المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

من حكم الامام زين العابدين
2-4-2016
المعتمد بن عباد
24-7-2016
قانون حفظ الطاقة: كلما تغيرت الأشياء ازدادت ثباتًا....
2024-01-14
أبو منصور الموفق
12-10-2015
ابن الشاطر
6-6-2016
Abel-Plana Formula
17-11-2018


ماهية وشمولية صفة الخداع  
  
1097   09:15 صباحاً   التاريخ: 2023-03-07
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص202 ــ 203
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

يعتبر الخداع في نظر البعض نوعاً من الدفاع. من اجل الفرار من حادثة او صدمة أو ضرر، فالذين يبتلون ببعض المشكلات أو يتعرضون لظروف قاهرة يسعون بشكل او بآخر إلى الخلاص مما وقعوا فيه.

وإذا لم يتمكنوا من ابتكار طرق مشروعة من اجل الخلاص فإنهم يتوسلون بطرق اخرى، ومنها الخداع والحيلة.

والبعض عرف النفاق بأنه ناتج من ظروف التضاد والتعارض الناجمة عن الابتلاءات التي يتعرض لها الانسان، حيث يسعى الانسان في هذه الظروف إلى الحصول على المكانة المناسبة التي يرغب بها أو ان يهرب من الظروف الغير مناسبة التي وقع فيها. والبعض ذكر بان الخداع عمل نفسي - اجتماعي تفرضه الظروف الغير مستحكمة والغير ثابتة في حياته أو انه في بعض الموارد أبتلى بمخمصة الجأته إلى الاستفادة من الحيلة والخداع. حيث انه يعتبر هذا الطريق هو الافضل لتوفير راحة البال والاطمئنان له.

وهذا الوضع لا يخص بني البشر فقط، بل ان الحيوانات تستفيد من هذه الخصلة احيانا وحتى ان بعضها أصبح ضرباً للمثل في هذا المجال.

وفي دنيا البشر فإن الخداع موجود وفي كافة الاعمار ويتناسب مع سن الاشخاص كلما ارتفع فإن الاستفادة من الحيلة والخداع تصبح بشكل أكثر. وحتى ان الأطفال يتعلمون هذه الصفة من الكبار. طبعاً الانسان المؤمن والعاقل يسعى إلى ان لا يستفيد من هذه الطريقة وهذا الاسلوب، ويستفيد من العقل والمنطق في حل ما يعتريه من مشاكل في حياته. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.