر نفسه دائما. متغزل: يلهو بمحادثة النساء. يروح ويغدو داهنا يتكحل: لا عمل له إلا التطيب (دهن بدنه بالطيب) ووضع الكحل في الكحل في أجفانه (ولعل التاء في داري المبالغة).
19) أجعل نفسي أنسي الجوع حتى لا أعود إلى الشعور به.
20) الطول: التفضل على الآخرين مع المن عليهم.
21) الذام: العيب، العار. لولا أني أريد أن أتجنب الذم والذلة لنعمت نفسي بجمع أنواع المطاعم والمشارب.
22) في المفضليات (تحقيق أحمد محمد شاكر وعبد السلام محمد هارون) الطبعة الثانية، دار المعارف، مصر 1371 ه‍-1952 م، ص 109. غبوق بالغين: ما يشرب (من الخمرة) بالعشي. وفي ليال (لندن): ان قرينة «بعيد النوم» تدل على ان الكلمة يجب أن تكون «عبوقها» (من عبق يعبق، بكسر الباء في الماضي وفتحها في المضارع: فاحت منه رائحة الطيب. غير أن القاموس لا يذكر صيغة «عبوق» (3:260-261).
23) -لا تؤذي احدا حتى برائحة فمها (وهذه أقل الأشياء أذى للآخرين).
24) تحل بيتها: تقر (بفتح القاف) فيه، لا تخرج منه كثيرا. بمنجاة من اللوم: بعيدة عن كل عمل يمكن أن يجلب اللوم عليها.... إذا كثرت الاعمال الداعية إلى اللوم في بيوت كثيرة.
25) النسي: الشيء المنسي، المفقود. تقصه: تتبع أثره (لتجده). على أمها (بفتح الهمزة): على قصدها، لا تلتفت إلى شيء آخر. بلت (القاموس 1:143): قطع (؟). -إذا سارت خفضت رأسها (حياء، كأنها تطلب شيئا ضاع منها) ولم تتلفت.
26) نثاها (كرها لزوجها، كلامها عن زوجها) لا يخزيه (لا يعيبه)؛ وإذا ذكرت في النساء كانت عفيفة جليلة (محترمة). الحليل: الزوج.
27) دقت: كان قوامها نحيلا. جلت: كان جسمها عظيما وقامتها مديدة. اسبكرت: طالت وامتدت حسنت مشيتها ذهابا وايابا. أكملت: كانت تامة الخلقة.
28) بتنا: قضينا الليل. حجر فوقنا: استدار في سقف البيت الذي نسكنه، أحاط بنا. الريحان كل نبات طيب الرائحة، الآس. ريحت: أصابتها الريح. طلت: أصابها مطر خفيف (إذا حركت الريح الازهار انتشرت رائحة تلك الازهار بسرعة وبمقدار أكبر؛ وإذا أصابها المطر كانت أنضر وأكثر عطرا).




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.