أسماء الذين قيل بأنّ ابن أبي عمير روى عنهم من المضعّفين / صباح بن يحيى المزني. |
1218
03:14 مساءً
التاريخ: 2023-03-01
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-9-2017
1991
التاريخ: 11-9-2016
1923
التاريخ: 31-10-2017
1826
التاريخ: 17-10-2017
1587
|
قال النجاشي: (كـوفي ثقـة، روى عن أبـي جعـفر وأبـي عبـد الله عليهما السلام) (1).
وقال ابن الغضائري: (صباح بن يحيى المزني أبو محمد، كوفي زيدي، حديثه في حديث أصحابنا، ضعيف، يجوز أن يخرَّج شاهداً) (2).
ولأجل ذلك ربّما يقال: إنّ توثيق النجاشي معارض بتضعيف ابن الغضائري، فالرجل ممن لم تثبت وثاقته.
ولكن الظاهر أن ما ذكره ابن الغضائري من التضعيف لم يكن بشأن صباح بن يحيى المزني بل بشأن رجل آخر.
والوجه في ذلك:
أنّ العلامة (قدس سره) ذكر في الخلاصة ما لفظه: (صباح بن قيس بن يحيى المزني أبو محمد، كوفي زيدي، قاله ابن الغضائري، وقال: حديثه في حديث أصحابنا ضعيف يجوز أن يخرَّج شاهداً، وقال النجاشي: إنه ثقة روى عن الباقر والصادق عليهما السلام) (3).
وقال ابن داود في القسم الأول من رجاله: (صباح بن يحيى أبو محمد المزني قر، ق [جش] كوفي ثقة) (4).
وقال في القسم الثاني:
(صباح بن بشير بن يحيى المقري أبو محمد قر، ق [غض] زيدي) (5).
ويظهر ممّا ذكره العلمان أن الذي ذكره ابن الغضائري في المجروحين لم يكن (يحيى) اسماً لأبيه بل اسماً لجده، وإنما كان اسم أبيه (قيس) أو (بشير)، ويبدو أن التشابه بين اللفظين في رسم الخط أوجب الاختلاف في النقل. هذا من جهة، ومن جهة أخرى يبدو أن العلامة (قدس سره) قرأ لقب المترجم في كتاب ابن الغضائري (المزني) فاعتقد اتحاده مع المترجم في رجال النجاشي فأدمج بين الترجمتين.
وأمّا ابن داود فقرأه (المقري) فاعتقد أنه مغاير مع المذكور في كلام النجاشي، فأورد كلاً منهما مستقلاً (6).
وأمّا المولى عبد الله التستري الذي انتزع رجال ابن الغضائري من (حلّ الإشكال) لابن طاووس ــ وأدرجه تلميذه القهبائي في مجمع الرجال ــ فيبدو أنه لم ينتبه للفظة (قيس بن) أو (بشير بن) فأثبته (صباح بن يحيى)، أو أن عدم التنبه كان من ابن طاووس، فنتج عن ذلك توهم أن من ضعفه ابن الغضائري هو نفس من وثقه النجاشي.
ويؤكّد الاختلاف بينهما أن صباح بن يحيى المزني مترجم في كتب الجمهور أيضاً (7)، ولم يذكر في أي مصدر أن (يحيى) اسم جده لا أبيه.
وأيضاً ظاهر الكشي في ترجمة البراء بن عازب أن صباح المزني كان من أصحابنا الإمامية لا الزيدية (8)، بل وكان من أجلائهم، حيث ذكره في عداد جمع منهم (9)، مع أن ابن الغضائري عدَّ المترجم في كتابه من الزيدية، فهذا مما يشهد على تغايره مع صباح بن يحيى المزني الثقة.
والحاصل: أنه لا سبيل إلى التأكد من أن من ضعفه ابن الغضائري هو الصباح بن يحيى المزني المعروف، بل يمكن استحصال الوثوق بخلاف ذلك بملاحظة ما تقدم.
ثم إنه قد وردت رواية ابن أبي عمير عن الصباح المزني في موضع من علل الشرائع، فقد روى الصدوق عن أبيه ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن أبي عمير ومحمد بن سنان جميعاً عن الصباح المزني وسدير الصيرفي ومحمد بن النعمان مؤمن الطاق وعمر بن أذينة عن أبي عبد الله (عليه السلام). وقال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله قالا: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى عن عبد الله بن جبلة عن الصباح المزني وسدير الصيرفي ومحمد بن النعمان الأحول وعمر بن أذينة عن أبي عبد الله (عليه السلام).
هكذا أورده في علل الشرائع المطبوع بقم (10)، ولكن ذكر المعلق أن في بعض نسخ الكتاب (الصباح السدى) في الموضع الأول، وهو المذكور في الطبقة النجفية من العلل (11).
ولكن الصحيح هو الأول، كما ورد في الوسائل والبحار أيضاً (12). والقرينة عليه هو ذكره ثانياً بهذا العنوان نفسه في جميع النسخ، مضافاً إلى أن الصباح السدى ممن لا ذكر له في شيء من المصادر.
هذا ولكن يشكل رواية ابن أبي عمير عن الصباح المزني مباشرة إذا صح ما ذكره النجاشي من أنه كان من أصحاب الباقر (عليه السلام)، فإنه يكون عندئذٍ من الطبقة الرابعة، وابن أبي عمير لم يدرك أصحاب هذه الطبقة.
إلا أنّ المظنون قوياً أنّ ما ذكره اشتباه، حيث لم يذكره البرقيّ ولا الشيخ في أصحابه (عليه السلام)، ولا يناسبه طبقة من رووا عنه ومن روى عنهم.
ويبدو لي أنّ منشأ ما قاله النجاشيّ هو قول الكشيّ في ترجمة البراء بن عازب (13): (روى جماعة من أصحابنا منهم أبو بكر الحضرمي وأبان بن تغلب والحسين بن أبي العلاء وصباح المزني عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام)، فظن أن المقصود رواية كل من هؤلاء عن الإمامين (عليهما السلام)، مع أن الظاهر كون المقصود هو رواية بعضهم عن أحدهما أو كليهما وبعضهم الآخر عن الثاني، فتدبّر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال النجاشي ص:201.
(2) رجال ابن الغضائري ص:70.
(3) خلاصة الأقوال ص:230.
(4) رجال ابن داود ص:187.
(5) رجال ابن داود ص:462.
(6) ذكر المحقق الشيخ محمد حفيد شيخنا الشهيد الثاني (قُدِّس سرُّهما) في (استقصاء الاعتبار ج:5 ص:285): يظهر أنّ العلامة توهّم كون صباح المزني ابن قيس من ابن طاووس في كتابه حيث نقل عن ابن الغضائري أنه قال صباح بن يحيى من ولد قيس. ولكن هذا الكلام في غاية البعد:
أولاً: من جهة أنّ جملة (من ولد قيس) لم ينقلها المولى التستري فيما انتزعه من كتاب ابن طاووس فيبدو أنها لم تكن موجودة في كتابه، وما ذكره المحقق الشيخ محمد كأنه مجرد حدس منه، فتأمّل.
وثانياً: أنّه لا معنى لأن يقول ابن الغضائري: صباح من ولد قيس، ولا يبين أي قيس هو هل قيس بن معدي كرب أو قيس بن منبه بن بكر أو قيس مخرمة أو قيس بن خلدة أو غير هؤلاء ممن يسمون بـ(قيس).
وثالثاً: إن العلامة ــ وكما قال المحقق التستري (قاموس الرجال ج:5 ص:479) ــ أجل من أن يرى صباح بن يحيى من ولد قيس فيعنون صباح بن قيس بن يحيى!!
(7) لاحظ الجرح والتعديل ج:4 ص:442.
(8) ورد في تفسير فرات الكوفي (ص:440) (عن صباح المزني قال: كنّا نأتي الحسن بن صالح وكان يقرأ القرآن فإذا فرغ من القرآن سأله أصحاب المسائل..)، فربّما يقال: إنّ هذه الرواية تدلّ على أنّ صباح المزني كان من أصحاب الحسن بن صالح بن حي الذي كان من الزيديّة وإليه تنتسب الصالحيّة منهم. ولكن تفسير فرات ممّا لا يعوّل عليه في شيء كما ذكر في محلّه.
(9) اختيار معرفة الرجال ج:1 ص:242.
(10) علل الشرائع ج:2 ص:2 ط: قم.
(11) علل الشرائع ص:312 ط: النجف الأشرف.
(12) وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ج:5 ص:466؛ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ج:18 ص:354.
(13) اختيار معرفة الرجال ج:2 ص:242.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|