{ وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [التوبة: 3]

الأَذَانُ: إِیذَانٌ وَإِعلَامٌ، یُقَالُ: هَذَا إِعلَامٌ لَكَ وَإِلَیكَ یَا فُلَانٌ، وَمِنهُ قَولُه تعَالَى:{وَأَذانٌ مِنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ} وَکَمَا أَنَّ الأَمَانَ بِمَعنَى الإِیمَانَ، کَذَلِكَ الأَذَانُ بِمَعنَى الإِیذَانُ، وَفِیهِ مِعنَى الأَمرِ؛ أَي: أَذَنُوا النَّاس، یَعنِي أَهلَ العَهدِ، وَقِیلَ: أَرَادَ بِالنَّاسِ: الـمُؤمِن وَالـمُشرِك؛ لأَنَّ الکُلَّ دَاخِلُونَ في هَذَا الإِعلَام [1].

{يَوْمَ الْـحَجِّ الأَكْبَرِ} وَهوَ عَرَفَةُ، وَقِیلَ: یَومُ النَّحرِ؛ لأَنَّ فِیهِ تَمَامُ الحَجِّ، وَمُعظَّمُ أَفعَالِه [2].

وَرُوِي: أَنَّ عَلِیَّاً(عليه السلام) أَخَذَ رَجُلٌ بِلِجَامِ دابَّتهِ، فَقَالَ: مَا الحَجُّ الأَکبَرُ؟ فَقَالَ: (یَومُكَ هَذَا، خَلِّي عَن دَابَّتِي) [3].

{أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْـمُشْرِكِينَ} أَي: مِن عَهدِهِم، فَحَذَفَ الـمُضَاف: {وَرَسُولُهُ} أَي: رَسُولُهُ بَرِيىء أَیضَاً مَن عَهدِهِم [4].