يجزم الفعل المضارع اذا سبقته احدى الجوازم، وهي قسمان :

قسم يجزم فعلا واحدا – وقسم يجزم فعلين.

والادوات التي تجزم فعلا واحدا اربع وهي :

لم ولما ولام الامر ولا الناهية.

2,1 -  لم ولما : للنفي، وتقلبان زمان المضارع الى الماضي. نحو لم يجيء نجيب، وقطفت الثمر ولما ينضج أي – ما جاء – وما نضج، ولذلك يسميان : حرفي نفي وجزم وقلب.

غير ان المنفي (بلم) يحتمل استمرار نفيه الى زمان الحال، وانقطاعه قبله.

والمنفي (بلما) يلزم استمرار نفيه الى الحال، وتختص بالمتوقع الحصول غالبا في

ص285

المستقبل فيجوز ان يقال لم يقم سليم ثم قام، ولا يجوز ان يقال لما يقم ثم قام.

1- لام الامر – يطلب بها حصول الفعل نحو لينتبه الغافلون.

2- ولا الناهية : يطلب بها ترك حصول الفعل نحو لا تكذب وهما يخلصان زمان المضارع الى الاستقبال.

الادوات التي تجزم فعلين اثنتا عشرة وهي :

1- ان نحو ان تعجل تندم.

2- اذ ما نحو اذ ما تكسل تخسر اذ ما تتادب تمدح.

3- من نحو من يفعل سوءا يجزه به. من يخر عمله يندم.

4- ما نحو ما تزرع تحصد . ما تنجز من عملك ينفعك.

5- مهما نحو مهما تفعل في الصغر تجده في الكبر.

6- أي نحو ايا تكرم اكرم أي تلميذ يجتهد يتقدم.

7- كيفما نحو كيفما تجلس اجلس.

ص286

8- متى نحو متى تقم نذهب.

9- اينما نحو ((اينما تكونوا يدرككم الموت)) (النساء : 78).

10- ايان نحو (ايان تعمل تنجح. ايان تطع الله يساعدك).

11- انى نحو : انى تقم تلق خيرا. اني يجلس العالم يحترم.

12- حيثما نحو حيثما تستقدم يدر لك الله نجاحا.

واول الفعلين الواقعين بعد هذه الادوات يدعى (شرطا) ويسمى الثاني جوابا وجزاء. ويجب في الشرط ان يكون فعلا خبريا متصرفا غير مقترن. بقد او : لن او ما النافية او السين او سوف.

والاصل في جواب الشرط ان يكون صالحا لان يحل محل الشرط.

ومتي لم يصلح الجواب لان يحل محل الشرط، وجب اقترانه بالفاء لتربطه بالشرط.

ص287

وتسمى هذه الفاء فاء الجواب، او فاء الجزاء ويكون جواب الشرط هو الجملة، لا الفعل وحده.

وفعل الشرط وجوابه – اما مضارعان او ماضيان او مختلفان ويجوز رفع المضارع الواقع جوابا اذا كان الشرط ماضيا (ولو في المعنى) نحو ان زرتني اكرمك او : اكرمك. وان لم تزرني اغضب او اغضب.

ويجب ربط جواب الشرط بالفاء في سبعة مواضع :

1- اذا كان جملة اسمية نحو ان تعف فالعفو من شيم الكرام.

2- اذا كان فعلا جامدا نحو من يزرني فلست اقصر في اكرامه.

3- اذا كان فعلا طلبيا نحو من سالك فاجبه.

4- اذا كان منفيا بما او لن نحو من يأتي الي فما ارده خائبا او فلن ارده خائبا.

5-   اذا كان مقرونا بقد او السين او سوف نحو من مدحك بما ليس فيك فقد ذمك وان اسات فستندم، او فسوف تندم.

6- اذا كان مصدرا (برب) او (كأنما) نحو ان تجيء فربما اجيء و من خالف احدى فرائض الدين فكانما خالفها جميعاً.

7- اذا كان مصدرا باداة شرط نحو من يزرك فان كان حسين السيرة فاكرمه.

وقد تربط الجملة الاسمية باذا الفجائية كما تربط بالفاء وذلك : اذا كانت اداة الشرط ان او اذا وكانت جملة الجواب خبرية موجبة غير مقترنة بناسخ نحو ((وان تصبهم سيئة بما قدمت ايديهم اذا هم يقنطون)) (الروم : 36).

ص288

واذا كان الجواب صالحا لان يكون شرطا فلا حاجة الى ربطه بالفاء، الا اذا كان مضارعا مثبتا او منفيا بلا، فيجوز ان يربط بها. والا يربط نحو ان تعودوا نعد، ونحو ((ومن عاد فينتقم الله منه)) (المائدة : 95) ونحو ((فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا)) (الجن : 13).

واذا وقع فعل مضارع مقرون بعاطف بعد جواب شرط جازم، جاز فيه الجزم بالعطف على الجواب، والرفع على انه جملة مستأنفة، والنصب بان مقدرة وجوبا نحو ان تبدوا في انفسكم ان تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر (بالاوجه الثلاثة) لمن يشاء.

واذا وقع المضارع المقرون بعاطف بين فعل الشرط وجوابه جاز فيه الجزم (وهو الاكثر) وجاز النصب فقط نحو ان تستقم تجتهد (بالسكون والفتح) أكرمك.

واذا وقع المضارع جوابا بعد الطلب يجزم بان مضمرة نحو تعلم تفز والتقدير : تعلم وان تتعلم تفز.

ويحذف فعل الشرط بعد ان المدغمة في لا نحو تكلم بخير والا فاسكت أي وان لا تتكلم بخير فاسكت.

ويحذف جواب الشرط اذا دل عليه – ويشترط في ذلك ان يكون الشرط ماضيا لفظا نحو انت فائز ان اجتهدت او معنى نحو : ستندم ان لم تجتهد.

ص289

وقد يحذف الشرط والجواب معا، ويبقى شيء من متعلقاتهما نحو (من سلم عليك فسلم عليه، والا فلا أي ومن لم يسلم عليك فلا تسلم عليه.

وشرط الجزم بعد النهي صحة المعنى بتقدير دخول (إن) قل (لا) وبعد غير النهي صحة المعنى بتقدير (إن) فقط كما في الامثلة السابقة – فلا جزم في : لا تدن من السفيه يؤذيك ولا في : اجتهد ترسب في الامتحان.

ص290