أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2019
2299
التاريخ: 5-9-2019
2252
التاريخ: 7-3-2021
3168
التاريخ: 11-10-2016
1923
|
أعطى الإسلام أهميّةً كبيرةً لهذه المسألة، ألا وهي، سنّ السنن الصّالحة، والابتعاد عن السنن السّيئة، وللمسألة انعكاسات وأصداءٌ كبيرةٌ في الأحاديث الإسلاميّة، ويستفاد من مجموع تلك الأحاديث، أنّ الهدف هو سنّ العادات الصّالحة، كي تتهيّأ الأرضيّة اللّازمة للتحلّي بالأخلاق الحميدة، وإزالة الرذائل الأخلاقيّة من واقع النفس والسّلوك، ومنها:
1ـ ما ورد عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): ((خَمْسٌ لَسْتُ بِتَارِكِهِنَّ حَتَّى اَلْمَمَاتِ: لِبَاسُ اَلصُّوفِ، وَرُكُوبِيَ اَلْحِمَارَ مُؤْكَفاً، وَأَكْلِي مَعَ اَلْعَبِيدِ، وَخَصْفِيَ اَلنَّعْلَ بِيَدِي، وَتَسْلِيمِي عَلَى اَلصِّبْيَانِ؛ لِتَكُونَ سُنَّةً مِنْ بَعْدِي)) (1).
والهدف من كلّ ذلك، هو إيجاد روح التّواضع عند الناس من خلال الاقتداء بالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في حركة السّلوك الإجتماعيّ.
2ـ وجاء في حديثٍ آخر عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: ((من سنّ سنّة حسنة عمل بها من بعده كان له أجره ومثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومن سنّ سنّة سيّئة فعمل بها بعده كان عليه وزره ومثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا)) (2). وورد في بحار الأنوار نفس هذا المضمون.
ونقل هذا الحديث بتعابير مختلفةٍ عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، والإمام الباقر والإمام الصّادق (عليهما السلام)، وهو يُبيّن أهميّة التمهيد للأعمال الأخلاقيّة، وأنّ التّابع والمتبوع هما شريكان في الثواب والعقاب، والهداية والضّلال.
3 ـ ولذلك أكّد الإمام علي (عليه السلام) على مالك الأشتر هذا المفهوم أيضاً، لحفظ السنن الصالحة، والوقوف في وجه من يريد أن يكسر حرمتها، فيقول: ((لاَ تَنْقُضْ سُنَّةً صَالِحَةً عَمِلَ بِهَا صُدُورُ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ وَاِجْتَمَعَتْ بِهَا اَلْأُلْفَةُ وَصَلَحَتْ عَلَيْهَا اَلرَّعِيَّةُ وَلاَ تُحْدِثَنَّ سُنَّةً تَضُرُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاضِي تِلْكَ اَلسُّنَنِ فَيَكُونَ اَلْأَجْرُ لِمَنْ سَنَّهَا وَاَلْوِزْرُ عَلَيْكَ بِمَا نَقَضْتَ مِنْهَا)) (3).
وبما أنّ السّنن الحسنة تساعد على تعميق عناصر الخير، ونشر الفضائل الأخلاقيّة في واقع المجتمع، فهي تدخل في مصاديق الإعانة على الخير ونشر السّنن الحميدة، وأمّا إحياء السّنن القبيحة والرذائل الأخلاقيّة، فتدخل في مصاديق الإعانة على الإثم والعدوان، ونعلم أنّ فاعل الخير والدّال عليه شريكان في الأجر، وكذلك فاعل الشّر والدّال عليه شريكان في العقاب أيضاً، من دون أن يقل من ثواب العاملين، أو عقابهم شيء.
والسّنة الحسنة بدرجةٍ من الأهميّة، بحيث قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله*، في الرواية المعروفة في حقّ جدّه الكريم: ((كَانَ لِعَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ خَمْسٌ مِنَ اَلسُّنَنِ أَجْرَاهَا اَللَّهُ لَهُ فِي اَلْإِسْلاَمِ، حَرَّمَ نِسَاءَ اَلْآبَاءِ عَلَى اَلْأَبْنَاءِ وَسَنَّ اَلدِّيَةَ فِي اَلْقَتْلِ مِائَةً مِنَ اَلْإِبِلِ وَكَانَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ وَوَجَدَ كَنْزاً فَأَخْرَجَ مِنْهُ اَلْخُمُسَ وَسَمَّى زَمْزَمَ حِينَ حَفَرَهَا سِقَايَةَ اَلْحَاجِّ)).
ويستخلص من مجموع ما تقدّم أنّ الآداب والسّنن والعادات، لها معطياتٌ مهمّةٌ، على مستوى إيجاد الفضائل أو تكريس الرّذائل على حدّ سواء، ولذلك أكّد عليها الإسلام تأكيداً شديداً وجعل الثّواب لمن يسنّ السّنن الصالحة، والعقاب لمن يسنّ السّنن الرّذيلة، واعتبرها من الذنوب الكبيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الخصال، ص 272.
(2) كنز العمال، ح 43079، ج 15، ص 780.
(3) نهج البلاغة، رسالة 53.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
السيد السيستاني يستقبل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق
|
|
|